سأبدأ على بركة الله وبناء على رغبة الأستاذة ريمة ، وبالترتيب المنطقي للأسئلة ، التفاعل مع حضراتكم في هذا اللقاء ، وأرجو أن أوفق بتمثل المقولة " الإنجاز في الإيجاز " ، كيلا أدفعكم للتحول إلى صفحة أخرى من صفحات المنتدى قبل اتمام قراءة هذا الموضوع..
وإليكم نبذة حاولت اختصارها لمستوى العموميات فيما يخص سيرتي الذاتية ، وهي لمجرد التعارف وبيان الاتجاهات والميول، آمل أن تحقق غايتها مع التنويه إلى أنني قد أضيف عليها لاحقاً ما قد أجده مفيداً .
المهندس مهند الكوسا
مدير عام / مركز العلوم التخصصي – دمشق
رئيس مجلس إدارة الجمعية السورية للموهبة والإبداع – دمشق
عضو في نقابة المهندسين فرع دمشق
عضو في الجمعية العربية للإدارة – القاهرة
عضو في جمعية حماية البيئة والتنمية المستدامة - دمشق
عضو مجلس إدارة جمعية اسعاف الفقراء -دمشق
ولدت في دمشق من أسرة دمشقية في بيئة تفرض عليك طواعية تنشق نسمات الأدب والفنون الراقية مع الهواء الذي تتنشقه،والدي مارس فنوناً راقية عديدة فهو رسام له ماينوف عن الخمسبن من اللوحات الزيتية والمائية زينت جدران منزلنا ، وكذلك له من المؤلفات مايزيد عن العشرين معظمها في القصة القصيرة وبعضها في الرواية أو المجال الحقوقي أو تحقيق بعض الكتب، وكل ماسبق لم يكن حرفة وإنما هواية.
أنا الأصغر بين أخوتي ، حاولت كما بقية الأطفال واليافعين أن أتمثل قدوة وأقلدها ،، فكان لي محاولات في الرسم تحولت إلى اهتمام في فنون الخط العربي وشغف في تعلمه وممارسته، اعتلوت صهوة القلم في مرحلة مبكرة نسبياً فكانت محاولاتي تسعى لسبق امكانياتي العمرية ، وبقيت هذه المحاولات متعثرة نسبياً ليس لها ملامح واضحة ،، كنت شغوفاً منذ صغري بالقراءة ، ألتهم الكتب بنهم شديد وساعدني على ذلك مكتبة والدي الغنية بأمهات الكتب، قرأت في الأدب والتاريخ والفكر والدين ، إلى أن قدر الله بعد الثانوية أن أدخل الفرع الذي كنت أرغبه وهو هندسة الالكترون في جامعة دمشق ، وهنا بدأ تحول في اهتماماتي وبدأت قراءاتي تتوجه بالاتجاهات العلمية بما يعزز معارفي في الاختصاص الذي اخترته ، وبدأت أكون مكتبتي الشخصية من الكتب العلمية والهندسية ، عندما كنت في مرحلة الدراسة الجامعية كان معظم انفاقي يذهب ثمناً لكتب غير جامعية ضمن المجالات العلمية ، بدأت بالعمل في مرحلة مبكرة من حياتي وحتى قبل انهاء دراستي الجامعية ، فأسست ورشة أمارس فيها العمل الهندسي في مجال الالكترونيات ، وهو مجال علمي يتسم بسرعة تحركه وتدخله في جميع العلوم الأخرى وحتى في مناحي الحياة،، وهذا مافرض علي كثرة المتابعة في هذا المجال حتى كان من الفخار الذي أجاهر به أحياناً بين أصدقائي أنني قرأت واقتنيت معظم الكتب الموجودة في السوق في مجال اختصاصي ، فتحولت ورشتي إلى مخبر تطبيقي لما تلقيته وقرأته من علوم نظرية، تطور عملي من الصيانة إلى التصميم إلى التدريب، حيث بدأت بعد حوالي عقد من الزمن اختزنت فيه الكثير من المعارف بمحاولة نقل هذه المعارف إلى من هم بحاجة لها من خلال دورات تدريبية ضمن الورشة ، فالعلم يزكو على الانفاق ، إلى أن قدر لي الله ووفقني لتأسيس مركز تدريبي في دمشق عام 1998 هو مركز العلوم التخصصي ، نشاطه الأساسي إقامة برامج تدريبية في العلوم الهندسية والصناعية والإدارية ، وهذا مانقلني إلى مرحلة تحتاج لمتطلبات إضافية أهمها العلوم الإدارية ، فبدأت بالانفتاح على مجالات أخرى من العلوم ، فدرست حوالي العام والنصف دبلوم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية ضمن دراساتي العليا ، وتابعت دراساتي في مجال الإدارة والتسويق، فأنا عضو في الجمعية العربية للإدارة في القاهرة ، وبدأت بالتدريب وإلقاء المحاضرات في المجال الإداري والتسويقي إضافة للمجال الهندسي ، وكل هذا كان بحاجة لكثير من القراءات كي أستطيع إعداد المادة التدريبية وأمليات ومذكرات البرامج التدريبية ، وكي أزيد من فعالية التدريب وأرفع القيمة المضافة من عملي فكان لابد من الخوض كثيراُ في مجال التنمية البشرية وفنون التعامل وبعض مناحي علوم التفوق الشخصي وإدارة الذات،،وصولاً لعلوم الإبداع وهذا ماتزامن مع ظهور جمعية جديدة في مجتمعنا الأهلي حطت رحالها عام 2006 في مركز العلوم التخصصي الذي احتضنها ورعاها وحتى الآن، هذا الكيان هو " الجمعية السورية للموهبة والإبداع " ، فكنت من الأوائل الذين اقتنعوا بفكرة وأهداف الجمعية ، والتي سأتعرض إليها بالتفصيل لاحقاً، فكنت منذ إشهارها عضواً في مجلس إدارتها وأنا أرأس هذا المجلس منذ عام 2008 وحتى الآن.
إن شغفي بالمتابعة العلمية والارتقاء الثقافي وكذلك طبيعة عملي يخلق داخلي هاتفاً يحضني دائماً علي متابعة التحصيل الأكاديمي ، رغم كثرة المشاغل وعدم التفرغ، فكان ماجستير إدارة بيئة وجودة وأمان النظم الصناعية من جامعة دمشق والمحطة الأخيرة مع ماجستير إدارة الأخطار الصناعية من جامعة بواتييه الفرنسية ، وكان خلال هذه المرحلة التركيز على علوم البيئة والجودة وإدارة المنشآت الصناعية والوصول بعد دورات تدريبية إلى مرتبة مدقق رئيسي لنظم إدارة الجودة .
في الفترات السابقة جميعها كان قلمي يلح علي بشدة كي أعاود اعتلاء صهوته من جديد ، وللأمانة أقول أنني لم أهجره مطلقاً ، وإنما كانت علاقتي الحميمة معه لم يرتق نتاجها بعد لرتبة التصنيف الذي يستحق النشر ، أما وبعد هذه السنوات فأجد في نفسي رغبة عارمة تدفعني كي أحوّل مدخلات السنوات السابقة وخبراتها ومخزونها إلى مخرجات ذات أبعاد فيزيائية ملموسة ، بشكل سلسلة من الكتب بمواضيع منوعة تفيد مجتمعنا، وهو مابدأت به من فترة ليست بالطويلة عسى أن يرى إصداري الأول النور قريباً بإذن الله.
للعمل الخيري نصيب من اهتمامي فأنا عضو مجلس إدارة جمعية خيرية تعتبر من الأقدم في مدينة دمشق وهي جمعية اسعاف الفقراء في حي المهاجرين ، حيث تأسست عام 1923 ، وهي قائمة حتى الآن وتمارس نشاطاتها بفعالية.
متزوج ، وزوجتي مهندسة الكترون أيضاً وهي آثرت المهمة الأسمى في حياة المرأة وهي تربية أولادها وتنشأتهم أفراد صالحين في هذا المجتمع ، عن العمل الهندسي ، وكانت حصيلة زواجنا أربعة أولاد ، أكبرهم تخرج حديثاً من الجامعة وحصل على درجة بكالوريس في إدارة الأعمال ، والثاني بدأ دراسته الجامعية هذا العام في كلية التجارة والاقتصاد ، وتوأمان من الإناث في الصف الأول الثانوي هذا العام.
الآن أسعى لنيل درجة الدكتوراه ،، وهذا ما قد يطول زمنياً فدعواتكم لي بالتوفيق.