الخطوة الأولى: العنوان والمدخل والمخرج
حسب ذاكرتي أتذكر أن الأديب إحسان عبد القدوس أول من كتب مقدمة للمجموعات القصصية، وصار من بعد ذلك عرفا متبعا.
وكم تمنيت لو وقفت مع هذا العنوان الموحي المحلق!
ماذا منعني؟
المدخل والمخرج.
ما المدخل؟
إنه تلك المقدمة الشاعرية التي أوردتها الكاتبة الجليلة بدء كتابها تحت عنوان "تحليق بلا أجنحة".
ماذا قالت فيها؟
قال لها: كيف تجيدين التحليق بلا أجنحة؟
أجابته وائقة: أصنع طائرة من ورق، وأسكب من دمي حبرا فيغدو كائنا حيا يطير بجناحين قويين ... يسافر بي حيث أتمنى.
هذا هو المدخل، فما المخرج؟
جاء المخرج بعد آخر قصة بعنوان "أجنحة الأمل"، وكان مخرجا شاعريا كا المدخل.
ماذا جاء فيه؟
كان الجميع سعداء بوهم التحليق ...
قد رسموا في سقف الزنزانة سماء وشمسا وغيما ...
فردوا أجنحتهم البالية، وأخذوا يحركونها بفرح.
وتعالت ضحكاتهم، وقد صدقوا الأكذوبة من فرط الأسى.
فجأة ... أمطرت السحب الوهمية.
ولم ستطيعوا حينها أن يصدقوا أن للأمل أجنحة أخرى غير مرئية قد تصنع المستحيل.
لماذا منعني المدخل والمخرج من الوقوف مع العنوان؟
لأنها رسمت فلسفة المجموعة، وطرحت رؤية الكاتبة الجليلة، وكنت أود أن تكون الوقفة مع العنوان والقصص لاستخلاص هذه الفلسفة!
لكنها أجادت!