منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 33
  1. #11

    رد: موسوعه المذاهب الفكرية المعاصرة

    ستراها اخى القارئ من خلال عرض حالها فيما يلي:

    ولادة البنت في الجاهلية وفي الإسلام : يعرف القارئ الكريم أن الجاهليين كانوا يكرهون ولادة البنات ويتبرمون منها ويسود وجه أحدهم من الغيظ ويختفي عن مقابلة الناس حياء من ولادة البنت، ثم يأخذ في التفكير العميق هل يبقيها حية تتجرع أنواع الإهانة حتى تموت أم يعاجلها بالعقوبة فيدفنها في التراب حية دون أدنى مبالاة، وقد وصف الله هذا الحال بقوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ، وبعد هذا قال الله تعالى في الحكم عليهم: }أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ{ [النحل:58، 59]، إنها إساءة إلى الله تعالى، وإلى أم المسكينة، وإلى تلك المسكينة التي وجدت من دون اختيارها، وإلى المجتمع كله. }
    وقال تعالى: عن دسها في التراب – أي دفنها حية - : { وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ} [التكوير:8 -9]، وهو تهديد شديد، ويعود سبب تلك الكراهية لها إلى أن حياة الجاهلية كانت قائمة على الغارات والسلب والنهب، والبنت لا تستطيع ذلك فكرهوا ولادتها وتعللوا بخوف العار.
    2- كان حكم الجاهلية يقضي بأن المرأة لا إرث لها من مال والديها ولا أحدا من أقاربها، بل الذي يختص بالمال كله هو الرجل فقط، ولكن حكم الله تعالى: {لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا} [النساء:7] فجعل المرأة ترث من المال مهما كان قليلا أو كثيرا بقدر نصيبها الذي بينته السنة أتم بيان.
    3- كانت المرأة تورث كالمتاع أو كالحيوانات التي يتركها الميت لورثته، هكذا حكم الجاهلية، ولكن حكم الإسلام يختلف تماما إذ حكم بأن هذا لا يحل، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا} [النساء:19].
    4- كانت المرأة تعامل كقطعة من جماد لا اهتمام بها ولا نظر لمشاعرها، فقد كان الرجل يجمع بين الأختين في الزواج دون أي اعتبار لما تحس به كل منهما من الغيرة والتعذيب النفسي، ولكن الله في القرآن الكريم جعل هذا العمل من المحرمات المؤبدة في حياة كل منهما تحت رجل واحد، حيث قال الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} [النساء:22] إلى أن قال تعالى {وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [النساء:23].
    5- كانت المرأة لا تملك الانفصال عن زوجها ولو طلقها مائة مرة، فجعلها الإسلام طلقتين فقط، وفي الثالثة تنتهي عشرتها مع زوجها.
    6- كان الرجل يعدد الزوجات حسب ما يريد، فجعلها الإسلام أربعا فقط مع أمن الجور والاستطاعة الكاملة.
    7 – كانت المرأة لا رأي لها في اختيار الزوج الذي تريد، بل تزوج مكرهة.
    8- كانت المرأة إذا مات عنها زوجها ينكحها ولده من غيرها دون أي اعتبار لما كانت تتمتع به في حياة زوجها من منزلة ودون اعتبار لزوجة الأب التي هي بمنزلة الأم، فأبطل الله هذه الفعلة القبيحة وحرمها بقوله تعالى {وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً } [النساء:22].
    ثلاث صفات قبيحة لهذا السلوك البهيمي.
    9- كانت المرأة التي تقع أمة لشخص بأي سبب تقهر وتهدر كرامتها، بل تصبح سلعة رخيصة معروضة إذ كان سيدها يكرهها على البغاء ليثرى على حساب عفتها، فأبطل الله ذلك فقال تعالى { وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور:23] فحرم الله ذلك السبيل الجائر إلى الأبد.
    كما أنه لم يكن للمرأة أي حقوق أو دور مع الرجل في الأمور المهمة، فلا يسمع لها رأي، ولا يقام لها وزن، وإنما هي لمتعة الرجل فقط، فجاء الإسلام الذي أعطى المرأة حقوقا لم تنلها في حياتها لا من قبل ولا من بعد في غير الإسلام، فقد بين الله في كتابه الكريم وفي سنة نبيه أن المرأة هي بخلاف ما كانت تتصوره الجاهلية، فهي تماما مثل الرجل في أشياء كثيرة تأملها فيما يلي:
    أولاً: أصل الخلق: تحدث الله في القرآن الكريم عن الأصل الذي تكاثر منه الإنسان وجعل المرأة شريكة الرجل في تكوين ذلك الأصل وجعله نعمة توجب على الإنسان التقوى والمراقبة، قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى} [الحجرات:13]، وأن الذكر والأنثى خلقا من نفس واحدة، قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَآءً}
    [النساء:1].
    ثانيا: أن كلا من الرجل والمرأة سواء في اعتبار كل منهما هبة ومنحة من الله تعالى، قال تعالى {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَآءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى:49-50].
    ثالثا: سوى الله في القرآن الكريم كذلك بين الرجل والمرأة في الاستقلال في المسئولية الشخصية، وهذا يتمثل في الأمور الآتية:
    1- تحميل المرأة مسئولية تصرفها في الدنيا كالرجل سواء بسواء، قال تعالى: { وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَآءَ بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [المائدة:38].
    2- ترتيب الجزاء في الآخرة على العمل الفردي من الرجل والمرأة طاعة كان أو معصية، قال تعالى عن الطاعة: { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ }
    [آل عمران:195].
    وبالنسبة للمعصية قال تعالى: { لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا } [الأحزاب:73 ].
    3- سوى بينهما في إباحة كسب المال بالطرق المشروعة رغم اختلاف طبيعتهما وأرشد كلا منهما إلى تحري الفضل والخير من الأموال بالعمل دون التمني والتشهي، وأنه ليس للرجل أن يسلب المرأة مالها ولا العمل الذي يتناسب مع طبيعتها، كما أنه ليس للمرأة أن تطمع فيما وراء مؤهلاتها الطبيعية، قال تعالى: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [النساء:32].
    ومعنى ما فضل الله به بعضكم على بعض: أي تمني النساء أن يكن رجالا أو تمني بعضكم أموال البعض الآخر.
    4- سوى بينهما في استحقاق الإرث بحكم الصلة التي تربط كلا منهما بالموروث، فقال تعالى {لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا } [النساء:7].
    وبهذا أبطل ما كان متعارفا عليه قبل الإسلام من حرمان المرأة والصغير من الميراث، وإن كان نصيب الرجل أكثر من المرأة في الميراث، فذلك لما كلفه به الإسلام من النفقة عليها والقيام بشؤونها، و على هذا فإن نصيب المرأة وإن كان يبدو قليلا لكنه كثير، إذ أن ما تأخذه سيكون باقيا لها بخلاف الرجل فإن ما يأخذه سيذهب في الإنفاق على النساء و على كل من يعول الرجل، فقليل يبقى خير من كثير يزول.
    5- وسوى بينهما في توجيه الخطاب عندما تحدث عن الآداب العامة ووجوب مراعاتها مثل غض البصر، وحفظ الفرج، وعدم إبداء المرأة لزينتها، فقال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا } [النور:30-31]
    وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات:11].
    وسوى بينهما في التكافل الاجتماعي، فاعتبر المرأة طرفا مساويا للرجل، ولها نفس التأثير وعليها نفس التبعة، يقول تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة:71].
    وسوى بينهما عندما هدد من يعمل على إيذاء المؤمنين والمؤمنات، {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}
    [الأحزاب:58].
    وسوى بينهما في طلب الاستغفار من الرسول صلى الله عليه وسلم لكل منهما، قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} [محمد: 19].
    ومن تكريم الله للمرأة ولطفه بها أن أوجب الإسلام على الرجل أن يقوم بالإنفاق على وليته، والزوج على زوجته، فهو مسئول عن مسكنها وكسوتها ومطعمها ومشربها على قدر طاقته، قال تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق:7]، وهذا بخلاف البهائم فإن الأنثى هي التي تقوم بالإنفاق على نفسها و على أولادها. ومن تكريم الله للمرأة أن جعل الرجل قيما عليها ومسئولا عنها، فهو الذي يقوم بكل ما تحتاج إليه مما لا تقدر عليه، وقد جعل الله للرجل درجة عليها ليقوم بالتوجيه والإرشاد، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء:34]، ولم يقل سبحانه "بما فضلهم عليهن"، ولعل ذلك إشارة إلى أن هذا التفضيل ليس إلا كتفضيل بعض أعضاء الجسم على بعضها الآخر دون أن يكون ذلك احتقارا للمفضول كتفضيل اليد اليمنى على اليد اليسرى مثلا، أو كتفضيل العقل على البصر، ونحو ذلك مما اقتضته الحكمة الإلهية .
    ومن تكريم الله للمرأة في الإسلام كذلك أن جعلها راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، ومنحها كل الحقوق التي تليق بطبيعتها وبما يقوم به صلاحها، ولقد شهد الكثير من الكفار أن الإسلام أعطى المرأة فوق ما كانت تحلم به، وأنها سعيدة جدا في ظل حضارته الوارفة.
    هذا هو الوضع السليم للمرأة في الإسلام، وظلت على هذا الخير إلى أن جاءت الحضارة الغربية الجارفة فإذا بالمرأة تخدع عن هذا الخير وتنزل إلى الحضيض دون أن تشعر حيث نفخوا في روعها أن الحشمة والعفة والحجاب وبيت الزوجية والاقتصار على تربية الأولاد فقط في داخل بيتها وعدم مشاركتها الرجل في العمل جنبا إلى جنب نفخوا في روعها أن كل هذا وما يشبهه من مظاهر عدم انفلات المرأة، أنه تأخر ورجعية إلى الوراء، وأن اقتحام المرأة كل ميدان هو التقدم، فالرقص والاختلاط، وكشف العورة، ونبذ الحياء، كله أدلة قوية على السير في الطريق العلماني السليم بزعمهم، طريق تقدم المرأة وحريتها في ظل الحضارة اللادينية.
    وما نسمعه اليوم من المناداة الملحة في أكثر البلدان الإسلامية إلى تقديم المرأة وإلى دخولها في الحكم أقوى دليل على أن النية مبيتة، بل إن البلدان الإسلامية أصبح الحكم عليها بالتقدم أو التأخر عند الغرب يقاس بمدى استهتار المرأة بكل القيم الفاضلة ونبذ الحجاب والانفلات عن الدين.
    وانهالت على المرأة المدائح تلو المدائح لجرأتهن على اقتحام الميادين التي كانت للرجال، وأخذ الكتاب والمفكرون في الصحف والإذاعة والتلفزيون وكل وسائل الإعلام يطالبونهن بالمزيد من هذه الجرأة التي لا حد لها عندهم حتى تصورت أنها علت فوق منزلة الرجل وظنت أنها وصلت إلى خير، بينما هي في الواقع مظلومة ظلما فاحشا في ظل هذه الحضارة اللادينية، فأصبحت تعاني من الهموم والمتاعب وإرهاق العمل مثل ما يعانيه الرجل، رغم طبيعتها الضعيفة، وقد أدركت كثير من النساء زيف تلك الدعايات الكاذبة التي بهرجها دعاة تحرير المرأة، وجأرت كثير من نساء العرب المثقفات بالشكوى من وضعهن، وتمنين لو أنهن يعشن عيشة النساء المسلمات كما صرحن بذلك.
    وعن الحياة التعيسة التي تعيشها المرأة الأوروبية بعد أن زج بها أدعياء الحضارة والتقدم من العلمانيين اللادينيين في كل معترك الحياة، وبعد أن أصبحت سلعة معروضة بأرخص الأسعار، لا هم لها إلا استرضاء الرجل، وهو أيضا لا هم له إلا الاستمتاع بها إن كانت ذات جمال وكمال، والويل لها إن لم تكن كذلك. عن تلك الحياة التعيسة تقول الكاتبة الإنجليزية " آني رود " : " إذا اشتغلت بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد. أيا ليت بلادنا كبلاد المسلمين حيث فيها الحشمة والعفاف والطهارة رداء الخادمة والرقيق الذين يتنعمان بأرغد عيش، ويعاملان معاملة أولاد رب البيت، فلا يمس عرضهما بسوء. نعم إنه عار على بلادنا الإنكليز أن تجعل بناتها مثلا للرذائل بكثرة مخالطتهن للرجال، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل ما يوافق فطرتها الطبيعية كما قضت بذلك الديانة السماوية وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها " .وتقول الكاتبة " اللادي كوك" : "إن الاختلاط يألفه الرجال، ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها، و على قدر الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا، ولا يخفى ما في هذا من البلاء العظيم على المرأة. فيا أيها الآباء لا يغرنكم بعض دريهمات تكسبها بناتكم باشتغالهن في المعامل ونحوها ومصيرهن إلى ما ذكرنا، فعلموهن الابتعاد عن الرجال إذ دلنا الإحصاء على أن البلاء الناتج من الزنا يعظم ويتفاقم، حيث يكثر الاختلاط بين الرجال والنساء، ألم تروا أن أكثر أولاد الزنا أمهاتهن من المشتغلات في المعامل ومن الخادمات في البيوت، ومن أكثر السيدات المعرضات للأنظار، ولولا الأطباء الذين يعطون الأدوية للإسقاط لرأينا أضعاف ما نرى الآن، ولقد أدت بنا الحال إلى حد من الدناءة لم يكن تصوره في الإمكان حتى أصبح رجال مقاطعات من بلادنا لا يقبلون البنت ما لم تكن مجربة، أعني عندها أولاد من الزنا فينتفع بشغلهم، وهذا غاية الهبوط في المدنية، فكم قاست هذه المرأة من مرارة الحياة حتى قدرت على كفالتهم، والذي اتخذته زوجا لها لا ينظر لهؤلاء الأطفال ولا يتعهدهم بشيء يكون ويلاه من هذه الحالة التعيسة نرى من كان معينا لها في الوحم ودواره والحمل وأثقاله والفصال ومرارته " .وتقول " أجاثا كريستي " أشهر كاتبة إنجليزية للمؤلفات البوليسية: " إن المرأة الحديثة مغفلة، لأن مركزها في المجتمع يزداد سوءا يوما بعد يوم، فنحن النساء نتصرف تصرفا أحمقا لأننا بذلنا الجهد الكبير في السنين الماضية للحصول على حق العمل والمساواة في العمل مع الرجال، والرجال ليسوا أغبياء، فقد شجعونا على ذلك معلنين أنه لا مانع مطلقا من أن تعمل الزوجة وتضاعف دخل الزوج، ومن المحزن أن نجد بعد أن أثبتنا نحن النساء أننا الجنس اللطيف، أننا نعود اليوم لنتساوى في الجهد والعرق الذي كان من نصيب الرجل وحده " .وفي استفتاء لمعهد غالوب في أمريكا تقول النتيجة: " إن المرأة متعبة الآن، ويفضل 65% من نساء أمريكا العودة إلى منازلهن: كانت المرأة تتوهم أنها بلغت أمنيتها في العمل، أما اليوم وقد أدمت عثرات الطريق قدمها، واستنزفت الجهود قواها فإنها تود الرجوع إلى عشها لاحتضان أفراخها .بل وصل الحال بدعاة العلمانية الغربية إلى أن يعتبروا الفضائل رذائل، والعفة مشكلة فقد " انزعجت السلطات التعليمية في اسكوتلانده بسبب موجة الزواج التي تعصف بالمدرسات، فقد تبين أنه خلال عام 1960م عينت 1463 مدرسة في اسكوتلانده، وفي نهاية العام تركت ألف منهن الوظيفة للزواج، وقالت السلطات إن الزواج يهدد النظام المدرسي " .
    وهؤلاء الذين ينزعجون من تزويج النساء يشابهون انزعاج قوم لوط حينما دعاهم عليه السلام إلى الطهارة والعفة، فاعتبروا دعوته جريمة، كما قال تعالى مخبرا عن ذلك : {أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} النمل [:56].
    وكان لوقوف دعاة الشر في وجه فطرة المرأة آثاره السلبية، فقد ارتفعت نسبة الانتحار بين النساء في تلك المجتمعات، وارتفعت نسبة الطلاق بينهن، بل وارتفعت نسبة السرقات بين النساء دون أن يكن في حاجة إلى المال، وإنما إلى الانتقام من المجتمع الذي أوصلهن إلى تلك الحالة التعيسة. أقدمت الممثلة الشهيرة "مارلين مونرو" على الانتحار رغم بهرجة الحياة التي كانت ترى عليها، وقد كتبت قبل أن تنتحر هذه النصيحة لبنات جنسها تقول فيها: "احذري المجد.. احذري من كل من يخدعك بالأضواء، إني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أما، إني امرأة أفضل البيت والحياة العائلية الشريفة على كل شيء.. إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن هذه الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة، بل الإنسان.. "، وتقول في النهاية: " لقد ظلمني كل الناس، وإن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة" .وقد كتب بعض الأطباء في " فيينا " تقريرا عن نسبة محاولات الانتحار بين الفتيان والفتيات قال فيه : "وقد لوحظ أن النساء أكثر محاولة من الرجال، ففي عام 1948م كان عدد المحاولات من النساء 381، وهذا يوافق 61ر58% من المجموع، وفي عام 1956م كان العدد 590 أي بنسبة 73ر56%، وفي عام 1959م كانت النسبة 92ر55%، كما لوحظ أن نسبة المحاولات من الفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين 14 عاما، و20 عاما ترتفع باستمرار، فعند الفتيان كانت النسبة في عام 1948م 5ر6%، وفي عام 1956م كانت 53ر6%، وفي عام 1959م كانت 81ر6%. وأما عند الفتيات فالتصاعد مخيف، ففي عام 1948م حاولت 50 فتاة الانتحار، وهذا يشكل نسبة 69ر7% من مجموع محاولات الانتحار في ذلك العام، وفي عام 1956 حاولت 89 فتاة الانتحار، وهذا يشكل نسبة 55ر8%، وفي عام 1959م حاولت 150 فتاة الانتحار، وهذا يعني نسبة 20ر14%، وهذا يعني أن كل تسعة أيام توجد ست محاولات انتحار، أربع منها من جانب الفتيات، واثنتان من جانب الفتيان" .
    وقالت إحدى الكاتبات الألمانيات: " أتمنى أن أعيش مع رجل ناجح حتى ولو كانت له عشر زوجات " لأنها لا تعرف أن للرجل أن يجمع بين أربع زوجات فقط في الإسلام عند حاجته لذلك.
    ومع كل ما سبق فإنه من المؤسف ما تلاحظه – أخي القارئ – من استشراء ذلك الداء العضال الذي أصيب به الغرب في أخلاقهم وفي سلوكهم الاجتماعي، من المؤسف أن ينتقل ذلك كله إلى ديار المسلمين الذين أصبحوا أشبه ما يكونون بتلك القرية التي ضربها الله مثلا بقوله تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}
    [النحل:112].


    ومما يجدر التنبيه إليه قضية الفوارق بين الناس وما هو الصحيح في النظرة إليها.

    يتبــــع


    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #12

    رد: موسوعه المذاهب الفكرية المعاصرة


    قضية الفوارق في الإسلام


    الإسلام لا ينكر الفوارق بين الناس لأنها أمر واقع، ولكنه ينظمها ويجعلها فوارق طبيعية تتماشى مع الفطرة والواقع، وينأى بها بعيدا عن الكبرياء والفخر والعصبيات البغيضة، ذلك أن الأساس في الإسلام لجميع البشر التساوي بينهم في الأصل والنشأة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء:1]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((كلكم بنو آدم، وآدم من تراب، لينتهين قوم يفخرون بآبائهم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان )) .
    إن الإسلام يعترف بوجود فوارق حقيقية بين الناس في نواح مختلفة؛ كالفقر والغنى، والقوة والضعف، والبلادة والذكاء. ولكن الإسلام لا يجيز أن تكون تلك الفوارق مصدر استعلاء الناس بعضهم على بعض، وإنما هي دلالات على وجود مختلف الصفات فيهم ووصولهم إلى ما قدر لهم، وليست هي من قبيل نظام الطبقات الجاهلي في شيء، وإنما هي أمور ملموسة ليس للإنسان دخل فيها، وقد جعل الله كل البشر يفتقرون إليها ثم قدرها وفق إرادته وحكمته، فالعاقل لا يجد مبررا للافتخار بها على غيره ممن لم تتوفر فيه لأنها هبة من غيره وتفضل من الله تعالى، للرجل نصيب من صفات النقص والكمال، وللمرأة كذلك لها نصيب من تلك الصفات، و على العاقل أن يرضى بما قسم له، ولهذا نهى الله عز وجل أن يتمنى الشخص ما لم يكن له حق فيه، قال تعالى:{وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء:32].
    وما من إنسان إلا وهو يؤمن في قرارة نفسه بوجود فوارق شتى بين البشر شاءوا أم أبوا، سواء أكان الشخص مؤمنا أو ملحدا، والذين يدعون أنهم سيذيبون الفوارق بين البشر إنما يتكلمون كلاما فارغا ويطلبون إيجاد مستحيل، وسنة الله تعالى لا تغيير فيها ولا تبديل.
    يتبــــع



    الخصوصيات بين البشر


    وإذا كان وجود الفوارق بين الناس أمرا بديها وواقعا ملموسا، فنحن على يقين من وجود خصوصيات متفاوتة بين البشر، مع معرفتنا بأن الله تعالى قد ساوى بين الرجال والنساء في أصل الخلقة فجعل سبحانه للرجل خصوصيات وللمرأة خصوصيات أيضا كل واحد حسب ما يليق به.
    فقد خص الله الرجل بالقوامة على المرأة وانتساب الأولاد إليه، وخص المرأة بالأمومة والعطف والحنان.
    خص الله الرجل في الميراث بأنه له مثل حظ الأنثيين، وخص النساء بنصيب منه مختلف.
    خص الله الرجل بالشهادة بمفرده، بينما شهادة امرأتين بشهادة رجل واحد، ولذلك أسبابه الكثيرة التي ذكرها العلماء وسنذكرها فيما بعد، ولا يصح أن يقال هنا أن الرجال أهليتهم ناقصة في الشهادة، حيث لا يقبل في بعض القضايا إلا شهادة رجلين فأكثر، وفي بعضها أربعة رجال فأكثر كجريمة الزنا مثلا.. فما سبب وجود تلك الخصوصيات؟
    والجواب: أما القوامة بالنسبة للرجل فسببه الذكورة، وأما الأمومة بالنسبة للنساء فسببها الأنوثة، كما أنه لا تستقيم الأمور إذا كانت القوامة للجميع، أما الميراث فليست المرأة في الميراث على الأقل دائما، فقد ساوى الإسلام بين الأب والأم في الميراث من ولدهما المتوفى عن بنت وأم وأب، وجعل نصيب البنت أضعاف نصيب الرجل في قوله تعالى: {وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ} [ النساء:11].
    وأما كون الرجل له حظ الأنثيين فإنما هو لقيامه بالأعباء المالية التي كلف الله بها الرجل، حيث يذهب ماله بسرعة، فلو أعطيت المرأة دائما مثل حظ الرجل لتراكم المال بيد النساء فلا توجد صفة العدل في التوزيع، وإذا قيل بأن المرأة قد تحتاج إلى المال مثل حاجة الرجل تماما فذلك يدل على اختلال في السلوك، أما مع بقاء قوامة الرجال فإنها لا تكون مثله وتصل إلى درجة حاجته مع وجود الميراث بيدها.
    وأما بالنسبة لشهادة المرأتين بشهادة رجل فإنما هوفي صور بعيدة عن حياة النساء في الغالب، وهو ما يتعلق بالديون والمعاملات التجارية، فخشية أن تنسى المرأة الواحدة لابد أن تعزز بأخرى كما قال تعالى: {أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [البقرة:282].
    فالسبب هو خوف النسيان، لأن المعاملات التجارية ومسائل الديون أمور لا تتخصص فيها المرأة غالبا فيسرع النسيان إليها، كما أن مدارك المرأة في الغالب وفهمها في أمور الحياة أقل من مدارك الرجل وفهمه لكون الرجل يعيش الحياة من أوسع الأبواب بخلاف المرأة التي قد لا تصادف تلك المعاملات إلا قليلا، وأما إذا خرجت المرأة عن أنوثتها ونزلت إلى الشارع وعاشت الحياة بصخبها وضجيجها ومشاكلها فقد يكون لها شأن آخر من المدارك لكنه خارج عن طبيعتها الحقيقية.
    وأما اشتراط أربعة شهود في جريمة الزنا فليس سببه نقص أهلية الرجل، وإنما سببه الحفاظ على كرامة المرأة من أن تكون عرضة للكيد والشبهات، ومنعا وردعا للتساهل في هذا الأمر الخطير، وصونا للأعراض. وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم في النساء: ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل من إحداكن)) . فالقرائن تبين الغرض من الحديث، أما نقصهن للب الرجل الحازم فقد كان الحديث في يوم عيد أي يوم فرح وسرور وزينة، فليس المراد به ذم النساء، وإنما يراد به تقرير ذكاء النساء حيث يذهبن بلب الرجل الحازم بزينتهن وتصنعهن، لأن كيدهن في هذا الباب عظيم، فهو إخبار من الرسول صلى الله عليه وسلم وليس ذما لهن.
    وأما نقص الدين فهو بسبب الحيض الذي يحول دون الصلاة والصوم وغيرهما من بعض العبادات، وليس معناه الذم للنساء، إذ لا مذمة عليهن في الحيض، بل هو أمر أراده الله فبدونه تنعدم وظيفة الأمومة وتنقرض البشرية.
    وأما نقص العقل فليس المراد به أن كل امرأة ناقصة العقل، ولكن المراد به نقص عقلها في الشهادة لما سبق تعليله، كما أن العقل والذكاء من الأمور النسبية بين الرجال والنساء وهو أمر مشاهد.
    وظهور الخصوصيات في هذه الأمور واضحة، ولا يصح إقحام دعوى التساوي بين الرجال والنساء في جميع الجوانب، فهناك موانع يجب أن ندركها.
    يتبــــع



    موانع دعوى التساوي بين الرجال والنساء

    أما المناداة بالتساوي:
    فقد خدعت به المرأة، لأنه لا يمكن التساوي بين الناس في كل شيء، وإلا لكان الطبيب والممرض والصيدلي في درجة واحدة، والموظفون كلهم رؤساء، ولا فرق بين الرئيس وفراشه أو سائقه.
    والذين ينادون بالمساواة بين الرجل والمرأة اندفعوا بدون روية وتأمل ينعقون بما لا يدركون.
    وعلى هؤلاء على حد مناداتهم بالمساواة أن يساووا بين الرجل والمرأة في الحمل والولادة والحضانة، أوفي حمل السلاح وخوض المعارك، وفي العواطف، وأن يساووا بين المجد والكسول، وغير ذلك من موانع المساواة الواضحة والتي لا يمكن أن تتم إلا في خيال غير العقلاء.
    إن هناك فوارق واضحة جلية بين الرجال والنساء، لا يستطيع أحد إنكارها، فمثلا:
    حالة الحيض: تتأثر بها المرأة في قواها الذهنية وتعتبر حالة مرضية عند المرأة، وقد ذكر الدكتور "جب هارد" و الدكتور " فيشر" أن المرأة في حالة الحيض تتأثر قواها الذهنية، وفي حالة الحمل يصاب مزاجها بالتلون وعقلها بالشرود، فتختل فيها ملكات التفكير والتأمل.
    وحين وضع الكونجرس الأمريكي مشروعا لتعديل الدستور بما يكفل للمرأة المساواة الكاملة مع الرجل قامت بعض المنظمات النسائية بالاعتراض على هذا معللين ذلك بالآتي:
    إن مساواة المرأة بالرجل يلزم المرأة بالعمل، فلا تستطيع التفرغ للبيت إن شاءت.
    أن مساواة المرأة بالرجل تلغي وجوب النفقة على الرجل، بل تجعل له حقا في النفقة في مالها.
    أن مساواة المرأة بالرجل تلغي امتيازات المرأة في السجون.
    أن مساواة المرأة بالرجل تستلزم وجوب تجنيد المرأة في الجيش.
    ثم لم توافق أغلب الولايات على قانون الكونجرس فتوقف التعديل. ومن العجيب أنه بعد الاعتراضات النسائية:
    قضت المحكمة العليا أن من حق الولايات افتتاح معاهد خاصة بالبنات.
    قضت المحكمة العليا أن من حق ولاية ميتشجان منع النساء من العمل ساقيات في الحانات. في المجر استقلت البنات عن الأسرة والأطفال بسبب استقلال المرأة في حياتها لعملها واكتفائها بالعلاقات غير الشريفة، فاضطرت الحكومة لمنح أجازة حضانة بمرتب كامل للراغبات في البقاء في البيت .
    وهذا يدل على مدى التخبط الذي يعيشه الخارجون عن منهج الله تعالى، ومدى ما هم عليه من الإفراط والتفريط، إذ لم يوفقوا إلى السلوك الوسط الذي أراده الله تعالى للحياة البشرية.
    ومن العجائب – والعجائب جمة – أن النساء اللاتي لم يجربن الحياة المعيشية والأخلاقية في عالم الإلحاد ينزعن برغبة جامحة إلى نبذ الحياة الإسلامية والدخول في خضم تلك الحياة العاهرة، بينما النساء اللاتي اصطلين بنار الحضارة الإلحادية وجربنها ينزعن بشوق إلى الدخول في الحياة الإسلامية بعد أن سمعن – وإن كان سماعا مشوشا – عن عدل الإسلام وحفاظه على المرأة، أو قرأن قراءة عابرة عن الإسلام ومعاملته الكريمة للمرأة.
    استطلعت شبكة "سي إن إن" الأمريكية المشهورة بالتعاون مع صحيفة "يو الإسلام توداي" رأي النساء والرجال في بقاء المرأة في المنزل والرجل خارج المنزل، فأكدت 48% من النساء بقاء المرأة في المنزل وعمل الرجل خارجه، بينما أكد 60% من الرجال خروج المرأة للعمل، وهذا دليل على خداع الرجال للمرأة وعدم الرحمة بها، وأنهم يرغبون في أن تكد وتشقى وتعاني الحياة التعيسة ومصاعبها كما يعانيها هم تماما.
    وقد جاء أن مطلقة بريطانية اسمها "ماينس جاكسون" عرضت ابنها الوحيد للبيع بمبلغ ألف جنيه، والمبلغ يشمل الطفل وألعابه، وقد قالت إنها ستبيع ابنها لأنها لا تستطيع الإنفاق عليه، وليس لديها دخل لإعاشته، فأين الذين يتهمون الإسلام كذبا وزورا أنه لم يعطها حقها، وهل تصل امرأة في الإسلام وتكافله الاجتماعي إلى حد بيع ابنها؟ ! !
    وحين تفاقمت الجرائم الجنسية والاغتصاب والحمل العشوائي بالآلاف بين فتيات بعضهن دون الرابعة عشرة يتسافدون كما تتسافد البهائم، أصدرت شرطة مانشستر دعوة إلى النساء بأن يتحجبن ويخفين مفاتنهن لئلا يثرن الشباب الصعاليك والمهووسين جنسيا، وإلا فإنهن سيتحملن ما يصادفنه من المضايقات الجنسية والاغتصابات المنتشرة. وفي بدايات عام 1990م تم لقاء مع رئيسة وزراء بريطانيا التي أطلق عليها "المرأة الحديدية" بينت فيه أنه تضاعف عدد الرجال والنساء المرتبطين بعلاقات غير شرعية ثلاث مرات في الفترة من 1979م حتى 1987م، والمحصلة 000ر400 طفل غير شرعي، وقالت إن المرأة هي الخاسرة وهي تتحمل العبء الثقيل لهذا الانفلات .
    ومن العجيب جدا أن تتلهف المرأة التي أعزها الله بالإسلام ونظامه الرحيم إلى دخول تلك الحياة التعيسة للمرأة في الغرب، وصدق من قال : "العاقل من اتعظ بغيره"، ولكن الأحمق يريد أن يكون هو العظة.
    يتبــــع



    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #13

    رد: موسوعه المذاهب الفكرية المعاصرة


    التفكك الاجتماعي والضعف الحاصل في أوضاع المسلمين وأسباب ذلك

    مرت على المسلمين أحداثا ومؤامرات وفتن بعضها تلو البعض الآخر فرقت بينهم وجعلتهم أحزابا بتخطيط بارع من قبل أعدائهم، ولم يعد لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران:103]مدلولا خاصا في نفوسهم، أو رادعا قويا عن التفرق والتحزب، واستحكم الهوى في النفوس، وأعجب كل ذي رأي برأيه، واختلفت الولاءات، فبدلا أن تكون الموالاة بين المؤمنين ضد أعدائهم أصبح كل فريق من المسلمين يوالي جهة من أعداء الإسلام، ويستعين بعضهم على بعض بأعداء دينهم، وأصبح بأسهم بينهم شديدا، وقلوبهم شتى، وتمكن أعداؤهم منهم فضربوا بعضهم ببعض وأحكموا بينهم الخلافات، وكانوا هم الحكم بين المسلمين على بعضهم بعضا،وهم الممولون للجميع بالسلاح ليضربوا عصفورين بحجر واحد، يجربون أسلحتهم عليهم ويبيعونها منهم، وهذا الواقع المرير الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم من الذل والهوان والتمزق والانكسار أمام أعداء الإسلام ما هو إلا نتيجة للتفكك المقيت الذي حل بالمسلمين نتيجة عدم قبضهم على دينهم بجد وإخلاص، وليس هذا فحسب بل قد ظهر هذا التفكك في جوانب مختلفة في حياة المسلمين، وهي كثيرة يصعب حصرها هنا، من اجتماعية واقتصادية وسياسية، وسنشير فيما يأتي إلى أهم الأسباب التي تظهر أنها مؤثرة جدا على مجرى الحياة العامة بين المسلمين.
    أما بالنسبة للضعف العام في المسلمين :
    فإنه أمر مشاهد لا يحتاج إلى عبقري يبينه، والأدلة على ذلك تتوارد من كل جانب، ذلك أن المسلمين كلمتهم غير مسموعة، وآراؤهم غير منفذة، وأعداؤهم قائمون على رؤوسهم، وأصبحوا لا يملكون إلا الشكوى للأمم المتحدة – اليهودية المنشأ والهدف – ولراعيي السلام، وللدول الأوروبية.. الخ.
    وقد قيل إن من أكبر المصائب على الشخص ألا يجد من يحتكم إليه إلا عدوه. ولك فيما يفعله اليهود في فلسطين، وما يفعله الشيوعيون في الشيشان، وفي بورما، وما يفعله الهندوس في كشمير، والهند، وما يفعله النصارى في الفلبين، وإندونيسيا، والبوسنة والهرسك، وبلاد أخرى كثيرة. لك فيها أقوى دليل على ضعف الأمة الإسلامية وتكالب أعدائها عليهم. وحينما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن أمته بأنه سيتكالب الأعداء عليهم ويتداعون عليها كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قال له الصحابة رضوان الله عليهم: ((أمن قلة بنا يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن. قيل: وما الوهن يا رسول الله ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت)) .
    ولك أن تقارن بين مفهوم هذا الحديث وبين ما يتشدق به بعض المسلمين، وأنهم من المحيط إلى الخليج، وقولهم بأننا أمة لن تقهر، وأننا نستطيع ونستطيع.. في جعجعة لا ترى فيها طحنا، وغرور كاذب سواء كان على مستوى الزعماء أو الأفراد.
    فلا كثير من زعماء المسلمين فيهم نخوة المعتصم، ولا الأفراد فيهم حماس أسلافهم ولا بأيديهم من أسباب القوة التي يمتلكها أعداء الإسلام في الشرق أوفي الغرب ما يخيفون به أعداءهم، بل ليس له إلا ما جادت به نفوس الأعداء من أسلحة متأخرة وشروط مجحفة كما قال أحد الشعراء:
    وعدة الخصم صاروخ وطائرة


    ونحن عدتنا الكبرى قرارات

    ومع ذلك نجد الكثير من الزعماء من يشمخ بأنفه إلى عنان السماء ويتحدى الشرق والغرب ويصول ويجول، وهو في مكانه يلهب المشاعر بالخطب الرنانة والتهديدات الجوفاء.
    فليت لي بهم قوما إذا ركبوا


    شنوا الإغارة فرسانا وركبانا

    تراخي قبضة المسلمين على دينهم:
    وهذا هو السبب الأكبر - في اعتقادي – الذي أدى بالمسلمين إلى الضعف العام وهوان المسلمين، ذلك أن المسلمين من ناحية العدد كثير، ومن ناحية العدة فإنهم يملكون عدة كثيرة جدا بغض النظر عن مساواتها بما عند أعدائهم، ولو قارنت عدد المسلمين وعدتهم اليوم، وعددهم وعدتهم في صدر الإسلام وزمن الفتوحات لتحيرت أشد الحيرة، ولتساءلت كما تساءل الكثير ممن لم يلتفت إلى هذا الجانب الهام من حياة المسلمين، فإنه ما دام العدد موجود والعدة موجودة، فما الذي ينقصنا إذا، أليس أعداء الإسلام يألمون مثلما نألم، ونرجو من الله ما لا يرجون؟ وهو فارق كبير جدا.
    ولكن يأتي الجواب الصحيح الذي غاب عن أذهان كثير من المسلمين أن السبب في ضعف المسلمين وهزائمهم هو تراخيهم في قبضتهم على دينهم، وليس العدة ولا العتاد.
    هو غفلتهم عن السر في سبب النصر على الأعداء، وغفلتهم عن معنى قول الله تعالى: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة:249].
    هو تحاكمهم إلى أعداء الإسلام وتوجههم إليهم لأخذ القوانين الجاهلية بدلا عن الشريعة الإسلامية.
    هو تلك التيارات الجارفة والبحور المتلاطم أمواجها وسباحتهم فيها من اشتراكية وشيوعية وشيعية ورأسمالية وعلمانية و.. إلى آخر تلك المذاهب التي مسخت شخصيات المسلمين.
    هو الذل الذي أصاب المسلمين والذي أعاد للأذهان حال المسلمين وذلهم أمام هولاكو وجنوده.
    هو هذا العري والتبجح بالمعاصي وانتشار الرذائل دون نكير كاف.
    هو أشياء كثيرة تجمعها عبارة " تراخي المسلمين في قبضتهم على دينهم، وحبهم العافية، وجمع الأموال الربوية، والتفاخر في البنيان... وغيرها، وعدم تمثلهم هذا البيت من الشعر الذي تمثل به الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه حينما سمع جماعة كل واحد منهم يفتخر بحسبه ونسبه، فقال:
    أبي الإسلام لا أب لي سواه


    إذا افتخروا بقيس أو تميم

    وأي عذر ونصر سيكون لشخص حكمه بغير ما أنزل الله، وعمله خبط عشوائي دون الاهتداء بالكتاب والسنة، وليس في قرارة نفسه أن النصر هو من عند الله تعالى.
    وقف أحد الصحابة الكرام يوم فتحت إحدى القلاع الحصينة للكفار، وقف يبكي فسئل عن ذلك وأنه يوم فرح وسرور فما الذي يبكيه، فأخبرهم رضي الله عنه بأن الذي جعل المسلمين يصلون إلى هذا الخير والنصر إنما هو تمسكهم بدينهم، فلو تركوه لتركهم الله تعالى كما ترك أولئك الكفار، وأنه لا ينبغي لمسلم أن يأمن مكر الله تعالى.
    وتذكر كذلك عدم اعتزاز كثير من المسلمين بدينهم.
    وتذكر أخي القارئ الكريم ما أجاب به الخليفة المؤمن هارون الرشيد ملك الروم حين كتب إليه ملك الروم يتهدده ويقول له إن الملكة "إيرني" التي كانت قبلي كانت امرأة ضعيفة، فإذا جاءك كتابي فادفع الجزية، فاستشاط الخليفة غضبا وكتب إليه فورا على ظهر الكتاب: " من أمير المؤمنين هارون الرشيد إلى كلب الروم "نقفور"، الجواب "ما ترى لا ما تسمع"، ثم نادى في المسلمين لجهاد الروم، فخرجوا كالجراد المنتشر حتى مرغوا أنوف الروم في الوحل واستعد "نقفور" بدفع الجزية للمسلمين بكل إخلاص لقاء أن يرفعوا عنه وعن بلاده سيوفهم.
    وتذكر كذلك حينما كان يصاب أحد المسلمين في القتال بسهم أو رمح قاتل فيقول: "فزت ورب الكعبة"، كيف جعل القتل فوزا.
    وتذكر حينما رمى عمرو بن الجموح التمرات التي كانت في يده وقال: " لئن بقيت حتى أتمهن إنه لعمر طويل "، ثم خاض المعركة حتى قتل.
    وتذكر حينما كتب أحد المسلمين إلى زعيم كافر يقول له: "سآتيك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة".
    وتذكر حينما كان أولئك النجباء من صبيان الصحابة كيف يتطاولون أمام النبي ليثبتوا له أنهم كبار ليسمح لهم بدخول المعركة وهو يمنعهم لصغر سنهم.
    وتذكر ابني عفراء الصغيرين وقد دخلا المعركة وانقضا على أبي جهل ومزقاه بسيفيهما.
    وتذكر أحوالا ومشاهد ومواقف لا تكاد تحصر " تكاد لحسنها تتكلم "، تذكر تلك الأمور ثم انظر حال شباب المسلمين اليوم وقد غرقوا في الموضات وفي تقليد أعداء الإسلام في كل شيء من مأكل وملبس ونعومة وتكسر وميوعة، وانظر كيف يتزاحمون بالمناكب على محلات الحلاقين لعمل موضة وقصات "الأسد" وغيرها وحاشا الأسد منها.
    وانظر إلى ابن العشرين اليوم وهو يتدلل كما يتدلل ابن الخمس سنوات، قديما، انظر لحركته وملبسه وشخصيته، هل تجده كفؤا لقيادة الجيش الذي قاده محمد بن القاسم وعمره سبعة عشر عاما لفتح السند والهند.
    قاد الجيوش لسبع عشرة حجة يا قرب ذلك سؤددا من مولد
    واستمع للصحابي الذي قال لرستم، وقد تواقف الجيشان: "ليس لكم عندنا إلا ثلاث: إما الإسلام، وإما أن تدفعوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وإما القتل".
    واستمع لبعض زعماء اليوم حينما يزور الكفار – الذين سفكوا دماء المسلمين – كيف يثني عليهم ويتودد إليهم، ثم يضع الزهور على تمثال الجندي المجهول – أي الجندي الذي قتل المسلمين ولم يعرف اسمه.
    واقرأ ما يكتبه كثير من السفهاء والسفيهات في الاستهزاء بالدين وبتعاليمه، خصوصا في قضية الحجاب والعقوبات في الجنايات، واقرأ مدحهم وإعجابهم بما عند الكفار من أنظمة جاهلية يسمونها متطورة، اقرأ واسمع وتذكر ما سبق ذكره وغيره حتى ترى بنفسك مدى تمسك كثير من المسلمين بدينهم في هذه العصور – عصور الفتن والشرور – واسألهم ما بال القومية والوطنية والشعوبية والقبلية وغيرها من النعرات الجاهلية قد أحلوها محل العقيدة الإسلامية وأخوة الدين.
    وما الذي يحملهم على تقديس المجرم الذي قال:
    بلادك قدسها على كل ملة ومن أجلها أفطر ومن أجلها صم
    سلام على كفر يوحد بيننا وأهلا وسهلا بعده بجهنم
    وكيف طبقوا هذا الكلام الفاجر بحيث قدس كل أهل بلد بلدهم وسموه بلدة كذا وكذا المقدسة. من أين لهم هذا التقديس؟ وما هو دليلهم على أنها مقدسة؟ ! !
    ثم اسألهم أي كفر سيوحد بينهم؟ أليس الكفر هو الذي يفرق الناس ويطغى بعضهم على بعض؟
    وكيف جاز لهذا المجرم أن يستهين بجهنم إلى هذا الحد فيرحب بها في تحد صارخ وعنجهية حمقاء؟!!!
    أخي القارئ.. أليس كل ما تقدم ينذر بشر مستطير وتفلت تام؟ أليس هو تراخي عن العقيدة التي أعز الله بها أسلافنا، ولن تقوم لنا قائمة إلا بالتمسك بها؟
    {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات:55].
    والله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
    هو عدم الوحدة والتفكك السياسي:
    لا أحد يذكر أوضاع المسلمين اليوم إلا ويتبادر إلى ذهنه هذه الأبيات إن كان قد سمع بها لشاعر أندلسي يرثي الأندلس وأهلها ويمقت ما هم فيه من كثرة الممالك والزعماء وأنها شر وغرور فارغ.
    مما يزهدني في أرض أندلس


    أسماء معتضد فيها ومعتمد
    ألقاب مملكة في غير موضعها

    كالمهر يحكي انتفاخا صولة الأسد

    وحينما كانت الدولة الإسلامية دولة واحدة كانت قوية يحسب لها ألف حساب، ولكن حينما أصبحت دولا وزعماء كثيرون جاءها الأفرنج فإذا هي كهشيم المحتضر، وعرفوا أن التفرق خذلان، ولكن ولات حين ندم.
    لقد كان المسلمون دولة واحدة وتحت حاكم واحد قلوبهم كقلب رجل واحد، هدفهم واحد، وكلمتهم واحدة، أشرقت بهم وبعدلهم الأرض، وقوي المسلمون وانتشر نور الإسلام في بقاع الأرض ودخل الناس في دين الله أفواجا، ولا زالت آثارهم شاهدة بأمجادهم إلى يومنا الحاضر.
    ثم خلف من بعدهم خلف نجح فيهم تخطيط أعدائهم وتمت المؤامرات عليهم بدقة، وزاد الطين بلة حينما وطئت أقدام المستعمرين بلادهم حيث كانت الوطأة شديدة عليهم فقسموا بلاد المسلمين وجعلوهم دويلات يحكمونهم مباشرة أو بواسطة عملاء من أهل كل بلد هم أشد على قومهم من المستعمرين، وظل المسلمون قرونا وهم تحت جبروت وطغيان الإفرنج.
    حتى إذا تنبهت الشعوب للغبن الواقع عليهم من استعمار أعدائهم لهم وتحكمهم في كل مواردهم وحربهم لدينهم وإقصاء الحكم بالشريعة الإسلامية وطمس اللغة العربية وإثارة الفتن والعداوة بين المسلمين على طريقة "فرق تسد".
    حينما تنبهت الشعوب هبت لمحاربة المستعمرين وإخراجهم من أراضيهم بالقوة وسالت الدماء وانتهكت الأعراض وتم في ظاهر الأمر النصر لهم، فهل خرج المستعمرون فعلا من ديار المسلمين وانتهت آثارهم النجسة؟
    الواقع أن المستعمرين كانوا في غاية الذكاء والترتيب والمكر:
    قسموا البلاد تقسيما تعسفيا ظالما بحيث يبقى أهل البلاد في حزازات وشجار دائم على الحدود، وهو ما عانته الدول الإسلامية إلى اليوم إذ أصبحت كل دولة تطالب بجزء من أراضيها تحت الدولة الأخرى المجاورة، وكثيرا ما تقوم الحروب بينهم ليحتكموا في النهاية إلى ذلك العدو الذي سبب هذا الحال.
    قبل أن يخرجوا رتبوا لهم عملاء هم أشد على أبناء جنسهم من أولئك المستعمرين، فضمنوا بقاءهم في صورة أخرى هي أشد من الأولى، ولا زالت مفاهيمهم ومناهجهم سارية على أغلب تلك الشعوب التي تدعي التحرر وتتشدق به في الوقت الذي كانوا فيه عالة على المستعمر في كل شؤون الحياة – حتى في التشريع والتعليم.
    وما دام الحال هكذا فلابد أن تأتي النتيجة الحتمية التي أرادها المستعمرون أثناء حكمهم لدويلات المسلمين وهو وجود التفكك السياسي وما يتبعه من العداوة والصراعات المشتعلة، ونسوا أنه :
    تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا
    وحال المسلمين اليوم من إحدى العجائب إذ يتمنون الوحدة الإسلامية والجرائد تكتب والإذاعات تصيح والزعماء يصرحون ويلمحون، ولكن هذا الوضع شيء والواقع شيء آخر، وكأنما طلب الوحدة واللهفة لتحقيقها معناه العكس تماما، وكأنها معلقة بالثريا.
    يدخل الزعماء مؤتمراتهم وشعارهم قول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران:103] ثم يخرجون وهم على حبال شتى وأفكار متباعدة، لأن كل طائفة تعتقد أن هذا الحبل الذي ذكره الله تعالى المقصود به ما عليه تلك الطائفة لا غيرها من الحاضرين.
    بل لم تتوحد كلمة المسلمين حتى في القضايا التي يسمونها مصيرية، ومن المعروف أن الذي يريد أن يحترمه الناس عليه أن يحترم نفسه أولا، فهناك قضايا كثيرة أمام مجلس الأمن وغيره لم يستطع أحد البت فيها ما دام أصحاب القضية لم يبتوا فيها بشيء خصوصا ما يتعلق بمواقف الدول الإسلامية من قضية فلسطين وقضية مواقفهم الاقتصادية مع الغرب، وغير ذلك.
    كان للخلاف المذهبي دور ظاهر في تفكك المسلمين وتأجج الخلافات فيما بينهم بسبب ضيق أفق بعضهم من المتأخرين وجهلهم بأسباب قيام تلك المذاهب ولجمودهم على ما وجدوه مدونا عمن تعصبوا له من المتقدمين.
    ويجب أن نعلم مسبقا أن الخلاف بين الناس أمر حتمي لا يمكن دفعه بحال بسبب اختلاف المفاهيم وقابلية المسائل الخلافية لذلك، ولا يجب أن نعتب على المخالف في تلك المسائل إلى حد التكفير أو النفور التام لأن كل الخلافات في غير الأمور المعلومة من الدين بالضرورة تحليلا أو تحريما لا غبار عليها ما لم تؤد إلى مخالفة الشرع أو إثارة الفتن.
    ومما يبشر بالخير أن الخلافات بين فقهاء المسلمين إنما هي في مسائل فرعية، أي ليست في أصول الدين المعلومة من الدين بالضرورة، وإذا رجعنا إلى أسباب نشأة الخلافات الفقهية المذهبية فسنجد أن الأئمة الأربعة وغيرهم كانوا في رتبة الاجتهاد، فكانوا يختلفون في فهم النصوص والاجتهاد فيها، أو يقع الخلاف لأن بعضهم لم يبلغه النص القاطع للخلاف، ولم يكن منهم أي تعصب لآرائهم، بل كانوا يصرحون بأنه إذا خالفت أقوالهم النص من كتاب الله تعالى أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فليضربوا بقولهم عرض الحائط، وكانوا يذمون الجمود على الرأي المخالف ويحذرون منه إلى أن انقضت أزمانهم المجيدة، ثم خلفهم أقوام تبلدت أفهامهم وجمدوا على ما وجدوه عن أولئك الأئمة الكرام، وتعصب كل فريق لإمام منهم تعصبا مذموما، إذ أخذ كل صاحب مذهب يشنع على الآخرين ويذمهم ويمدح مذهبه، ويعتقد أنه هو الحق وحده وما عداه هو الباطل دون أن يعير أدنى اهتمام لما يخالف إمامه الذي يتعصب له، بل حتى لو وجد النص الصحيح يخالف إمامه لضرب به عرض الحائط وأخذ بقول إمامه، ووصلوا إلى حد أنه لا يصلي بعضهم خلف بعض، بل وصلوا إلى أمور تدل على مدى حمقهم وتعصبهم الأعمى، وكأنهم اتخذوا أئمتهم أربابا من دون الله في التشريع، وهو أمر كان يغضب أولئك الأعلام ويذمون أهله أشد الذم، ولو تراخت قبضة المسلمين على هذا التعصب وضيق الأفق لكانوا في خير.


    يتبــــع





    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #14

    رد: موسوعه المذاهب الفكرية المعاصرة

    ومن الأسباب الحروب:
    فقد توالت على المسلمين حروب وفتن كثيرة ومؤامرات شرسة منذ بزوغ فجر الإسلام إلى يومنا الحاضر.

    بدأت تلك الحروب والمؤامرات والرسول صلى الله عليه وسلم حي، وتمثلت في مواجهات عسكرية بين المسلمين وأعدائهم من قريش ومن سائر العرب عباد الأصنام، نصر الله فيها نبيه وأتباعه نصرا مؤزرا.
    والحقيقة أن تلك المواجهات لم تكن سببا في فرقة المسلمين، بل كانت سببا قويا في تلاحمهم وتعاضدهم، حيث كانوا كالجسد الواحد، لم يستطع أحد من أعدائهم أن يقف في طريق مدهم الذي كان ينساب انسياب النور في الظلام بإذن ربهم.
    ولم يمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى أقر الله عينه بدخول الناس في دين الله أفواجا، ثم خلفه خيرة أتباعه فتولى أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، رضي الله عنهم جميعا، فكان الإسلام فيها في أوج قوته وإشراقه رغم ما كانت تظهر هنا وهناك من منغصات لا تمثل أي تهديد حقيقي للمسلمين، اللهم إلا ما حصل في عهد علي رضي الله عنه حيث انفتحت أبواب الفتن، وبدأ التفرق وظهور المتربصون بالإسلام، وكانت أقوى الفتن تلك الثورة العارمة الهوجاء التي قام بها الخوارج في وجه الخليفة الراشد علي رضي الله عنه.
    ثم جاءت الدولة الأموية، فإذا بالمسلمين يستعيدون قوتهم الميمونة، وإذا بهم تعلو كلمتهم ويتابعون نشر نور الإسلام في معارك تم النصر فيها للمسلمين تباعا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وفي آخر الدولة الأموية أصاب المسلمين الوهن، فإذا بالفتن تثور كالليل المظلم في أكثر من مكان من بلدان المسلمين.
    فتسلمت الراية الدولة العباسية، وكان خلفاؤها الأوائل أصحاب نفوذ وكلمة وقوة إلى أن دخلها الضعف فهان المسلمون وتفرقت كلمتهم وهووا من سيء إلى أسوأ، وتوالت المؤامرات المختلفة على الإسلام والمسلمين.
    وكان أخطر الحروب التي مرت بالمسلمين تتمثل فيما يلي:
    الحروب الصليبية.
    الحرب مع التتار.
    مؤامرات اليهود.

    أما الحروب الصليبية:
    فقد بدأت منذ فجر الإسلام بين النصارى على مختلف طوائفهم وبين المسلمين، واستمرت الحرب على أشدها بين مد وجزر إلى أن جاءت الحروب الصليبية التي استفحل أمرها وطمت العالم الإسلامي إلا من شاء الله أن يسلم منهم.
    ولقد كانت هذه الحروب هي المعول الهدام لحضارة المسلمين، واشتغالهم بها – ولا زالت – إلا أنها وبعد أن عرف النصارى كيف يدخلون على المسلمين بطريقة ماكرة تحولت هذه الحروب من المواجهات المسلحة والجيوش النظامية إلى حرب لا تقل شراسة عن المعارك النظامية، إلا أنها لا تثير ضجيجا ولا تكلف أموالا ولا تهدر سلاحا، بل تسري في النفوس سريان النوم، فكم لها من ضحايا رزءتهم في دينهم وحولتهم عنه، بل وأصبحوا أعداء له، فما هذه المعارك؟ إنها معارك فكرية وغزوا فكريا أجادوا التخطيط له، وعرفوا أنه أشد تأثيرا من المواجهة الحربية الفعلية، فاكتفوا به، فإذا بكثير من شباب المسلمين وكبارهم بل وصغارهم ينضمون إلى صفوفهم بكل سهولة عن طريق تأثرهم بالدعايات ونشر الأفكار المضللة عن طريق وسائل الإعلام التي أجادوا الاستفادة منها في التلفزيون وفي الإذاعة وفي المجلة وفي الكتاب وفي المعاملات وفي الفن – كما يسمونه – وفي الرياضة وفي السياحة وفي كل مرفق من مرافق الحياة، فأغرقوا أذهان المسلمين في خضم تيارات جارفة لا عهد لأسلافهم بها، فافتتن الكثير من المسلمين بهم وبحضارتهم وبكل ما عندهم من زخرف الحياة الدنيا وزينتها، وابتلي العالم الإسلامي كله ربما ابتلاء قد لا يقل عن ابتلائهم بالدجال.
    ولا أعتقد أن القارئ يخفى عليه مدى تغلغل الأفكار النصرانية حتى في وسط الأطفال، وقد لا يخفى عليك الكثير من المعلومات عن التنصير وخطره ووسائله وانتشاره في ديار المسلمين.

    أما الحرب مع التتار
    فحديثها ذو شجون، وأهوالها قد تفوق الخيال، كانت نكبة بمعنى الكلمة على العالم الإسلامي، وارجع إذا أردت الوقوف على الفظائع التي جلبتها تلك الحروب المشئومة على المسلمين إلى كتب التاريخ وسترى ما لا يخطر لك على بال، كيف فرقت تلك الحرب المسلمين وجعلتهم أشتاتا لا يلوي بعضهم على بعض، إلى أن رفعها الله تعالى بعد تمحيص يهد الجبال لو أحست به.
    وإذا كانت تلك الحرب تذكر في أخبار تفرق المسلمين وتشتتهم فإنها كانت أيضا درسا من الله للمسلمين ليعودوا إلى الوحدة التي أمرهم الله بها، وحينما فطن زعماء الإسلام في ذلك الوقت لحالهم المخزية اجتمعت كلمتهم وتوجهوا إلى الله مخلصين له الدين متضرعين إليه لإنزال نصره عليهم وهزيمة أعدائهم، فاستجاب الله لهم وأنزل عليهم نصره ابتداء بمعركة عين جالوت وما بعدها، وتنفس من بقي حيا من المسلمين الصعداء بعد أن أيقنوا بأنه لا بقاء للإسلام ولا للمسلمين في هذه الأرض إلا بنصر الله والرجوع إليه، والله عز وجل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

    وأما مؤامرات اليهود
    فهي معروفة وواضحة منذ أن بزغ نور الإسلام وهم غاصون بريقهم منه يتحينون كل فرصة للقضاء عليه،

    ولكن الله يخيب آمالهم ويرد كيدهم إلى نحورهم.
    لقد اشتهر اليهود بالجبن وحب الحياة والمؤامرات الخفية التي يجيدون حبكها والاستفادة من وقوع الأحداث وجني ثمرة نتيجتها.
    والذي يبدو من تاريخهم أنهم لم يخوضوا المعارك مع المخالفين لهم وجها لوجه مثلما فعل النصارى في حروبهم الشهيرة، وذلك للخوف والجبن المضروب عليهم، حيث لا يقاتلون إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، كما أخبر الله عنهم، ولما جبلوا عليه من الذلة والمسكنة إلى يوم القيامة، ولما جبلوا عليه من جعل بأسهم بينهم شديدا وقلوبهم شتى.
    لقد بدأت مؤامراتهم على النبي صلى الله عليه وسلم في حياته،

    فكم ألبوا عليه المخالفين له، وكم جمعوا له من جموع باءت كلها بالفشل الذريع، واستمرت إلى يومنا الحاضر، ونسأل الله أن يرد كيدهم إلى نحورهم ويكفي المسلمين شرورهم.
    ولا يرد على ما وصفهم الله به من الخوف والجبن وحب الحياة ما هو واقعهم اليوم، وقد علوا علوا كبيرا، وصاروا يتحدون الشرق والغرب، ولا يرون العرب إلا كالحشرات الطائرة، فلربما هذا العتو منهم على العرب والمسلمين جزاءا من الله تعالى للمسلمين لتركهم العمل بشرعه ولميلهم إلى الكفار، وللعداوة والتشتت الحاصل في صفوفهم، وسبب آخر وهو الوهن الذي أصاب المسلمين ولا يدري إلا الله تعالى متى يفيق العرب والمسلمون من سباتهم العميق فيرجعون إلى الله تعالى ويحكمون شرعه ويستنصرونه على أعداء دينهم بدلا من قتل بعضهم بعضا وبغي بعضهم على بعض حتى أصبح الكثير يقولون: إذا كان اليهود جبناء فإن المسلمين – وفي أولهم العرب – هم أجبن من اليهود وأشد حبا للحياة منهم.
    وهؤلاء نسوا أن أسلافنا المسلمين إنما كانوا ينتصرون بحبهم لربهم وتحكيمهم لدينه والعمل بأوامر الإسلام والانتهاء عن نواهيه، وأنهم كانوا على قلب رجل واحد، هدفهم واحد وتفكيرهم واحد، فنصرهم الله تعالى جزاءا لإخلاصهم وتوجههم إليه عز وجل.
    وأما اليوم فقد توزعت أهواء المسلمين وجعلتهم عالة على أعداء الدين، فهذا شيوعي، وهذا بعثي، وهذا اشتراكي وذلك ديمقراطي وهذا تقدمي وذلك رجعي.. إلى آخر هذه الترهات الحمقاء التي ذل المسلمون وتأخروا بسبب تمسكهم بها واعتزازهم بغير دينهم وشرع نبيهم.

    والحاصل أنه لابد أن يحصل التفكك الاجتماعي في أوضاع المسلمين وذلك:
    في غياب الوعي الإسلامي لابد وأن يحصل التفكك الممقوت بين المسلمين شاءوا أم أبوا.
    حين صار بأسهم بينهم فكل طائفة تحارب الأخرى وتبالغ في شراء الأسلحة التي تذهب أثمانها لأيدي الكفار تجار السلاح، وصار حال المسلمين اليوم أقبح من حال الجاهليين في الزمن القديم، فإن الجاهليين كانوا لا يحاربوا إلا الأعداء، ولا يحاربون إخوانهم إلا إذا لم يجدوا العدو الذي يحاربونه على حد قول شاعرهم:
    وأحيانا على بكر أخينا إذا ما لم نجد إلا أخانا
    بخلاف اليوم فإنهم تركوا العدو واتجهوا لحرب بعضهم بعضا والكيد لبعضهم بعضا، وصاروا محل تجارب أعداء الإسلام لأسلحتهم، وصاروا عكس ما أخبر الله به عن أسلافهم الذين قال الله فيهم: { أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ } [الفتح :29].
    إذ يحترم الكافر عند كثير من المسلمين أكثر من احترام المسلم أخاه المسلم، فصار بعضهم أشداء على المسلمين رحماء ضعفاء جبناء أمام الكفار لانبهارهم بما عند الكفار من زخرف الحياة الدنيا، ولجهلهم بدينهم الذي أعز الله به أسلافهم ورفع شأنهم في الدنيا والآخرة.
    حين نشأت الأحزاب المتعارضة – كل حزب بما لديهم فرحون – وكثر الكذب في الانتخابات المزعومة، وكثرت الحيل، وارتفعت الثقة عنهم، وصارت لأعداء الإسلام اليد الطولى في توجيه كل تلك الأحزاب التي يضربون بعضها ببعض إن أرادوا، أو يغلبون الحزب الذي يعرفون أنه عميلهم وعدو لدينه ولوطنه فيغلبون جانبه.
    بعد أن تفرق المسلمون في الولاء السياسي فيممت كل طائفة وجوهها لدولة من دول الكفر، وفقدوا الولاء والبراء الحقيقيين الذين جعلهما الله علامة بين المؤمنين في ولايتهم لله ولرسوله والمؤمنين.
    حين نشأت العصبيات البغيضة التي أماتها الإسلام وأحيتها الجاهلية حيث دان المسلمون بالقومية والوطنية والعنصرية وغيرها من الجاهليات المنتشرة التي غزتهم عن طريق أوربا.
    حينما فصلت السياسة عن الدين فأصبح الحاكم بذلك يجب أن لا يكون دينيا لكي يعم عدله جميع الشعب وإلا كان متعصبا لجهة بزعمهم، ونسوا أنه سيكون متعصبا ضد الدين إذا لم يتعصب له كما هو الواقع.
    حين ظهرت الحركات البدعية وقوي زعماؤها وفرضوا بدعهم بكل سبيل. حين انعدمت الثقة والأخوة الإسلامية بين الشعوب ولم يعودوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ولم يحققوا قول النبي صلى الله عليه وسلم ((لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)) ، أو قوله صلى الله عليه وسلم : ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)) .
    حين تدهورت الأخلاق والفضائل وارتفع شأن الرذائل من الغش والكذب والدعارة وشرب المسكرات.
    حين عم التكالب على الدنيا وطلب الشهرة والعلوفي الأرض بأي ثمن كان.
    حين أصبح بعض المائعين ممن جرفتهم الحضارة الغربية – يستحي أن ينتسب إلى الإسلام لئلا يقال له رجعي متخلف.

    وإذا كان الحال كما ذكر سابقا وأشد أيضا، فما هي طريق العودة التي تعيد للمسلمين عزتهم؟
    طريق العودة
    لن تعود للمسلمين عزتهم ومنعتهم إلا إذا عادوا إلى دينهم وتمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، فإنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
    اعتزاز المسلمين بدينهم وترك السير في المؤخرة وراء العالم الغربي المتدهور وترك الاعتزاز بالقوميات والوطنيات بعيدا عن الدين الحنيف.
    أن يكونوا قدوة العالم في جميع المعاملات والسلوك وسائر الأخلاق الحميدة.
    أن يتم تحاكمهم إلى الإسلام في جميع شؤونهم، وأن يرفضوا التحاكم إلى غيره من الأنظمة أو الجمعيات أو الدساتير الجاهلية.
    الاهتمام التام بتربية النشء على الأسس الإسلامية الصحيحة وعلى أيدي مدربين ومدرسين أكفاء على العقيدة ليصبح هذا النشء هم رجال الغد في حركة مستقلة في التعليم عن التعليم الغربي في جميع مرافق التعليم دينيا ودنيويا.
    الجد في القضاء على كل أنواع الجاهليات عن طريق تعميق العقيدة وليس عن طريق قرارات أو عقوبات، بل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى الإسلام.
    رفع راية الجهاد بكل أنواعه في الوقت الذي يسمح بذلك من نصرة المسلمين المجاهدين ودعمهم بالسلاح والرجال وترك الخوف من إطلاق كلمة الجهاد التي أعز الله بها المسلمين في عصورهم الأولى حين تدع الضرورة لذلك.
    بذل الاجتهاد في نشر التوعية الإسلامية العامة من قبل كافة المسلمين لما فيه رفعة الإسلام وعزة المسلمين، العلماء في مجالهم، والتجار في مجالهم.. الخ.
    أن يسند حكم المسلمين إلى رجال أكفاء لهم معرفة بالعقيدة الصحيحة في كل بلد – واليوم نجد أكثر الشعب مسلمين والحاكم نصراني أو شيوعي أو بعثي أو اشتراكي.. الخ.
    لابد أن يستقل العالم الإسلامي في كل شؤونه عن العالم الغربي في الصناعة، وفي التجارة، وفي وسائل التعليم كلها، وفي كل الجوانب.
    وما على الشخص منهم إلا أن يخلص نيته ثم يبدأ العمل ويستعين بالله تعالى ويستشعر عظمته وقدرته، والله تعالى لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى ما دام ذلك العمل يقصد به وجه الله ومصلحة المسلمين عامة، وما دام على وفق ما شرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

    يتبــــع



    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #15

    رد: موسوعه المذاهب الفكرية المعاصرة




    التنصير


    التنصير حركة دينية سياسية استعمارية بدأت بالظهور إثر فشل الحروب الصليبية بغية نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث بعامة وبين المسلمين بخاصة بهدف إحكام السيطرة

    على هذه الشعوب
    الاستشراق

    هو دراسات أكاديمية يقوم بها غربيون كافرون من أهل الكتاب بوجه خاص للإسلام والمسلمين من شتى الجوانب عقيدة وشريعة وثقافة وحضارة وتاريخاً ونظماً وثروات وإمكانيات؛ بهدف تشويه الإسلام ومحاولة تشكيك المسلمين فيه وتضليلهم عنه, وفرض التبعية للغرب عليهم , ومحاولة تسويغ هذه التبعية بدراسات ونظريات تدعي العلمية والموضوعية، وتزعم التفوق العنصري والثقافي للغرب المسيحي على الشرق الإسلامي .

    رسائل في الأديان والفرق والمذاهب لمحمد الحمد – ص 171
    التغريب
    التغريب هو تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية، يرمي إلى صبْغ حياة الأمم بعامة، والمسلمين بخاصة، بالأسلوب الغربي، وذلك بهدف إلغاء شخصيتهم المستقلة وخصائصهم المتفردة وجعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية.

    أسباب قيام حركة التغريب في البلدان الإسلامية
    لقيام التغريب في البلاد الإسلامية أسباب كثيرة من أهمها:
    1ـ انخداع بعض المسلمين وتأثرهم بالمنصرين والمستشرقين.
    2ـ استعانة بعض المسؤولين والمؤسسات من المسلمين بعلماء غربيين في شتى المجالات وبعضهم في مجال التوجيه والمسؤولية وهذا بخلاف هدي المسلمين فقد كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أحد عماله حين طلب إليه أن يستعين بنصراني ماهر فكتب إليه "هبه مات".
    3ـ عدم مراقبة تحركات النصارى في بعض البلدان الإسلامية وإطلاق الحبل على الغارب لهم يقيمون احتفالاتهم وأعيادهم ودعاياتهم ودعواتهم بل ويحضرها بعض المسؤولين المسلمين لمباركتها بحجة التلاحم الشعبي والتسامح الديني.
    4ـ ابتعاث بعض الدارسين إلى الغرب ليتعلموا شتى العلوم ومن الغريب – حسب ما يقال – أن بعضهم يذهب لدراسة بعض العلوم الإسلامية واللغوية والتاريخية.
    5ـ قيام بعض المسؤولين من المسلمين بإلزام جيوشهم وخدمهم بلباس الغرب افتخارا به خصوصا في المجالات الرسمية.
    6ـ إنشاء مكاتب ومدارس وجمعيات تدعو إلى التغريب.
    7ـ ترجمة الكثير من الكتب الغربية إعجابا بأشخاصها وتوزيعها في كل بلد للكبار والصغار.
    8ـ وقوف النصارى في كل بلد إلى جانب الغرب وإظهار إعجابهم بهم وتحبيبهم إلى نفوس الناس وهم بمثابة العيون للغرب.
    9ـ قيام بعض عملاء الغرب بإصدار مجلات ودعايات وتمثيليات وأشرطة تسجيل وقصص للكبار والصغار تدعو إلى الإعجاب بالحضارة الغربية وتحقير الحضارة الإسلامية والتقليل من أهميتها.
    10ـ إثارة بعض القضايا ومهاجمة الإسلام من خلالها كقضية جواز الزواج بأكثر من واحدة وحق الطلاق للرجل والحجاب ومنع الاختلاط وحقوق المرأة.... وغير ذلك وتضخيمها والرد على الإسلام من خلالها بتلفيق الأكاذيب والشبهات الباطلة حولها.
    يتبــــع



    التأسيس وأبرز الشخصيات

    بدأ المشرقيون في العالم الإسلامي مع نهاية القرن الثامن عشر ومطلع التاسع عشر بتحديث جيوشهم وتعزيزها عن طريق إرسال بعثات إلى البلاد الأوربية أو باستقدام الخبراء الغربيين للتدريس والتخطيط للنهضة الحديثة، وذلك لمواجهة تطلع الغربيين إلى بسط نفوذهم الاستعماري إثر بدء عهد النهضة الأوربية.
    لما قضى السلطان محمود الثاني على الانكشارية العثمانية سنة 1826م أمر باتخاذ الزي الأوربي الذي فرضه على العسكريين والمدنيين على حد سواء.
    استقدم السلطان سليم الثالث المهندسين من السويد وفرنسا والمجر وانجلترا وذلك لإنشاء المدارس الحربية والبحرية.
    قام محمد علي والي مصر، والذي تولى سنة 1805م، ببناء جيش على النظام الأوربي، كما عمد إلى ابتعاث خريجي الأزهر من أجل التخصص في أوربا.
    أنشأ أحمد باشا باي الأول في تونس جيشا نظاميا، وافتتح مدرسة للعلوم الحربية فيها ضباط وأساتذة فرنسيون وإيطاليون وإنجليز.
    افتتحت أسرة الفاجار التي حكمت إيران كلية للعلوم والفنون على أساس غربي سنة 1852م.
    منذ عام 1860م بدأت حركة التغريب عملها في لبنان عن طريق الإرساليات، ومنها امتدت إلى مصر في ظل الخديوي إسماعيل الذي كان هدفه أن يجعل مصر قطعة من أوربا.
    التقى الخديوي إسماعيل في باريس مع السلطان العثماني عبد العزيز 1284 هـ/1867م حينما لبيا دعوة الإمبراطور نابليون الثالث لحضور المعرض الفرنسي العام، وقد كانا يسيران في تيار الحضارة الغربية.
    ابتعث كل من رفاعة الطهطاوي إلى باريس وأقام فيها خمس سنوات 1826/1831م وكذلك ابتعث خير الدين التونسي إليها وأقام فيها أربع سنوات 1852 – 1856م وقد عاد كل منهما محملا بأفكار تدعو إلى تنظيم المجتمع على أساس علماني عقلاني.
    منذ 1830م بدأ المبتعثون العائدون من أوروبا بترجمة كتب فولتير وروسو ومونتسكيوفي محاولة منهم لنشر الفكر الأوربي الذي ثار ضد الدين الذي ظهر في القرن الثامن.
    أنشأ كرومر كلية فيكتوريا بالإسكندرية لتربية جيل من أبناء الحكام والزعماء والوجهاء في محيط إنجليزي ليكونوا أداة المستقبل في نقل ونشر الحضارة الغربية.
    قال اللورد لويد (المندوب السامي البريطاني في مصر ) حينما افتتح هذه الكلية سنة 1936م : كل هؤلاء لن يمضي عليهم وقت طويل حتى يتشبعوا بوجهة النظر البريطانية بفضل العشرة الوثيقة بين المعلمين والتلاميذ.
    كان نصارى الشام من أول من اتصل بالبعثات التبشيرية وبالإرساليات ومن المسارعين بتلقي الثقافة الفرنسية والإنجليزية، كما كانوا يشجعون العلمانية التحررية وذلك لعدم إحساسهم بالولاء تجاه الدولة العثمانية فبالغوا في إظهار إعجابهم بالغرب ودعوا إلى الاقتداء به وتتبع طريقه، وقد ظهر ذلك جليا في الصحف التي أسسوها وعملوا فيها.
    كان ناصيف اليازجي 1800 – 1871 م وابنه إبراهيم اليازجي 1847 – 1906 م على صلة وثيقة بالإرساليات الأمريكية الإنجيلية.
    أسس بطرس البستاني 1819 – 1883 م في عام 1863م مدرسة لتدريس اللغة العربية والعلوم الحديثة فكان بذلك أول نصراني يدعو إلى العروبة والوطنية إذ كان شعاره : "حب الوطن من الإيمان". كما أصدر صحيفة الجنان سنة 1870م التي استمرت ست عشرة سنة وقد تولى منصب الترجمة في قنصلية أمريكا ببيروت مشاركا في الترجمة البروتستانتية للتوراة مع الأمريكيين سميث وفانديك.
    أنشأ جورجي زيدان 1861 – 1914م مجلة الهلال في مصر سنة 1892م، وقد كان على صلة بالمبعوثين الأمريكان، كما كانت له سلسلة من القصص التاريخية التي حشاها بالافتراءات على الإسلام والمسلمين.
    أسس سليم تقلا صحيفة الأهرام في مصر وقد سبق له أن تلقى علومه في مدرسة عبية بلبنان والتي أنشأها المبشر الأمريكي فانديك.
    أصدر سليم النقاش صحيفة المقتطف التي عاشت ثمانية أعوام في لبنان انتقلت بعدها إلى مصر سنة 1884م.
    تجول جمال الدين الأفغاني 1838-1897م كثيرا في العالم الإسلامي شرقا وغربا وقد أدخل نظام الجمعيات السرية في العصر الحديث إلى مصر، كما يقال بأنه انضم إلى المحافل الماسونية، وكان على صلة بالمستر بلنت البريطاني.
    كان الشيخ محمد عبده 1849 – 1905م من أبرز تلاميذ الأفغاني، وشريكه في إنشاء مجلة العروة الوثقى، وكانت له صداقة مع اللورد كرومر والمستر بلنت، ولقد كانت مدرسته ومنها رشيد رضا تدعو إلى مهاجمة التقاليد، كما ظهرت لهم فتاوى تعتمد على أقصى ما تسمح به النصوص من تأويل بغية إظهار الإسلام بمظهر المتقبل لحضارة الغرب كما دعا الشيخ محمد عبده إلى إدخال العلوم العصرية إلى الأزهر لتطويره وتحديثه.
    كان المستشرق مستربلنت : يطوف هو وزوجته مرتديا الزي العربي، داعيا إلى القومية العربية وإلى إنشاء خلافة عربية بغية تحطيم الرابطة الإسلامية.
    قاد قاسم أمين 1865 – 1908م وهو تلميذ محمد عبده، الدعوة إلى تحرير المرأة وتمكينها من العمل في الوظائف والأعمال العامة. وقد كتب تحرير المرأة 1899م والمرأة الجديدة 1900م.
    كان سعد زغلول : الذي صار وزيرا للمعارف سنة 1906م شديد التأثر بآراء محمد عبده وقد نفذ فكرة كرومر القديمة والداعية إلى إنشاء مدرسة للقضاء الشرعي بقصد تطوير الفكر الإسلامي من خلال مؤسسة غير أزهرية منافسة له.
    كان أحمد لطفي السيد 1872 – 1963م من أكبر مؤسسي حزب الأحرار الدستوريين الذين انشقوا عن سعد زغلول سياسيا، وكان يدعو إلى الإقليمية الضيقة وهو صاحب العبارة المشهورة التي أطلقها عام 1907م وهي : "مصر للمصريين" وقد تولى شؤون الجامعة المصرية منذ تسلمتها الحكومة المصرية عام 1916م وحتى 1941م تقريبا.
    وكان طه حسين 1889 – 1973م من أبرز دعاة التغريب في العالم الإسلامي حيث تلقى علومه على يد المستشرق كايم دور وقد نشر أخطر آرائه في كتابيه الشعر الجاهلي ومستقبل الثقافة في مصر.
    يقول في كتابه الشعر الجاهلي ص26 : للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل وللقرآن أن يحدثنا أيضا، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي.
    ويقول بعد ذلك : وقد كانت قريش مستعدة كل الاستعداد لقبول هذه الأسطورة في القرن السابع للمسيح. كما أنه ينفي فيه نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أشراف قريش.
    لقد بدأ طه حسين محاضرة له في اللغة والأدب بحمد الله والصلاة على نبيه ثم قال : سيضحك مني بعض الحاضرين إذا سمعني أبدأ هذه المحاضرة بحمد الله والصلاة على نبيه لأن ذلك يخالف عادة العصر.
    ازدهرت حركة التغريب بعد سيطرة الاتحاديين عام 1908م على الحكم في الدولة العثمانية وسقوط السلطان عبدالحميد.
    وفي سنة 1924م ألغت حكومة مصطفى كمال أتاتورك الخلافة العثمانية مما مهد لانضمام تركيا إلى الركب العلماني الحديث، وفرض عليها التغريب بأقصى صوره وأعنفها.
    علي عبدالرزاق : نشر سنة 1925م كتابه الإسلام وأصول الحكم الذي ترجم إلى الإنجليزية والأردية، يحاول فيه المؤلف أن يقنع القارئ بأن الإسلام دين فقط وليس دينا ودولة، وقد ضرب سميث مثلا به عندما أشار إلى أن التحررية العلمانية والعالمية لا تروج في العالم الإسلامي إلا إذا فسرت تفسيرا إسلاميا مقبولا، وقد حوكم الكتاب والمؤلف من قبل هيئة العلماء بالأزهر في 12/08/1925م وصدرت ضده إدانة أخرجته من زمرة العلماء،و كان يشرف على مجلة الرابطة الشرقية كما أقام حفل تكريم لأرنست رينان في الجامعة المصرية بمناسبة مرور مائة سنة على وفاة هذا المستشرق الذي لم يدخر وسعا في مهاجمة العرب والمسلمين.
    وكان محمود عزمي من أكبر دعاة الفرعونية في مصر، درس على أستاذه دور كايم الذي كان يقول له : إذا ذكرت الاقتصاد فلا تذكر الشريعة، وإذا ذكرت الشريعة فلا تذكر الاقتصاد.
    وسبق أن قدم منصور فهمي 1886 – 1959م : أول أطروحة للدكتوراه على أستاذه ليفي بريل مهاجما نظام الزواج في الإسلام التي موضوعها حالة المرأة في التقاليد الإسلامية وتطوراتها، وفي هذه الرسالة يقول : محمد يشرع لجميع الناس ويستثني نفسه، ويقول : إلا أنه أعفى نفسه من المهر والشهود، لكنه انتقد بعد ذلك حركة التغريب في سنة 1915م وجاهر بآرائه في الأخطاء التي حملها طه حسين ومدرسته.
    ويعتبر إسماعيل مظهر من أئمة مدرسة التغريب لكنه لم يلبث أن تحول عنها إبان عصر النهضة الحديثة.
    وكان زكي مبارك في مقدمة تلاميذ طه حسين، درس على أيدي المستشرقين وسبق له أن قدم أطروحة للدكتوراه في الغزالي والمأمون مهاجما الغزالي هجوما عنيفا لكنه رجع عن ذلك فيما بعد وكتب مقاله المعروف إليك أعتذر أيها الغزالي.
    ويعتبر محمد حسين هيكل 1888 – 1956م رئيس تحرير جريدة السياسة في الفترة الأولى من حياته من أبرز المستغربين وقد أنكر الإسراء بالروح والجسد معا انطلاقا من نظرة عقلانية في كتابه حياة محمد، لكنه عدل عن ذلك وكتب معبرا عن توجهه الجديد في مقدمة كتابه في منزل الوحي.
    وكان الشيخ أمي الخولي وهو من مدرسي مادتي التفسير والبلاغة بالجامعة المصرية، يروج لأفكار طه حسين في الدعوة إلى دراسة القرآن دراسة فنية بغض النظر عن مكانته الدينية، وقد استمر في ذلك حتى كشفه الشيخ محمود شلتوت سنة 1947م.
    وقاد شبلي شميل 1860 – 1917م الدعوة إلى العلمانية ومهاجمة قيم الأديان والأخلاق.
    يتبــــع



    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #16

    رد: موسوعه المذاهب الفكرية المعاصرة



    تيارات التغريب

    وقد ذكر الشيخ محمد حامد الناصر أن مجمل تيارات التغريب تكمن في ثلاثة:
    1ـ تيارات مدرسة الاستعمار وهو من أدوات المستعمر لتنفيذ سياسته في إدارة شؤون البلاد ومن هؤلاء "سعد زغلول" و" أحمد لطفي السيد"
    2ـ التيار الثاني تطوير الإسلام وأهل هذا التيار ينصب اهتمامهم في زعمهم تطوير الدين وإعادة تفسيره وفق الحضارة الغربية ومن هؤلاء "رفاعة الطهطاوي" و"خير الدين التونسي" ثم أصبحت على يد "محمد عبده" ومدرسته.
    3ـ التيار الثالث: ويمثله نصارى العرب وجهوا جل اهتمامهم إلى تأسيس الصحف اليومية كصحيفة الأهرام والمقطم وتحملان الأنباء العالمية والمذاهب السياسية وبعضها كان يحمل طابعا أدبيا علميا مثل صحيفة المقتطف، وصحيفة الهلال.وقد ذكرت شخصيات كثيرة تنادي بهذا التغريب مثل " أديب إسحاق" و "سليم نقاش" و"بطرس البستاني" وهم من أنشط العرب في نقل الحضارة الغربية"
    يتبــــع



    أهداف دعاة التغريب وأساليبهم



    أهدافهم تتمثل في رغبتهم الشديدة في أن يحولوا العالم الإسلامي إلى مقلدين للغرب في كل شيء وأن يكونوا تبعا لهم , وأما أساليبهم فهي كثيرة ومتنوعة ومن أهمها:
    1ـ إحياء ما يسمونه بالحضارات القديمة في العالم الإسلامي ومنها النفاذ إلى قيام الحضارات الغربية المتمثلة في الاستخفاف بالقديم في النهاية ونبذه وقد استعد "روكفلر" اليهودي المتعصب بمبلغ عشرة ملايين دولار تبرعا لإنشاء متحف للآثار الفرعونية في مصر وملحق به معهد أيضا وقد فعل الكثير منهم ذلك والغرض من هذا هو النفاذ إلى تفريق كلمة المسلمين وبتبديدهم من خلال إرجاع كل قطر إلى جاهليته القديمة قبل الإسلام والالتفاف حولها.
    2ـ التركيز على المناداة بالقضاء على التفرقة بين العالم الإسلامي والعالم الغربي حتى تبقى للمسلم شخصية متميزة ويسمون ذلك تطورا في الفكر والثقافة على غرار عصر التنوير عند الأوربيين.
    3ـ إحياء الدعوة إلى تقديس الوطنية والقومية وغيرها من النعرات الجاهلية والاعتزاز بها لتكون بديلا عن الاعتزاز بالدين وقيمه والإشادة بما حققته الوطنية الغربية وإظهار الإعجاب بها وذلك لضمان عدم عودة المسلمين إلى الألفة العامة بينهم وعدم اتحادهم في كتلة واحدة ليسهل على الغرب وأتباعهم التأثير على كل قطر بمفرده.


    4ـ الدعوة إلى الالتفاف حول ما يسمونه الإنسانية لكي يجتمع الجميع تحتها فتزول الفوارق والخلافات الدينية فيحل السلام وتصبح الأرض وطنا للجميع – بزعمهم – وهي دعوة يهودية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، لأنها في حقيقتها سراب

    يتبــــع




    أهم آراء دعاة التغريب

    موقفهم من القرآن الكريم
    ردد بعض دعاة التغريب ما قرره أعداء الإسلام من المنصرين والمستشرقين من شبهات باطلة حول كلام الله عز وجل – القرآن الكريم – وما كان أجدر بهم أن ينأوا بأنفسهم عن ضلالات الحاقدين على الإسلام والمسلمين ما داموا يشهدون الشهادتين ولكن تلمذتهم على أولئك هي التي أنتجت هذا الخلط الشنيع في مفاهيمهم من أن القرآن الكريم صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه سجع على طريقة السجع الذي كان معروفا في الجاهلية – بزعمهم – وغير ذلك من أقوالهم ولا ريب أن من اعتقد هذا يكون قد خلع ربقة الإسلام من عنقه وارتد عن الشريعة السمحاء واختار طريق الضلال.
    ولعل القارئ لا ينسى من لقّبه الغرب بعميد الأدب العربي "طه حسين" مكافأة له على تهجمه على القرآن الكريم والسنة النبوية ومحاباته لليهود الذي كان يقول "تفكيري فرنسي وكتابتي بالعربية".
    وقد كان طه حسين عميلا وفيا للغرب محاربا لله ولرسوله ولدين الإسلام مفضلا الغرب وحضارته على الإسلام ونوره فهو مرة يهاجم اللغة العربية ويفضل عليها اللاتينية واليونانية ومرة يدعو إلى التجديد وهو السير سير الأوربيين في كل شيء ومرة يهاجم الفتح الإسلامي ويعتبره غزوا واحتلالا لمصر التي لم تسترد حريتها إلا حين رجعت إلى حضارتها الفرعونية – بزعمه – وقد سماه الرافعي " المبشر طه حسين" و " المستر طه حسين" بدلا عن لقبه الأوربي "عميد الأدب العربي"
    ومما يذكر أن طه حسين لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة في كتابه " في الشعر الجاهلي" وكرر في كتبه أن القرآن الكريم من الأساطير.
    وأما كتابه" في الشعر الجاهلي" فقد كان حاداً جاداً في السخرية بالقرآن الكريم والإشادة بالإلحاد الغربي والزندقة وقد حاكمه مجلس البرلمان في مصر وصدر الحكم بتكفيره وإتلاف كتابه وفصله من الجامعة ولكن القوى التي كانت تدفعه إلى هذا تدخلت لحمايته فأُعيد إلى عمله ورُفع ليكون مديراً للجامعة ثم وزيرا للمعارف ليكمل مهمته من مظلة السلطة.
    وكانت لطه حسين صلات حميمة بكثير من مشاهير أعداء الإسلام مثل " كازانوفا" و"مرجليوث" و"ماسينون" و"بلاشير" وغيرهم من أصدقائه الذين يفتخر بصداقتهم وقد استورد كثيرا من المستشرقين والمنصرين الحاقدين استوردهم للتدريس بالجامعة – بحكم وظيفته – وقرب اليهود والنصارى واتخذهم بطانة له.

    موقفهم من السنة النبوية
    وإذا كان دعاة التغريب قد جرؤا على محاربة كتاب الله عز وجل وانتقدوه وشككوا فيه إتباعا لمشايخهم من المنصرين والمستشرقين، فما الظن بهم بالنسبة للسنة الشريفة على صاحبها أزكى الصلاة والسلام تلك السنة الغراء التي أقلقت أعداء الإسلام وضاقوا بها ذرعا وخططوا الخطط المتلاحقة والمؤتمرات المتتابعة للتشاور في أمرها وكيفية القضاء عليها ومع تلك المحاولات المستميتة إلا أن السنة النبوية ظلت على صفائها ونقائها ولمعان نورها الذي يكاد يخطف أبصار الذين كفروا.
    وقد ذكر الشيخ " محمد حامد الناصر" في كتابه (العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب) من (ص133: 137).بعض دعاة التغريب وذكر منهم من اشتهر أمره بالانحياز للغرب والحضارة الغربية مثل " أحمد أمين" و"محمود أبو رية" و "محمد توفيق صدقي" وإسماعيل أدهم" والشاعر" أحمد زكي أبو شادي" و" صالح أبو بكر"
    لعل القارئ الكريم قد أدرك مما سبق إيراده أن المستشرقين لم يكونوا أمناء ولا أصحاب بحوث علمية مجردة عن التعصب – كما زعموا – بل إنهم غزاة العقول ومعاول الهدم {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [آل عمران:18]
    وقد عرف المسلمون كثيرا من حيلهم وأساليبهم الماكرة وعرفوا منهجهم في كتابتهم عن الإسلام والمسلمين وأنها كانت تنفث حقدا وعصبية وأنهم جواسيس لشعوبهم الغربية ولدياناتهم المحرفة وأن ما تظاهروا به من ود وموضوعية ونزاهة فيما يكتبون إنما هو تغرير يقصد به ذر الرماد في العيون ولا أدل على هذا من أنهم لا يستدلون على ما يوردونه عن الإسلام والمسلمين إلا ما يوافق أهواءهم ولا من الأحاديث إلا الساقط منها المفترى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يعارضون بها جادين الأحاديث الصحيحة بل والآيات الكريمة من كتاب الله تعالى ويجعلون ذلك من التناقض الموجود في الشريعة المحمدية – بزعمهم – مع أنهم يعرفون تماما أن ما يستدلون به لتشويه الإسلام هو واه كبيت العنكبوت ولكن لا حيلة لهم إلا ذلك.
    فإذا وجدوا أدنى شبهة تشبثوا بها وضخموها وصدق بعضهم بعضا في إيرادها على التفسير الذي يرتضونه ولا ينظرون فيها نظرة الفاحص الطالب للحقيقة ولهذا تجد – أخي القارئ – تفسيرات باطلة ومحرفة لنصوص كثيرة سواء كانت في تفسير كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم أوفي التاريخ الإسلامي أو الفقه أو غير ذلك ثم يقدمونه للناس على أنه بيان للإسلام وتعاليمه.
    ولم يقف الأمر عند تفسير النصوص ولكن جاءوا بما هو أدهى من ذلك إذ أنهم يضعون القضية التي يريدون إلقاءها يصنعونها من تلقاء أنفسهم على أنها محسوبة على الإسلام والمسلمين ثم بعد ذلك يتصيدون لها الأدلة والشبهات والأقوال ويصولون ويجولون حولها حتى يقتنع من لا خبرة له بمكرهم أنهم على شيء وأنهم فطاحل بحث وتحقيق ونزاهة وأن ما قالوه عن الإسلام صحيح لا مرية فيه.

    يتبــــع



    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #17

    رد: موسوعه المذاهب الفكرية المعاصرة

    الأفكار والمعتقدات

    أفكار تغريبية:
    المستشرق الإنجليزي (جب) ألف كتاب (إلى أين يتجه الإسلام) الذي يقول فيه : من أهم مظاهر سياسة التغريب في العالم الإسلامي تنمية الاهتمام ببعث الحضارات القديمة وقد أعلن في بحثه هذا صراحة أن الهدف معرفة إلى أي مدى وصلت حركة تغريب الشرق وما هي العوامل التي تحول دون تحقيق هذا التغريب
    عندما دخل اللورد اللنبي القدس عام 1918م أعلن قائلا : "الآن انتهت الحروب الصليبية".
    يقول لورنس بروان : إن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام وفي قدرته على التوسع والإخضاع وفي حيويته، إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الغربي. ولهذا فلابد من الدعوة إلى أن يطبع العالم الإسلامي بطابع الغرب الحضاري.
    تشجيع فكرة إيجاد فكر إسلامي متطور يبرر الأنماط الغربية ومحو الطابع المميز للشخصية الإسلامية بغية إيجاد علائق مستقرة بين الغرب وبين العالم الإسلامي خدمة لمصالحه.
    الدعوة إلى الوطنية ودراسة التاريخ القديم والدعوة إلى الحرية باعتبارها أساس نهضة الأمة مع عرض النظم الاقتصادية الغربية عرضا مصحوبا بالإعجاب، وتكرار الكلام حول تعدد الزوجات في الإسلام وتحديد الطلاق واختلاط الجنسين.
    نشر فكرة العالمية والإنسانية التي يزعم أصحابها بأن ذلك هو السبيل إلى جمع الناس على مذهب واحد تزول معه الخلافات الدينية والعنصرية لإحلال السلام في العالم، ولتصبح الأرض وطنا واحدا يدين بدين واحد ويتكلم بلغة واحدة وثقافة مشتركة بغية تذويب الفكر الإسلامي واحتوائه في بوتقة الأقوياء المسيطرين أصحاب النفوذ العالمي.
    إن نشر الفكر القومي خطوة على طريق التغريب في القرن التاسع عشر وقد انتقل من أوربا إلى العرب والإيرانيين والترك والإندونيسيين والهنود، إلى كيانات جزئية تقوم على رابط جغرافي يجمع أناسا ينتمون إلى أصول عرقية مشتركة.
    تنمية الاهتمام ببعث الحضارات القديمة، يقول المستشرق (جب) : وقد كان من أهم مظاهر سياسة التغريب في العالم الإسلامي تنمية الاهتمام ببعث الحضارات القديمة التي ازدهرت في البلاد المختلفة التي يشغلها المسلمون الآن.... وقد تكون أهميته محصورة الآن في تقوية شعور العداء لأوربا ولكن من الممكن أن يلعب في المستقبل دورا مهما في تقوية القوميات المحلية وتدعيم مقوماتها.
    عرض روكفلر الصهيوني المتعصب تبرعه بعشرة ملايين دولار لإنشاء متحف للآثار الفرعونية في مصر وملحق به معهد لتخريج المتخصصين في هذا الفن.
    أن كلا من الاستعمار والاستشراق والشيوعية والماسونية وفروعها والصهيونية ودعاة التوفيق بين الأديان "وحدة الأديان" قد تآزروا جميعا في دعم حركة التغريب وتأييدها بهدف تطويق العالم الإسلامي وتطويعه ليكون أداة لينة بأيديهم.
    نشر المذاهب الهدامة كالفرويدية والداروينية والماركسية والقول بتطور الأخلاق (ليفي برويل) وبتطور المجتمع (دور كايم) والتركيز على الفكر الوجودي والعلماني والتحرري والدراسات عن التصوف الإسلامي والدعوة إلى القومية والإقليمية والوطنية والفصل بين الدين والمجتمع وحملة الانتقاص من الدين ومهاجمة القرآن والنبوة والوحي والتاريخ الإسلامي والتشكيك في القيم الإسلامية عن فكرة الجهاد وإشاعة فكرة أن سبب تأخر العرب والمسلمين إنما هو الإسلام.
    اعتبار القرآن فيضا من العقل الباطن مع الإشادة بعبقرية محمد صلى الله عليه وسلم وألمعيته وصفاء ذهنه ووصف ذلك بالإشراق الروحي تمهيدا لإزالة صفة النبوة عنه.

    مؤتمرات تغريبية
    - عقد مؤتمر في بلتيمور عام 1942م وهو يدعو إلى دراسة وابتعاث الحركات السرية في الإسلام.
    في عام 1947م عقد في جامعة برنستون بأمريكا مؤتمر لدراسة (الشؤون الثقافية والاجتماعية في الشرق الأدنى ) وقد ترجمت بحوث هذا المؤتمر إلى العربية تحت رقم 116 من مشروع الألف كتاب في مصر، شارك فيه كويلر يونغ وحبيب كوراني وعبدالحق إديوار ولويس توماس.
    عقد مؤتمر (الثقافة الإسلامية والحياة المعاصرة) في صيف عام 1953م في جامعة برنستون وشارك فيه كبار المفكرين من مثل ميل بروز، وهارولد سميث، وروفائيل باتاي، وهارولد ألن، وجون كرسويل، والشيخ مصطفى الزرقا، وكنت كراج، واشتياق حسين، وفضل الرحمن الهندي.
    وفي عام 1955م عقد في لاهور بالباكستان مؤتمر ثالث لكنه فشل وظهرت خطتهم بمحاولتهم إشراك باحثين من المسلمين والمستشرقين في توجيه الدراسات الإسلامية.
    انعقد مؤتمر للتأليف بين الإسلام والمسيحية في بيروت 1953م، ثم في الإسكندرية 1954م وتتالت بعد ذلك اللقاءات والمؤتمرات في روما وغيرها من البلدان لنفس الغرض.
    في سبتمبر 1944م عقد بالقاهرة مؤتمر السكان والتنمية بهدف نشر أفكار التحلل الجنسي الغربية بين المسلمين من إتاحة للاتصالات غير المشروعة بين المراهقين والإجهاض والزواج الحر والسفاح والتدريب على موانع الحمل.. وقد أصدرت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية فتوى بضرورة مقاطعته والحذر من توصياته وأهدافه.

    كتب تغريبية خطرة
    - (الإسلام في العصر الحديث) لمؤلفه ولفرد كانتول سميث، مدير معهد الدراسات الإسلامية وأستاذ الدين المقارن في جامعة ماكجيل بكندا، حصل على الدكتوراه من جامعة برنستون سنة 1978م تحت إشراف المستشرق هـ. أ. ر - جب الذي تتلمذ عليه في جامعة كمبريدج وهذا الكتاب يدعو إلى التحررية والعلمانية وإلى فصل الدين عن الدولة.
    نشر هـ. أ. ر – جب كتابه (إلى أين يتجه الإسلام)، الذي نشر بلبنان سنة 1932م كان قد ألفه مع جماعة من المستشرقين وهو يبحث في أسباب تعثر عملية التغريب في العالم الإسلامي ووسائل تقدمها وتطورها.
    إن بروتوكلات حكماء صهيون التي ظهرت في العالم كله عام 1902م ظلت ممنوعة من الدخول إلى الشرق الأوسط والعالم الإسلامي حتى عام 1952م أي تقريبا إلى ما بعد قيام إسرائيل في قلب الأمة العربية والإسلامية ولاشك بأن منعها كان خدمة لحركة التغريب عموما.
    تصوير بعض الشخصيات الإسلامية في صور من الابتذال والعهر والمزاجية كما في كتب جورجي زيدان، وكذلك تلك الكتب التي تضيف الأساطير القديمة إلى التاريخ الإسلامي على هامش السيرة لطه حسين والكتب التي تعتمد على المصادر غير الموثوقة مثل (محمد رسول الحرية) للشرقاوي وكتبه عن الخلفاء الراشدين والأئمة التسعة
    يتبــــع







    الجذور الفكرية والعقائدية

    لقد ارتدت الحملة الصليبية مهزومة بعد حطين، وفتح العثمانيون عاصمة الدولة البيزنطية ومقر كنيستهم عام 1453م واتخذوها عاصمة لهم وغيروا اسمها إلى اسلامبول أي دار الإسلام، كما أن جيوش العثمانيين قد وصلت أوربا وهددت فيينا سنة 1529م وقد ظل هذا التهديد قائما حتى سنة 1683م، وسبق ذلك كله سقوط الأندلس وجعلها مقرا للخلافة الأموية، كل ذلك كان مدعاة للتفكير بالتغريب، والتبشير فرع منه، ليكون السلاح الذي يحطم العالم الإسلامي من داخله.
    أن التغريب هجمة نصرانية صهيونية استعمارية في آن واحد التفت على هدف مشترك بينها وهو طبع العالم الإسلامي بالطابع الغربي تمهيدا لمحو الطابع المميز للشخصية الإسلامية
    الانتشار ومواقع النفوذ
    لقد استطاعت حركة التغريب أن تتغلغل في كل بلاد العالم الإسلامي، وإلى كل البلاد المشرقية على أمل بسط بصمات الحضارة الغربية المادية الحديثة على هذه البلاد وربطها بالغرب فكرا وسلوكا.
    - لقد تعالت تأثير حركة التغريب إذ أنه قد ظهر بوضوح في مصر، وبلاد الشام وتركيا وإندونيسيا والمغرب العربي وتتدرج بعد ذلك في البلاد الإسلامية الأقل فالأقل ولم يخل بلد إسلامي أو مشرقي من آثار وبصمات هذه الحركة

    الخلاصة
    أن التغريب تيار مشبوه يهدف إلى نقض عرى الإسلام والتحلل من التزاماته وقيمه واستقلاليته والدعوة إلى التبعية للغرب في كل توجهاته وممارساته ومن واجب قادة الفكر الإسلامي كشف مخططاته والوقوف بصلابة أمام سمومه ومفترياته التي تبثها الآن شخصيات مسلمة وصحافة ذات باع طويل في محاولات التغريب، وأجهزة وثيقة الصلة بالصهيونية العالمية والماسونية الدولية، وقد استطاع هذا التيار استقطاب كثير من المفكرين العرب، فمسخوا هويتهم وحاولوا قطع صلتهم بدينهم والذهاب بولائهم وانتمائهم لأمتهم الإسلامية من خلال موالاة الغرب والزهو بكل ما هو غربي وهي أمور ذات خطر عظيم على الشباب المسلم.
    يتبــــع




    تعريف الماسونية

    الماسونية لغة: لفظ مشتق من كلمة (Mason)، ومعناها البنَّاء، ويضاف إليها كلمة (free) ومعناها حر، فتكون (freemason) أي البناؤون الأحرار.
    وهم يرمزون بها إلى البنَّاء الذي سيبني هيكل سليمان، والذي يمثل بزعمهم رمز سيطرة اليهود على العالم.
    الماسونية اصطلاحاً: لها تعريفات منها:
    1_ أنها منظمة سرية يهودية إرهابية غامضة محكمة التنظيم، ترتدي قناعاً إنسانياً إصلاحياً، وتهدف من وراء ذلك إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم، وتدعو إلى الإلحاد والإباحية والفساد، وجلُّ أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم يوثِّقهم عهد بحفظ الأسرار، ويقومون بما يسمى بالمحافل؛ للتجمع، والتخطيط، والتكليف بالمهام.
    2_ وعرفها بعضهم بأنها: أخطر تنظيم سري إرهابي يهودي متطرف، يحتوي على حُثالات البشر؛ من أجل السيطرة السياسية والاقتصادية والثقافية في كل أنحاء المعمورة.

    رسائل في الأديان والفرق والمذاهب لمحمد الحمد – ص 110

    والماسونية مذهب فكري هدام، وحركة من أخطر الحركات التي أفرزتها عقلية اليهود الحاقدة لإحكام قبضتها على العالم وحكمه وفق إرادة اليهود ووفق مخططاتهم الرهيبة للقضاء على أديان وأخلاق الجوييم – كما يسمونهم – سواء أكانوا من المسلمين أو من النصارى أو من غيرهم – مع التركيز الخاص على المسلمين بالذات بعد أن سيطروا على النصارى – ومما لا يجوز الجهل به أن الماسونيين الآن هم المسيطرون على كثير من بقاع الأرض بعضهم ظاهرين وأكثرهم مستترين غزوا عدة جوانب وخصوصا الجوانب الثقافية ذات الأثر الفعال في توجيه الشعوب فكم لها من ضحايا خدعوا بها وبعضهم دخلها ليسبر عوارها لكنه لم يستطع الخروج منها ولا يخفى على القارئ الكريم أن الماسونية قد هتك سترها كثير من العلماء وبينوا زيفها وضلالها بعد ذلك الخفاء الطويل ومع ذلك فهي لا زالت في حكم المجهول لدقة سريتها وتنظيماتها المحكمة الغائصة في الكتمان والسرية.

    المذاهب الفكرية المعاصرة لغالب عواجي 1/494


    اجتمعت كلمة كل من كتب عن الماسونية أنها حركة سرية قام بها بعض زعماء اليهود بعد الأسر البابلي ظهرت في بعض الدول الغربية تحارب جميع الأديان وبالأخص النصرانية والإسلام والهدف منها استعباد العالم والانتقام من كل الجوييم وهي تهدف في النهاية إلى تأسيس نظام عالمي يحكمون العالم من خلاله وراء أستار كثيفة كان آخرها الديمقراطية والإنسانية وغيرها من الشعارات الكثيرة التي جعلوها ستارا خادعا لتنفيذ مخططاتهم ولعل ما تنادي به الزعامات الأمريكية في عصرنا الحاضر من إقامة نظام عالمي هو الغاية التي كانت تدعو إليها الماسونية خلال عشرات السنين منذ إنشائها إلى اليوم وفي هذا العصر الذي بلغ فيه اليهود أوج قوتهم وعلوا فيه علوا كبيرا وأصبحت الأرض كلها الآن لا يقال فيها إلا الدولة العظمى أمريكا والتي يخاف منها العالم كله ويتوددون إلى إرضائها بالحق وبالباطل، وبدؤوا يصرحون للعالم الإسلامي بوجوب تغيير مناهجهم الدراسية فيما يتعلق بالدين وإلا سوف تعتبرهم إرهابيين حسب كبرائهم وإذا حكمت عليهم بأنهم إرهابيين " فما يوم حليمة بسر" وهذا هو الاسم الذي كانت الكنيسة تسميه هرطقة وتقتل بموجبه دون حساب أو عقاب استبدل الآن بالتسمية الجديدة " إرهاب" كان الله في عون ضعفاء هذا العالم من سطوة طغاتهم ويا ويل الإنسان الضعيف من الإنسان القوي

    يتبــــع





    ثانيا: أسماء الماسونية ومعانيها


    أطلقت على الماسونية الأسماء الآتية:
    1ـ ماسونية، أو مسونية، أو مصونية.
    2ـ القوة الخفية.
    3ـ الفرمسون.
    4ـ المورين.
    5ـ الفحامين.
    معاني تلك الأسماء:
    الماسونية أو المسونية: هي نسبة إلى جمعية تألفت بعد مجيء اليهود من بابل في أسرهم المشهور وهذه الجمعية تنتسب إلى اليهود الذين بنوا هيكل سليمان الذين لقبتهم هذه الجمعية بـ" البنّائين الأحرار".
    وأما المصونية: فهو إطلاق لبعض الكتاب، قيل إنه أخذ من صيانتهم للأسرار.
    وأما القوة الخفية: فهو الاسم القديم للماسونية عند نشأتها.
    وأما الفرمسون: فهي كلمة مكونة من كلمتي " فري" و" مسون" أي العامل أو البناء، وفري أي الحر الجيد الصادق
    وأما المورين: فهي تسمية الماسونيين في ألمانيا.وأما الفحامين: فهي تسمية الماسونيين في إيطاليا
    ويلاحظ أن هذه التسمية الجديدة " البناؤن الأحرار" هي البديل الجديد للتسمية القديمة " القوة الخفية" التي اخترعها "أحيرام " و"مؤاب لافي"والملك" "هيرودس" عند بداية نشأة الماسونية بمشورة مستشار الملك " أحيرام"
    وقد ظهر الاسم الجديد " البناؤن الأحرار" أو " الرفاق البناؤن" في عام 1717م على يد "جوزيف لافي" وولده " إبراهام" و" أبراهام أبيود" و " ديجون كوزالييه" ورفيقه " جورج" عندما عقدوا مؤتمرهم في لندن وسبب إطلاقهم هذه الاسم " البناؤن الأحرار " على حركتهم بدلا عن الاسم القديم " القوة الخفية" هو أنه كانت في إنجلترا في القرن الثامن عشر الميلادي جمعيات كثيرة يطلق عليها " البناؤن الأحرار" أو " الرفاق البناؤن" لا غاية لها إلا الاستفادة من كل جديد يطرأ على فن البناء، فاستغل دعاة الماسونية هذا الاسم، فيحصل العضو على فضل البناء المادي والبناء الأدبي والثقافي وسيق الكثير من الدهماء الذين لا يعرفون ما أريد لهم إلى التصديق به فإذا بهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون لا يخدمون في النهاية إلا القوة اليهودية الحاقدة لا غيرها" القوة الخفية" التي أنشأها " أحيرام" اليهودي والباقون معه الذين أقاموا فكرة الماسونية في اجتماع كان خاصا بهم – كما سيأتي.


    ومما يجدر التنبيه إليه: أن الماسونيين وهم في غاية اليقظة - في الحفاظ عليها تجدهم يتلونون في أسمائهم وفي أشكال شعاراتهم وفي أسماء الماسونية حسب الجو الذي يعيشونه فمن السهل عندهم تغيير أسماء الماسونية كلما رأوا ضرورة لذلك وقد انبثق عنها جمعيات تحمل الأسماء الآتية: " بناي برث" " شهود يهوه" " الروتاري" " الليونز" كما سيأتي" وهي كلها في خدمة الماسونية ولإعادة الهيكل المزعوم وإقامة مملكة إسرائيل حين يتم تطويق العالم وتخريب أديانهم وسلوكهم على أيدي اليهود

    يتبــــع



    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #18

    رد: موسوعه المذاهب الفكرية المعاصرة

    ثالثا: متى ظهرت الماسونية ؟وكيف نشأت؟


    اختلف الباحثون عن الحركة الماسونية في بدء ظهورها كغيرها من الفرق الخفية وقد أطلق بعض الباحثين في تحديدها وبعضهم قيده بزمن محدد وربما كان الماسون هم وراء هذا الاضطراب في تحديد نشأتهم وحاصل الخلاف يرجع إلى ما يأتي:
    1ـ ظهرت بعد القرن الثامن عشر الميلادي وحجة أهل هذا القول أنه لم يكن في بريطانيا في القرن الثامن عشر أية جمعية تحمل اسم البنائين الأحرار.
    2ـ أنها ظهرت حيث كان موسى عليه السلام مع قومه في التيه وأعتقد أن هذا القول بعيد وكاذب لوجود موسى عليه السلام وللحال التي هم فيها.
    3ـ أنها تأسست عام 1616م حيث انبثقت عن جمعية تسمى جمعية الصليب الوردي.
    4ـ أنها نشأت في القرن الرابع عشر الميلادي.
    5ـ أنها ظهرت إثر الحروب الصليبية.
    6ـ ظهرت في أيام حكم اليونان القدماء في القرن الثامن بعد الميلاد.
    7ـ ظهرت بعد بناء هيكل سليمان.
    8ـ أنها ترجع في نشأتها إلى الكهانة المصرية والهندية وغيرهما.
    9ـ وقول آخر هو أبعد الأقوال وأحطها وهو أن الماسونية نشأت في الجنة على يد أبينا آدم عليه السلام، وأن الجنة كانت هي أول المحافل الماسونية وكان ميكائيل هو الأستاذ الأعظم فيها.ويرى بعض العلماء أن الراجح من تلك الأقوال أن الماسونية ظهرت في بداية القرن الأول الميلادي عندما كان اليهود يبشرون بظهور نبي جديد يعيد لهم الملك والمنعة وبالتالي كانوا يخططون للقضاء على النصرانية التي أخذت تنتشر بقوة عالية.
    والذي يظهر أنه القول الراجح هو أن الماسونية قد ظهرت في عهد الملك اليهودي "هيرودس الثاني" حيث بدأ التفكير في إقامة الماسونية في عهد هذا الملك (37- 44 م) الحاقد على العالم بأسره وعلى الله أيضا لعدم إنهائه النصرانية وحكم غير اليهود وكان من أشد أعداء النصرانية على الإطلاق.لقد رأى "هيرودس" أن المسيحية التي جاء بها المسيح عليه السلام هي المعول الهدام ضد إقامة مملكة اليهود العالمية ولهذا كانت تعلوه الكآبة والحزن كلما سمع عن الداخلين من الوثنيين في المسيحية كان للملك "هيرودس" مستشارين هما: " أحيرام أبيود" و" مؤاب لافي" ملكهم " هيرودس" وقد علاه الحزن والغم من انتشار المسيحية وعدم القضاء عليها سريعا فأشار عليه " أحيرام " بتأسيس جمعية خفية تسمى " القوة الخفية " مهمتها قتل المسيحيين والحد من انتشارهم بكل الوسائل وتحقق "هيرودس" من فائدة هذا الاقتراح فعلت وجهه البشاشة والفرح وعرف أن هذا الاقتراح له ما وراءه فشكر " أحيرام" فعرضا الأمر على "مؤاب " المستشار الثاني – فوجداه أشد غيرة وحنقا على المسيحيين وتداولوا الأسماء التي يمكن أن تشاطرهم تنفيذ هذه المهمة الخطيرة فتم الاتفاق على ستة أشخاص
    وتمت دعوتهم للجلسة وحضروا كلهم وفي نهاية الجلسة وقع المؤسسون محضر هذه الجلسة والجلسة التي قبلها – الثلاثية – واحتفظ كل عضو بصورة من الجلستين.
    اجتمع المؤسسون في أحد أقبية قصر الملك وسموا مكان اجتماعهم هيكلا تخليدا لهيكل سليمان الذي يزعمه اليهود وكانت مهمتهم في هذه الجلسة هو تدارس اليمين التي يجب أن يؤديها كل عضو يدخل في جمعيتهم والطريقة التي يتم بها إدخال الشخص معهم وبعض الرموز كالبيكار والميزان والصور الفلكية كرسم الشمس والقمر والنجوم لإيهام الداخل بأن جمعيتهم قديمة كقدم هذه الأفلاك ثم وزعت المهام على الأعضاء وانتشروا لاستجلاب الناس إلى الدخول في هذه القوة الخفية وتأسيس الهياكل الماسونية ودعوة الأثرياء للبذل والمساعدة في بناء هذه القوة الخفية فسجلوا في ظرف ودعوة أشهر خمسة وأربعين هيكلا تضم نحوا من ألفي عضو خفي.
    وحينما أحس الملك هيرودس بدنو أجله في عام 44 م أودع سر هذه الجمعية لابنه "أغريبا" وشدد عليه في كتمان سرها والعمل الحثيث لإنهاء المسيحيين.
    وحينما آلت رئاسة الجمعية إلى " أحيرام أبيود" المخترع الأول للجمعية سمى هيكل القدس المركزي " كوكب الشرق الأعظم" تحديا وتكذيبا للكوكب الذي هدى المجوس لمكان ولادة المسيح – كما جاء في أنجيل متى – ثم أصدروا أمرا مشددا يقضي بالإجهاز على كل أتباع المسيح ثم غادر القدس ليشهد بنفسه مجازر المسيحيين وقتلهم فانقطعت أخباره أياما ثم شوهد إلى جانب شجرة أكاسيا جيفة تتنازعها الكواسر والجوارح وما دل على شخصه إلا المطرقة المنقوشة على خاتمه إذ على كل عضو خفي أن يصطحب من رموز جمعية " القوة الخفية" ما يدل عليه.وقبل موته كان قد أفضى بالسر إلى ابن أخيه "طوبا لقيان" فأصبح رئيسا بعده فاقترح أمورا وافقوا عليها قائلا: " إن أحيرام مؤسس الجمعية الخفية وشهيد الجهد والإخلاص فلنطلق عليه لقب " معلم" تحديا للقب المسيح ولنطلق على الجمعية الخفية اسم " الأرملة" تخليدا لـ " أحيرام" إذ هو ابن أرملة ولنضع حول جثمانه ثلاثة مصابيح احتقارا لمسامير المسيح الثلاثة ولنقم حفلات تذكارية تمثل بها موت " أحيرام" لكما نال طالب خفي الدرجة الثالثة إذ هي من الدرجة التي تخلد اسمه وحيث قتلته اليد الخفية المسيحية يجب على كل خفي مناجزتها ومناجزة مطلق أية جمعية يتزعمها العميان ولنضع للخفيين الفرعيين رموزا يتعارفون بها ليدون لنا استخدامهم.
    وقد قويت الماسونية واستشرى خطرها خصوصا في عام 1717م فانتشرت الهياكل الخفية في الغرب وفي فارس بعضها كان مرتبطا بكوكب الشرق الأعظم بفلسطين وبعضها بهيكل رومية وحينما جاء الإسلام كان دور الخفيين في محاولة الحد من انتشاره مخيفا ووقعت الحرب اليهودية النفعية التي سميت صليبية وتأسست فرقة البروتستانت بيد اليهود وخططهم ولا يزالون يواصلون جهودهم لتنفيذ آخر رغباتهم ونسأل الله أن لا يمكنهم وأن يحول بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل.
    أما بالنسبة للقول بأنها تأسست بعد القرن الثامن عشر الميلادي فهو قول بالتخمين.
    وأما بالنسبة للقول بأنها تأسست في عهد موسى عليه السلام في التيه فأعتقد أن هذا القول باطل لوجود نبي الله موسى عليه السلام ولأن بقاءهم في التيه لا يسمح لهم بطرق مثل هذه المؤامرات والآراء الخطيرة.
    وأما انبثاقها عن جمعية الصليب الوردي فمتى كان اليهود يرضون عن الصليب؟! !
    والقول بأنها تأسست إثر الحروب الصليبية يرده أنها كانت موجودة قبل قيام تلك الحروب بزمن قديم جدا.
    وأما القول بأنها ظهرت بعد بناء الهيكل فهو قول كذلك عن طريق التخمين وإذا كان المقصود به أن نبي الله سليمان عليه السلام هو الذي أقامها فلا شك في كذب هذا القول.
    وأكذب منه القول برجوع نشأتها إلى الكهانة المصرية والهندية القديمة.


    وأما القول بأنها نشأت في الجنة.. إلخ، فهو قول سخيف وباطل في عهد الملك "هيرودس" في القرن الأول(37- 44م) فهما أقوى الأقوال فيما يظهر ولا يبعد عن الصحة.

    يتبــــع




    رابعا: حقيقة الماسونية وصلتها باليهود


    لم يعد خافيا على أحد تتبع أهداف الماسونية أو عرف شيئا عنها مدى عمق نشأتها اليهودية وأنها إحدى معاول الهدم التي يستعملها اليهود لإعادة تأسيس مملكة إسرائيل من ناحية ولإفساد الجوييم وجعلهم حميرا طائعة لهم من ناحية أخرى وهناك نصوص كثيرة تثبت هذه النشأة اليهودية للماسونية وردت في كتيب "الماسونية أو كنيس الشيطان أداة خطرة لتهويد العالم" منقولة عن مصادر اليهود و الماسون في كتبهم وصحافتهم ونشراتهم بما يوضح العلاقة بين اليهودية العالمية وبين الماسونية التي تسمي الله عز وجل " المندس الأعظم" وسأكتفي بإيراد بعض النصوص للتدليل على نشأة الماسونية اليهودية كما وردت في الكتيب المذكور جاء في صحيفة " لا مارينا إسرائيليت " " إن روح الحركة الماسونية هي الروح اليهودية في أعمق معتقداتها الأساسية إنها أفكارها ولغتها وتسير في الغالب على نفس تنظيماتها وأن الآمال التي تنير طريق الماسونية وتسند حركتها هي نفسها الآمال التي تساعد وتنير طريق إسرائيل وتتويج نضالها سيكون عند الظفر بذلك المصلى الرائع الذي ستكون أورشليم رمزه وقلبه النابض" وجاء في صحيفة " لاتوميا" الألمانية الماسونية 7/ 7/ 1928م من أقوال "رودلف كلين": " إن طقوسنا يهودية من بدايتها إلى نهايتها ولا بد أن يستنتج الجمهور من هذا أن لنا صلات فعلية باليهودية".
    ويقول الحاخام الدكتور " إسحاق وايز" في كتابه ( إسرائيليوا أمريكا) 3/ 8/1866م: " إن الماسونية مؤسسة يهودية فتاريخها ودرجاتها وأهدافها ورموزها السرية ومصطلحاتها يهودية من أولها إلى آخرها"
    وفي كتاب ( التطورات التاريخية للمجتمع اليهودي ) المجلد الثاني، ص 156: "إن شعار المحفل الماسوني البريطاني الأعظم مكون كله من الرموز اليهودية"
    وجاء في " موسوعة الحركة الماسونية " طبعة فيلادلفيا سنة 1906م: "إن كل محفل هو في الحقيقة والواجب رمز للهيكل اليهودي وكل رئيس يعتلي على كرسيه يمثل ملكا من ملوك اليهود وفي كل ماسوني تتمثل شخصية العامل اليهودي".
    ومن مجلة " ذي جويسش تريبيون نيويورك في 28 أكتوبر 1927م " إن الماسونية قائمة على اليهودية فإذا أستأصلت اليهودية من شعائر الماسونية ومصطلحاتها فما الذي يبقى بعد ذلك"
    وورد في مجلة " لا توميا" الألمانية الماسونية مجلد 12 تموز 1849م في بيان صلة الماسونية باليهودية العالمية وبالماركسية أيضا " لا يسعنا إلا أن نحيي الاشتراكية الماركسية كزميلة ممتازة للماسونية في سبيل رفع قدر الإنسانية.. إن الاشتراكية والماسونية ومعهما الشيوعية تنبع كلها من مصدر واحد"
    وعن نفوذ المجلس اليهودي " السنهدرين " يقول" أ.ب غورد" في كتابه ( يد يهوذا الخفية) 1936م "إن نفوذ السنهدرين اليوم أقوى منه في أي وقت مضى بفعل الماسونية"
    وعن نشاط الماسونية في استجلاب الأتباع إليها يقول "بيكو لو تيجر " اليهودي وزعيم إحدى الجمعيات السرية المتصلة بالماسونية: " إن الجمعية ترغب أن تقدم بوسيلة أو بأخرى ما يمكن تقديمه من الأمراء الأغنياء إلى المحافل الماسونية.. وسيخدم هؤلاء الأمراء المساكين قضيتنا وهم يحسبون أنهم يخدمون مصالحهم"
    وعن دور جمعية " بناي بريث" اقتبست مجلة " بناي بريث" عن الحاخام الماسوني " ماغنين" "ليست البناي ريق إلا بديلا مؤقتا وحيثما تستطيع الحركة الماسونية أن تعترف بأنها يهودية في طبعتها وأهدافها تكون المحافل العادية كافية للقيام بالواجب."
    و"بناي بريث" جمعية لها محفل ماسوني لا يباح لغير اليهودي الدخول فيه.وجاء في "الموسوعة اليهودية" " إن المصطلحات والرموز والطقوس التي ستعملها الماسونية زاخرة بالأفكار والتعبيرات اليهودية"
    وذكر "عوض الخوري" عن رئيس أول جلسة لمؤسسي هذه الجمعية المخربة أنه قال: "إن الغاية من جمعيتنا هي إرجاع العالم إلى اليهودية وسحق تعاليم يسوع"
    وقد ظهر لك الأمر أخي القارئ من خلال تلك النصوص ونصوص أخرى كثيرة لم يتسع المقام لإيرادها ظهر لك حقيقة منشأ هذا المبدأ الهدام أحد معاول اليهودية الحاقدة التي تتحفز للانقضاض على كل ديانات وأخلاق الجوييم كي يصبحوا خدما وحميرا لليهود الذين يزعمون أنهم أبناء الله وأحباؤه وأنهم شعبه المختار وأولياؤه المقربون وهم أخبث البشر وأحطهم أخلاقا وأجشعهم في حب المال وأحرصهم على الاستيلاء عليه بكل وسيلة مهما كانت منحطة ومهما كانت منافية للإنسانية أو الرحمة أو الضمير الحي

    {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30]

    إنه من المدهش حقا أنه بعد هذه النصوص كلها وبعد ما ظهر للعيان طغيان اليهود ومؤامراتهم لزرع الفتنة والبغضاء وإشاعة الخوف والتحريش بين الناس من المدهش أنه بعد وضوح هذه الأمور وغيرها مما لا يحصى أن الناس لم ينتبهوا لهم ولم يضعوا لاستهتارهم حدا بل إنه يسارع الكثير إلى محاباتهم واسترضائهم في غفلة مخيفة ولا يعلم إلا الله متى يفيق هؤلاء الذين يطلق عليهم اليهود اسم الجوييم احتقارا لهم، متى يفيقون؟!!

    يتبــــع



    خامسا: الرموز الماسونية وأسرارها

    للماسونية رموز كثيرة، تكرس اليهودية بطرق مختلفة كما اعترف بذلك كثير من أكابر اليهود من تلك الرموز:
    ـ المحفل الماسوني: ويشيرون به إلى خيمة موسى عليه السلام في البرية التي ذكرت في التوراة – ضمن الكتاب المقدس.
    النور: يقصدون به النور الذي تجلى لموسى عليه السلام فوق الجبل أو النور الذي كان يمشي أمامهم في مسير موسى عليه السلام وقومه إلى فلسطين.
    وهذا النور ينقسم إلى ثلاثة أقسام ؛ الكتاب، والزاوية، والبرجل.
    فالكتاب رمز لأحكام إماننا والزاوية لتنظيم أعمالنا والبرجل لتحديد ارتباطنا مع الناس.ـ صورة الهيكل: ويشيرون بها إلى هيكل سليمان عليه السلام بالقدس سواء سموه هيكل سليمان أو هيكل الحكمة أو هيكل الإنسانية أو الكنيسة الكبرى فإنهم لا يقصدون إلا هيكل القوة الخفية أي المكان الذي عقد المؤسسون الأول جلساتهم في إحدى أقبيته .
    ـ العشيرة: أي الجمعيات الماسونية، ويشيرون بها إلى عشائر بني إسرائيل المفصلة أسماؤهم في التوراة.
    العقد الملوكي: أو القوس الملكي وتمثله قلادة نقش عليها أسماء أسباط بني إسرائيل وهو في حقيقته تذكار للمكان الذي كان المؤسسون الأوائل يعقدون فيه جلساتهم.
    ـ ووردت أيضا رموز تمثل أسماء بعض شخصيات بني إسرائيل مثل:
    ـ بوعز: أي الأخ.
    ـ وجاكي: أي الأستاذ.
    وقد ذكر د. الزغبي أن بوعز فلاح مثالي وجاكي اسم يطلق على كاهن زعموا أن سليمان نقش اسميهما على عمودين في هيكله وهو ما تفعله المحافل الماسونية من نقش هذين الاسمين في عمودين في كل محفل وقيل إن بوعز أحد أجداد سليمان وجاكي أو جيكين هو حفيد يعقوب من ولد شمعون.
    ـ يهوذا أو جاهوفا: أي الأستاذ الأعظم.كما أن نفس درجات الماسونية الملوكية تقابل أسماء أبطال السبي البابلي ؛ مثل زور بابل، نحميا، عمذا، يشوع
    ـ الزاوية والفرجار: يمثلان شعاران من شعارات الماسونية قال الأب يوسف شيخوا اليسوعي:
    إن للبرجل معنى يا فتى تصبح الأفكار فيه حائرة
    سوف ينشئ للورى دائرة ويصير الكل ضمن الدائرة
    ـ النجمة السداسية: شعار رئيسي من شعارات الماسونية، وهي تمثل نجمة داود التي تتكون من تقابل الزاوية والفرجار ووضع أحدهما على الأخرى.
    ـ السيوف المسلولة: يفهمون الداخل أنها مسلولة للدفاع عن الداخل ما دام ماسونيا حقيقيا وهي للعقاب إذا خانهم.
    ـ الملعقة، والميزان، والشاقوف، والنجوم، والشمس، القمر: والقصد من الرموز الفلكية هو الإيحاء بأن الماسونية قديمة بقدم هذه الأفلاك بزعمهم.
    ـ فارس السيف: ويسمى فارس السيف، فارس القلم، فارس الشرق، والصليب الوردي.وفي هذه الدرجة يلقن فيها الداخل مقدمات السر الخفي ويصبح متخما بالعداوة للنظام الملكي
    ـ فارس الهيكل: فارس الهيكل أو فارس المعبد لا تعنيان إلا اليهود الذين حاولوا تجديد الهيكل بعد عودتهم من السبي.
    ـ اللون الأزرق: في أي مكان يريدون به تخليد راية إسرائيل الزرقاء التي تحمل نجمة داود.
    ـ الطرقات ـ سواء كانت ثلاثة أو خمسة أو سبعة، يراد بها تذكار احتقار آلام المسيح.
    ـ قطع رأس من العظم أو الكاوتشوك: ويرمزون بذلك إلى شجاعة داود حين خان عهد الفلسطينيين وغدر بهم وإلى شجاعة شمشون بطل إسرائيل الخرافي الذي قتل خمسة آلاف فلسطيني بعصاه التي يسوق بها البقر حسب زعمهم.
    ـ الحية النحاسية المثلثة الرأس: يرمزون بها إلى هدم الرئاسة الدينية والمدنية والعسكرية لسائر الجوييم.
    ومن أكاذيب التوراة أن هارون هو الذي صنعها ليعبدها بنو إسرائيل وتسمى في التوراة " نحشتان"
    ـ الشمعدان: هو تذكار لشمعدان فقد من الهيكل يوم كارثة تيطس وهو شعار إسرائيل اليوم.
    ـ السلسلة: هي سلسلة يرى في أحد جانبيها مفتاحا تمثل رمز سخرية بطرس تلميذ المسيح وتشير إلى أن المفتاح الحقيقي ليس بيده بل بيد مؤسسي الماسونية وورثتهم.ـ السلم: تذكار للمنام الذي رآه إسرائيل حين شاهد نفسه يصارع الذي خلق العالم ويرغمه على انتزاع أرض كنعان وتسليمها لعبده يعقوب الذي أصبح اسمه من حينذاك " إسرائيل " أي آسر الله ـ المطرقة والشاكوش والقدوم: إشارة للذي شارف نهاية الدرجات أن يتخذها رمزا لتهديم الإنسانية وبناء هيكل سليمان.صور بعض الحيوانات: كالثيران الذهبية، والبجعة التي تشاهد في درجة الصليب الوردي كأنها تسقي أفراخها من دمها وتعليق الذهب في أعناق رؤساء الشروق العظام تذكارا لعجل الذهب الذي سبكه هارون من أموال المصريين وحليهم المسروقة وتقديس أيضا للذهب لأنه رب أول.ـ المآزر: زعم الوضاعون أن سليمان سار في جنازة أحيرام يرتدي هو وجنوده القفاقيز وأن المآرز تذكار لتلك القفاقيز وهي مصنوعة من جلد الغنم ثم من جلد الخنزير لأن الخنزير مجده الورثة تحديا للمسيح الذي وصف اليهود بأنهم خنازير أو لعله تذكار ببني إسرائيل حينما خرجوا من مصر هاربين من فرعون وقومه حيث شدوا مآزرهم على أحقائهم وأخذوا عصيهم في أيديهم وخرجوا هاربين كما في التوراة.
    والرموز الماسونية لها تفسيرات غاية في الاختلاف والتناقض يتصرف فيها دهاة الماسونية ويوحون بها إلى الابتدائيين والمتوسطين من الداخلين في الماسونية في الوقت الذي يظن كبار العميان أن هذه الحال هي لصالحهم وصالح العشيرة الماسونية.
    وقد اخترع الماسونيون لغة خاصة بهم يتفاهمون بها فيما بينهم وحروفا مختلفة عن الحروف التي يعرفها الناس ورموزا مختلفة وعبارات خاصة بهم مملوءة بالغموض التام واخترعوا أرقاما كثيرة يضاعفونها كما يشاءون وجعلوا لكل حرف رقما يدل عليه وقد يستغنون عن كتابة الكلمة التي يريدونها بكتابة أرقام تدل عليها وأحيانا يستعملون بعض الأدوات يرمزون بها إلى مرادهم كالبيكار والمنجل والمطرقة... إلخ ومهما تنوعت أفعالهم فإن المقصود بها كلها أن تصب في المورد اليهودي الآسن لتحقيق حلم قيام مملكة إسرائيل الكبرى.
    سادسا: طريقة دخول الماسونية
    إذا أراد أحد المخدوعين دخول الماسونية فإن ذلك يتم في جوٍّ مرعب مخيف وغريب، حيث يقاد إلى الرئيس معصوب العينين ثم يؤدي القسمَ، والقسمُ صيغٌ منها: أقسم بمهندس الكون الأعظم في حضرة هذا المحفل الموقر، وأتعهد أمام الحاضرين أن أصون وأكتم الأسرار الماسونية التي تباح لي، ولا أطبعها، ولا أدل عليها، وأن أمنع بكل قدراتي من يريد أن يفعل ذلك؛ كي لا تنكشف أسرارنا لغير أبناء عشيرتنا..
    أو يقول: أقسم بشرفي بلا مواربة أن أحافظ على قسمي هذا، وأتودد إلى إخوتي، وأعضاء محفلي، وأساعدهم، وأعاونهم على احتياجاتهم، وأواظب على الحضور في جلسات المحفل بقدر استطاعتي، وأن أحافظ على طاعة قانون المحفل الأكبر، وإن حنثت في يميني أكن مستحقاً قطع عنقي، واستئصال لساني، وإلقاء جثتي لطيور السماء، ولحيتان البحر.
    وإني لأرضى بأن تعلق جثتي في محفل ماسوني؛ لأضَحى عبرة للداخلين من بعدي، ثم تحرق، ويذر رمادها في الهواء..
    وبعد أداء القسم، وما إن يفتح عينيه حتى يفاجئ بسيوف مسلولة حول عنقه، وبين يديه كتاب العهد القديم، ومن حوله غرفة شبه مظلمة فيها جماجم بشرية، وأدوات هندسية مصنوعة من الخشب، ويحصل له أشياء مفزعة في تلك الأثناء، ويحصل له أنواع من الإذلال، وربما التقطت له صور وهو في أوضاع مزرية حتى تكون ورقة بأيديهم يهددونه بها.
    وكل ما يجرى في تلك الأثناء إنما هو من باب بث المهابة في نفس العضو الجديد.
    وعلى المنضمين للمحافل أن يستلهموا الأفكار والتعليمات الماسونية وإلا فهم مهددون بالاغتيال والسحق.
    وللماسونية أساليب إجرامية في القضاء على من يحاول كشف أسرارها، أو التمرد على تعاليمها مهما كانت منزلته.
    ولكن الذي ينبغي الإشارة إليه أن كيدهم يخيب في كثير من الأحيان، إذ إن كثيراً من الذين انتسبوا إليها تركوها بعد ما تبينت لهم الحقيقة، ومن ثم قاموا بكشف زيفها وعوارها، ولم يضرهم شيء و{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ} [آل عمران:175]، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً}
    [الطلاق:2].
    أما من خافهم، وأسلم قياده لهم، ورضي بولاية الشيطان بدلاً من ولاية الرحمن فلا يلومن إلا نفسه، وليعلم أنه سيكون عبداً ذليلاً لهذه الشرذمة و{بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} [الكهف:50].



    يتبــــع



    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #19

    رد: موسوعه المذاهب الفكرية المعاصرة

    سابعا: شعار الماسونية

    وإمعاناً من الماسونية في إخفاء أهدافها اليهودية فإنها تُظهر شعاراً براقاً خداعاً وهو (الحرية، والإخاء، والمساواة).
    وتحت شعار الحرية: تحارب الأديان _ غير اليهودية _ وتنشر الفساد والفوضى.
    وتحت شعار الإخاء: تحاول التخفيف من كراهية الشعوب الأخرى لليهود.
    وتحت شعار المساواة: تنشر الفوضى الاقتصادية، والسياسية، وتحرض على اغتصاب حقوق الناس، وأموالهم، وأعراضهم، وتروج للشيوعية والاشتراكية.
    ثامنا: فرق الماسونية


    انقسمت الماسونية إلى فرق ودرجات منظمة بإتقان يتدرج العضو فيها إلى أن يصل إلى أعلى درجاتها المقيتة يضمنون من خلالها استعباد العضو الداخل في مسالكها المظلمة استعبادا تاما، وزيادة في إيغالها في السرية والانتشار انقسم الماسون إلى فرق:

    الفرقة الأولى: الماسونية الرمزية
    يقال لها العامة ودرجاتها 33 درجة والذي يحوز على الدرجة 33 يسمى " الأستاذ الأعظم" والذي يبدأ بالدخول فيها يسمى" الأخ" وهي الدرجة الأولى درجة التلميذ أو "بوعز" بالعبرية، ثم يستمر في الدرجات وألقابها التي سيأتي ذكرها إلى نهاية الدرجة33.
    وسبب تسميتها بالرمزية، لاستخدام الرموز في جميع طقوسها وسبب تسميتها بالعامة لأنه يقبل الشخص فيها على اختلاف وطنه ودينه فهي عامة لجميع من أراد الدخول فيها سواء أكان يهوديا أو من الذي يسمونهم العميون – غير اليهود.


    الفرقة الثانية: الماسونية الملوكية، أو العهد الملوكي
    وهذه الرتبة مخصصة للحاصلين على درجة 33 الرمزية ويقال أنها خاصة باليهود وتكون لمن أدى خدمات واضحة لليهود ويلقب العضو فيها بـ " الرفيق" وهو نفس الشعار الشيوعي لزعمائهم وهذه الدرجة يمنحها ثلاثة رؤساء يرمز لهم بـ " ز، ي، ح" أي " زوربابل"، "يشوع"، " حجي"، ويدعى أوهلم " الحليم الأعظم" ولا يصل إليها من غير اليهود إلا من قد باع دينه وقومه ووطنه لليهود بحيث ينصب هدفه كله على إعادة هيكل سليمان وإقامة المملكة اليهودية العالمية.


    الفرقة الثالثة: الماسونية الكونية،
    وأصحاب هذه الماسونية هم رؤساء المحافل الماسونية الملوكية وهذه الماسونية غاية في السرية حتى إنهم لا يعرف لهم مكان ولا مقر ولا يعرف نظام طقوسهم وهم الذين يتولون أمر كل المحافل الماسونية في العالم وأعضاؤها كلهم من اليهود الخُلّص وهم العقل المدبر للمحافل الماسونية الأخرى ولكل ما يجري من التدابير الماسونية.
    يتبــــع



    تاسعا: أهداف الماسونية قديماً وحديثاً

    1_ القضاء على جميع الأديان _ غير اليهودية _ ولعل سبب نشأتها في القرن الأول الميلادي هو القضاء على الدين النصراني، وقد عملوا الشيء الكثير في سبيل ذلك، وكذلك ما فعلوا في محاربة الإسلام، وليس أدل على ذلك مما قام به ابن سبأ اليهودي.
    2_ تكوين جمهوريات عالمية لا دينية تحت تَحَكُّم اليهود؛ ليسهل تقويضها عندما يحين موعد قيام (إسرائيل الكبرى).
    3_ جعل الماسونية سيدة الأحزاب.
    4_ العمل على إسقاط الحكومات الشرعية.
    5_ القضاء على الأخلاق والمثل العليا.
    6_ نشر الإباحية، والفساد، والانحلال، واستعمال المرأة كوسيلة للسيطرة.
    7_ هدم البشرية.
    8_ العمل على تقسيم البشرية إلى أمم متنابذة تتصارع بشكل دائم.
    9_ العمل على السيطرة على رؤساء الدول؛ لضمان تنفيذ أهدافهم.
    10_ السيطرة على الإعلام.
    11_ نشر الإشاعات، والأراجيف الكاذبة؛ حتى تصبح وكأنها حقائق؛ للتلاعب بعقول الجماهير، وطمس الحقائق.
    12_ دعوة الشباب والشابات للانغماس في الرذيلة.
    13_ الدعوة إلى العقم وتحديد النسل لدى المسلمين.
    14_ السيطرة على المنظمات الدولية بترؤسها من قبل أحد الماسونيين كمنظمة الأمم المتحدة،وقد ذكر الشيخ عبدالرحمن الدوسري × أسماء أربعة وسبعين من أسماء موظفي الأمم المتحدة على اختلاف مناصبهم كلهم من الماسونية.
    15_ إقامة دولة إسرائيل (مملكة إسرائيل العظمى) وتتويج ملك اليهود في القدس يكون من نسل داود، ثم التحكم في العالم، وتسخيره لما يسمونه (شعب الله المختار) اليهود؛ فهذا هو الهدف الرئيس والنهائي.
    عاشرا: مراحل ظهور الماسونية
    قسم الدكتور محمد علي الزغبي فروع الماسونية حسب استقرائه لحوادث التاريخ اليهودي إلى ثلاث مراحل:
    ـ قبل المسيح.
    ـ بعد المسيح وقبل الإسلام.
    ـ بعد الإسلام.
    أما قبل المسيح فإن الجمعيات الهدامة تمثلت في جمعية تسمى " جمعية نوح" وهي جمعية زعم وضاعوا اليهود فيها أن الله أعطى نبيه نوحا عليه السلام الاسم الأعظم وجعلوا لحامله من الصلاحيات والخوارق ما لا يمكن تصور حصوله لأي بشر، وهو كذب صراح وافتراء يهودي ثم زعموا أن هذا الاسم تسلسل بالوراثة إلى سليمان ومنه ورثه أعضاء جمعية نوح.
    وأما بعد المسيح وقبل الإسلام فإن أشهر الجمعيات الهدامة هي " القوة الخفية" الماسونية التي استمرت منذ ذلك الزمن إلى وقتنا الحاضر تحت الأسماء التي عرفتها فيما سبق.
    وأما بعد الإسلام فقد اتخذت الماسونية أشكالا عديدة من الأسماء والشعارات والاتجاهات المختلفة والآراء المتشعبة كان أبرز فرقها " القرامطة" و" الدياصانية " أتباع جمعية " ميمون بن ديصان " اليهودي وهؤلاء هم طوائف الشرق بل إن الباطنية بجميع فروعها نبتة ماسونية إلا أن الرمز الباطني هو أن النصوص كلها لها ظاهر غير مراد وباطن هو المراد وهم يتفقون في هذا المعتقد مع المعتقد العام لليهود في التوراة حين زعموا بأن لها ظاهر معروف وباطن لا يعرفه إلا كبار الكهنة. أما في الغرب فقد نشطت الحركات الماسونية نشاطا كبيرا وأقيمت المحافل المختلفة وتعددت أسماؤها كذلك.
    وقد ركز الزغبي في أكثر من مكان من كتابه (الماسونية منشئة ملك إسرائيل) على أن الطائفة البروتستانتية ومن جاء بعدها من الفرق؛ مثل " شهود يهوه" و" قديسي الأيام الأخيرة" هم يهود الاتجاه والمعتقد وأن تأسيسهم إنما كان بأيد يهودية للكيد للنصرانية وقد أصبح ولاءهم للماسونية مكشوفا.
    ويجزم مؤلفا كتاب ( الماسونية ) أن حركة " مارتن لوثر" الذي انشق عن الكنيسة الكاثوليكية وأسس المذهب البروتستانتي كان بسبب دخول مارتن في الماسونية بدليل أن الكنيسة كانت تحرم على أتباعها قراءة التوراة وما ألحق بها من أسفار عبر القرون فلما جاء لوثر أعاد للعهد القديم اعتباره عن المسيحيين وأصبح لا يذكر ولا يطبع إلا مقرونا بالعهد الجديد – أي الإنجيل – مما أدى إلى انتشاره ودخوله كل بيت وكنيسه وكان لهذا العمل آثاره الضارة على النصارى واستخذائهم أمام اليهود فيما بعد فقد انتصرت الماسونية في النهاية على الكنيسة ومزقتها وهاجمتها علنا دون أن ترد الكنيسة بشيء يذكر.
    ولقد تغلغلت الماسونية داخل أوساط الكنيسة وتآمرت على كل شيء يقف ضد اليهود وتوالت الصفعات والصيحات على البابوات من المسيحيين وأسكتوهم نهائيا.
    بل وصل الأمر إلى ما هو أخطر وقعا وأشد أثرا ألا وهو وصول بعض اليهود إلى اعتلاء العرش البابوي المسيحي في غفلة تامة من المسيحيين مثل البابا" بيوس الحادي عشر" اليهودي الأصل الذي أصبح الحبر الأعظم لسبعمائة مليون مسيحي كاثوليكي وكان يحب اليهود ويدافع عنهم ويبطل كل قرار حكومي يصدر ضدهم في روما.
    وقد أوصى بعرض البابوية إلى الكاردينال " باسلي" لأنه من أنصار اليهود وقد تم ذلك وصار يسمى " قداسة البابا بيوس الثاني عشر" وكذا البابا " بولس السادس " الذي خطى خطوات خطيرة جدا فقد تم إعلان تبرئة اليهود من دم المسيح كما تم إعطاء قرار للكهنة بشمول صلاحيتهم لإلغاء كل قرار كنسي سابق له يتضمن حرمان المسيحي الماسوني.وهذا يعطي ردا فعليا أن البابوات كلهم على امتداد تاريخهم وكذا الأناجيل كانوا كاذبين في أن اليهود هم الذين قتلوا المسيح ولم يكن أمام المسيحيين إلا التسليم والرضى بشرعية دخول أي مسيحي في الحركة الماسونية


    يتبــــع



    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #20

    رد: موسوعه المذاهب الفكرية المعاصرة

    حادي عشر: وسائل انتشار الماسونية

    للماسونية الهدامة وسائل كثيرة خداعة لها بريق في ظاهرها يستجلب أصحاب الأهواء والمطامع الدنيوية بما تحمله من شعارات الإخاء والحرية والمساواة وإقامة العدل والتعايش بسلام والالتفاف التام حول توفير الغذاء وبقية حاجات البشر بعيدين عن النزاعات والحروب المدمرة... ومغريات أخرى كثيرة تستهوي الداخل مثل إطلاق الألقاب الفخمة على العضو، والإغراء بالمال وبالوظائف وبالنساء وبالحصول على الآمال العراض التي يمنون بها الداخل في حركتهم الشيطانية.
    ومن أهم وسائل انتشارها:
    1ـ ضعف الوازع الديني عند بعض من ينتسب إلى الإسلام فكثير من المسلمين يجهلون دينهم وأما غير المسلمين فحدث ولا حرج إذ كلهم لا دين لهم فوجدت الماسونية الجو صالحا لانتشارها.
    2ـ كذلك من الوسائل أيضا جهل كثير ممن دخلوها بحقيقة ما تبيته الماسونية للبشرية من خراب ودمار وإقامة الحكومة اليهودية العالمية على أنقاض خراب البشرية تحت تأثير دعايات جذابة مثل الإخاء والحرية والمساواة والتكافل وترك الحروب... الخ.
    3ـ ما كانت تنادي به إسقاط الحكومات القائمة كلها تحت مبررات ودعايات كاذبة من أن الحكام جائرين وغير صالحين للحكم وتهم كثيرة لفقوها ضدهم حتى تم لهم ذلك بإسقاط الخلافة العثمانية عن طريق يهود صلانيك الماسونيين وعلى رأسهم "جمال باشا" و" أنور باشا" و" مصطفى أتاتورك" حيث انتقم اليهود الماسون من السلطان " عبد الحميد" رحمه الله تعالى لرفضه إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وكذلك إسقاطهم الحكومة الإنجليزية عام 1915م.
    4ـ محاربة الأخلاق عن طريق إشاعة الفواحش الجنسية عن طريق النساء والخمور والحفلات الماجنة ونشر الإلحاد في كافة مستويات التعليم والثقافة.
    5ـ كان للمرأة دور واضح في الدعايات الماجنة للانحلال من الدين والفضيلة.
    قال " بوكاسا " الماسوني: " تأكدوا تماما أننا لسنا منتصرين على الدين إلا يوم تشاركنا المرأة فتمشي في صفوفنا.
    وقال أصحاب مؤتمر بولونيا: " يجب علينا أن نكسب المرأة فأي يوم تمد إلينا يدها نفوز بالمرام ونبدد جيوش المنتصرين للدين".
    وقال " دور فويل" أحد شيوخ الماسون: " ليس الزنا بإثم في الشريعة الطبيعية ولو بقي البشر على سذاجة طبيعتهم لكانت النساء مشتركات"
    وقال "براغون" في كتابه رسوم النساء في الماسونية: " الفضيلة المطلة مرذولة عند الماسونيين والماسونيات لأنها ضد إتجاه الطبيعة"
    وجاء في نشرة سرية ماسونية: " ليس من بأس بأن نضحي بالفتيات في سبيل الوطن القومي وماذا عسى أن نفعل مع قوم يؤثرون البنات ويتهافتون عليهن وينقادون لهن".
    6ـ ومن وسائل انتشار الماسونية أن القائمين عليها من دهاة اليهود قد أوصلوا أتباعهم وكبار دعاتهم أن ينسبوا قيام الماسونية إلى ما تميل إليه قلوب المدعوين فمثلا إذا كان الشخص مصريا زعم له أن الماسونية من تأسيس قدماء المصريين الفراعنة وعنهم أخذها موسى ثم هارون تسلسلات في اللاويين إلى داود ثم إلى سليمان.
    وإذا كان المدعو مجوسيا زعم أنها من وضع أقطاب المجوسية وعلى رأسهم " زرادشت"
    وإن كان روميا زعم أنها من تأسيس بناة الحضارة الرومية وأن " غورفروابوبون" هو الذي أسسها بفلسطين ليضمن بها التعارف بين المسيحيين.
    وإن كان المدعو من أتباع الحركة اللوثرية زعم أنها من نتائج عقل "كوزالييه"
    وإن كان من المسلمين زعم أنها مأخوذة من القرآن الكريم أو من المسيحيين زعم أنها مأخوذة عن الإنجيل أو البوذيين أو البارهمة زعم أنها مأخوذة عن والفيندا والزندافستا والأمايانا.وإن كان الداعية أمام مجلس مختلط زعم أنها دين عالمي وهكذا يتسلل الدعاة الماسون إلى قلوب الناس وأفكارهم وهم فيما بينهم يرون أن هذا السلوك من الأسرار التي امتازت بها الماسونية
    7ـ ومن الوسائل التي تسلكها الماسونية استخدام العروش وذلك حسبما يذكر د. الزغبي أن الماسونيين يحاولون الوصول إلى الملوك وإدخالهم في حبائلهم بحيث يستهويهم وسائل استخدامها والتوكؤ على عميانها - من غير اليهود –لتنفيذ مصالحهم وبالتالي يحيطون الداخل منهم بهالة من التعظيم حتى يخرج عن صوابه فتغريه بمساوئ الأخلاق والخيانة العظمى في الوقت الذي يبذلون فيه كل المحاولات لتسجيل ما يقع فيه من أخطاء وفضائح لتكون بمثابة تهديد له بفضحه ونشر مساوئه إن لم يسر في تنفيذ كل مخططاتهم فإذا كان صاحب العرش ذكيا حذرا لم يقع في حبائلهم فإنهم يسلكون تجاهه طرقا عديدة من المؤامرات لتقويض سلطته بواسطة جواسيسهم وعميانهم الكبار والصغار أما صاحب العرش الذي يمشي معهم كيفما أرادوا فإنهم يحيطونه بهالة من الدعايات الرنانة بواسطة عميانهم ويمكن تصور بغض اليهود الشديد لكل صاحب عرش غير يهودي أو من غير دينهم في تعبيرهم عن ذلك بهذه الوصية " اشنقوا آخر ملك بمصران آخر كاهن"
    8ـ ومن الوسائل أيضا إقامة الأنظمة الجمهورية وتعدد الأحزاب القائمة على الانتخابات التي يحتاج كل مرشح فيها إلى الأصوات المؤيدة وهنا يتسنى للماسونية اليهودية مساعدة من تريد وقد تساعد الأحزاب المتعارضة المتطاحنة على حد سواء لستصفي الناجح ولا يمكن ذلك إلا بعد بيع الشخص دينه وضميره ومروءته لأقطاب الحكومة الخفية للماسونية.
    ومن هنا نجد ذلك النشاط المحموم للمناداة بفصل الدين عن الدولة ليسهل عليهم تقطيع أوصال الدول كيفما يريدون.عقد مؤتمر ماسوني كبير عام 1889م في ذكرى الثورة الفرنسية جاء فيه " إن هدف الماسونية هو تكوين حكومات لا تؤمن بالله" وقرر مؤتمر باريس سنة 1900م: "إن هدف الماسونية هو تكوين جمهورية لا دينية عالمية"
    وقد كانوا في البداية يتظاهرون بالعبارة "الدين لله والوطن للجميع" وقد وجدوا أن العلمانية هي خير من يمكن الاستعانة بها على ذلك.
    9ـ ومن الوسائل الأخرى لانتشارها دقة التنظيم وتكاتفهم مع بعضهم بعضا وهو ما يتمثل في الأخوة التي ارتبطوا بها والوصايا الأخرى في نفع بعضهم بعضا ولو أدى ذلك إلى الكذب وشهادة الزور وظلم الآخرين فكل شيء جائز في شرع الماسونية وبينهم علامات يتعارفون بها وكل واحد يعضد الآخر ويقف إلى جانبه بكل استطاعته وقد سمع كل عضو عند دخوله هذا الكلام " هذه السيوف الموجهة إلى صدرك ووجهك هي للدفاع عنك عند الحاجة" ومن هنا يشعرون بنوع من القوة والتآزر والتعالي أيضا مع مختلف المديح الذي يكيله لهم رؤساء المحافل من أنهم عظماء وعباقرة وأناس متميزون... إلى آخر أكاذيبهم {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } [الأنعام:112]
    10ـ ومن وسائل الماسونية التي قد لا يتصورها الشخص استخدام الأمم المتحدة في تنفيذ مآرب اليهودية الماسونية وقد تم ذلك حينما أقرت الأمم المتحدة انتداب بريطانيا لحكم فلسطين ولعبة اليهود ثم إدالة كفة اليهود في الصراع لتبقى فلسطين لإسرائيل كاملة ولعل معرفة هذه الدسائس الماكرة تلقى بكثير من ظلال الشكوك على ما يتم بين القوة الفلسطينية والزعامات اليهودية حول التسوية التي طال الكلام عنها حتى أصبح سماعها من الأمور التي تبعث الغثيان والاشمئزاز لدى كل قلب لتفاهتها وإن الأمم المتحدة لا زالت تحت سيطرة الماسونية هي ورؤساء الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
    11ـ ومن وسائل انتشار الماسونية حيلهم لإدراج بعض أسماء المشاهير ضمن جمعياتهم بحيث يتوددون إليه لأن يسمح لهم فقط بتسجيل اسمه ضمن قائمة أسماء رجال المحافل فإذا قبل مجاملة لهم فرحوا وأشاعوا وادعوا بأن البطل أو البحاثة فلان هو من أبناء المحافل الماسونية فيتخذوا ذلك ذريعة لإغواء من لم يعرف الحقيقة والخدع الماسونية.
    12ـ ومن وسائل انتشارها مناداتهم بالشعارات البراقة التي تجذب السامع إليها مثل دعوة تحقيق الحرية والإخاء والمساواة بحيث يتصور الجاهل أنهم يريدون من ورائها تحقيق مصالح الناس وإنقاذهم من العبودية وإشاعة الأخوة والمحبة بين أفراد كل المجتمعات وإشاعة المساواة العادلة بين الجميع ليعيش الكل في أمن وسعادة هكذا ظاهر تلك الشعارات.
    لكن حقيقتها خلاف ذلك تماما فهي أشبه ما تكون بالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.
    أما الحرية: فحقيقتها عند الماسونيين طاعة وتنفيذ أوامر المحافل بدقة والعبودية لهم وتصور أن كل ما يخالف ذلك عبودية ممقوتة يجب التحرر منها وقد استفاد منها اليهود في حربهم للأديان غير اليهودية كذلك حرية الانفلات من كل قيود الدين والحياء والحشمة والأخلاق.وأما المساواة: فهي كذبة بشهادة قوانين الماسونية ودرجاتها ورموزها وملابسها المختلفة حسب الدرجات بل والأقسام التي تختلف أيضا حسب خلقها الله لهم مختلفة حكمة منه تعالى، فقد جاء في دائرة المعارف البريطانية طبعة 1974 م تحت كلمة ماسونية: " إن المحافل الأمريكية تأبى قبول شرعية عضوية السود في الماسونية"
    وأما الإخاء: فليس له مكان إلا بين الماسونيين أنفسهم يتعارفون به أما الأخوة بمعناها المعروف عند البشر فلا مكان لها في الماسونية بل يقابلها العداء الشديد للجوييم قاتلي أحيرام ومغتصبي ملك إسرائيل التليد؟! ! وكيف يتم الإخاء بين الماسوني وبين غيره وقد أقسم الماسوني أنه قطع صلته بكل المجتمعات من قريب أو بعيد كما في قسمهم المعروف وقد استفاد اليهود من المناداة بهذا الشعار للحد من كراهية الناس لهم والتغلغل إلى أي مكان يريدونه ومخاطبة كل مجتمع يطرقونه.
    13ـ ومن وسائل انتشارها: القوة والنفوذ ودخول رجالها إلى مراكز الحكم وصنع القرارات التي مكنتهم من الانتشار والعلو في الأرض دون منازع أو رادع فعال ومن أشهر هؤلاء " شاؤل" الذي حول النصرانية إلى وثنية ممسوخة فكثرت المحافل الماسونية وانتشرت في شتى بقاع العالم.
    14ـ ومن وسائلهم الاهتمام بالشباب واستدراجهم إلى صفوفهم بمختلف المغريات مما كان له الأثر البارز في انتشارها بينهم عن طريق المال والوظائف والجنس والفن – كما يسمونه – والرياضات وغيرها من وسائل الترفية ثم حشر من يتمكن منهم في الدخول إلى الأحزاب السياسية والانغماس فيها.
    وعلى كل حال فقد انتشرت الماسونية وعم شرها وأخذت في طريقها ضحايا كثيرين.
    وقد اتضح مما سبق أن ضحايا الماسونية لم يكونوا على درجة واحدة في الثقافة أو التدين فدخل بعضهم وخرج منه فور علمه بكفرها وأهدافها الشريرة ودخل بعضهم ولم يتمكن من الخروج منها ومن العلماء الذين دخلوها بحجة الاطلاع على ما فيها عن كثب " الشيخ محمد أبي زهرة" رحمه الله – ولكنه تركها فور علمه بكفرها، ومن الذين بقوا فيها " الشيخ جمال الدين الأفغاني" فيما يذكره من كتب عنه.وتحت عنوان " الجنود المجهولون" يذكر د / محمد علي الزغبي في كتابه ( الماسونية منشئة ملك إسرائيل ) وهو من الذين من الله عليهم بالخروج من الماسونية: " إن هناك رجالا دخلوا الماسونية وسبروا غورها وعرفوا خبثها ودهاء زعمائها فعاملوهم بنفس الأسلوب من الدهاء والمكر فعرفوها وعرفوها إخوانهم المسلمين خدمة للدين ونصحا للأمة " ثم ذكر أن تقسيم الماسونيين للداخل فيها إلى عميان صغار وعميان كبار إن هي إلا خدعة ما كرة.
    وبعد أن قويت الماسونية بانضمام أفراد كان لهم ذكاء خارق وقوة حادة على التخطيط في أمريكا وأوربا قرر أولئك الماسون أن تكون الماسونية مؤسسة عالمية تقبل كل الأفكار وخصوصا الإلحاد ومحاربة الأديان والدعوة إلى أن يعيش العالم بسلام وأن يكون الاهتمام كله وشعارهم التعايش السلمي ورفاهية الشعوب ونبذ الحروب بكل أشكالها.. إلى آخر خدعهم.
    وهذه النداءات كانوا يوجهونها في الوقت الذي خططوا فيه لإشعال فتن الحروب في كل مكان وخصوصا بين الدول الكبيرة إلى أن استطاعوا أن يقيموا الحرب الضروس العالمية الأولى.

    وبتكليف منهم أمروا "كارل ماركس" بوضع خطته الشيوعية للقضاء على كل الديانات والأخلاق الأممية، وساعده في ذلك صديقه " إنجلز" وفي نفس الوقت فكر أولئك الأشرار بوضع خطة معاكسة لنظرية ماركس مفادها أن العرق الآري هو أفضل الأعراق وباستطاعته أن يكون سيد العالم كله ومنه ظهرت فلسفة الحزب النازي وهي خطة مدبرة لضرب العالم بعضه بالبعض الآخر لإضعاف الكل ومما يجدر بالذكر أن اليهود لم يكونوا هم العقل المدبر لكل أحداث العالم فهم أقل من ذلك ولكنهم يستطيعون استغلال الأحداث وتوجيهها الوجهة التي يريدونها، بل إنهم يقطفون ثمار كل فتنة تقوم في العالم

    يتبــــع







    ثاني عشر: أماكن انتشار الماسونية

    لقد انتشرت الحركة الماسونية سرا وجهرا في عقول كثير من الناس يهودا وعميانا كما انتشرت في بلدان كثيرة بعضها عرف وبعضها لم يعرف بل لقد أصبح الماسون هم أباطرة العالم ولكن من وراء ستار قد يكون رقيقا عند البعض – وهم قلة – وقد يكون كثيفا عند البعض الآخر – وهم كثر.
    ولقد تحدث المطلعون على أوكار الماسونية ومحافلها الشريرة وحذروا منها تبرءة لذممهم ووفاء بما عاهدوا الله عليه من بيان الحق والحث عليه وبيان الباطل والتحذير منه.
    أما أماكن انتشار الماسونية في بلدان العالم فهو كما يلي:

    ـ فلسطين:
    وقد تضافرت جهود الذين و ضعوا التوراة والماسون الذين جاءوا بعد ذلك على التركيز على أن فلسطين هي أرض الميعاد وأن على كل يهودي أن يكون نصب عينيه إعادة بناء هيكل سليمان بالقدس.
    ولا يزال اليهود إلى اليوم يتمسكون بالقدس وأنها عاصمتهم الأبدية وأنه لا تفريط فيها مهما كان الأمر بل ولا يجوز أن تشملها المفاوضات الهزيلة المضحكة المبكية لا مع ياسر عرفات ولا مع غيره من العرب.
    وفي التوراة وفي التلمود عشرات النصوص التي تؤكد أن القدس يهودية بزعمهم - كما سبق في دراستنا لذلك في مادة الأديان ومن النصوص الماسونية - وهي كثيرة:
    قال "دوزي " في تعريفه للماسونية: "إنها جمهور كبير من مذاهب مختلفة يعملون لغاية واحدة هي بناء الهيكل إذ هو رمز دولة إسرائيل"
    وعند افتتاح جلسات المحافل الشرقية يقرأون ما يلي: "نؤمن بإله واحد، رب موسى وهارون، منزل التوراة، خالق الشعب المفضل المختار، خالق الشعوب الأخرى لخدمة المفضل الجليل، وطننا فلسطين، الدم الذي يجري في عروقنا دم إسرائيل عقيدتنا خلافة الله على الأرض بارك جلستنا هذه يا رب إسرائيل يا رب موسى وهارون"
    وقد أدخل دعاة ماكري الماسونية التصميم على امتلاك فلسطين والقسم على إعادة بناء هيكل سليمان في كل مناسباتهم وفي أقسام الدرجات المختلفة مما يطول إيراده هنا.
    وقد اكتشفت عدة محافل للماسونية في مصر وفي الأردن على مستويات الجماعة والأفراد وتبينوا ما فيها من الدعوات الحثيثة لامتلاك فلسطين وبيت المقدس وإقامة الهيكل وتدمير العالم كاملا وصدرت تقارير وتحذيرات كثيرة من الوقوع في هذه الأخطار المحدقة.

    ـ فرنسا:
    كانت الماسونية تشتعل حماسا وحنقا على فرنسا المسيحية فبدؤا يخططون لضربها بفتن داخلية عارمة تتوجت أخيرا بقيام فتنة الثورة الفرنسية الشهيرة التي أنتجت كل الشرور والثورات المتلاحقة على الدين المسيحي وعلى الأخلاق وعلى كل المجتمعات وقيم العلمانية والآراء الفكرية المتصارعة.
    ولهذا كانت فرنسا سباقة إلى كل الحركات الفكرية الضالة التي نشأت في أوربا.

    ـ بريطانيا:
    لقد نشطت الماسونية في بريطانيا نشاطا قويا جدا، وكانت المرتع الخصب لتكاثر الماسونيين في لندن فقد وصل أحد أعضاء الماسونية إلى عضوية العموم عام 1376هـ وأُنشئ أول محفل علني فيها كذلك عام 1717م وكان الملك " جورج الأول" زعيم الماسونية فيها ولا يزال أمرها المباشر في بريطانيا قويا إلى الوقت الحاضر وتمكن اليهود من الحكم المباشر في بريطانيا تحت عدة أقنعة ولم يأت وعد " بلفور" إلا لتشبعه بالماسونية" وإصراره على إظهار خدمته لليهودية العالمية حسب ما عاهدهم عليه عند دخوله فيها.

    ـ روسيا:
    اتجهت الماسونية إلى افتراس روسيا وإلقائها تحت مخالب اليهود فاصطنعوا " كارل ماركس" اليهودي الماسوني لاختراع مذهبه الإلحادي الشيوعي بتكليف من دهاة الماسونية لإسقاط الحكم القيصري ومعه كل الديانات في روسيا وبدأ تآمر الماسونية على الحكم القيصري وتوالت الدعوات إلى الثورة والتمرد والاحتجاجات العلنية وحبك المؤامرات تلو المؤامرات فقامت الثورات حسب المخطط الماسوني الحاقد وسفكت من الدماء ما لا يعلم قدره إلا الله على يدي " لينين" و" تروتسكي" وغيرهما وقامت بعد ذلك الصداقات القوية بين إسرائيل وزعماء الماسونية الجدد في روسيا ولا تزال على ذلك رغم ما يتظاهر به حكامهم الشيوعيون من صداقة للعرب حينما وجدوا لهم آذنا صاغية من المغفلين منهم أمثال " جمال عبد الناصر " في وقته وغيره ممن وقع في حبائلهم.

    ـ أمريكا:
    لقد كان المجتمع قابلا لكل أدواء العالم وكان التسابق إلى اقتناصه على أشده وكان للماسونية نصيب الأسد من عقول الأمريكيين مثقفين حكاما ومحكومين وكان للماسوني الأمريكي " وايزهاوبت" نشاطه العارم في تقوية الماسونية فعقد المؤتمرات وأعد الخطط والتعليمات لتحطيم كل ما ليس بيهودي.وقد أسس محفلا ماسونيا باسم " محل الشرق الأكبر" وسمى الداخلين فيه بـ "النورانيين" أي حملة النور، وأصبح له الحكم والصدارة على جميع المحافل العالمية ثم خلفه " مازيني" الإيطالي و" جيفرسون" و" بايك" وغيرهم من أقطاب الماسونية الكبار الذين كان عليهم وزر تقوية الماسونية في أمريكا وفي العالم كله.
    وقد تضافرت المصادر أن كثيرا من رؤساء أمريكا وكثيرا من زعماء العرب واقعون تحت تأثير الماسونية وأنهم يقومون برعايتها والاحتفاء بها ومباركة أنديتها وأن بعض زعماء العرب هم في الدرجة 33 في الماسونية.وقد قويت الماسونية ونواديها في عهد رئيس أمريكا السابق " ريجان" وفي عهد" جورج بوش" ما لم تقواه في أي وقت مضى واليوم خلفه ابنه بوش الابن ويظهر أنه على نفس الخط وقد أظهر عداءه للإسلام والمسلمين في أكثر من مناسبة وقد توج غزوه للعالم الإسلامي باحتلال العراق يوم الأربعاء 4/ 2 1424هـ ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.

    ـ مصر:
    لقد كانت عيون الماسونية شديدة التركيز على مصر لعوامل كثيرة من أهمها وقوعها تحت يد الاستعمار الغربي ثم لكثرة سكانها ثم لوجود طوائف دينية كثيرة بها، ولأمور أخرى الله يعلمها.
    أنشأ نابليون في القاهرة سنة 1800م محفلا ماسونيا اسمه محفل " إيزيس" كان بمثابة عين على أي نشاط إسلامي في المنطقة ثم انتشرت المحافل الماسونية بعد ذلك فأنشأ الإنجليز محفل " يوحنا" سنة 1882م.
    ولعل خير ما أقدمه للقارئ إذا أراد تفاصيل وجود الماسونية في مصر ممثلة في منظمة الروتاري أن أدله على الكتب الآتية التي تخصصت في دراستها:
    ـ ( الماسونية في المنطقة245)
    ـ ( الروتاري في قفص الاتهام)
    ـ (شرخ في جدار الروتاري)
    ومؤلف هذه الكتب هو: أبو إسلام أحمد عبدالله، وهو على دراية عجيبة بكل تفاصيل هذه المنظمات الخبيثة عاش أحداثها واطلع عليها عن كثب.

    ـ الشام:
    حينما وقعت يد المستعمرين الصليبيين على الشام أنشأوا في دمشق محفلا كبيرا للماسونية على يد القائد الفرنسي المحتل الجنرال " غورو" ثم انتشرت الماسونية بقوة الاستعمار الصليبي للبلدان الإسلامية وقامت محافلها في: " الجزائر" نيجيريا" " ماليزيا" " تايلاند" " إندونيسيا"... وغيرها من البلدان التي غزتها الماسونية وانتشرت فيها كانتشار الأوبئة جنبا إلى جنب مع المستعمرين الصليبيين الماسونيين الحاقدين على الإسلام و المسلمين.
    وحدث عن يهود الدونمة ولا حرج ومؤامراتهم على الخلافة العثمانية وإدخال تركيا المسلمة تحت حكم طغاة الماسون وعلى رأسهم " مصطفى كمال أتاتورك" الذي كان أشد الحاقدين على الإسلام والمسلمين، ولا يزال الحكام في تركيا إلى وقتنا الحاضر من عبيد الماسونية وخدامها الأوفياء وأصبح الشعب التركي تحت حكم هؤلاء الطغاة العسكريين الماسونيين الملاحدة يحاربون الإسلام وتشريعاته بكل ما يستطيعون نسأل الله أن ينقذ المسلمين من شرورهم.
    يتبــــع







    ثالث عشر: عقائد الماسونية


    أول ما يلاحظه المتتبع لعقائد الماسونية قيامها على النفاق والكذب والخداع وقد تمدح بوجود هذه الصفات فيهم كثير من كتابهم تحديا وتبجحا وهو دستور قيام الماسونية إذ لا يمكن أن تنطلق بدون قيامها على هذه الصفات وغيرها من صفات الرذائل.
    وتحت عنوان: " أركان الدين الماسوني" قال د. الزغبي:


    الركن الأول: إنكار وجود الله.
    1ـ لا إله إلا الإنسان، ولا سيد ولا خالق ولا معبود إلا الإنسان إذ هو سيد الوجود المتصرف بنواميسه.
    2ـ ليس علينا أن نذل أعناقنا لنير ديانات مختلفة بل علينا أن نترفع فوق كل إيمان بأي إله كان.
    3ـ علينا أن نسحق القبيح الفظيع، وهو ما يدعونه الله.
    4ـ إن الاعتقاد بوجود إله والسجود له حماقة.


    الركن الثاني: مناهضة الأديان
    1ـ علينا أن نخرب الآلة التي يتذرع بها رجال الدين وأعني بهذه الآلة الأديان نفسها.
    2ـ إن تدريس الدين المسيحي أعظم حاجز لصد الأحداث عن النمو والترقي.
    3ـ أما غايتنا القصوى فملاشاة الكثلكة بل كل روح مسيحي.
    4ـ لنشتغل بأيد خفية نشيطة ولننسج الأكفان التي سوف تدفن جميع الأديان فيها.


    الركن الثالث: محاربة رجال الدين
    لنكسر نفوذ الفقهاء والكهنة ونوجد الانتقادات ونستعين بفشنو وأذرعه المئة ونجعل كل ذراع برأي وهنا ظهرت التعاليم المجوسية في الماسونية.


    الركن الرابع: الإباحية والفساد
    1ـ لننشر الرذيلة بين الشعوب.
    2ـ إن الفساد أمنيتنا.


    الركن الخامس: كره الوطن
    أما الوطن فإنا نرذله – اليهود يرذلون أوطان العالم كلها – ولعل ذلك يعود إلى شعورهم بأنهم بلا وطن وأنهم أمة منبوذة بين الشعوب.


    الركن السادس: هدم البشرية
    1ـ كل شيء يجوز لنا لاستئصال شأفة من ينكر مبادئنا.2ـ كل أمة تختلف على نفسها تقع في حوزتنا.
    ولعل ما ذكره الزغبي يشير إلى النتيجة التي يصل إليه الداخل في الماسونية بعد تعمقه فيها وإلا فإن الداخل في البداية يجد الحث الشديد على التمسك بالأديان والأخلاق الفاضلة وعدم التدخل في الشؤون السياسية والتعمق في الإيمان بالله تعالى والدعوة إلى البر والإحسان إلى المحتاجين.وهذه المبادئ هي الواجبات الأولى التي يسمعها الداخل في الماسونية ولهم وصايا على ذلك كثيرة تردد على مسامعه
    رابع عشر: عبادة الشيطان في الماسونية
    ولكن الداخل سيصل إلى الواجبات الأخرى فإذا بها تحثه على الكفر بالله وعبادة الشيطان الذي سموه " لوسيفر"
    وفي كلمة فخر للأستاذ الأكبر لمحفل "لسينج" الماسوني" جاءت العبارة التالية: "نحن الماسونيون ننتسب إلى أسرة كبير الأبالسة " لوسيفر" فصليبنا هو المثلث وهيكلنا هو المحفل"
    وفي رسالة الجنرال " ألبرت بايك" إلى رؤساء المجالس العليا التي نظمها قال: " يجب أن نقول للجماهير أننا نؤمن بالله ونعبده ولكن الإله الذي نعبده لا تفصلنا عنه الأوهام والخرافات ونحن الذين وصلنا إلى مراتب الاطلاع العليا يجب أن نحتفظ بنقاء العقيدة الشيطانية.
    وقد سموا الله تعالى " أدوناي" وسموا الشيطان " لوسيفر" وفي ذلك يقولون أيضا:
    أما الديانة الحقيقية والفلسفة الصافية فهي الإيمان بالشيطان كإله مساوٍ لـ "أدوناي" ولكن الشيطان وهو إله النور وإله الخير يكافح ضد " أدوناي" إله الظلام والشر.
    ويقول الماسوني "عبد الحليم إلياس الخوري": " لم يبق أحد يؤمن بالله وخلود النفس إلا البلهاء الحمقى.. إلخ.
    جاء في " الشرق الأعظم" في فرنسا نشرة فيها " نحن الماسون لا يمكننا التوقف عن الحرب بيننا وبين الأديان ولا مناص من ظفرنا أو ظفرنا ولن نرتاح إلا بعد أن نغلق المعابد جميعها"وجاء في المؤتمر الماسوني العالمي المنعقد في بلجراد سنة 1900م قولهم: " إننا لا نكتفي بالانتصار على المتدينين ومعابدهم إنما غايتنا الأساسية إبادتهم من الوجود


    يتبــــع



    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. موسوعه كامله عن زيت الزيتون وفوائده وخصائصه
    بواسطة عبدالله جنينة في المنتدى فرسان الطب البديل.
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-18-2009, 11:18 AM
  2. التقريب بين المذاهب
    بواسطة السيد مهدي في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-30-2008, 01:39 PM
  3. موسوعه الام والطفل
    بواسطة noureldens في المنتدى فرسان الأم والطفل.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-04-2007, 05:35 AM
  4. موسوعه مواقع تعلم اللغه الانجليزيه
    بواسطة noureldens في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-21-2006, 06:31 AM
  5. موسوعه مواقع للانترنت
    بواسطة noureldens في المنتدى فرسان تطوير المواقع.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-30-2006, 01:56 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •