نتابع الموضوع:

3- ومن التناطح إلى التسامح:


في ساحة الأحرار، وفي أول دخولي أعجبت بإسلوب الزميل سراج، الودود المهذب، والرائق المؤدب في التعامل حتى مع مخالفيه، وخاصة حينما ينهي كلامه بصفو ودي، ورغم إكتشافي لاحقا، كراهيته الشديدة للشيعة، ووصفه لهم بالحشرات، لكن ذلك لم يثنين من إعتباره ظاهرة متميزة في الساحة!! فاطريته وأعتبرته النموذج الذي تحتاجه ساحات الحوارالعربي في التواصل، وإن كان في موقف تفاصل!!!

لذلك دائما أضع أمامي مبدأالتسامح مع المخالف، والتجمل معه عسى ولعل ينفرج الموقف لينقلب الخلاف إلى إئتلاف، ويعجبني بهذاالخصوص، رأي لأحد مراجع الشيعة، وهوالفقيه اللبناني السيد محمد حسين فضل الله، الذي يقول:

لنعطي الرأي المخالف، كل الحرية والسعة ليعبرعن نفسه، حتى يأخذ حجمه الطبيعي، لأنك إن حاولت منعه وتحجيمه، فسوف ينمونموا غيرطبيعيا لينعكس في ألآخرإمتداده الغيراطبيعي عليك يامن حاربته مبتدأا.

من السلوكيات المحببة التي يركزعليهاالدين، هي الدفع بالتي هي أحسن، وكما تشرح الآية الكريمة:

(ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم) سورة فصلت آية 34

وليجرب المحاور، في مقابلة الإساءة بالأحسان، لكل من يسف معه بالكلام، وحتما سيلاحظ التغيرالذي يطرأعلى الطرف المقابل، بمعنى إسلوب التسامح بدل التناطح، سيوصل إلى نتيجة ملموسة محسوسة من الجانبين، وبهذاالأسلوب سيكتشف اللبيب من المتحاورين، بإن نوازع الخيرمزروعة وموجودة داخل كل نفس إنسانية، والشاطرمن يستطيع تحفيزها على الظهور، ومن ثم الوصول للسرور.

4- ومن الإفتراق إلى الوفاق:

لومهما إفترقنا، في النهاية سنجتمع!! فإذن علام سلوك الطريق الطويل الصعب الوعر، وتحمل العناء المرالعكر؟ ألسنا بشر، وحاجاتنا الأساسية مشتركة متماثلة، تتحطم على صخرتهاكل الخلافات والتباينات ليندك الجميع في النهاية في بوتقة واحدة، هي بوتقة المشاعرالإنسانية والمثل الخيرة الدينية.

شاب مسلم حنطي أسمر، تأسره شقراء غربية وضيئة لتنشرح قريحته الشاعرية الحالمة، فيتوجع قائلا:

(شقراء من قوم عيسى من أباح لها........قتل إمرء مسلم قاسى بها ولهى؟؟؟)

ويلتقون فتتغلب لغة المشاعروالعواطف، على لغة التعصب والسوالف، السخيفة مثل:لن أحبك وأتزوجك حتى تسلمي!!! هكذا يقول المتعصب دينيا.

بينما المنفتح دينيا يقول: أحبك وأتزوجك لتسلمي.

وعاصرنا كثيرمن مثل هكذاقصص، في بلاد الغرب، بعضها نجح لجدية الطرفين في قبول الحال، وإنجاح الإقتران فالأنجاب للأطفال. والبعض لم يتوفق للنجاح، رغم إعتناق المرأة للإسلام إيمانا وإلتزاما، وكل الحالات السلبية التي عاصرناها كان الشاب المسلم وطيشه وراء السبب في فشل الزواج.

وآخردعواناأن الحمد لله رب العالمين.