اننا فى نهايه البحث المطول عن اسباب الثوره وحكم الشعب نختم بكلمات هامه للغايه الا وهى ان من الضرورى بمكان ان يعى الحكام مطالب الشعوب العادله وان يقف كل حاكم امام نفسه وشعبه للمحاسبه فذلك اصل عام من اصول الشريعه وان يختار بطانته بعنايه وعلى الحكام ان يدركوا ذلك قبل فوات الاوان فالحكم ليس دميه واشهار ودعايه وكرسى الحكم مسؤليه كبرى يسال عنها الحكام ولا هواده فالامام العادل مطلب جماهيرى وتشريعى عام ولن يفر مجرم من العقاب فالواقع اثبت ذلك والتاريخ ملىء بالطغاه وما ال اليهم مصيرهم والحقيقه الهامه ايضا انه لا يهم ان يكون الحكم اسلاميا او مدنيا او غير ذلك المهم العدل وتحقيق الرفاهيه للشعوب من منظور اسلامى
والحقيقه الاخرى الهامه ان الشعوب لها حق عند حكامها بل حقوق من اهما تحقيق العدل والحريه والمساواه والكرامه واتاحه الفرص ومحاربه الظلم والقهر والفساد ونشر التسامح والعداله والخير والاصلاح والمحاسبه تلك اولويات الشعوب والحقيقه ان الشعوب لا يهمها تداول السلطه او غيره بقدر ما يهمها تطبيق العداله والاصلاح والحريه وكل المعانى الاجتماعيه العادله وخطا الحكام انهم لا ينظرون لشعوبهم بل الاهم كرسى الحكم والخطا الاخر انهم يسيطرون على كل مقدرات الشعوب وينشرون الرعب والتمييز بين ابناء الشعب الواحد وتلك جريمه كبرى تسقطهم وهذا ما حدث فى تونس ومصر وسوف يحدث فى بلاد اخرى قريبا لان الجميع نهضوا واستيقظوا من غفلتهم فثوره تونس ومصر ونجاحهما المدهش حركت فى الشعوب الثورات واحركت العقول والالسن للسعى لتحقيق الاهداف العادله المنشوده
والاصلاح لا يحتاج الى قائد وحيد متفرد او فئه وحيده متفرده وانظر الى ما يحدث وحدث لم يكن للثوره المصريه او التونسيه محرك غير الشعور بالكبت والظلم والقهر والجبروت وفقدان الحريه والعداله والكرامه
وكانت الكلمات هى المحرك وليست القاده فقد كانت كلمات الشاعر ابى القاسم الشابى اروع اثرا فى نفوس الثوره التونسيه وانظر كيف اثرت تلك الكلمات فى شعب تونس العظيم وعلى اثره شعب مصر وبات العالم يردد كلمات ذلك الشاعر الاسطوره الذى قال منذ مائه عام قولته الشهيره(اذا الشعب يوما اراد الحياه فلابد ان يستجيب القدر)ومن المفارقات المدهشه ان ذلك الشاعر مات شابا فى ريعان شبابه
ان وقع الكلمات العادله والحماسيه الرائعه كان اعظم اثرا من قاده النفاق والسوء فى تحقيق الاهداف وفى احداث الثورات فى العالم وقد وجدنا فى ميدان التحرير جميع جموع الشعب المصرى تكاتفت لتردد تلك المقوله ولتغنى اغانى الثوره واناشيد العزه والكرامه لحافظ ابراهيم وسيد درويش وغيره من عظماء الكلمه فى العصر السالف وعندما سقط الطاغيه فى مصر انظر ماذا حدث ترددت الاشعار الوطنيه الحماسيه الرائعه
وغمرت الشعب فرحه النصر على الطغيان واعوانه وتلك حقائق هامه وقد سقطت كل اقنعه الزيف التى كنا نظنها محركه للثوره فاذ بها تحرمها وتتمسح فى عهود باليه وكسر الصنم فجاه بفعل اراده الشعوب وعدالتها ودفاعها عن الحق وكان الله لزاما ان ينصر الشعوب لانه تعالى قال(وحقا علينا نصر المؤمنين)
ان عداله الثوره التونسيه والمصريه هما الدافع الذى نصرهما والنصر جاء باراده الله تعالى لان الهدف لم يكن تنفيذا لرغبه احد بعينه وانما الهدف كان ساميا وهو تحقيق العداله والحريه والكرامه فتم النصر
فهنيئا للشعب التونسى والشعب المصرى العظيمين وهنيئا لكل الشعوب الاحرار فى العالم وطوبى للشهداء
ويرحم الله شهداء مصر وتونس برحمته الواسعه وندعو الله تعالى ان ينعم علينا بفضله وغفرانه وعدله وان يحقق لنا جميعا الامن والراحه والعداله وان يرزقنا حسن العاقبه وحسن الخاتمه وان يبارك لنا فى بلادنا
وان يحفظ مصر من كل سوء وان يجنبها الفتن والشرور
فمصر هى قلب الاسلام الحصن له ومصر هى العظمه والقوه وهى التاريخ العظيم وهى الامن للجميع والملاذ للجميع وهى وجه الحضاره وعنوانها هى العرب والاسلام وبدونها لا تقوم للمسلمين قائمه لانها باختصار لب هذا العالم
اللهم احفظ بلدك مصر وجنبه الشرور والفتن واهدى اهلها وحكامها وارزقهم العمل بشريعتك وبمددك
اللهم ارحم شهداء الثوره المصريه العظماء
وبارك فى اهل مصر
وارزق اهلها حكاما عادلين صالحين
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته