لقد قلنا بما لا يدع مجالا للشك ان الثورات لا تاتى من فراغ وانما لها دوما مبررات ومبررات عديده وغالبا تاتى عادله ومشروعه والحقيقه ايها الساده ان تلك الثورات وخاصه الثوره التونسيه والمصريه هى البدايه لحدوث مثل تلك الثورات على المستوى العربى والاسلامى وقد جاءت تلك الثورات فى زمن عجيب حقا ومتتابعه وكان الله تعالى قد رضى عن تلك الامه المهزومه الضعيفه اخيرا والعجيب ان تلك الثورات لم يقودها العلماء اى علماء الدين ولا المفكرين ولا احزاب ما انما يقودها الشعب الذى شعر بمراره الظلم والقهر والاستبداد وهنا لابد من وقفه هامه
لقد ظل معظم الدعاه المحسوبين على الاسلام والذين يتشدقون بالحلال والحرام والافتاء بعنجهه فى امور الدين وكانهم ائئمه اخر الزمان وهم ما يسموا انفسهم بالسلفيين وعلى شاكلتهم يرددون عبارات معهوده عن ان التظاهرات حرام وخروج عن الشريعه ولابد من اطاعه اولى الامر حتى لو كان فاسقا ظالما ويستندون الى احاديث فى صحيح مسلم وغيره وخاصه الحديث الذى يقول انه يجب ان تعطى ظهرك لحاكمك ليجلدك وهذا فيما معناه ولا يجب الخروج على الحاكم لان ذلك الخروج يحدث فتنه وظل هؤلاء يقولون هذا الكلام طويلا ويتشدقون ويتنطعون ويمط الواحد منهم فى شفتاه طوبلا كانه علامه هذا القرن وما دونه غبى جاهل ورغم ان ما يقولونه لا يتماشى مع ابسط قواعد العداله ولا ابسط قواعد الشريعه الا اننا نندهش من تلك الاقوال العجيبه والسؤال الهام لهؤلاء هل الفساد والظلم والجبروت ورمى الناس بالباطل وسرقه اقوات العباد وظلمهم ليست مدعاه للعصيان المدنى هل التلفيق للتهم للناس زورا ورميهم فى السجون والمعتقلات زمنا بلا تهمه ظلما وفتنه زجبروت يجب ان يحاسبوا عليه امن المعقول ان اتذرع بحديث هنا او هناك لا يتماشى مع الشريعه ومع العقل والحكمه واسكت على ظلم الحاكم وفساده وطغيانه حتى اعطيه ظهرى ليجلده واتزرع بان الخروج عليه فتنه اى فتنه افظع من فتنه الكفر بالنعمه وسرقه اموال الناس اى فتنه افظع من فتنه الجبروت والاستبداد وانعدام العداله ونهب الثروات وانعدام الحريه اى فتنه اكبر من فتنه الظلم والاستبداد والطغيان وتعذيب الناس وسرقتهم ورميهم فى السجون بلا مبرر وذبحهم واكل اموالهم ومقدراتهم وتعبهم ومحاربتهم فى ارزاقهم وحياتهم اى فتنه افظع من الظلم ان الله تعالى وقف مع اراده الشعوب لانها من اراده الله ولان الامه لا تجتمع فعلا على ضلاله ولان المطالب التى اعلن عنها واوزوا وقتلوا من اجلها هى مطالب عادله حض عليها الاسلام وباركها الله تعالى ولذلك نصرهم الله وهزم من يدعى الفتنه وجلد الحاكم للشعب الذين يتزرعون بالنصوص المشكوك فيها والتى يصرون على انها عصب الاسلام ان الشعب المصرى والتونسى خرج فى اضرابات سلميه مليونيه للمطالبه بالحقوق المهضومه المغتصبه بحق الحياه والكرامه والعداله حق الشعوب ان تعيش وتاكل وتصنع وتعمل حق الوجود والحريه التى كفلها الله تعالى لهم والتى نزلت كاصل من اصول الاسلام فكان لزاما على الله تعالى ان ينصر تلك الشعوب التى تطالب بالعدل والمساواه ونهايه الظلم والجبروت وكان لزاما على الحكام الطغاه والجبابره ان يهزمهم الله لانهم قسوا واستبدوا بشعوبهم وتلك اعظم الحقوق التى منحها الاسلام للناس لقد نصر الله الشعوب المستضعفه وهزم السلفيين الذين يستعبدون الناس باسم اطاعه اولى الامر اليست تلك المطالب العادله من الاسلام بل عصب الاسلام بلى هى من الاسلام وعصب الاسلام اذن فاى فتنه يقصدون لقد وقف احد هؤلاء الذين يسمون انفسهم بالسلفيين ليقول لا تاخذوا العلم والفقه عن الدكتور القرضاوى انظر معى تلك المقوله العجيبه ان من قال هذا الكلام رجل لا يفهم ماذا يقول وانما لا يفهم الا غباءه وجهله ذلك هو رجل اسماه مطيعوه بالعلامه وهو لا يفهم اى شىء لا فى العلم ولا فى السياسه لماذا لان القرضاوى افضل منه منزله وعلما فى الوقت الذى كان واقفا يدافع فيه عن الثوره المصريه ويباركها ويقذف مبارك الطاغيه ونظامه علنا لظلمه وجبروته الذى ثبت علنا نجد هذا يتمسح فى السلطه ويقول ان التظاهرات حرام وتخريب اى تخريب اكثر من تخريب الشعب الذى جاع واستذله حاكمه وسرق مقدراته وحرمه الكلام والحريه والعمل وكذا قال هذا اكثر من هذا فى الدكتور طارق سويدان وغيرهم ممن باركوا الثوره المصريه العادله الناجحه ان هؤلاء اشد خطرا على الاسلام من اليهود لانهم فاسدى الراى حقودون الحقد والغل اكلهم من كل عالم مجتهد ذكى مجدد ومصلح كسويدان والقرضاوى وانظر لهم الان يبكون حزنا واسفا على غباءهم وعمالتهم لنظام مبارك واعوانه ولو نظرنا لاراءهم الفقهيه نجدهم متجمدين متحجرين جهله مقلدون ينقل لك الفتوى كما هى ويلتف برايه ويظن فى نفسه اتى بجديد وحينما تفحصها تجد ها فتوى لابن تيميه او ابن القيم فى النهايه باسلوب مراوغ معدل لقد خرج هؤلاء على اكتاف الفساد وتربعوا وانتشروا كالجراد فى حضن الفساد فهم يتسولون باسم الفساد والان لن يسمع احد لهم لانهم انكشفوا تماما للجميع وتلك الاشياء ذكرتها فى عمليه صناعه الامام التى نبهت عنها مرارا وتكرارا اننى كنت اظن ان الثوره خرجت بهم لكننى فوجئت انها خرجت من الشعب والشباب بالذات الذى كانوا يقولون انه شباب يعيش فى غيبوبه ولا يفقه شىء فى الدين وخربت عقله القنوات الاباحيه وفوجئنا ان الشباب افقه واعلم وافضل عند الله منهم الحقيقه ان ما فعله الشعب التونسى والمصرى وما سوف تفعله شعوبا اخرى لا يناقض الاسلام بل هو امر واجب شرعا وحين يستفحل الاستبداد والظلم لابد من العصيان والخروج على الحاكم بل ومحاربته للعوده الى العدل والمساواه والخروج عليه واجب دينى ولكن لا يكون خروجا عسكريا بل خروجا سلميا رافضا له ولحكمه وتلك اهم الاشياء التى تفقد الحاكم المستبد شرعيته وهنا كان لزاما على الله تعالى ان ينصر الشعب ويهزم الظلم والحقيقه اننا لا نتهم احدا بظلم او ننقص من قدر احد مهما كان لكن الغالب ان هؤلاء السلفيين او الذين يسمون انفسهم سلفييون تحديدا هم من اخطاءهم نعلق عليهم وغالبا يقولون ما لا يفعلون تجدهم يتكلمون عن حسن الخلق وسباب المسلم وتجدهم يشتمون فى علماء الازهر علنا ويسبون هذا ويشتمون هذا ويسخرون من هذا وتلك ليست اخلاق المسلم او العلماء ابدا وقد وقفت مع احدهم فى تلك النقطه بالذات فوجدته يكفر حالق اللحيه تخيل اصبحت اللحيه من اصول الدين ومن لم يطلقها كافر سبحان الله ومن المدهش ايضا انهم فعلا يتمسكون بالتوافه من الامور ويخترعون الخلاف عليها ويتمذهبون كعمليه النقاب ام الحجاب واللحيه والغناء حرام ام حلال وامور ليست من اصول الدين ابدا بل من الامور المختلف فيها ويجعلونها عصب الاسلام وبها لا يتم الايمان كانهم امتلكوا صكوكا من الله تعالى يوزعونها على الناس من معهم فهو مؤمن ومن ضدهم فهو كافر وتجدهم فعلا هم الذين افسدوا الناس واوسعوا دوائر الخلاف من اجل لا شىء تلك اشياء نراها كل يوم عند اغلبهم اعرف ان ذلك ليس محل البحث لكن هى اشياء دعت لها الحاجه لتوضيحها لاننا خدعنا كغيرنا واعتقدنا ان الثوره المصريه خرجت من هؤلاء الذين يسمون انفسهم بسلفيين والحقيقه اننا نظلمهم تماما فلم تخرج الثوره من اى جماعات اخرى كالاخوان او اى احزاب اخرى لكن الجميع انضم لتلك الثوره النابعه من الشعب والشباب المتدين المثقف الواعى دينيا واخلاقيا وليس المغيب كما كان يدعى من سموا انفسهم بالسلفيين حماه الاسلام ونجد ان الجميع استجاب فعلا لتلك الامالالشبابيه وانضم للثوره علماء الازهر والمفكرين والسياسين والعديد من الملايين من قوى المجتمع لا فرق ولا اختلاف لانها لم تطلب الا الحريه والكرامه والعداله وبتر الفساد ولانها جاءت ثوره مناسبه للدين والفكر والحكمه فنجحت نجاحا مسبوقا وقد قالها العالم ان الثوره المصريه اعظم انجاز تاريخى حضارى كيف صمد الشعب رغم القتل وسفك الدماء وتحمل وعانى وقاسى ويلات الالم ولم يتغير ولم يحرك ساكنا بل ظل شعبا صابرا مرابطا وهو جهاد من نوع خاص لم تفهمه ادمغه المسمين بالسلفيين وتلك الثوره العادله اسقطت الطاغيه والاقنعه جميعا واظهرت من هو الكاذب ومن هو الخائن لدينه ولنفسه وتلك حقائق سوف يحفرها التاريخ وتكتب بماء الذهب
اننا نندهش حقا لما انجزته يد الشباب الرائعه فى الثورتين المصريه والتونسيه من تحقيق للاهداف العادله الرائعه ولانها فعلت ما لم يفعله العسكر فكانت اعظم واعمق اثرا وسوف تظل اعمق اثرا على مستوى الثورات تاريخيا
والحقيقه ان العداله ليست لها غير وجه واحد وما يشاع او يقال من ان تلك الثورات جاءت لتحقيق اهداف هنا وهناك هذا كذب وافتراء على تلك الثورؤات النبيله لانها جاءت نابعه من الشعوب المقهوره وليست تنفيذا لمخططات خارجيه او داخليه وما يقال هو تشويه للحقائق
ان ما اتضح بعد نجاح الثوره المصريه يؤكد فعلا ان عصر مبارك كان زمنا للفساد والجبروت والظلم وانعدام العداله كما اكدنا من قبل ويؤكد ايضا انها عباره عن عصابه كانت تتحكم فى مقدرات الشعب المطحون وكان يجب لها ولزعزعه تلك العصابه من ثوره حقيقيه وقد وقعت وانتصرت انتصارا رائعا مخلدا
اما ما زال يردده المنتسبون الى السلفيين شكلا من كلمات من قبيل فتنه وخلل وخروج وشعارات انما هى كلمات باطله لا تمس الواقع بشىء من زمن فات لا تتناسب مع الجهاد الاعظم الذى حققه الشعبين المصرى والتونسى فى ثورته على الطغاه والغريب ان الله تعالى لم يقف مع دعاه السلفيه فيما يقولوه ووقف مع الشعب الحر العظيم وللحديث بقيه