حقيقة يبقى السؤال من الذي رفعها؟ ولم وكيف...
رفعتها جماهير لا تشترط ولا تستثني
أو تشترط الصخب المعين على قتل الوقت
وإخماد نداء المسؤولية في الكيان ..
أمامنا جماهير تستعبد هذا الصنف من المثقفين
وهي مستعدة لرفعهم على أكتافها الباردة إن هم أغضعوا نتاجهم الثقافي لنزواتها ..
ومن هؤلاء المثقفين طائفة رفعهم الطغاة بشروط باهضة الثمن
جعلوهم بها قادة وطنيين ، وما تركوا قضية من قضايا الأمة المصيرية
إلا جعلوهم رعاتها وحماتها الأوائل ..
لتكشف لنا شاشة عريضة من أمور لانحبها وربما تفاجئنا وتدهشنا بقوة .
إن هذه الأمور أشبه بأغطية مسارب المستنقعات
لا تكاد ترفع حتى تلوث الفضاء كله بنتن المبادئ ، وخبث المقاصد
وما خلا جيل من هذا الصنف إلا كشف على هذا النحو المخزي
( لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ ٱلْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ
فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ )
الأنفال : 37 .
هل الجمهور قادر على الإنصاف؟ ام هو ضحية الإعلام الملوث أيضا ؟
وكبف يقدر على الإنصاف وهو مقلوب التصور
وكيف يقدر عليه وقد أتاح لهذا الصنف من المثقفين سوقا
يروج فيها لبضاعته المحرمة ، ثم أقبل على استهلاكها وإشهارها غافلا مخدرا ؟؟
تقول الفنانة فيلدا سمور ( بتصرف):
لم أعد أعمل بنشاط كما السابق فالأمور لم تعد كما هي سابقا...
أجل ، هذا صحيح لأن هذا الوضع المشين يعزل ذوي الرسالات من المثقفين
ولا يرون خلال غمرة الخداع والانخداع مكانا لهم ..
طبيعي جدا أن يستوخموا ربع الثقافة المغصوب
وأن يُسلبوا الذوق والرغبة ..
لكني أرى أن اجتماعهم في العزل سبيل مستيقن لتحرير فضاء الثقافة وتطهيره .
لايهمنا ماذا تعني كل الكلمات التي قراناها لمن
ما نريد أن نركز عليه أن قمما شاهقة كتلك يجب أن نستمع لتجاربها الغنية بأذن دقيقة وفكر متفتح
نستفيد منها ونرشف الهام بدل أن نركض وراء الأنوار العاتمة...
أجل
فالعبرة بالمقول ومدى اشتمال الك التجارب على النفع المستيقن
وهي قاعدة تفكير ذوي الألباب
و( الأنوار العاتمة ) وصف بليغ دقيق لظلمات اصطنع لها اللاهثون وراء الشهرة الرخيصة أضواء زائفة ،
يقدمون بها نتاجهم الفاسد كما يقدم لحم دائد في إناء فاخر .