من الطبيعي أن تأسرك التجربة المتميزة
ومن الطبيعي أيضا أن تميل عاطفيا إلى الشخصية الناجحة اللامعة المتفوقة.
ومن الطبيعي أكثر أن يسوقك الفضول إلى معرفة السر الذي جعلها كذلك ..

ولكن
هل هذا ينفي لزومية استقامة الطريق؟ ونظافة المبادئ؟.
كلا .. لأن استقامة الطريق ، ونظافة المبادئ شرط استحقاق التميز
وآية النجاح المثلى
وسر التفوق النافع

وهل من غير الطبيعي أن يتسلق بعضهم بشكل غير مشروع ليكون هو القدوة بعد انبهار الجمهور به؟
ليس طبيعيا لا سيما إذا كان انبهار الجمهور دون قيود ، أو لا يعتبر نظافة المبادئ
او يغمط من وراء الحجاب حق من جاهد بالعمل دون النتائج؟ هل هو ضل الطريق لمعرفة طريق نجاحه فلم يصل؟
أجل .. قد يجاهد ويشترط على نفسه وعلى من حوله أن لا يشهروه
ثم تظهر نتائج عمله منافع تسري في المجتمع ، وتثمر دون صخب
أو يغرس فسيلة خير ويطول زمن انتظار إثمارها
فهذا لا يتعارض إطلاقا مع النجاح ..
نعم ، قد لا يتقن التوظيف وتقدير المقاصد والمآلات ، فتسلب غراسه الإثمار من قبله
فهذا لا محالة ملوم

من أروع في هذا الكون هو ان الله بتعبد بالعمل لا بالنتائج وهل هذا يشفع لنا ان نعمل دون تشوف وتخطيط للنتائج دنيويا؟
كلا ، إذ لا تعارض بين عدم اشتراط النتائج وبين التخطيط لها
أليس التخطيط داخلا في العمل ؟
بل ما قيمة عمل دون تخطيط
ومثل من يخرج التخطيط عن العمل كمثل الذي لا يفرق بين تربة صالحة وتربة غير صالحة لغراسه

هل هو سوء معرفة بالظروف والامكانيات والاحوال المحيطة الخ....؟
أجل

وهل هناك فعلا عوامل تجعلنا في الصفوف الامامية ولكننا اخطانا الطريق واكملنا درب الحياة باخفاق؟
نعم ، وهي عوامل تغير الزمان وانقلاب الموازين

وهل هناك من رجوع؟ مبكر؟
لا يعدم المعتبر أبدا فائدة الرجوع إذا اتعظ
بل رجوعه في هذا الموطن إقدام

ومن جديد:
هل الاصطفاء يعني الشمولية او الخصوصية في الصفات؟
كلا ، لأن الاصطفاء الثقافي كسبي وليس وهبيا
وقد يكون المثقف موهوبا ، لكن العبرة في استحقاقه الاصطفاء بمجال تسخير موهبته وغايته
ولا يلزم من كل ذلك أن يكون موهوبا في كل الميادين
إذ الشمولية والخصوصية نصيب الأنبياء المصطفين وحدهم .

وهل الأسماء اللامعة عبر النت حصرا تملك من المقومات التي نبحث الكثير؟
ينبغي انتقاء تلك الأسماء بحسب نفعها دون الاكتفاء بها
لأن كثيرا من المثقفين الرساليين قد اختاروا العمل في صمت
والحكمة ضالة المؤمن .