رد
: الأشجار تموت واقفة
--------------------------------------------------------------------------------
أخي الفاضل " يوسف الحمدان "
إشارة إلى ماجاء في موضوعك و التي تمت الدعوة فيه إلى تصريف الجمود المنهجي لدى كتب النحو و الصرف و إيجاد معجم لغوي معاصر يواكب اللغة الحية المعاصرة ....
أقف هنا قليلا ...
إذ أننا لا نعتبر اللغة " تابو " يحرم مسه كما تفضلت ، و إذا كانت كتب النحو والصرف قد توحد فيها المنهج و حتى نفس الأمثلة فإنه ليس من العيب على الكتب أو علينا إن وضعنا كتب نحو وفق منهج حديث يواكب القرن الحادي و العشرين 0
وحقيقة أن المعاجم العربية القديمة و المعاصرة على حد سواء ، فقد تكدست فيها الألفاظ الغربية و المفردات المنقرضة ، و التي لا نستخدمها في حديثنا اللغوي المعاصر 0
ومع ذلك فلسنا بحاجة ماسة إلى معجم معاصر باللغة الحية المعاصرة ، و ذلك لأن الألفاظ التي نتحدث بها و نقرأها و نكتب مفرداتها و تراكيبها لا تحتاج إلى معجم أساسا لتعريفها ، و إذا جاز التعبير عن حاجتنا إلى معجم لغوي فليكن معجما وجيزا و ليس معاصرا ، ولسنا بحاجة إلى معجم معاصر ليمحو شطرا من لغتنا .. الشطر الذي يحوي تراثنا ، فإننا و إن كنا نقرأ الكتب المعاصرة الحديثة فلا غنى لنا عن دور الأدب و الشعر و ذخائر العلوم العربية التي تحوي مترادفات قد انقرضت من حديثنا ن و إذا كانت قد اندثرت بالفعل لغتنا المعاصرة فلا يجب أن نمحوها أيضا من المعجم 0
بالإضافة إلى ذلك فإن من يبتغي كلمة في معجم لغوي يخرج بكلمات تزيد من حصيلته اللغوية ، و إذا كان الشيء بالشيء يذكر فيجب أننشيد بالمعجم الوجيز الذي أصدره مجمع اللغة العربية في مصر ، فهو يتلاءم وروح العصر حيث جاء مختصرا مع تقليل الشواهد النثرية والشعرية و إدخال الألفاظ المستحدثة و المعربة إليه ، مما زاده جمالا و موضوعية، فهو معجم وجيز معاصر و مع هذا لا يمر بخيالنا نحن العرب أن نترك " لسان العرب " و " تحفة العروس " و " المحيط " ليحل محلها المعجم " الوجيز " البتة !!
ثم إنك إذا نظرت في منهج السالفين و سباق حلبة الجهابذة المحققين لرؤيتهم فقد زينوا كتبهم بأسهلالألفاظ و أعذبها و لطيف المعاني و أحببها... و قد كتب الصفي الحلي رحمه الله إلى بعض الفضلاء و قد بلغه أنه اطلع على ديوانه و قال:
لا عيب فيه سوى أنه خال من الألفاظ الغريبة ، و إذا كان السالفون قد نفروا من الوحشي من اللغة فهذا من قبيل التجديد و استسهال المترادفات اللغوية ، ولنفخر بأن لغتنا هي أكثر اللغات مترادفات في العالم ، فإن للأسد مثلا في لغتنا نحو مائة وثلاثين اسما صنفها علي بن القاسم اللغوي ... هذا غير الكنيات و يقابلها في الإنجليزية كلمة واحدة فقط 0