نتائج ثلاثية الأبعاد
ومثل هذه الإجازة تؤدي إلى نتائج ثلاثية الأبعاد فقد تساهم في عودة المشاعر الطيبة والتفاهم بين الزوجين أو تؤدي إلى زيادة التباعد والجفاء بينهما إن لم يحسن أحدهما اختيار الفترة المناسبة للقيام بها، وربما تنتهي بدخول أحدهما في علاقات أخرى من شأنها تعويض ذلك الركود والثبات في المشاعر.
في بداية حديثها تقول منى كمال (متزوجة منذ 3 سنوات) إن الإجازة الزوجية يجب ألا تتم إلا في حالة حدوث تفاهم ووفاق بين طرفي العلاقة الزوجية، كي تأتي بنتائج إيجابية من شأنها استعادة جزء من رومانسية تم فقدها على مراحل، ومن جهة أخرى فقد تلقي الإجازة الزوجية بعواقبها السلبية إذا حدثت في حالة نشوب خلاف بين الطرفين؛ حيث إنها تمهد الفرصة لدخول أطراف أخرى في المشكلة يكون هدفها الأساسي هو الوصول إلى حل وسط يرضي الطرفين، لكن هناك أطرافا أخرى قد تحاول استغلال الظروف؛ لذا أعتبر أن وجود الزوجة في منزل الزوجية حتى في أثناء فترة الخلافات يقنن ويلزم الزوج بأمور روتينية تحافظ على المظهر العام الخارجي للعلاقة الزوجية.
وتقترح منى إجازة من نوع خاص بين الزوجين داخل جدران منزلهما فتقول: أنا أرى أن الإجازة المثالية بين الزوجين في حالة الخلاف تتحقق عن طريق بقاء كل منهما في غرفة مستقلة عن الآخر بغرض تهدئة النفس الثائرة ولو لفترات قليلة؛ فهذا الأمر من شأنه الحفاظ على استقرار وبقاء المنزل. وفي نهاية حديثها تشير منى إلى نوع آخر من الإجازات الزوجية الإجبارية التي تفرض على الزوجين نتيجة لظروف خارجة عن الإرادة كأن يضطر الزوج للسفر كثيرا نظرا لطبيعة عمله أو ارتباطه بأكثر من عمل مما يجعله يقضي معظم وقته بعيدا عن المنزل، وهذه أنماط من الظروف تزداد بصورة ملحوظة في مصر وتجعل التفكير في إجازة زوجية أمرا غريبا في ظل عدم التقاء الزوجين إلا نادرا.
أما أحمد سعيد (متزوج منذ عامين) فيرى أن العلاقة الزوجية تختلف عن أي علاقة إنسانية أخرى ومن المفترض أن تزيد روابطها بمرور الأيام، ومن هنا فإني أرى أن الإجازة الزوجية تخلق قدرا من البعد الذي يولد الجفاء، وقد تكون الفرصة مهيأة في بعض الأحيان لاقتحام طرف خارجي لهذه العلاقة فتصبح مهددة بالهدم.