إصرار.....
اعتدت أن أسعى إلى هدفي بإصرار كلما أيقنت بفائدة ما أقدم عليه .. وإذا حالت الظروف دون الوصول تقبع أفكاري هاجعة في أعمق أعماقي أعماقي نائمة كالثعلب حتى تسنح لي الفرصة فأسرع بخطى أجدى من أسد وأنفع من دجاجة...
أما إذا اقتنعت بصعوبة ما قررت استسلمت وسرت ولو كسلحفاة لا اتردد في المضي..
هذه المرة كانت غريبة أبحث عن كتاب..أي كتاب.. وهذه الكتب المرصوفة مالها؟
لكنني الآن أحتاجه .. اتصلت بمن أعرف وبمن أكاد أعرفهم..درت في المعارض والأسواق..في المحال في زوايا الطرقات...
واستبشرت بعناوين غابت عن ذاكرتي حينا.. جلبت الجديد وقلبت القديم المهم طرقت كل الأبواب.
آه نعم مكتبة والدي..كذلك لم أعثر..
أعددت فنجان قهوتي المفضل في فنجاني المفضل على كرسيي المفضل.....
وقلبت هذا الجبل.....
رتبت ونظفت ..كانت مناسبة لطيفة ...وبعد مغامرة في جلب أغراض المنزل وحاجياته الضرورية
فقط... وعدت إلى سريري الوردي.. لكن أفكاري.. آه من أفكاري. فبعت في أحلامي قبعت في كل ما أراه.
وعادت أسماء وأسماء عناوين وعناوين.. كالهستيريا أظنها؟....
أظن أن كل شيء يمكنه أن يتوقف إلا حمى بحثي وأفكاري...
ورن الهاتف:
هناك كتاب لم أستعيده منك يبدو أنه مازال عندك نسيت ها؟
- تكرمي )رغم أنني أعيد كل شيء فهي أمانة ولكنه حصل ... (
ذهبت إلى المعرض ثانية وثالثة ما أروع هذا المنظر آه لو عندي ألف عقل وعقل لأقرأ كل هذا لا تمل عيني من رؤيتها..
كتب على كتب رائحة الورق أحبها إنني أبدأ بالقراءة من رائحتها ألوانها... حتى لو كانت سيئة .تراءت لي عندها سيدة متقدمة في السن تحمل كتبا كثيرة تتدحرج بإنهاك تبحث عن مركبة.تقلها إلى منزلها.
عندها قال لي زوجي بنكته:
هذه أنت عندما تشتري غدا لأولادك وأحفادك....
ومن جديد.. أريد ذاك الكتاب أين اختفى؟
أحيانا عندما نبحث ونصر تعاكسنا الظروف ونستمر رغم هذا..لأنس هذا الأمر الآن.
رتبت مكتبتي وأنا أعتقد أنني تناسيت , ورتب تالجوارير وأنا أظن أنني تجاهلت.
آه تذكرت لقد تصرفت به لمثقفة تقبع في حيي تتلقف ما تستطيع تلقفه...
كنت أرسل لها دائما, مكتبتها الململمة شيء مقدس لديها..كانت في نظري من أحلى
المكتبات.
لا أدري كيف هبطت السلم , واستعرت منها كتابي كان ردها في غاية البساطة ..
لكن لم أكن راضية عن نفسي حينها أبدا.........