صباحكم خير و عيدكم سعيد
***

استشهد بهذه الخلاصة الرائعة للأُستاذ فيصل الملوحي :
" رجائي إلى علماء اليوم و الوعاظ أن يكونوا أشد حرصاً في انتقاء كلماتهم واستعمال الألفاظ في معانيها الصحيحة، و أن يكون المفتون أكثر دقة في فتاواهم باذلين جهودهــــم في معرفة ما وراء الاستفتاء، و ما يمكن أن يستغل بعض الناس فتاواهم في مصالحهم الدنيوية، ونعتمد في ذلك إخلاصهم لله – تعالى – وهو عماد كل عمل ".
لمن يعتمد على قول مغلوط في أن العلمانيَّة ضد الدين، أُريده أن يعلم أنَّ حديثه يدور ليس عن العلمانية بل عن ("العلموية = عبادة العلم") ،بينما العلمانية لا تعادي أي دين أو مذهب أو حزب، بل تعني فقط فصل "الدين السياسي"تحديداً عن الدولة،أي إقامة دولة المواطنين و ليس، دولة الرَّعية ، كما عودنا خلفاء الإسلام السياسي، بعد صدر الإسلام، حيث الخليفة سيد الكون(كما كان البابا) بصفته قد وضع نفسه زوراً و بالقوة و حدِّ السَّيف، في مقام الرسول الأعظم محمَّد (ص) ،و ما هو سوى مجرد بشر و قائد دولة، هدفه المال و الكنز و التوسع كما أي إمبراطور آخر من البشر،كفانا خداعاً و ثقافة تلقين و تأليه لهؤلاء المزورين لتاريخنا و ديننا لمصالحهم الدنيوية البحته ،آن لنا أن نفتح أعيننا واسعة على الحقائق، و أن نرى بعيوننا، و بلا أصحاب الأجندات الطائفية و المذهبية ،و لندع مكاناً نظيفاً للخالق العظيم في صدورنا، حينما ننتقد أو نحاول أن نفند مصطلحاً بقصد الهجوم عليه، حتى لا نخبص بينه و بين غيره في دوامة المصطلحات العصرية على غزارتها و تنوع مقاصدها.
الخطأ الفادح الذي يصر الإسلام السياسي عليه هو تعمده الخلط بين المصطلحين التاليين الأول: ("العلموية=عبادة العلم")و هو مذهب الحادي حقاً .
و الثاني : العلمانية=فصل الدين عن السياسة(الدولة) و لا علاقة له بالإلحاد لا من قريب و لا من بعيد،هما مصطلحان متقاربان من حيث اللفظ فقط، و متباعدان من حيث المعنى و المضمون بشكل مذهل،لكن من لهم مصلحة دنيوية من أتباع الدين السياسي يصرون على هذا الخلط بينهما بغير حياء خدمة لمآربهم في تشويه حتى دين الخالق العظيم.
احترامي للجميع .