[quote=فراس الحكيم;102768]السلام عليكم
آلمني جداجدا أننا من حيث التقينا كعرب افترقنا وعدنا كيانات منفصلة!!
برايك الخاص من هو السبب وماهو السبب وكيف نمزج بين تلك الكيانات كمثقفين؟ وننحن نواجه مختلف صنوف الطباع والثقافات؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز فراس الحكيم المحترم
جميعنا يتألم للحالة المزرية التي وصلنا إليها كأمة عربية وكشعب عربي تائه وحائر.
دعني أتحدث بصراحة وبحيادية مطلقة، عندما التقينا كعرب وكنا دولة عربية قوية ومن ثم إمبراطورية عربية وإسلامية قوية وصلت حدودها إلى الصين وضمت إسبانيا لتصبح الأندلس مقراً للدولة في يوم من الأيام، كان السبب في هذه القوة وهذه الوحدة هو (الإسلام) نعم الإسلام هو الذي جعل لنا امبراطورية عربية قوية في يوم من الأيام وهو الذي يجعلنا نتفاخر أننا كنا في يوم ما أمة ذات شأن.
حينها كان يحكم الأمة العربية والإسلامية رجال أشداء همهم الوحيد رفع شأن الأمة وإعلاء كلمتها،لم تكن آذانهم تصغي لأي صوت غريب مهما كان إلا لصوت الحق.
ولم يكن لهم هم واحد إلا إحقاق الحق ووضعه في نصابه.
ولذا موسى بن نصير مات شحاداً على باب الجامع الأموي، وطارق بن زياد مات فقيراً مدقعاً ، وقبله كان أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يفترش الأرض ويفكر إن كان هناك مظلوم واحد في أمته ليعمل على رفع الظلم عنه،في أثناء تلك القوة والصلابة كانت هناك قوى خارجية وداخلية تحاول إضعاف الدولة وتخريبها وعلى رأس تلك القوى وعلى مر التاريخ (كان اليهود) كالدود أو كالسوس ينخر في جسد الأمة العربية والإسلامية وكثيراً ماكانت محاولات تخريبهم تبوء بالفشل إلى أن أتى يوم وتمكنوا من تحقيق أهدافهم بطرق ووسائل شتى وبدأت مخططاتهم بالنجاح وكان أولى ثمراتها سقوط غرناطة وبعدها انهيار الامبراطورية الإسلامية العثمانية،ومن ثم سرقة أرض فلسطين وقيامهم لكيانهم المزعوم عليها، إلى أن استفحل الأمر معهم وصارت حالنا نحن العرب إلى ماهي عليه، من تشتت وتشرذم وفرقة وضياع أراضي عربية عديدة وبدء تقسيم أخرى كما يحصل اليوم في الصومال و السودان سواء في جنوبه أو في غربه حيث مشاكل دارفور، أو في اليمن والمطالبة بالإنفصال مجدداً ليكون اليمن دولتان، وماجرى ويجري في العراق لا يغفل عن أحد وإلى أن أصبحت فلسطين منسية تماماً وغير ذلك.
لا يمكن هنا ذكر كل مخططاتهم وخبثهم عبر التاريخ، قلنا في البداية كان عصياً عليهم تحقيق مآربهم بسبب وجود حكام أفاضل وحاشية صالحة لأمراء المؤمنين ، لكن بعد انقضاء ذلك العهد وخلال المائتي سنة الماضيتين بدأالسم يأخذ مفعوله ، فأتانا حكام وخونة أداروا آذانهم للقوى الخارجية واستلذوا بكرسي الحكم فعملوا على تدعيم عروشهم بخونة وعملاء من الداخل وأصبح همهم الأول والأخير هو إشباع رغباتهم الشخصية فاستباحوا الأرض والعرض، وفتكوا بكل فكر وعلم من شأنه أن يقف في وجه الطامعين ، فعملوا على مبدأ فرق تسد ليتفردوا بالعروش والكراسي ، فبدأؤوا بتفرقة أهل الدولة الواحدة ومن ثم التفرقة بين الدول والشعوب الأخرى، لا شك أن للاستعمار دور في ذلك لكن نحن من ساعد هذا الاستعمار على تحقيق أهدافه بتفرقتنا وشرذمتنا من خلال ضعفنا وطمعنا وتفضيل مصالحنا الخاصة على مصلحة الأمة والشعب.
في العصر الحديث سيما بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الإمبراطورية العثمانية وقدوم الإستمعار الحديث الفرنسي والإنكليزي والإسباني والإيطالي وبعد استقلال الدول العربية من هذا الاستعمار حكمت الأمة العربية شرذمة من الحكام المنافقين لم تعمل هذه الشرذمة على إعادة مجدنا الغابر بل زادت في غييها وزادت في بطشها وقمعها وفي تفتيت الأمة أكثر مما هي عليه فأقامت المتاريس المعنوية بين الدول وبين الشعوب العربية وعززت حكمها بفئة أمنية شرسة أصبحت فيما بعد أجهزة مخابرات قمعية تحتار في كيفية المحافظة على العروش والكراسي ، ومن ثم ابتعدت عن دينها وإسلامها وأصبح معبودها هو الكرسي، وابتعدت عن شعوبها وتركت هذه الشعوب عرضة لخطط مدروسة وممنهجة من قبل قوى البغي والشر المحدقة بالأمة ، حيث عملت هذه القوى على تغيير ثقافتنا العربية خلال الخمسين سنة الماضية بدءاً من تغيير ثقافة اللباس إلى تغيير ثقافة الطعام إلى قلب المعايير والمبادئ العربية دخولاً إلى طريقة تفكيرنا والعبث بها إلى أصبحنا شبه أمة ثقافتنا هي ثقافة غربية نعتقدها خاصة بنا ، وأفكارنا أفكار غربية لا تمت إلى أمتنا العربية والإسلامية بصلة.
أخي العزيز: كي نعود كما كنا أمة عربية قوية ومتوحدة، ما علينا إلا فقط، العودة إلى إسلامنا والتمثل بقادة الإسلام الأوائل ، فإن لم نعد إلى عدالة عمر بن الخطاب وشجاعة خالد بن الوليد وبلاغة علي بن أبي طالب لن يكون لنا شأن بين الأمم.
لك التحية
نتابع