[quote=ملدا شويكاني;101835]تحية واحترام
وهل بإمكان الكاتب أن يبرع في عدة فنون ادبية ام سمة الاختصاص افضل له؟

الإعلامية القديرة الأستاذة ملدا شويكاني المحترمة
السلام عليكم
للحديث عن موضوع التخصص هنا أرى من وجهة نظري أن نميز أولاً بين الكاتب والأديب، فالتخصص يخص الأول وليس من الضروري أن يخص الثاني.
ليس من الضروري أن يكون الكاتب أديباً لكن من الضروري أن يكون الأديب كاتباً العلاقة ليست متعدية رياضياً .
ومن هنا يمكننا القول على سبيل المثال أن الجريدة الفلانية تضم ألف كاتب فنقول كتاب الجريدة وكاتباتها ، لكن من بين هؤلاء الكتاب قد نجد مثلاً أديباً واحداً أو عشرة أدباء .
التخصص بالنسبة للكاتب أراه ضرورياً، لكن مشكلتنا في العالم العربي أن الكاتب يتبع ليس فقط هواه وإنما مورد رزقه، فأنى يجد المال يكتب، فنجد كاتب الاقتصاد يكتب غد في الرياضة والكاتب الاجتماعي يكتب في السياسة والبورصة، هنا خلط حقيقي وعبث بالفعل ولا بد هنا في هذه الحالة من التخصص حتى لو اقتضى الأمر التحكم بالكاتب بطريقة أو بأخرى، ومن يفرض التخصص هنا هي الوسيلة الإعلامية والجهة المستقبلة للكاتب وهنا أرى من واجبها أن تفرض نوعاً من التخصص على كتابها.
لكن الأمر بالنسبة للأديب مختلف في كثير من الجوانب ، والأديب مرحلة متقدمة عن الكاتب تجاوزها بدرجات عديدة،فقد يكون الأديب كاتباً روائياً أو قاصاً أو شاعراً وربما يبدع بنفس الدرجة مع كل هذه الأجناس الأدبية.
وكثيراً ما نسمع أو نقرأ مثل العبارات التالية ، القاص والشاعر، الكاتب والروائي، الصحفي والقاص، أو الكاتب والشاعر.
وغير ذلك.
وقد مر في تاريخنا الأدبي الكثير من الأدباء الفطاحل والذين تبوؤا مكانة أدبية مرموقة وكانت صفة الأديب الشامل تلازمهم ومن هؤلاء الأدباء الأديب الكبير طه حسين والأديب عباس محمود العقاد والدكتور زكي مبارك وغيرهم الكثير ممن كان لهم الفضل في النصف الأول من القرن العشرين ببلورة مفهوم الأديب والكاتب والصحافة وغيرها.
وهنا أقول من الممكن أن يكون الأديب شاملاً ومن المفضل أن يكون الكاتب مختصاً.
لك كل التحيات والأمنيات الطيبة