الخوف من قول ما بالداخل ، والالتفاف حول الفكرة خشية مواجهة عواقبها ، والالتصاق بالبيئة الدمشقية التقليدية الخجولة التي تربت على العادات والتقاليد الموروثة التي تجعل العرف والتراث فوق الجميع ، والتربية المحافظة المختبئة وراء ستائر الموروث الذي تصل حالته للتقديس المفرط ، بحق أو بدون حق ، أرى فيه انكسار المرأة الشامية في المجتمع الذكوري المتزمت والمتعصب لذكوريته ، والمرأة التي ترى قدرها في الالتزام بالقيود والحدود الاجتماعية التي لا تتغير مع تغير التاريخ وكأن عقارب التاريخ نسيتها خارج ميناء الساعة !!
هناك أشياء محذوفة كثيرة ، وأفكار مرتعشة خوفا ، لا تكاد يسمع همسها في داخل الضمير ، خوفا من النتائج المرعبة التي سوف تنتج من تحطم القيود الاجتماعية وتناثر زجاجها المحطم الذي يمتاز بهشاشة شديدة لا تسمح للمرأة أن تقول : لا ، ولو لمرة واحدة !
وصفها للمرأة لا يكاد يتغير ، فهي حزينة متقوقعة ، منكمشة على ذاتها ، تكلم نفسها بأفكارها التي تخاف أن تسمعها جدران الغرفة فتنقلها لشريك فراشها فتكون الكارثة ، تستقصي كل بأجنحتها المتكسرة كل أحلام البنات ، وآمال العذارى ، ولكنها تختبئ بسرعة خلف قناع الزيف الذي يرضي الآخرين وإن كان يكبتها ويحبسها خلف أسوار خوفها المبرر .
السلام عليكم
حقيقة جهد كبير ونقد قوي تفصيلي من يد خبير وبعد:
رأي خاص اسمح لي بطرحه:
الدين سياج لحماية نفسنا البشرية من الانزياح للانحدار ...
ربما تبالغ المراة بإحاطة نفسها بسياجات كثيرة ولكنها خصلة التوق للأمان المشروعة.
والمراة سجل وهوية وماتكتبه يؤرخ في صحائفها دنيا وآخرة, والبوح له حدود والصراحة لها سياج وألوان يمكن ان تخرج بطريقة مقنعة وبشكل مناسب لبيئتنا الشرقية الملتزمة وعندما تخرج عن نطاق الدين تتجرد من رسالتها وتبقى تحفر في جدار من خواء أحرف من كائن حي ربما يسمى إنسانا له مشاعر فقط قد تتقاطع معنا وربما لا.
أرجو من كل أدبائنا ان يراعوا تلك الزاوية التي نحترم.ولاتصدقوا ان شهرة المراة في حرية البوح ستترك أثرا أيجابيا بقدر ماسيكون صيحة جديدة للفت الانطار لجديد !
أشكر من جديد أديبنا وناقدنا وشاعرنا الكبير
أسعدتني تلك الدراسة.
وتحية خاصة لك وللكاتبة الكريمة.
أسامة.