الأستاذة الإعلامية الكبيرة ملدا شويكاني المحترمة
أهلاً ومرحباً بك إعلامية قديرة وصاحبة موقف ملتزم، ومرة أخرى البقاء لله وحده ، وألهمكم الله الصبر والسلوان.
أما عن سؤالك الأول سيدتي:
كيف يمكنك تقييم الصحافة العربية حاليا؟
سيدتي الفاضلة: لاشك أنك تلاحظين من خلال عملك وأنت إعلامية كبيرة وقديرة ومعروفة، الواقع الحالي للصحافة العربية، به ما يسر وأكثره ما يؤلم.
لا أجد مبرراً هنا لأبدأ حديثي عن بدايات الصحافة العربية وتاريخها باعتبارها مترفرة بكثرة في كتب ومراجع وفي كل مكان.
لكن يمكنني القول أن الصحافة العربية كانت بدايتها جريئة وكانت تلبي طموح البعض على قلة المتعلمين آنذاك، وكانت تقسم إلى قسمين :قسم تابع لأفراد وآخر للسلطة.
وعبر تاريخ الصحافة حتى ستينات القرن الماضي كان هناك صحافة حرة ، والحرية هنا تعنى البرء من القهر والقمع .
وكانت الصحف الخاصة والصحافي بشكل خاص له هيمنة وله قضية ومشروع يعمل له.
لكن خلال العقود الأخيرة وسيما الثلاثون سنة الماضية تخلت الصحافة عن مشاريعها بشكل كبير.
وتراجعت عن الامتياز الذي مُنِح لها باعتبارها السلطة الرابعة، وظل هذا الامتياز حبراً على ورق، لأسباب عديدة ومتنوعة منها استيلاء السلطات المحلية في العالم العربي على الصحافة واتباع أسلوب القمع من سجن وغيره بحق أصحاب الصحف والصحافيين العاملين وأصحاب العقول ومروجي الآراء الحرة.
كل هذا كان له الدور الكبير في تدني قيمة الصحافة العربية، وتراجع دورها الإيجابي المفترض أن يكون خادماً للمواطن أولاً ، يعمل على تلبية طموحه من خلال تناول قضاياه اليومية والحياتية والمعاشية وغيرها بالشكل السليم وبعيداً عن الكذب.
هذا التراجع لدور الصحافة العربية خلال تلك السنوات دفعها دفعاً لتصبح على ما هي عليه اليوم.
صحافة اليوم وفي مختلف دول العالم العربي مع استثناءات تكاد تكون قليلة، لا ينطبق عليها (كلمة صحافة) بالمعنى الحرفي والمفترض أن يكون للصحافة.
جميعنا نعلم ، أن الإعلام العربي اليوم إعلام سلطة، حتى وإن كان إعلاماً خاصاً، فالإعلام الخاص اليوم ومع كل آسف يسعى جاهداً لمحاباة السلطة كي تسمح له بالبقاء والعمل، هذا الإنطواء تحت راية السطة للإعلام الخاص جعله صورة مطابقة لإعلام السلطة ، الهادف على ترويج آرائها وأفكارها ومشاريعها وتحسين صورتها امام العالم معتمدة بذلك على المراوغة والكذب في أحيان كثيرة.
إضافة إلى ذلك اعتماد الإعلام الخاص على التوجه التجاري، جعله إعلاناً وليس إعلاماً، الهدف منه الكسب المادي والترويج لأصحاب الفعاليات التجارية وبروظتها من خلال تحسين صورتها إعلامياً والتروج لمنتجاتها وقبض السعر المناسب لذلك.
هذا التوجه التجاري بالإعلام أبعده عن وظيفته الأساسية ، التي محورها المواطن وقضاياه وأيضاً قضايا الأمة المصيرية، بما في ذلك التحريض على الكفاح المسلح والمقاومة بمختلف أشكالها الثقافية وغير ذلك.
عذراً للمقاطعة
يتبع