عند بداية نشوب الحرب العالمية الأولى تقدم الدكتورحاييم وايزمان ( زعيم الحركه الصهيونية بعد هيرتزل ) إلى بريطانيا باقتراح إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين مقابل مساعدة اليهود لبريطانيا في الحرب العالمية
قبلت بريطانيا العرض ووافقت على مساعدة اليهود للأسباب التالية :
1- تفتيت وحدة العالم الإسلامي
2- التخلص من اليهود وويلاتهم
3- تقديم اليهود مساعدة لبريطانيا في صنع مادة الأسيتون الشديدة الإنفجار والتي اكتشفها الدكتور حاييم وايزمان
4- تعهد اليهود أن يقوموا بدور المخرب في دول المحور( ألمانيا والسلطنة العثمانية ) فسحبوا أموالهم منها
وفي السنه الثانيه من الحرب دخل اليهود بكل ثقلهم مع بريطانيا التي كانت على وشك الهزيمه مع دول الحلفاء فبدأ اليهود في أمريكا وروسيا بالضغط على الدولتين بدخول الحرب العالمية إلى جانب بريطانيا
ثم عهدت الحكومه البريطانية إلى وزير خارجيتها آرثر جيمس بلفور ان يضع صيغة الوعد الذي تتعهد فيه بريطانيا بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين على أساس أن فلسطين أرض بلا شعب، وأن اليهود شعب بلا أرض وذلك في عام 1917م ونصه : ( إن حكومة جلالة الملكة تنظر بعين العطف لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وستبذل جهدها لتسهيل وتحقيق هذه الغاية على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين )
الانتداب البريطاني
انتهت الحرب العالمية الأولى ودخلت فلسطين تحت رعاية بريطانيا بعد اتفاقية سايس بيكو بين فرنسا وبريطانيا , أمرت بريطانيا قائدها الجنرال "اللنبي" بالتوجه إلى فلسطين قادماً إليها من مصر فاحتل الجيش البريطاني فلسطين ودخل الجنرال "اللنبي" إلى القدس عام 1918م، وأعلن أمام القيادات الشعبية المقدسية قوله : "اليوم انتهت الحروب الصليبية".
وبدأ بعدها تنفيذ الوعد البريطاني لليهود وقد كان اليهود يشكلون 2% من مجموع السكان وتم فتح باب الهجرة اليهودية الى فلسطين من كل أنحاء العالم فأنشئت الوكالة اليهودية لشراء الأراضي والمزارع والممتلكات وقامت بريطانيا بتعيين هيربرت صامويل مندوباً سامياً في فلسطين وهو من أصل يهودي فشجع الهجرة وامتلاك الأراضي وصار المواطن الفلسطيني محتل مسلوب الأرض فبدأ بالمقاومة والجهاد والدفاع عن أرضه وكانت بريطانيا في هذه الأثناء تعد العرب بأنها ستقوم على حمايتهم بينما كان نفوذ اليهود يزداد
لنستعرض بعض الأحداث في هذه الفترة
1918 تشكيل الحزب العربي الموالي لبريطانيا ونظيره الموالي لفرنسا، في الوقت الذي تشكلت فيه الجمعية الفدائية لاغتيال الأعداء.
27 كانون الثاتي 1919 انعقاد المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول والمطالبة بإلغاء وعد بالفور واستقلال فلسطين واعتبار فلسطين جزءاً من سوريا.
27 شباط 1920مظاهرة فلسطينية احتجاجاً على سلخ فلسطين عن سوريا وضد وعد بالفور شارك فيها 40 ألفا.
24 آذار 1920 مؤتمر سان ريمون الذي وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني الذي بدأ رسميا في يوليو 1922.
4 نيسان 1920 اندلاع مصادمات طائفية في مظهرها، طبقية في جوهرها، بسبب ممارسات المؤسسات اليهودية وتحيز الانتداب لليهود وتمييزهم.
20 تشرين الأول 1920هيربرت صمويل أول مندوب سامي في فلسطين يعلن السماح ببيع الأراضي لليهود.
20 حزيران 1922 الكونجرس الأمريكي يصدر قرارا بالإجماع بالموافقة على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
10 آب 1922 إعلان دستور فلسطين من قبل سلطة الانتداب البريطانية الذي قضي بإنشاء مجلس تشريعي، من 22 عضوا، منهم 6 من الإنجليز، و4 من اليهود، وانتخاب 8 مسلمين ومسيحيين ويهود ، ويرأسه المندوب السامي، وقد قاطع العرب انتخاب المجلس.
11 أيلول 1922إعلان الانتداب البريطاني على فلسطين، وهو ما أدى إلى فقدان قيادة الحركة الوطنية لاتجاهها وسقوطها في فترة ركود، وكذلك ظهور أحزاب مشبوهة، مثل "الوطني" و"الزراع"، تقف وراءها الوكالة اليهودية.
23 آب 1929 اندلاع هبة البراق بعد تجمهر اليهود وادعائهم ملكية حائط البراق ، وقد دامت أسبوعين في القدس وصفد والخليل وأسفرت عن عدد كبير من القتلى ( 133 يهودي و 116عربي ) وقد بدأت بذلك مرحلة قادت فيها البرجوازية ( الفتية وقتها ) الكفاح الوطني مستقوية بالعمال والفلاحين.
20 تشرين الأول1930 بريطانيا تصدر الكتاب الأبيض الذي من المفترض أنه يقيد أعداد المهاجرين الصهاينة المتجهين لفلسطين ونسب بيع الأرضي لهم.
16 آذار 1933 انعقاد مؤتمر الشباب في يافا الذي حضره نحو ألف شخص من مختلف مدن فلسطين وقراها، وتبني المؤتمر برنامجاً للنضال ضد حكومة الانتداب.
27 تشرين الأول 1933 انطلاقاً من مؤتمر الشباب تم وضع برنامج للمظاهرات والإضراب العام والامتناع عن دفع الضرائب، وقد قوبلت المظاهرات بقمع دموي.
19 تشرين الثاني 1935 شرطة الانتداب تغتال عز الدين القسام زعيم النضال المسلح واستمرار تنظيمه بعده.
الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936
تصاعدت الأحداث في فلسطين منذ مقتل عز الدين القسام، وكان فرحان السعدي قد استمر بعده بتنظيم الهجمات المسلحة على القوافل البريطانية واليهودية في فلسطين حتى قبضت عليه القوات البريطانية، وفي 15 نيسان 1936 اشتبك الفلسطينيون مع جماعة من اليهود الصهاينة في طريق نابلس - طولكرم، فقتل ثلاثة من الفلسطينيين، وفي الليلة التالية قتل فلسطينيين قرب مستعمرة بتاح تكفا، وفي اليوم التالي جرت اشتباكات بين العرب واليهود في يافا وتل الربيع قتل فيها ثلاثة من اليهود فأعلن في 18 نيسان 1936 بدأ الثورة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني منطلقة من مدينة يافا حيث انتشرت بعدها إلى كل أجزاء فلسطين.، ففرض نظام منع التجول في يافا وتل الربيع، وأعلن قانون الطواريء.
الاضراب العام وإعلان الثورة
في 20 نيسان 1936 تألفت لجنة قومية في مدينة نابلس دعت البلاد إلى الإضراب العام المستمر حتى تبدل السلطات سياساتها، واستجابت البلاد للدعوة وشمل الإضراب مختلف نواحي الحياة، وفي 25 أ نيسان أجمعت الأحزاب على تشكيل لجنة عربية عليا بقيادة الحاج أمين الحسيني وعضوية ممثلين عنها، ودعت هذه اللجنة إلى الاستمرار في الإضراب حتى تبدل الحكومة سياستها تبديلاً تاماً وتوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومنع انتقال الأراضي إلى اليهود وإنشاء حكومة وطنية نيابية، وعمت التظاهرات المدن الفلسطينية ووقعت اشتباكات.
في 8 أيار عقد مؤتمر اللجان القومية بدعوة من اللجنة العليا، تقرر فيه الاستمرار في الإضراب وإعلان العصيان المدني بالامتناع عن دفع الضرائب اعتبارا من 15 أيار.
7 تموز 1936 لجنة بيل البريطانية توصي بتقسيم فلسطين، ورفض الشعب الفلسطيني وتجدد الثورة حتى عام 1939. وقد خلفت الثورة 5000 شهيد، و15 ألف مصاب، و9 آلاف معتقل، وهدم 5000 منزل، مقابل مقتل 400 صهيوني.
11 تشرين الأول 1936 اللجنة العربية العليا المكونة من الأحزاب العربية الستة التي ركبت الثورة بعد اندلاعها تدعو لوقف الإضراب استجابة لنداء الملوك والأمراء العرب.
27 آذار 1939 مقتل عبد الرحيم الحاج محمد القائد العسكري للثورة.
17 أيار 1939 مع هبوب ريح الحرب، بريطانيا تصدر الكتاب الأبيض الذي تتعهد فيه بمنح فلسطين الاستقلال بعد عشر سنوات وبتقييد الهجرة اليهودية، وقد رفضه العرب والصهاينة.
أيار 1942 مؤتمر بالتيمور الصهيوني يقرر نقل ثقل الحركة إلى الولايات المتحدة.
أيلول 1943 انسلاخ الأعضاء العرب من "الحزب الشيوعي الفلسطيني" الذي اقتصر على اليهود وتكوين "عصبة التحرر الوطني".
7 أيلول 1944 بريطانيا توافق على تشكيل "الفيلق اليهودي" داخل الجيش البريطاني.
20 نيسان 1946 اللجنة الإنكليزية - الأمريكية توصي بإدخال 100 ألف صهيوني وتسهيل انتقال الأراضي لهم.
قيام دولة إسرائيل
عند انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1946، تصاعدت حدّة هجمات الجماعات الصهيونية على القوات البريطانية في فلسطين، مما حدا ببريطانيا بعد فشل مؤتمر لندن إلى إحالة المشكلة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة في 14شباط 1947 . وفي 28 نيسان 1947 بدأت جلسة الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة بخصوص قضية فلسطين، واختتمت أعمال الجلسات في 15 أيار بقرار تأليف لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين ( unscop )، وهي لجنة مؤلفة من 11 عضواً , نشرت هذه اللجنة تقريرها في 8 أيلول الذي أيد معظم أفرادها حل التقسيم، بينما أوصى الاعضاء الباقون بحل فيدرالي، فرفضت الهيئة العربية العليا اقتراح التقسيم أما الوكالة اليهودية فاعلنت قبولها بالتقسيم، ووافق كل من الولايات الأمريكية المتحدة والاتحاد السوفييتي على التقسيم على التوالي
26 أيلول 1947 بريطانيا تعلن عزمها إنهاء انتدابها على فلسطين. في غضون ستة أشهر إذا لم يتم التوصل إلى حل يقبله العرب والصهاينة
29 تشرين الثاني 1947 صدر قرار الأمم المتحدة رقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولة عربية، 46%، وأخرى يهودية، 54%، من مساحة فلسطين، وهو القرار الذي وافق عليه 33 صوتاً مقابل رفض 13 وامتناع 10 عن التصويت.
16 كانون الأول 1947 مجلس جامعة الدول العربية يرفض قرار تقسيم فلسطين بوصفه غير قانوني.
25 كانون الأول 1947 تأسيس قوات الجهاد المقدس في فلسطين بقيادة عبد القادر الحسيني.
1 كانون الثاني 1948 الإعلان عن تشكيل جيش الإنقاذ الوطني بقيادة فوزي القاوقجي لمساعدة الفلسطينيين في نكبتهم.
وفي الفترة التي تلت ذلك، تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية من جميع الاطراف، وكانت لدى الصهاينة خطط مدروسة قاموا بتطبيقها وكانوا يسيطرون على كل منطقة تنسحب منها القوات البريطانية، في حين كان العرب في حالة تأزم عسكري بسبب التأخر في القيام بإجراءات فعّآلة لبناء قوة عربية نظامية تدافع عن فلسطين، ونجحت القوات الصهيونية باحتلال مساحات تفوق ما حصلت عليه في قرار التقسيم، وخرجت أعداد كبيرة من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم بسبب المعارك أو بسبب الخوف من المذابح التي سمعوا بها.
وفي 13 أيار 1948 وجه حاييم وايزمان رسالة إلى الرئيس الأمريكي ترومان يطلب فيها منه الإيفاء بوعده بالاعتراف بدولة يهودية، وأعلن عن قيام دولة إسرائيل في تل ابيب بتاريخ 14أيار 1948 الساعة الرابعة بعد الظهر، وغادر المندوب السامي البريطاني مقره الرسمي في القدس متوجها إلى بريطانيا، وفي أول دقائق من 15 أيار 1948 انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وأصبح الإعلان عن قيام دولة إسرائيل نافذ المفعول، واعترفت الولايات الأمريكية المتحدة بدولة إسرائيل بعد ذلك بعشرة دقائق، ولكن القتال استمر وفي نفس يوم الإعلان عن دولة إسرائيل في 15 أيار 1948 دخلت وحدات من خمس جيوش عربية بخمسة قيادات هي جيوش لبنان وسوريا والعراق والاردن ومصر، لكن عددها مجتمعة يوازي ثلث القوات الصهيونية، ناهيك عن فارق المستوى والتسليح.ولكن هذه الآن أصبحت حرباً بين دولة إسرائيل والدول العربية المجاورة.
11 حزيران 1948 إعلان الهدنة الأولى بعد أن كانت المعركة لمصلحة العرب إجمالاً. لكن لم يتحقق النصر الكامل لعدة أسباب، منها التقيد بتعليمات بريطانيا بعدم تخطي حدود التقسيم.
9 تموز 1948 انتهاء الهدنة التي لم يستغلها العرب بينما أصبح العدو الصهيوني يملك قوة بحرية وجوية صغيرة لكن فعالة.
18 تموز 1948 بعد تسعة أيام من القتال سقطت فيها المزيد من الأراضي في يد الصهاينة، فرض مجلس الأمن الهدنة الثانية وعيّن الكونت برنادوت مبعوث الأمم المتحدة مسئولا عن تنفيذ قرار الهدنة
17 أيلول 1948 اغتيال الكونت برنادوت على أيدي الصهاينة بسبب مشروع تقدم به لتقسيم فلسطين وعودة اللاجئين، وتجاهل الصهاينة للهدنة.
مع نهاية الحرب كانت إسرائيل قد أصبحت واقعاً، وسيطرت على مساحات تفوق ما نص عليه قرار تقسيم فلسطين، وإحتلت من فلسطين (حسب تقسيم الانتداب البريطاني) كامل السهل الساحلي باستثناء قطاع غزة الذي سيطر عليه المصريون ،كما قامت على كامل النقب والجليل وشمال فلسطين، وأصبحت مناطق القدس الشرقية والضفة الغربية جزءاً من المملكة الأردنية الهاشمية. وبدأ تاريخ جبهة أعرض من الصراع مع الدول العربية .
لماذا أصر اليهود على الاستيطان في فلسطين دون سواها
بعد أن عبر هيرتزل للغرب عن فهمه وفهم اليهود لمشكلة اليهود في أوروبا كمشكلة قومية؛ قدم لهم الحل الأمثل لتلك المشكلة، بقوله: ( امنحونا السلطة فوق قطعة من الأرض ) ولم يقف عند ذلك ولكنه حدد شروط ومواصفات قطعة الأرض التي يريدها اليهود لحل مشكلتهم القومية، بقوله: ( تكفي حاجتنا القومية المشروعة ونحن سنعمل ما تبقى ). وهل هناك قطعة أرض تكفي حاجتهم القومية سوى فلسطين ؟ بالتأكيد لا .
لذلك رفض هرتزل والحركة الصهيونية كل قطع الأراضي التي عُرضت عليهم ليقيموا عليها دولة لهم، ويحلوا مشكلتهم القومية، وذلك لأنها جميعها لا تكفي حاجاتهم القومية.
ولو كان اليهود يريدون أي قطعة أرض ليقيموا عليها دولتهم ويجمعوا فيها شتات اليهود المنفيين ويخلصونهم من الاضطهاد الذي يلحق بهم، لقبلوا بواحد من عشرات المشاريع التي عُرضت عليهم قبل وبعد تشكيل الحركة الصهيونية الحديثة لإقامة دولة لهم، مثل: الأرجنتين وكينيا وروديسيا وقبرص وسيناء والعراق وآسيا الصغرى وطرابلس الغرب وفي الأمريكيتين وفي روسيا وغيرها، إلا أنهم رفضوا وأصروا على فلسطين.
إليكم كلام هيرتزل عن فلسطين : ( كان هذا حلم اليهود طيلة ليالي تاريخهم الطويل، كان شعارنا عبر العصور الطويلة هو العام القادم في القدس ومهمتي الآن هي إظهار هذا الحلم إلى حيز الوجود كفكرة واضحة براقة)… (فلسطين هي وطننا التاريخي الذي لا يمكننا نسيانه ومجرد اسمها هو صرخة جامعة عظيمة).
عابرون في كلام عابر - محمود درويش
أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسمائكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا ، و انصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
أنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص .. و انصرفوا
وعلينا ، نحن ، أن نحرس ورد الشهداء
وعلينا ، نحن ، أن نحيا كما نحن نشاء
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
فلنا في أرضنا ما نعمل
و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى أجسادنا
و لنا ما ليس يرضيكم هنا
حجر.. أو خجل
فخذوا الماضي ، إذا شئتم إلى سوق التحف
وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد ، إن شئتم
على صحن خزف
لنا ما ليس يرضيكم ، لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
أو إلى توقيت موسيقى مسدس
فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم : وطناً ينزف و شعباً ينزف
وطنا يصلح للنسيان أو للذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا
ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا
فلنا في أرضنا مانعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضر ، والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا...و الآخرة
فاخرجوا من أرضنا
من برّنا ..من بحرنا
من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا
من كل شيء، واخرجوا
من مفردات الذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة .. !
__________________
- موضوع من تحريري قمت بجمع محتوياته من عدة مراجع ونشرته سابقاً في أحد المنتديات -