الشخصية هي شخصية السلطان عبد الحميد الثاني الذي حكم الخلافة العثمانية مدة 35 سنة من سنة 1874م لسنة 1909م ، و سنرى فيما بعد محاولاته للوقوف في وجه المشروع الصهيوني في أرض فلسطين ومحاربة الأهداف التوسعية لليهود داخل فلسطين ومحاربة الأفكار الإنكليزية والبروتستانتية لزرع اليهود داخل فلسطين، مما سبّب له مشاكل كثيرة كلفته في النهاية منصبه كحاكم
موقف الدولة العثمانية من استيطان اليهود في فلسطين :
لقد دخلت القدس في حماية الدولة العثمانية في أواخر عام 1516م في عهد السلطان سليم الأول ، وهو السلطان التاسع من سلاطين آل عثمان.
وفي عام 1520م تولى الحكم ابنه السلطان سليمان القانوني، وفي عهده تم إعمار المرافق العامة في القدس وجُدِّدَ آخرُ سورٍ حول القدس الشريف ( أسوار البلدة القديمة والتي ما زالت قائمة حتى يومنا هذا ) وتم إصلاحها وترميمها طيلة خمس سنوات (1536م – 1541م)
حاول اليهود منذ القدم الهجرة إلى بيت المقدس , ولكنهم كثيراً ماكانوا يصطدمون بموقف السلطات التي كانت حائلا دون أطماعهم . ويرجع السبب في ذلك إلى وثيقة ( العهدة العمرية ) التي يرجع تاريخها إلى سنة 15 هجرية , عندما فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدينة القدس , كتب وثيقة لأهلها نصت صراحة « أن لا يسكن فيها معهم أحد من اليهود .. ». وقد ظلت هذه الوثيقة متبعة ومحترمة منذ عهد الخلفاء الراشدين وحتى عهد القوة في الدولة العثمانية ، وبالرغم من تعاطف العثمانيين مع اليهود الناجين من المذابح الإسبانية فإنهم فتحوا لهم البلاد كلها على الرحب والسعة ما عدا الأرض المقدسة، في مكة والمدينة المنورة والقدس الشريف، وبالفعل وصلت أفواج من اليهود المهاجرين وأقاموا بين المسلمين وتمتعوا بالمواطنة العثمانية شأنهم شأن أي عثماني في البلاد ، إلا أنَّ ذلك لم يرق لهم فتجددت أحلامهم وأطماعهم نحو القدس الشريف وفلسطين وظهرت أول دعوة لإقامة دولة يهودية في فلسطين عام 1665م على يد يهودي تركي اسمه "سبتاي تيزفي " كما رأينا سابقاً
ثم دعوة نابليون بونابرت ليهود العالم للانضمام إلى جيشه في حملته على مصر وفلسطين ووعدهم بالهجرة إلى فلسطين ليقيموا حكما لهم على أرضها
وفي عام 1832م وقعت فلسطين تحت قبضة محمد علي باشا والي مصر وبضغط من الدول الكبرى وصل نفوذ اليهود إلى هذا الحاكم الجديد فقد تمكنت عشر عائلات يهودية في عهده بوسائلهم المعروفة من دفع ( الرشى ) واتصالهم بالدول الغربية للضغط على محمد علي للسماح لهم بالإقامة بالقدس . وفي وقتها تعاظم نفوذ الجمعيات والمؤتمرات اليهودية التي كانت تدعو إلى إقامة اليهود في فلسطين ، وظل اليهود يتمتعون بالنفوذ في عهده فقد شعر المقدسيون بالظلم والغبن فقاموا عام 1834 بثورة عارمة على حكم إبراهيم باشا فقام بقمع الأهالي وزجهم في السجون بمساعدة اليهود .
إلا أنَّ الأمر لم يصفُ لليهود ، فبعد أن خرجت قوات محمد علي باشا من فلسطين غابت الحماية عنهم فشعروا بالخوف فسارعوا لحليف جديد وكان في ذلك الوقت بريطانيا العظمى ، التي سارعت وقدمت طلبا للباب العالي لإنشاء قنصلية لها في القدس، وبعد جهود كبيرة بين رد ورفض وتوسط تم افتتاح القنصلية وكان أول أعمالها تقديم الحماية لليهود , ولكنهم اصطدموا بموقف السلطة العثمانية بعد أن آل إليها حكم بلاد الشام . وكان موقفها حازمأ وحاسمأ، وقد قامت قائمة اليهود في شتى أنحاء العالم للعمل ضد الدولة العثمانية .
حاول اليهود التسلل إلى بلاد الشام ( خاصة فلسطين ) والطور ( سيناء ) عن طريق الهجرة وشراء الأراضي، ولكن سلاطين آل عثمان كانوا يدركون خطورة هذه الحركة، فأصدروا أوامر مشددة إلى رجال الإدارة ببلاد الشام تحرم على اليهود سكنى أرض فلسطين أو سيناء، فعلى سبيل المثال:
- أصدر السلطان سليم الأول في عام 1519م فرماناً يمنع اليهود من الهجرة إلى سيناء، وواضح من هذا الفرمان أن اليهود كانوا يريدون سيناء منطلقاً للعودة إلى أرض الميعاد حسب زعمهم
- سار السلطان سليمان القانوني على نفس الطريق الذي كان عليه والده، فأصدر فرماناً أكد فيها ما جاء في الفرمان الذي أصدره والده السلطان سليم، مما يدل على أن الخطر اليهودي كان لا يزال ماثلاً على سيناء وأرض فلسطين.
ولكن الروسية الأصل روكسلانة/خورام بالتركية زوجة السلطان سليمان القانوني "وهي من أصل يهودي" قد استعطفت زوجها { السلطان سليمان الملقب بـ "الغازي" الذي هدد قلب أوروبا ووصل في فتوحاته إلى أبواب فيينا } وأقنعته بالسماح والقبول بإيواء يهود إسبانيا الذين شردتهم محاكم التفتيش الإسبانية اعتباراً من العام 1492م وطال القرن الذي تلاه ، فسمح لهم السلطان سليمان القانوني بذلك , ونزل هؤلاء في سالونيك والأناضول وجزر المتوسط ومواني الشام ومصر والجزيرة العربية , ومنهم كانت فيما بعد القاعدة الأساسية التي تشكلت منها "طائفة الدونمة" في تلك المناطق .
إن اليهود لم يتوقفوا عن بذل المحاولات المتكررة لتحقيق هدفهم، وقد نجحوا في الوصول على هيئة هجرات متقطعة إلى سيناء بداية إلى الطورعلى اعتبار أن الطور تقع على الساحل الشرقي لخليج السويس، ولها ميناء يصلح لرسو السفن، ويمكّن مدينة الطور من الاتصال بالعالم الخارجي عن طريق البحر.
ثم اكتشفت هذه الهجرات، فأصدر الوالي العثماني على مصر من قِبل السلطان العثماني مراد الثالث ثلاث فرمانات متتالية بإخراج اليهود من سيناء، ومنعهم في مستقبل الأيام منعاً باتاً من العودة إليها بما فيها مدينة الطور أو الإقامة أو السكن فيها، ونبهت الفرمانات بضرورة تنفيذ الأوامر تنفيذاً فورياً.
إن القوى الأوربية منذ العام 1800م وعلى رأسها أوروبا "المسيحية" وخصوصاً بريطانيا ـ ولم تكن خليفتها الولايات المتحدة قد برزت على الساحة الدولية بعد ـ كان يهمها من السلطنة العثمانية أكثر مايهمها , أمر وحيد هو جغرافيا السلطنة وهو أمر إستراتيجي فريد وغير موجود إلا عند العثمانيين في تلك الفترة ألا وهو أن السلطنة العثمانية كانت تشكل جغرافياً مايسمى [ دولة حاجزة ] بين روسيا من جهة وبين طريق الهند من جهة ثانية . حيث كانت روسيا بحكامها القياصرة الأرثوذوكس سيفاً مسلطاً على طريق الهند وهي المستعمرة والدجاجة التي تبيض ذهباً بالنسبة إلى بريطانيا في تلك الأيام , مثلها مثل النفط في هذه الأيام .
0ولذلك كانت بريطانيا ورغم كرهها الشديد " لرجل أوروبا المريض " وهو التعبير الشائع والمستعمل عندهم للكناية عن "العثمانيين" , كانت مضطرة ومرغمة على حقن ذلك الرجل المريض بالأدوية ومداواته بالمراهم بل وأحياناً دهنه بالطيب كل ذلك من أجل إبقائه حياً وواقفا على رجليه في وجه روسيا القيصرية .
أما فرنسا والدول اللاتينية الأخرى التي تدور في فلكها " خصوصاً إيطاليا " , والتي كان موقفها من الدولة العثمانية قد بدأ يسوء منذ أيام حملة إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا على بلاد الشام في العام 1832م وبلغت العلاقات الفرنسية العثمانية ذروة توترها مع فشل تلك الحملة 1841م.
أما ألمانيا فإن قيصرها وليام الثاني - معاصر السلطان عبد الحميد - كان يدعم العثمانيين نكاية بفرنسا ومنافسةً لبريطانيا ولذلك كافأه عبد الحميد بإعطائه ألمانيا امتيازات أكبر من باقي الدول الأوروبية وذلك بمنحها إمتياز تعهد سكة حديد بغداد .
- في عام 1840 : وجه اللورد بالمر ستون وكان وزير خارجية بريطانيا رسالة إلى سفيره في إستانبول يطالبه فيها ببحث مسألة توطين اليهود في فلسطين مع السلطان العثماني وهو يحرضه على إغراء العثمانيين بالأموال الكثيرة التي سيجلبها هؤلاء اليهود .
وبعد مرور عام أي في العام 1841 أرسل بالمر ستون رسالة أخرى إلى سفيره في الأستانة طالبه فيها بإقناع السلطان بإباحة هجرة اليهود وقال: " سيكون مفيداً جداً للسلطان إذا ما أغرى اليهود المبعثرين في أوروبا وأفريقيا بالذهاب والتوطن في فلسطين..." .
- في عام 1858م صدر قانون جديد للأراضي السلطانية العثمانية بغية القيام بإصلاحات للتخفيف من ثورة الأهالي من جهة ولإضفاء الشرعية على الدولة العثمانية كونها خليفة الدولة الاسلامية من جهة أخرى. وفي عام 1859م أصدرت الدولة أنظمة جديده بحق سندات الطابو وهي عباره عن تعليمات تسجيل الأراضي بأسماء أصحابها المالكين لها شخصيا والتخلي تدريجيا عن نظام الإقطاع الذي بدأ يتلاشى تدريجياً وقد بقي هذا النظام معمولا به في فلسطين حتى أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين وبقيت أراضي فلسطين تتبع هذا النظام وتابعة في الوقت نفسه لدائرة تسجيل الأراضي في دمشق حتى العام 1891م وبعد هذا التاريخ اصبحت تتبع دائرة تسجيل أراضي بيروت0
وبهذا الإجراء لم يكن من السهل على الفلاحين الفلسطينيين ملاحقة أمور التسجيل لبعد هاتين العاصمتين عن فلسطين إضافة الى جهل الفلاح بالقانون وإجراءاته المعقدة أو خوفاً منهم من دفع الضرائب المستحقة عليهم سواء عند تسجيل الأراضي بأسماءهم أو ما يترتب عليهم بعد ذلك من دفع الضرائب عليها
ومن مساويء هذا القانون - والذي كان له الخطر الأكبر على فلسطين لاحقاً - أنه نصّ على تأليف لجان محلية من المخاتير والمتنفذين لمسح الأراضي وتحديد ملكيتها وهؤلاء كانوا يرجحون مصالحهم الخاصة على مصالح العامة الفقراء مما دفع الأغنياء في المدن والقرى لتسجيل مساحات واسعة من الأراضي بأسمائهم ثم تأجيرها للفلاحين بشروط استغلالية فاحشة
أرهقت الضرائب كواهل الفلاحين الفقراء ولم يعودوا قادرين على السداد فأصدرت الدولة العثمانية عام 1869م قراراً بالسماح بتمليك الأراضي لغير الفلسطينيين. وباعت أراضيهم بأبخس الأثمان لأغنياء دمشق وبيروت فنشأت فئة من أسياد الأرض الكبار خارج فلسطين الذين استغلوا فقر الفلاح الفلسطيني ووجود دوائر التسجيل في عواصمهم وانهيار ركائز الدولة العثمانية فسجلوا مساحات شاسعة من الأراضي بأسمائهم وهم الذين بادروا إلى بيع أكثرية الأراضي بأسعار مرتفعه لليهود - والذين كانو يجهلون حتى مكان هذه الأراضي وحدودها - معتمدين فقط على سند تسجيل الملكية إبان تسجيل الأراضي في الطابو بعواصمهم .
فساعد هذا النظام الاستغلالي إلى انتقال أراضٍ واسعة وأحياناً قرى بكاملها إلى المستوطنين اليهود الذين كانو يفدون إلى فلسطين قبل قيام المنظمة الصهيونية العالمية فقد قامت هيئات ومؤسسات اجتماعية واقتصادية بالاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي في فلسطين فعلى سبيل المثال استولت جمعية الأليانس الإسرائيلية على حوالي3000 دونم من الأراضي قرب يافا وأقامت عليها مستوطنة ( مكفيه يسرائيل ) عام 1870م . وفي العام 1871م أقيمت مستوطنة ( بيتح تكفا ) وفي آب 1882م تم تأسيس أول مستعمرة يهودية خاصة أقامها 12 مهاجراً ومهاجرة صهاينة من رومانيا في يافا هي مستوطنة ( ريشون لتسيون) . وحتى نهاية العام 1889م أقيمت 32 مستوطنة زراعية يهودية على مساحة 300 ألف دونم
تعرض اليهود لاضطهاد مكثف من قبل سلطات الإمبراطورية الروسية بعد أن قامت الحكومة الروسية بإعدام أعداد كبيرة منهم بعد قيام منظمة عشاق صهيون باغتيال القيصر الروسي الكسندر الثاني عام 1881م وهو الذي أمر بتنحيتهم عن المناصب الكبرى التي سيطروا عليها في الدولة الروسية، وفي عهد بلغت محاولات اليهود ذروتها لاغتصاب فلسطين؛ فأراد اليهود الروس النزوح إلى فلسطين فجاء الرد من الحكومة العثمانية - وكان عبد الحميد الثاني قد صار سلطاناً - كالتالي:
( إن الحكومة العثمانية تبلغ جميع اليهود الراغبين في الهجرة إلى الدولة بأنه ممنوع عليهم الاستقرار في فلسطين، وأن الدولة تسمح لهم بالإقامة في أي إقليم آخر من أقاليم الدولة بشرط أن يكونوا رعايا عثمانيين، ويخضعوا لقوانين الدولة )
وتدخل السفير الأمريكي في الأستانة ( بعد أن أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية قراراً بتحديد هجرة يهود أوروبا إلى أمريكا الشمالية وحاولت بالمقابل دفع هؤلاء اليهود باتجاه الهجرة إلى السلطنة العثمانية وخاصة إلى فلسطين ) لدى وزير الخارجية العثماني في شأن منع هجرة اليهود إلى فلسطين
فجاء الرد بمنع الهجرة..
فتجمع اليهود الروس والرومان والبلغار بميناء أودسا واتجهوا إلى القنصلية العثمانية واجتمعوا بالقنصل العثماني على أن يرفع للسلطان عبدالحميد الثاني طلبهم أن يهاجروا الى فلسطين فأتاهم الرد سريعا وعلى باب القنصلية بالرفض. ثم توجهوا إلى استانبول وحاولوا إبداء الضعف وإثارة عاطفة السلطان فرفض مقابلتهم وأناب عنه وزيري الحربية والخارجية اللذان رفضا الطلب اليهودي. ثم لجؤوا إلى محاوله تحدي الدولة وقرروا الهجرة إلى فلسطين من استانبول فسافروا إلى الموانئ الشامية وعلم السلطان فأسرع بإرسال برقيات إلى متصرف القدس وإلى السلطات العثمانية في بيروت واللاذقية وحيفا بمنع أي يهودي من روسيا أو رومانيا أو بلغاريا من أن تطأ قدمه أرض فلسطين، وأبلغ رؤساء البعثات الدبلوماسية في الأستانة رسمياً بقرار مجلس الوزراء العثماني بمنع استيطان أو استقرار اليهود الروس في فلسطين.فلما وصلوا وجدوا الرفض بنزولهم من قبل السلطات فعادوا إلى بلدانهم .
وأصدر السلطان سنة 1884م قراراً بألا تزيد إقامة اليهود الراغبين في زيارة فلسطين على ثلاثين يوماً ، واحتجت الدول الأوروبية على قيد المدة بثلاثين يوماً فجُعلت ثلاثة أشهر.
وعمل السلطان عبدالحميد بعدة إجراءات وهي :
1- رفع المستوى الإداري لفلسطين من سناجق الى متصرفية ( فلسطين كانت مقسمة إلى سناجق ترجع الى متصرفية الشام )
2- المتصرفية كانت ترجع إلى متصرف لكن فلسطين أصبحت ترجع له مباشرة.
3- تعيين محمد شريف رؤوف باشا ليطارد اليهود في القرى والأرياف وإذا أتوا للحج يطردهم .
لكنه ضعف ( أي محمد شريف ) بعد 10 سنوات لكبر سنه فبدأ اليهود بالتزايد في فلسطين تحت ستار المشروعات التي تقوم بها أوروبا وبمساعدة بعض القناصل الأوروبية في فلسطين . وقبول بعض الموظفين الرشا، فقدم أعيان القدس التماساً إلى السلطان لاتخاذ إجراءات فعالة كفيلة بمنع نزوح اليهود إلى فلسطين، وشراء أراضيهم، فاستجاب لهم وجدد القيود على اليهود، وأصدر قانوناً يحرم بيع أراضي الحكومة إلى أي يهودي كان، ثم واصل اليهود محاولاتهم التسلل إلى فلسطين
ثم كانت محاولة أخرى قامت بها بريطانيا في عام 1887م لدى السلطان عبد الحميد بالذات , بذلت فيها كل جهودها وإغراءاتها المالية ووعودها العلنية والسرية بالوقوف إلى جانب الدولة العثمانية , و لكن عبد الحميد ثبت على رفضه القاطع .
رأى اليهود أن أسلوبهم عشوائي وغير منظم فنادوا إلى تنظيم الهجرة إلى فلسطين فعقد كبار الشخصيات اليهودية اجتماع في مدينه كاتويتنز الروسيه وأطلق على مقرارته مقررات مؤتمر كاتويتنز وترأس الاجتماع د. ليون نبسكر وخرجوا بثلاثة قرارت أساسية وهي :
1- وجوب تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
2- العمل في مجال الزراعة بعد الوصول الى فلسطين.
3- محاولة كسب عطف وتأييد الدول الأوربية لمشروع فلسطين.
وبعد الاجتماع بدأ كبار علمائهم ومفكريهم يحاولون استمالة الدول الأوربية عندما ذهبوا إليها.
أسباب مساعدة الدول الأوربية لليهود عدا ما استعرضناه من أسباب عقائدية :
1- التخلص من ويلات اليهود وشرورهم في أوروبا. حيث كانوا يعملون بالتجارة الربوية ويقومون بمداينة الحكومات والأفراد بالربا حتى يصبحون عاجزين عن السداد وكان مجال عملهم هذا يسمح لهم بكثرة التدخل في الشؤون السياسيه للدول التي كانوا يعيشون بها فتولد كره لليهود في المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها .
2- غرس دولة يهودية في العالم الإسلامي لإضعافه وتفتيته وضرب المسلمين باليهود.
3- إشغال المجاهدين المسلمين عن جهادهم بمحاربة اليهود في فلسطين كي يتسنى لهم احتلال العالم الإسلامي.
الدعم اليهودي
تلقت الحركة اليهودية لاستيطان فلسطين دعما من أثرياء اليهود حول العالم الذي لولاه لما استقر اليهود في فلسطين إضافة إلى الدعم الذي تلقته من الدول الأوربية.
الدعم المالي : وهناك نماذج من أنواع هذا الدعم
دعم الدول :
1- بريطانيا : دعمت الحكومة البريطانية اليهود بان أنشئت البنك الأنكلوفلسطيني في فلسطين.
2- فرنسا أنشأت بنك لفقراء اليهود في فلسطين.
دعم الأفراد :
الثري اليهودي روتشلد سخر أمواله لدعم الحركه الصهيونيه بعدة أعمال منها:
1-شراء المستعمرات الزراعية بأسعار غالية وبيعها بسعر رمزي لليهود بالتقسيط.
2-بعد أن رأى أن اليهود لا يعرفون الزراعة قام بإرسال خبراء زراعين على شكل دبلوماسيين لتعليم اليهود الزراعة.
3-إرسال المستشفيات المتنقلة لعلاج اليهود في فلسطين.
4-إرسال المعلمين إلى القرى اليهودية للتنقل فيها لتعليم اليهود بعد أن لحظ جهلهم.
5-شراء المنتجات الزراعية اليهودية في فلسطين وبيعها في أوروبا وإرسال أموالها إلى اليهود في فلسطين.
الدعم المعنوي :
لا يقل أهميه عن الدعم المادي فعامة اليهود مترددين في الهجره إلى فلسطين ولا يريدون المغامرة بذلك خاصة الأغنياء في روسيا وأمريكا أما الفقراء بعضهم هاجر والبعض الآخر لم يستطع لعدم امتلاكه لتكاليف الهجرة فقام مثقفي اليهود بالكتابة في الصحف وألفوا الكتب لإثارة الروح الدينية لليهود بأن يهاجروا إلى فلسطين فقالوا إن المسلمين والنصارى لهم دول خاصة بهم أما اليهود فلا بلد لهم وأنهم مضطهدين من قبل الحكومات مع العلم أنهم شعب الله المختار على حد زعمهم وأن من أقل حقوقهم إنشاء وطن لهم.
أمثلة على الكتب المؤلفة :
1- بيرتز سمو لنسكن وكتابه ( فلنبحث عن الطريق )
2- صامويل ايزاكس وله كتابين هما ( إسرائيل الصغرى ) و ( إسرائيل الكبرى )
3- د. ليون بنكسر وكتابه ( التحرر الذاتي )
وكتبهم عبارة عن مقالات أثرت بهم تأثير كبير جداً أكثر من التأثير المادي مما ساهم في سرعه توجه اليهود الى فلسطين.
- يتبع -