انتشار “التاكسي الوردي” لحماية النساء من التحرش

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
شبكة النبراس الإعلامية ــ غزة- ( وكالات) تجوب أساطيل من سيارات الأجرة “الوردية اللون” تقودها النساء، شوارع مدن الشرق الأوسط لتوفر بيئة آمنة وتنقلا مريحا للنساء اللائي يخشين ركوب سيارات الأجرة التي يقودها الرجال.

وتقول نهى محمد، وهي ربة منزل مصرية محجبة، إنها واجهت العديد من المشكلات مع سائقي سيارات الأجرة الرجال الذين كانوا يتصرفون بأسلوب غير لائق. وأضافت أنها عندما أبلغت زوجها، رفض السماح لها بركوب سيارات الأجرة إلا أنه لم يكن موجودا دائما في المنزل لتوصيلها إلى الأماكن التي ترغب في الذهاب إليها، ولذلك أضطرت للبقاء في المنزل، لكنها أكدت أنها تحمست بشدة عندما سمعت عن بدء عمل سيارات أجرة تقودها نساء.

وقد أطلقت إيران خدمة سيارات الأجرة للنساء فقط في أواخر عام 2006 وأضافت دولة الإمارات العربية المتحدة ولبنان وسوريا والكويت ومصر هذه الخدمة أيضا.

ويقول مؤيدو هذه الخدمة أنها تساعد المرأة على التنقل في المجتمعات المحافظة في الشرق الأوسط بأمان وتحد من مخاطر التحرش الجنسي. إلا أن المنتقدين لها يحذرون من أن هذه الخدمات قد تزيد من انعزال النساء وتقوض التقدم الذي تحقق بصعوبة على صعيد المساواة بين الجنسين.

وتشير نوال ياغي فخري، مالكة شركة “بنات تاكسي” إنها أطلقت خدمة سيارات أجرة للنساء فقط في بيروت في آذار (مارس) 2009، كبديل آمن وملائم لسيارات الأجرة العادية. وتخدم سيارات الشركة الوردية من طراز “بيجو” السيدات اللائي يتنقلن بمفردهن أو مع أسرهن.

وترى أن النساء أكثر حرصا في قيادة السيارات من الرجال كما أن عملاء الشركة من النساء قد يشعرن بمزيد من الراحة لأسباب أخرى.

وتشمل تلك الأسباب الأخرى الخوف من التحرش الجنسي والاغتصاب في ظل الإبلاغ عن عدد كبير من الحالات التي تتعلق بسيارات الأجرة والنقل العام . وقد نصحت الشرطة النساء بتجنب التنقل بمفردهن، خاصة خلال الليل.

كما خصصت بعض دول الشرق أقساما في الحافلات والقطارات للراكبات الإناث.

لكن مديرة المركز المصري لحقوق المرأة نهاد أبو القمصان، ترى أنه، في ظل الحاجة للمزيد من الجهد لحماية النساء من التحرش الجنسي والاعتداء، فإن النقل الخاص بالمرأة فقط هو “حل ساذج” لمشكلة معقدة.

وقالت إن هذه الخدمات تمثل انتكاسة للحركات من أجل المساواة بين الرجل والمرأة وأضافت أنها تعزل المرأة عن المجتمع دون معالجة الأسباب الجذرية لمشكلات مثل التحرش الجنسي كما أنها تقلل من مشاركة المرأة في الحياة العامة.

احترام القيم الثقافية

سائقة تقود التاكسي في القاهرة

ويرى البعض أن النقل الخاص بالمرأة يساعد علي احترام القيم الثقافية مع تمكين المرأة من المشاركة على نحو أكثر حرية واستقلالية.

وقال محمد حسن، الموظف في هيئة الطرق والمواصلات في دبي التي تشرف على خدمة سيارات الأجرة للنساء فقط، إن هذه دولة عربية تقليدية وليس من السهل للسيدات ركوب سيارة أجرة عادية.

وتسهل سيارات الأجرة الوردية على السيدات الذهاب إلى العمل أو حضور الأنشطة المختلفة وهذا يساعدهن على الاندماج في المجتمع.

وأطلقت شركة “سيتي كاب” التي تدير أسطول سيارت أجرة في القاهرة خدمة خاصة للنساء فقط الشهر الماضي استجابة للطلب المتزايد. ويقول المدير المساعد للشركة عماد الدين عبد إن أكثر من 60% من عملاء الشركة هم من النساء اللائي يطلبن سائقات.

وأضاف أن الشركة لديها الآن ثماني سائقات من الإناث وأنها ستوظف المزيد منهن قريبا.

وتعمل سيارات الأجرة الخاصة بالنساء في مصر باللون الأصفر اللامع مثل بقية أسطول “سيتي كاب”. وأعرب عبد الرحمن عن أمله في أن يدرس محافظ القاهرة طلب الشركة بطلاء سياراتها بظل من اللون البنفسجي، قائلا إن اللون يسبب الارتباك.

وأضاف أن الخدمة مخصصة للنساء فقط ولكن إذا طلبت سيدة وزوجها الركوب فلا ترفض الشركة ذلك.

تأييد الأزهر



وأيد الأزهر الشريف مفهوم قيادة المرأة لسيارات الأجرة، شريطة ألا تخدم سوى الإناث. و في فتوى حث السلطات على سن تشريع لضمان سلامة النساء اللائي يعملن في هذا المجال.

وتوفر معظم خدمات سيارات الأجرة الوردية في منطقة الشرق الأوسط تدريبات للسائقات وبعض هذه الخدمات تقتصر على ساعات النهار فقط من أجل حماية السائقات، الأمر الذي يعني أن الخدمة لا تكون متوفرة وقت الحاجة الشديدة إليها.

وتقول دينا عادل، وهي طالبة جامعية مصرية، إن معظم المشكلات تحدث خلال الليل حيث يتفحص بعض السائقين الذكور النساء اللائي يركبن سيارتهم الأجرة من مرآة الرؤية الخلفية أو يدلون بتعليقات بذيئة أو يقدمون على التحرش بهن. وأكدت أنها تشعر بالخوف الشديد كلما مر السائق بطريق غير متوقع أو بشارع مظلم.

ورد سائقو سيارات الأجرة بالإعراب عن شكوكهم في دخول النساء في مهنة كانت تقتصر بشكل تقليدي على الذكور.

وقال أشرف إبراهيم، وهو سائق سيارة أجرة في القاهرة إن الأمر لا يتعلق بالقيادة فقط حيث يتعدى ذلك إلى القدرة على ضبط النفس في أي موقف. وأضاف أن سيارات الأجرة تتعطل في بعض الأحيان كما يتعرض السائق لمضايقات من شرطة المرور وقد يتعامل السائقون الأخرون بعنف ولذلك فمن الأفضل أن يقود الرجال سيارات الأجرة.

http://majaed7.wordpress.com/?p=5964&preview=true