***
v
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
خفايا الليالي و رقصة الغزالِ..!
قرقعة...! طرطقة ..!
في الليل و هو جالس مع وحدته...
تراه لص قد اقتحم مملكة ضجره و المللْ...
أم تراه مجرم قد تسلل فأصابه البللْ...
ماذا يصنع ..و الخوف انتابه كعلــّةٍ مِن العللْ...
قرقعة ...! طرطقة..!
اختفت تلك الأصوات الغريبة ...
فعاد و استجمع قوته
و بدأ يفتش في غرف البيت ليدرك مصدر الطرطقة..!
قرقعة ...! طرطقة..!عادت من جديد...؟؟
أدرك بأنّ من حمّام المنزل تأتي هذه الأصوات ...
فتح باب الحمّام ..
يا للهول !! إنه غزال , ...أغلق الباب بسرعة...
و بدأ يغني : (يا غزال يا غزال يا بو قصة وشال...حبك في القلب اتشال...)
ماذا يصنع إنه جردون (جرذ) قد خرج من البلوعة..ينفض المياه النتة من جسده برقصته المعروفة...(ما هذا القرف ..!!)
لنعود إلى الهمام المقدام الذي أغلق جميع أبواب غرف البيت , و من خلف باب غرفة النوم , و ومن درخوش (ثقب) الباب , بدأ يرصد تحركات الجرذ ليوقعه في الكمين...
فعلا خرج الغزال , و بدأ يتمشى في دهليز البيت إلى أن وصل إلى آخر غرفة مغلقة ، عندها فتح الهمام المقدام باب غرفته خارجا منها , و مغلقا بابها , و باب الحمام , فكان هو و الجرذ في الدهليز , و لا منفذ و لا مهرب...
الهمام المقدام ...ماسكاً السلاته ( مساحة الأراضي)..ويغني: خلـّي السلاح صاحي لو نامت الدنيا صاحي مع سلاحي...
وجهاً لوجه : (الهمام المقدام و الجرذ الغزال)
هجم الهمام ...
الجرذ لا مفر...
هجم الجرذ...
لم يتوقع الهمام هجوم الجرذ , فارتفع الأدرينالين معه , و بدأ يضرب بسلاحه ...و الجرذ تارة يقفز و تارة يناور هارباً...
الهمام المقدام ..يحاصر .....في الزاوية يحاصر العدو...
الجرذ بدأ يصيح ...
الجرذ توقف و بدأ يتكلم ...نعم بدأ يتكلم كلامنا كلام البشر ..إنها الحقيقة...ليست بخيال أو أضغاث أحلام ...
تابع معي يا قارئ هذه السطور...
الجرذ يقول و هو يلهث : أ هذا هو العدل أن تهاجمني و أنت مسلح و أنا بلا سلاح...؟؟؟!
انبهت الرجل قائلاً : جردون و يتكلم ...كيف ذلك ...؟!
الجرذ : لا تتعجب فقد تعلمت كلامكم ..., و أعلم أسراركم ...
لأني في هذه البناية أعيش بينكم...
, و أعلم فقيركم من غنيكم..
, و صالحكم من طالحكم ...
, و أعلم ما لا تعلمه أنت عن جارك الحائط بالحائط...
الهمام المقدام : سوف أقتلك فأنت مجرد جردون....
الجرذ: أعطني الأمان و أخبرك أسراراً و أسرار...
الهمام المقدام شدَّهُ الفضول : هيا أسمعني سر من الأسرار..
الجرذ : عوضاً أن تقتلني الآن فإن ابنة جيرانك مصابة بحمى و وضعها خطير و ليس لهم من معين تتصبب عرقاً و عينيها في شخوص...هيا ساعدهم تكسب الثواب..؟
الهمام المقدام : أ هذا هو السر الخطير...أنا مالي و مال جاري ...تضرب بهذا السر ...
الجرذ : يبدو أن الأسرار ذات الطابع الإنساني لا تهمك ...سأنبأك عن سر جارتك التي كسرت و هدمت المثل( تموت الحرة و لا تأكل من ...) , فأمس بيتها بيت دعارة يوماً بعد يوم ...
الهمام المقدام : كفى لا تكمل جارتي الله يستر عليها أعرفها , مصونة ..أرملة , كريمة..., ابنة ناس و أكابر ..., حقا إنك جردون وضيع لا تستاهل إلا القتل....
الجرذ : لا أدري لماذا لا تريد أن تصدقني...., حتى لو قلت بأن جارك أبو زعبل أنه يدير مطبعة تزوير نقود...
الهمام المقدام : تبا لك و لهذه الأسرار جاري مكانته رفيعة في المجتمع رجل يعرف الحلال و الحرام ...
و بدأ ينهال الهمام المقدام ضرباً بسلاتته حتى أصاب الجرذ إصابة مميتة , و كانت آخر كلمات الجرذ بأن كنز و آثار لا تقدر بثمن مدفونة تحت هذه البناية ...
المهم شاءت الأقدار و في صباح اليوم التالي , و بينما الهمام المقدام نازل على درج البناية , كان لقاءه برجال الأمن و المداهمة , و هم قد ألقوا القبض على الجار المزوراتي , و وكر الدعارة ...’’ فأصيب بدهشة شديدة , و دهشة أشد , عندما قرأ نعوة ابنة الجيران ...
عندها أدرك الهمام المقدام صدق الجرذ ..
بدأ الهمام المقدام بالتخطيط لشراء البناية , و الاستيلاء عليها قانونيا...
في اليوم الثالث : قرقعة...! طرطقة ..!
في الليل و هو جالس مع وحدته...
فتح حمّام المنزل..
يا للهول غزالان اثنان ...
عندها أجرى الهمام المقدام اتصالاًً هاتفيا مستعيناً بجاره فليس من العدل غزالان على همام مقدام...

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
Lبقلم فادي شعارJ
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي