ذاكرة ٌ للوفاء
الى الشاعر الكبير / محمد محمد الشهاوى
****
للبحر ذاكرة ٌ
وقلب ٌ نابض ٌ
وسفائن ٌ تشدو بألف ِ قصيدة ٍ
تقتاتُ من موج الشعورْ
للبحر ِ خارطة ٌ
تسافر فى وريد العمر ِ
من ألف ِ إبتداء الحبِّ حتى
بسمة الياء ِ التى
نامت بحضن ِ تحيتى
للرمل ِ ، للأصداف ِ
فى ماء ٍ ونورْ
***
فلك َ اخضرار ُ نوارسى
ولك َ اشتعالُ قصائدى
ولكَ المدى
فارسمه ُ باللون ِ الذى
يفضى بحزنك َ للسرورْ
قد قلت لى : إن الحياة َ قصائد ٌ
فاختر لبوحك َ
ما تريد ُ له النشورْ
- والشعر ُ نافذة ٌ لبوح ٍ قاتل ٍ
أو يبعث الأموات
من صمت ِ القبورْ -
قد قلتَ لى :
لا تبتئس ْ
لوضاع َ صوتك
بين هزل ِ الأدعياء ِ
وكنتَ وحدك تمسك المصباح َ
لليل ِ العنيدْ
وتضمد الوطن َ الذى جرحوهُ
باسم طوارىء التفتيش ِ
واغتالوا اليراعة َ
والوريدْ
وبأننى سأصادف النصَّابَ والأفاكَ
واللصَّ الذى
سرق ابتسام الفجر
من ثغر الوليدْ
***
وحكيت لى
- وانا الذى خدعوهُ باسم
منارة الأقلام ِ
والعصر الذى يهب الهواءَ
لمن يريدْ -
كم جاءكَ الجهلاءُ واغتسلوا بعلمك َ
بعضهمْ
جحد َ ابتسامكَ
بعضهمْ
حفظ َ النشيدْ
قد قلت لى :
- والطيرُ مرتهنٌ ببابك َ -
ربما تجد ُ البشارة َ
ربما تجدُ الوعيدْ
فاحرصْ على جعل الحياة َ
قصيدة ً
وابدأ بنفسك َ
وأبذر الآمالَ فى حقل ٍ جديدْ
قد قلت لى : 0000
قد قلت لى : 0000
يا بحرُ والقرصانُ يأخذ كل شىء ٍ
عُنوة ً
فهل انتسابك َ لازرقاق ِ الماء ِ
شىء ٌ واقع ٌ
أم أنها الأحلامُ تفضى للبعيدْ
فلقد جعلتك َ بؤبؤاً للحلم ِ
قدستُ الوصايا
واختزلتُ سنين َ حزن ٍ
كى أرى الأوطان َ
فى أيام ِ عيدْ
لكننى قد عدتُ أبحث ُ
عن رباط ِ محبة ٍ
لأضمد الأفكار َمن جشع ِ
( ابن علقم َ )
كى يعودَ التاج ُ يهفو للرشيدْ

***


يا بحرُ
هل تجد الحياة َ كما تريد ؟!
هل هذه مصر التى
كم عشتَ
تحلمُ باخضرار ِ صباحِها
وتلألؤ الأضواء فى ليلاتها 00
وحلمت َ بالوطن ِ السعيدْ
ماذا تبقى من ملابسها الجميلة ِ
واستدارة ِ وجهها
وحديثها المنساب ِ
من شلال طهر ٍ 00
والصفاء ُ ضميرُها
ماذا تبقى
من فتون ِ جمالها ؟!
باعوا ضفائرها
وحلوا فى المساء ِ إزارها
قد أصبح الوطن ُ المعلبُ فى زجاجات ٍ
وأكياس ٍ وحفنة ِ أغنيات ٍ
يشتهى حرية ً
ويتوق ُ فى شوق ِ الصبابة ِ
لانعتاق ِ الفكر ِ مع رفع الحماية ِ
عن عصابات ِ البنوك ِ
وعن وراثة ِ حكمنا
يا بحر مثلى قد يموتُ بأسره ِ
لو تعلم الأشجار ُ أن بقاءها
رهن ٌ لرغبة ِ قيصر ٍ
ما اخضَّرَ عودُ بهائها
أو طار عصفورٌ
بحضن ِ سمائها
***
علمتنى
قول الحقيقة َ عارية ْ
فأقولُ لا
للعابرين َ على بكارة ِ حلمنا
وأقول لا
للسارقين َ حدودَنا
و أقول ُ لا
فى وجه ِ من قالوا
بان الذئب َ يصلح ُ
أن يؤم َّ الماشية ْ
***
يا بحرُ
يا بحرُ من وجع ٍ إلى وجع ٍ أعودُ
فدعْ صفاءك َ يشتهى
روح المريد ِ ، أعودُ أقرأ
ما كتبت َ بيود ِ شعرك َ
فى خلايا بسمتى
وأسائل الصياد َ عن جُزر ٍ
تعانق ُ عاشقيها
وافترش منديل َ سحرك َ
كى تباغتنى المليحة ُ
فى حديقة ِ عمرنا
ولك َ ارتعاشة ُ
قلبى َ المذبوح بين قافية ٍ 00
وقيصرْ
***
ولك السلام
متى ولدت َ على البسيطة ِ شاعراً
ولك السلام إذا اكتئبت لأجلنا
وإذا ابتسمت َ لأجلنا
ومتى تقول
إذا أردت َ لأجلنا
وإذا ابتغيت َ الصمت َ
تسلمُ من جنون ِ الفكر ِ
قديساً 00 نبيا
ولك السلام
إذا طلعت َ براعما ً
أو صرت َ فى الأكوان ِ
خبزاً
طازج َ الإصباح ِ
مبتسماً
طريا
***