حَبِيبَ القَـلْبِ هَلْ يُجْدِي اعْـتِـذَارُ
وقَـلْـبُ الصَّـبِّ يَكْـويهِ ادِّكََـارُ

حَبِيبِي والمُحِـبُّ يَـذُوبُ شَـوْقـاً
لِنُـورِ الوصْـلِ تُصْلِي القَـلْبَ نَارُ


حَبِيبِي إِنْ تَـنَـاءتْ بِـي طَـريقي
فَـهَـل لِلْـقُرْبِ بَعْـدَ الـبُـعْدِ دَارُ

تَـنَـاءَتْ عن بـلاد الحُـبِّ رُوحي
وأيْـكُ الحُـبِّ يُحْـيِـيـهِ الْـمَزَارُ

تََـنَـاءَتْ والمُسَـافِـرُ تَـعْـتَرِيِـهِ
بِـغُـرْبَـةِ قَـلْبـهِ حِـمَـمٌ تُـثَـارُ

وسَافَـرَتِ الدُّنَى فِـيَّـا ابْـتِـعَـاداً
فَـتَـنْـأى والفُـؤَادُ بِـهَا القِـفَـارُ

فَـأجْـدَبَ رَوْضُ قَلْبِي إذْ تَـلاشَـتْ
زُهُـورُ الحُـبِّ وانْـطَـفأَ الـنَّـوَارُ

و شَـدُوُ بَـلابِـلِ الأدْوَاحِ نَــوْحٌ
فَـفَـقْـدُ الأُنْـسِ بِالرُّوحِ انْشِـطَارُ

غَـرِيبُ الـدَّارِعَـنْ رٌوحِي ودهْرِي
أَسِـيـرٌ هَـلْ يُحَـرِّرُني الإسَــارُ

حَـسِـيرٌ والـمَدَى يَسَـعُ البَـرَايا
كَـسِـيرٌ لَـوْ يُجَـبِّرُنِي انْكِـسَـارُ

أنَـا المَـفْـتُونُ يُؤْذِيـنِـي ارْتِحَالٌ
بِرُوحِ الـقُـرْب يُـسْتَـحْـلى القَرَارُ

أنَـا المَجْرُوحُ فِي نَـفْـسي وإِنِّـي
لَـتُبْكيني عَلَى الـقُـرْبِ الـدِّيَــارُ

أَنَـا الجَـانِي وإنْ كُـنْتُ الـمُعَـنِّى
هَـتَـكْتُ السِّـتْرَ فاشْـتَـعَـلَ الأُوَارُ

أَنَـا المَـنْـبُوذُ مِـنِّي لَـيْـتَ أَنِّـي
وَ غُـصَّ الحَـلْـقُ يَـخْنِقُه ُالمَـرَارُ


فَـقَـدْتُ الصُّـبْحَ فِي لَيْلِ التَّـمَـنِّي
فَهَـلْ لِلـنُّورِ مِـنْ صُـبْـحٍ يُـعَـارُ

عَـرفْتُ الحُـبَّ ثُـمَّ هَجَـرْتُ أيْـكِي
فـأضْحى الرَّوْضُ يَعْـلُوهُ اصْـفِـرَارُ

أَيَـا قَـلْـبَ الـمُـحِـبِّ أَذَاكَ حُـبٌ
تَـرَفَّـعْ فالـمُـحِـبُّ لَـهُ الـوَقَـارُ

وَطَـأْتَ الشَّـوْكَ فِي لَـثْـمِ الـدَّنَـايا
و كَانَ عَلَى الـمَـرارِ لَكَ اصْـطِـبارُ

وزهْـرَتُـها تُنَـادي هَـلُـمَّ صَـوبي
فَـتََـهْـرَعُ فَالـبَـهَـاءُ لَـهُ انْـدِثَارُ

وَ خِـلْـتَ مَتَاعَهَا يَـرْوِي كِـيَـانـاً
فَـتُـزْهِـرُ رَوْضَـةٌ بِـمُـنَىً تُـنَـارُ

فَـأَوْمَـضَ بَـرْقُـهَا خُـدَعاً تَـرَاءَتْ
سَـرَاباَ تَـشْـتَـكِي مِـنْهُ الـقِـفَـارُ

فَـكَانَ الـرِّيُّ إِظْـمَـاءَ الحَـنَـايَـا
لِـيَأْفَـلَ ضَـوْءُهَا يَعْـلُو اشْـتِـجَارُ

أَرِقْـتُ مِنَ الـمَـخَـازي تَـعْتـريِنِي
فَـبَـيْـنَ الـكَـرِّ والـفَـرِّ انْحِـدارُ

أَفِـرُّ إِلَـيْـكَ يَـا أُنـسِـي بِـذَنْـبي
وَ يُـحْـيي خَـافِـقِـي مِنْكَ اغْـتِفَارُ

أَفِـرُّ إِلَـيْـكَ يَا رَبِّـي و حَـسْـبي
إِلَـيْـكَ وَ مِنْـكَ يَارَبِّـي الـفِـرَارُ

أَتُـوُبُ إِلَـيْـكَ فَامْـنَحْـنِي حَـيَـاةً
لِـجَـدْبِ القَـلْبِ فَالْجَدْبُ اخْـضِـرَارُ

أتُـوُبُ إلَـيْكَ إِنْ تَـقْبَـلْ فَـسَعْـدِي
يُـوَافِـيـنِـي وَلِـلـرُّوُحِ ازْدِهَـارُ