أستمطر الريح آهاتي وأحزاني
ليرتوي من غزير الآل بستاني
وأكشف الصدر للأنواء عل ّ بها
بعضا من الشوق في نيران نيراني
عَزمْت ِ أن تذهبي من شاطئي وأنا
أراك أوردتي أو نبض شرياني
وزورق الحب في صحراء عاشقة
ترى جميل الهوى في بعض هجراني
ويح العصافير في أغصان ساحرة
ترمي جنوني ويطغى فيك بركاني
يا قاصف الريح قد كسّرت أشرعتي
وأصبح الموج والأحزان عنواني
وضاع مني النهى في خصرها وهوى
على الجمال مواجيدي وأشجاني
يا ويح قلبك ما أقساه ساحرتي
أبيت تنهش أفكاري ببنياني
وأنت تلهين عني لست سائلة
عمّا جرى لفؤاد بات يهواني
لما انتهى الحبر هبت كل أوردتي
كتبت في ورقي بالأحمر القاني
فأزهر الغصن وردا لا مثيل له
من أحمر اللون مصبوغ بوجداني
وأبيض اللوز قد باتت جدائله
تبكي علي بدمع الشوق هتان
سافرت والليل أرجو منك قاتلتي
بعضا من الفل ممزوج بريحان
بخلت يا منيتي والرمل عاتبني
ترجو من الرمل جنيات طوفان ؟!
يا شاطئ الحب ما عيني بغافية
قد خاصم النوم بعد الهجر أجفاني
يا ربة الحسن ظبي سارب غفلت
عنه السباع وبالأحزان داواني
يا ظبي قلبي أنا الظمآن يقتلني
مَن ْ غير ريقك شهد الحب أسقاني
إذ طال بعدك عني الليل أرقني
سهرت والنجم أرعاه ويرعاني
يا من رجائي بقطف منك داليتي
ليصبح الكون وردا قبل نيسان
يا صبر من لي رجاء الحسن أعشقه
فالكون عاندني والحب عاداني
والليل صار بلا نجم وأرقني
شوقي إليك ووهمي منك ناجاني
يا ساحر العين شوقي دائم وأنا
أنام في قلقي في بحر أحزاني
يا زورق التيه خذني شاطئا عصفت
أنواؤه بجفون اللوز منّاني
حبي لعينيك شيء بات يقتلني
ويجعل الروح في سجن وسجان
تعال ِ يا مهجتي نرو الدنا عسلا
وأسكر الكون من عودي وألحاني
لأملأ الكأس آمالا وأشرعة
ويسبح القلب في سهل وخلجان
ويمتطى الغيم قبل الطرف يبلغها
قلبي المعنّى إلى عينيك جنحان
ضيعت فيك النهى والقلب فارقني
إلى ورود بها لوزي ورماني
هيا نكن لحن حب شارد غزلا
من ناي حب فليس العشق بالفاني
ليصبح الكون في عينيّ أغنية
للحب يا ليل أحياها وتحياني
ويصدح الفجر شحرور الهوى طربا
أضحيت يا ناس أهواها وتهواني