لعل عيد (القديس) فالنتاين، الذي بُدء بالترويج له منذ فترة ليست بالبعيدة أمرٌ قد دُبِّر بليل.

وتكاد المعطيات والقرائن التي بين أيدينا تدعونا للجزم بأن الهيئات والمنظمات التي تعمل في الظلام للنّيل من العرب والمسلمين من ناحية، وغربة العرب والمسلمين الثقافية، وجهلهم بتاريخهم ودينهم وبثقافة الآخرين ودينهم، وعدم وعيهم لما يحاك من مؤامرات تستهدف عقيدتهم من ناحية أخرى، قد مكّن القوم من خلع حلة قشيبة على جثة فالنتاين بعد نفض ركام التاريخ عنها، وراحوا - تحت شعار الحب – يباركون باسمه النزوات الطائشة، ويضرمون نار سعار الجنس في نفوس الناشئة؛ هدفهم إلغاء كل الضوابط التي أتى بها الإسلام لتنظيم مفهوم (المودة والرحمة) و(الحب) بين الذكر والأنثى على أساس من الفضيلة والقيم الثابتة، وبغيتهم التسويق لعادات لا تمت لمجتماعاتنا وأخلاقنا بأدنى رابط أخلاقي أو تاريخي، ووسيلتهم الترويج لمفهوم الحب والسفاح على طريقة (فالنتاين)، والويل لمن يتعرض لقافلة العشاق، إذ لا يتعرض لها إلا داعية كراهية وبغضاء.

وعهدنا بأعداء الإسلام أن المكر سجيتهم، يدسون السم في الدسم، ويفتئتون على الحق بباطل مزركش حتى ليخاله البسطاء من الناس الحق بعينه، فيسيرون وراءه سير النعاج.

لم ينتظر المسلمون يوماً من الأيام (فالنتاين) وأشباهه ليذكروهم (بيوم) الحب، رغم تفهمنا الكامل لضرورة أن يكون للمجتمعات الغربية، والمجتمع الأمريكي على وجه الخصوص، يوماً بعينه في كل سنه يدعون فيه للحب والمودة، ذلك أنهم في خضم انغماسهم في حمأة المادة قد تقطّع ما بينهم من أواصر، وتحوّلت حياتهم لمزيج من العلاقات الميكانيكية التي لا روح فيها ولا طعم. حقيقٌ بهم، وقد تحول حبهم واقتصر على الحيوانات الأليفة والبهائم، أن يكون لهم يوم فالنتاين، يذكرهم بحب البشر والعطف على البشر، فتستيقظ ضمائرهم المخدّرة من غفوتها وتعطف على الذين يُقتّلون ويُذبّحون ويُشرّدون، وتمنح قليلاً من الحب للذين يموتون جوعاً، بينما تنعم كلابهم وقططهم المدللة بطعام يكفي لإطعام جياع أفريقيا.

ولقد كشف (الإيدز) عن عورة المجتمعات الأمريكية والغربية والوثنية التي باتت بأمسّ الحاجة للحل الإسلامي. فقد تعاظم في هذه المجتمعات سعار الجنس، وأضحت العلاقات فيها بين الذكر والأنثى محكومة به وحده، حتى صار الرجل لا يرى في الأنثى- وهي بدورها لا ترى في الرجل- إلا مفاتن الجسد وسعار الجنس ونزوة البهائم، و تفنّنت الأنثى بأساليب الغواية من لباس وعري وطيب ومساحيق .. وتفنّن الرجل بخنوثتة تارة واستعراض عضلاته تارة أخرى، وابتدع أفانين التحرش بالأنثى، وتمادى بابتذالها فاستخدمها سلعة في الدعاية ومصدراً لكسب رخيص... فأصبحت النزوة الهابطة سر العلاقة بين آدمهم وحوائهم في أيامنا هذه.

لكن سرعان ما ملَّ شريك الجسد صاحبه، فبدأ مشوار البحث عن شريك مختلف يحرك سعار الجنس الذي خبا فيه من جديد، فانتشر وباء (المثلية) جائحة تكاد تجتال شعوباً بأكملها، وشرع القوم يقوننون فعلتهم عن طريق انتزاع اعتراف كنسي بشريعة الزواج المثلي انطلاقاً من مبدأ الحرية الفردية.

إذاً لمثل هؤلاء الذين باتوا أسرى لجوع غريزتهم، وعبيداً لمصالحهم المادية المأفونة، وظمأى لجرعة من الحب والعطف والحنان الحقيقي، أقول أنه لمثل هؤلاء يمكن أن يُبّررَ اصطناع مناسبة سنوية لإعادة التذكير (بالحب) والحضّ عليه، ويمكن لفالنتاين- الذي ترعرع بين ظهرانيهم- أن يهبّ من تحت أطباق رمسه ليذكرهم بما غفلوا عنه، ويرشدهم إلى لحظة من الحب يتفيأون ظلالها، ويستروحون فيها من قيظ سعارهم و فيح ماديتهم.

أما نحن أتباع محمد عليه الصلاة والسلام فليس لنا حاجة بفالنتاين، لأننا نملك هدي محمد صلى الله عليه وسلم الذي نهانا عن كل تقليد أعمى، وأمرنا أن لا نكون إمّعة بين الناس، ولن نكرر سؤال بعض الصحابة بأن يجعل لنا (ذات أنواط، كما لليهود ذات أنواط)، وفالنتاين هو "ذات أنواط " .

وهل المسلمون بحاجة إلى ذات أنواط وقرآنهم الذي يتلونه يبين لهم أسس العلاقة بين الذكر والأنثى، ويرسم لهم طريق هذه العلاقة، وأسس استمرارها وازدهارها؟

لقد حدد القرآن الكريم نقطة البدء لمشوار الحب بين الذكر والأنثى، بمباركة عهد بينهما ملؤه الطمأنينة والسكن:

} وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم:21)

مرسّخاً أسمى ما ترنو إليه البشرية من حب ووداد في علاقات الذكر بالأنثى:

} وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً {

ولم يكتف بالوداد والحب كرابط بين الزوجين، بل أضاف إلى ذلك الرحمة، فأسس بذلك لعلاقة نظيفة علوّية البناء يستروح فيها المرء من هاجرة الحياة، تكون له مدداً لحمل أعبائها والصبر على مشاقها. ولو أن شبابنا اليوم الذين باتوا يهرعون لتقليد كل عادة وافدة قرؤوا تاريخهم وتاريخ الشعوب الأخرى لكان ذلك دافعاً لهم لنبذ العديد من العادات الغريبة التي لا تعنيهم بشيء، ولا تتصل بتاريخهم ولا بتقاليدهم ولا بأعرافهم بسبب، بل لعلها كانت محض خرافة لدى قوم من الأقوام، أو عادة نجمت عن تفاعلات اجتماعية تخصّ مجتمعات أبعد ما تكون في طريقة حياتها وثقافتها عن بيئتنا وثقافتنا وديننا.



وللتدليل على أن الناشئة يمكن أن يقوموا بالتقليد غير المتبصر لعادات أو أعراف ربما كانت وثنية المنشأ دون أن يدركوا سفاهة ما يذهبون إليه، أسوق مثالاً لتقليد تعوّده بعض المحبين في تذييل رسائل عشقه وغرامه حين يرسم صورة قلبين يخترقهما سهم .

وهذا التقليد، رغم براءته ، منتزع من صلب العقائد الوثنية الإغريقية، التي خصّت الإله (كيوبيد CUPID) - وهو إله الحب لديهم - بربط قلوب العشاق، بزعمهم، وذلك بتصويب سهمه إلى قلبيهما فيربطهما بحب غير مقطوع .

وقريب من هذا و ذاك، عادة وضع خاتم الخطبة في بنصر اليد اليمنى، ثم نقله إلى اليسرى حين الزواج. وهي عادة بنيت على جهل مطبق مفاده أن البنصر في اليد اليسرى يحوي شرياناً متصلاً بالقلب مباشرة (وكأن الشرايين الأخرى لا تتصل بعضلة القلب، ناهيك عن تلك الموجودة في بنصر اليد اليمنى)، وهذا مدعاة بزعمهم لاستمرار عهد الزوجية ما دام القلب يخفق بين جوانح الزوجين .

بينما علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم -الذي ما كان للخرافة إلى قوله سبيل- أن نلتمس خاتماً- دون أن يكون له دور في التأليف بين العروسين- كشعار بسيط يدل على عقد الزوجية كما ورد في الصحيحين:

"التمس ولو خاتماً من حديد"

وكان عليه السلام يضعه – من باب التيامن في الأمور – في خنصره الأيمن.



ويحضرني في هذا المقام أحد أساليب الغرب الماكرة في اختراق الحواجز النفسية التي بناها الإسلام في نفوس المسلمين للتصدي لكل أشكال المنكر؛ فالمسلم من خلال تربيته على التمييز بين الحلال والحرام، وما يجلبه الأول من نعم وما يسببه الثاني من نقم، يصبح لديه حاجزٌ نفسيٌ بل وفيزيولوجيٌ تجاه الحرام، فهو يتقزز من رؤية الخنـزير، بل إنه يتقيأ في حال نـُبِّه بأنه تناول خطأ قطعة من لحم خنزير. كذلك فهو ينفر من رؤية المشروبات الكحولية فضلاً عن لمسها أو شمها .

وقد عمدت بعض المصانع في السعودية (دار الإسلام ) إلى تصنيع بيرة (غير كحولية) وشمبانيا (غير كحولية) تشبه في مذاقها، وتصميم عبوتها، وطريقة فتحها المشروبات الكحولية.

وقد استطاعوا بذلك كسر الحاجز النفسي بين المسلمين الملتزمين، وبين الخمرة التي حرمّها الله حين اقتنائهم لهذه المشروبات. ولم يدرك هؤلاء الذين انطلت عليهم حيلة الغرب ومكره أنهم يُحدثون صدعاً عميقاً في الحواجز النفسية التي بناها القرآن في أعماقهم دون وعي منهم، وغدا واحدهم ينادي في بيته : إليَّ بكوب من الشمبانيا أو البيرة( ومن المستبعد أن يقول: إلي بكوب من البيرة الخالية من الكحول).

ولا بد من الإشارة إلى أن تسمية (عيد فالنتاين) بعيد الحب هو ضرب من الخديعة يعبر عن خشية القوم من ربط المناسبة باسم (القديس فالنتاين) فيعزف المسلم عنها لارتباطها بدين لا يعتنقه، وذلك أمر تقتضيه ضرورات التخطيط والتكتيك لديهم.



وجدير بنا أن ننوه إلى الحالة المخزية التي أصبحت ترافق هذا الحدث من مجون وفجور، حيث غدت مشابهة لإطلالة عيد رأس السنة الميلادية من كل عام، وما يمكن أن يترتب عن ذلك من علاقات إباحية بين الشباب والشابات مغلّفة بإطار من الحب السامي، ولا بد للسادة خطباء الجمعة، والحالة هذه، أن يتناولوا هذا الموضوع شرحاً وتفصيلاً ، وأن يتوجهوا بخطابهم للآباء قبل الأبناء، ويحثوا الأسر على تدارس هذا الموضوع بجلسات مفتوحة مع أبنائهم، يشيع فيها جو الصراحة والإقناع والابتعاد عن التعنيف واستخدام العنف.



أخيراً أرجو أن نساهم في بحثنا هذا بالتصدي لغائلة من غوائل الشر الداهم الذي يراد به تحطيم الأمة من داخلها، فنرفع بذلك مقت الله الذي يحيق بالأمم التي لا تتناهى عن المنكر كما حدث لبني اسرائيل :

}لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ *كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}؛ (المائدة:78-79).



ولإلقاء نظرة تاريخية على فالنتاين قمت بترجمة السيرة الذاتية لهذا القديس: نشأته، حياته، والأساطير التي حيكت حوله، كما وجدتها على موقع:
http://www.catholic-forum.com/saints/saintv06.htm

فالنتـايــــن
" عرف بلقب: فالنتاين قديس تيرناي, فالانتين قديس روما. وذكراه السنوية في 14 شباط من كل عام. ‏‏ ‏
لمحة عن حياته:
كان قديساً في روما، ومن المرجح أنه كان أسقفاً و طبيباً. كان قد سجن بسبب إعطائه مساعدات للشهداء في السجن. وقد هدى سجانه بسبب تمكنه من إعادة النظر لابنته العمياء.
رغم أن فالنتاين قديس تيرناي وفالنتاين قديس روما لهما سجلات شهداء وسير ذاتية منفصلة، بيد أن معظم العلماء يعتقدون بأنهما شخصيتان لرجل واحد.
هناك العديد من النظريات حول أصل الاحتفال بيوم فالنتاين. والبعض يظن أن الرومان كان لديهم عادة في نصف شباط (February)، حيث يكتب الصبيان أسماء الفتيات تعظيما لذكرى إلهة الجنس والخصوبة: (Februata Juno ) فيبرواتا جونو.
ثم جاء القساوسة( فنصّروا) هذه الذكرى. وكما في العديد من الحالات المشابهة، حيث يقومون باستخدام أسماء القديسين، أدخلوا اسم القديس فالنتاين لقمع هذه العادة وتـنصيرها.
آخرون يعتقدون بأن عادة التهادي في 14 شباط من كل عام قد تحدرت من اعتقادهم أن الطيور تتزاوج في هذا الوقت. وفي عام 1477 فإن الإنكليز قد ربطوا ما بين العشاق ويوم فالنتاين لأن الطيور تختار شريكها في ذلك اليوم. وقد بدأت هذه العادة بأن يكتب الرجال والنساء رسائل غرامية لمن يحبونهم في هذا اليوم . وقد ارتبطت عادات رومانسية بهذا الحدث بما في ذلك وضع أوراق شجرة الصنوبر على وسادة النوم على أمل رؤية شريك المستقبل في الأحلام .
وفاة (فالنتاين):
(استشهد) في سنة 269 ميلادية في روما بعد ضربه وقطع رأسه.
وهنالك رواية أخرى تقول بأن (فالنتاين) كان من المسيحيين القدامى. حيث كان الاعتقاد بالمسيحية خطرا وسبباً للموت، واعتقل لكونه قام بمساعدة شهداء المسيحية. وحين اعتقل سُحب أمام حاكم روما، وأودع السجن. وهناك قام بشفاء ابنة السجان من العمى. وحين تناهى لسمع الإمبراطور الظالم نبأ المعجزة، أمر بقطع رأسه. وفي صباح تنفيذ الحكم، قيل بأنه أرسل لابنة السجان رسالة وداع موقعّة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي من فالانتاينك FROM YOUR VALANTINE) .

ورواية ثالثة تقول:
في بداية تأسيس مدينة روما، و قبل سنة 270 بسنوات عديدة، حيث كانت روما تحفها الغابات الكثيفة، كان العديد من قطعان الذئاب تجوب أنحاء الريف. و كان للرومان، ضمن آلهتهم المتعددة، إلها يدعى:LUPERCUS) لوبيركوس) يحمي الرعاة وقطعانهم. وتعظيماً لهذا الإله فقد أقاموا وليمة كبيرة في شباط من كل عام أطلقوا عليها اسم (LUPERICALIA ): لوبيركاليا.
إن الاحتفال بيوم لوبيركاليا شكل صدى يرجِّع أيام روما عندما كانت تتألف من عشائر من الرعاة الذين يقطنون التلة المعروفة الآن باسم: نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيPALANTINE ) بالانتين.
ووفق روزنامة التأريخ في تلك الأيام فإن شباط الذي يحتفل به اليوم يمثل (اللوبريكاليا) التي هي الاحتفال بالربيع.

والبعض يعتقد بأن هذا الاحتفال تم َّعلى شرف (FAUNUS): فونوس، والذي يشبه إله اليونان (بان)- إله القطعان و المحاصيل.
بيد أن أصول (اللوبريكاليا ) موغلة في القدم، إذ لم يقطع العلماء قبل المسيح بتاريخها.
وليس لدينا شك حول أهمية هذا العيد – هكذا يقول المصدر-، فالوثائق تشير بأن أنطونيو:MARK ANTONY)) وهو رجل مهم من اليونان، اشتغل بالتدريس في كلية (اللوبريكا) للكهان. وقد اختار احتفالات (اللوبريكا) سنة 44 قبل الميلاد كتوقيت مثالي لتتويج يوليوس قيصر.
في كل سنة من الخامس عشر من شباط كان كهنة (اللوبريكا) يتجمعون في البالنتاين (PALANTINE) قريباً من كهف (لوبريكال). ووفقاً للأسطورة فإن رومولوس وريموس - من أسسا روما- قد أرضعتهم الذئبة.
وفي اللغة اللاتينية فإن ( لوبوس LUPUS : ) تعني الذئب.
بعض الطقوس الاحتفالية تتضمن ارتداء بعض الشبان المتحدرين من أصل نبيل سيوراً صنعت من جلد الماعز، حيث تتجمع النسوة في الشوارع على أمل أن تهوي بسياطها على هذه الماعز التي تركض خوفاً، اعتقاداً منها أن ذلك يزيد في قدرتها على الإنجاب. إن سيور الماعز تلك كانت تعرف ب(فيبروا: FEBRUA) وعملية الضرب تلك تدعى: ( فيبرواتيو : FEBRUATIO) وكلا الكلمتين تعنيان في اللاتينية التطهير. واسم شهر شباط : فيبرواري FEBRUARY) قد جاء من ذلك المعنى.
وبعد أن أصبحت مدينة روما ذات أسوار، وعاصمة لإمبراطورية قوية، كتب للوبريكاليا الحياة. فقد حمل الرومان خلال غزوهم في القرن الأول قبل الميلاد طقوس اللوبريكاليا للشعوب التي باتت تعرف بفرنسا وإنكلترا،. وواحد من تلك الطقوس هو عملية قرعة العشاق حيث كانت أسماء السيدات الإغريقيات توضع في صندوق ثم يقوم الرجال الشبان بالقرعة على تلك الأسماء. ويتوجب على الشاب الذي وقع اسم الفتاة في يده أن يتخذها عشيقة له لمدة سنة أو أكثر.
وبعد أن توطدت المسيحية بشكل ثابت، أراد القساوسة أن ينسى الناس هذه الآلهة الوثنية، لكنهم رغم ذلك لم يريدوا أن يذهبوا بتلك الرياضات والاحتفالات. فأبقوا على (اللوبريكاليا) وسموها (يوم فالانتاين).

وفي القرون الوسطى وفي أيام الفروسية،كانت أسماء العذراوات الإنكليزيات والعزاب من الشبان توضع في صندوق ثم يختار القرينين بطريقة القرعة. وكلا القرينين يتبادلان الهدايا بعد ذلك. وتصبح الفتاة (فالنتاين) الشاب لذلك العام. ويضع على كمه اسمها فيصبح من واجبه رعايتها وحمايتها.
اعتبر هذا التقليد في القرعة على الأسماء في الرابع عشر من شهر شباط فألاً واعداً للحب. وقد اعتبر مبشراً بالزواج. واعتمدت تسميته منذ ذلك التاريخ (يوم الحب )، وكان يوماً للحب، ولقبول وتقديم تعاويذ الحب.
والتاريخ يخبرنا عن أول تاريخ ليوم فالانتاين الحديث منذ السنين الأولى للقرن الخامس عشر الميلادي. وقد احتجز الدوق الفرنسي – دوق اوريليان – والذي قبض عليه أسيراً في معركة آغينكورت وسجن في برج لندن لسنوات طويلة. وقد أرسل لزوجته القصيدة تلو الأخرى ،وكانت هدايا فالنتانية بحق. وقد بقي منها ست عشر قصيدة. ويمكن رؤيتها بين الأوراق الملكية في المتحف البريطاني.
وأما الأزهار كهدية فالانتانية فقد ظهرت بعد مائتي سنة من ذلك. حيث دعت ابنة الملك هنري الرابع ملك فرنسا إلى حفلة على شرف فالانتاين. وقد تلقت كل سيدة باقة من الورد من الرجل الذي اختير كفالنتاينها.
ومن هنا فقد أتت من كل من فرنسا وإنكلترا و إيطاليا العادة (الجميلة) من إرسال رسائل الحب مرفقة بسكاكر على شكل قلب حيث تخفي زركشتها الأحرف الأولى لمرسلها.
ونحن (ممتنون) بكل ذلك للقديس الذي شق عصى الطاعة (لكلاوديوس) الظالم".اهـ

مع كل الحب الخالص
الباحث/ عدنان أبوشعر