الأخت أديبة نشاوي
يبدو الفرق بين الأنترنيت والواقع مثل الفرق بين الزيف والحقيقة ، فما كان مزيفا هو أيضا واقعي ،مثلما أن الواقعي ليس بالضرورة حقيقيا ، فقد نجد كتابا يزيفون أسماءهم مثل أعمالهم ولست وحدي من لاحظ وجود مثل هؤلاء ، وهناك أيضا مواقع تلصق صفة الشاعر والأديب والكاتب بمن لا يربطه بالأدب صلة فتراهم مصدقين أنهم صاروا كتابا لا يشق لهم غبار ، كما أن هناك مواقع محترمة يستفيد منها كل الرواد منهم الأدباء الكبار ومنهم الذين انخرطوا في فعل الكتابة مستفيدين ممن سبقوهم وصاروا فعلا ممتلكين لأدواتهم الفنية وقادرين على رسم مستقبل زاهر في عالم الأدب .
وبالنسبة لي شخصيا أقر أن عالم النت فتح لي آفاقا واسعة ، إذ استفدت من ملاحظات نقاد كبار وتعرفت على أسماء مميزة في كل أنحاء عاء عالمنا العربي وهو مالم يكن متاحا في الواقع .
فقد كنت بالفعل أعيش ما يشبه العزلة الفكرية ولم تكن تتاح لي حتى فرصة معرفة مستوى ما أكتبه ، اللهم إلا إذا استثنينا آراء أصدقاء مقربين من المهووسين بالثقافة والأدب .
بفضل النت تمكنت من اكتشاف تجارب أفادتني الكثير ودفعتني إلى الانكباب على الكتابة بشكل مستمر حتى أضمن حضوري وأستفيد مما يبديه الآخرون من ملاحظات، ويكفيني أن أشير إلى أن ما يسمى ال ق ق ج لم أعرفه إلا منذ ولجت هذا العالم الإفتراضي أي منذ سنة أو يزيد قليلا وصرت بدوري أكتبها منذ ذلك الحين.
يمكن القول إذن أن هذا الفضاء الافتراضي أفادني في مسألة النشر بشكل أسرع ،وسمح لي بالاتصال مباشرة بالقراء ، وخلق علاقات هامة مع العديد من الأقلام المحترمة ...وهو مالم يحققه لي النشر في الصحف الورقية التي كنت أنشر فيها نصوصي منذ أزيد من ثلاثين سنة ..
بخصوص نشر الروايتين لم أجد دعما من أحد وإنما قمت بذلك على نفقتي الخاصة وأطمع في نشر مجموعتي القصصية قريبا بالإضافة إلى ما تبقى من أعمال لا زالت تنتظر دورها في النشر.. .. وطبعا سأعتمد على إمكانياتي الخاصة ولا أتوقع دعما من أي أحد .....
إن عشقي للإبداع والكتابة هو ما يشد عضدي وأزري لمزيد من الإصرار، ولوأن ذلك يتم بكثير من الصعوبة بسبب أعباء وظيفتي كمدرس وأب لأربعة أبناء يحتاجون بدورهم للعناية والاهتمام.
شكرا لاهتمامك أختي المحترمة.