هاتِفٌ لِـــــ : عَواطِف ..


..




سِوَى الشَّوقِ لَمْ يَهتِفْ بِقَلبِيَ هاتِفُ=وَ غَيرُكِ لَمْ يَعصِفْ بِرُوحِيَ عاصِفُ
فَما بِيَ مِنْ بَلوَى سِوَى أَنتِ وَ الهَوَى=كَأَنَّكُما : ثاوٍ عَلَيَّ وَ طائِفُ
دَعِي الوَجدَ يُخبِرْكِ عَنْ سِرِّ مُقلَتِي=فَدَمعِيَ مَكتُومٌ وَ وَجدِيَ جارِفُ
إِذا اللَّيلُ أَلقَى فَوقَ حُزنِي ظَلامَهُ=تَمَلمَلَتِ الأَحزانُ وَ اللَّيلُ واقِفُ
وَ أَرخَى سُدُولَ الهَمِّ حَولِي قَنابِلًا=فَبِتُّ كَأَنَّ الهَمَّ - صَبريَ - ناسِفُ
أَطُوفُ عَلَى النَّجماتِ وَ السُّكرُ مُتلِفِي=وَ تِبغِي عَلَى جَمرِ السُّهادِ لَفائِفُ
أُسَكِّنُ أَوجاعي وَ أَمسَحُ دَمعَتي=وَ أَهمِسُ : ( إِنِّي بَعدَ حُبِّكِ آسِفُ )
فَبَعدَ الذي عانَيتُ مِنكِ تَأَكَّدَتْ=ظُنُونِيَ ! وَ القَلبُ المُتَيَّمُ تالِفُ
أَمِثلِيَ مَنْ يُنسَى ؟ وَ مِثلُكُ مَنْ عَلَى=هَوايَ تَجَنَّى ؟ وَ الأَمانِي مَخاوِفُ ؟
تَرِينَ عَذابي ! ثُمَّ تُخفِينَ بَسمَةً=كَأَنَّ لَها جِلدًا عَلِيهِ حَراشِفُ
وَ أُظهِرُ وَجهًا لِلطُّمَأنِينَةِ التِي=تَرِينَ , وَ قَلبِي بِالأَضالِعِ راجِفُ
أُخَبِّئُ حُزني فِي قَوافِيَّ ؛ عَلَّها=تَبُوحُ - لِمَنْ أَهذِي - بِما هُوَ نازِفُ
خَيالُكِ قَتَّالِي إِذا مَرَّ بِي ضُحَىً=فَكَيفَ إِذا ما مَرَّ لَيلًا أُجازِفُ ؟
أُحاوِلُ أَنْ أَستَنبِتَ الضِّحكَ فِي فَمِي=وَ لَونِيَ مَخطُوفٌ وَ طَيفُكُ خاطِفُ
وَ ما بِيَ مِنْ قَهرٍ تَوَطَّنَ فِي دَمِي=لَهُ مِنْ شَرايِينِ الفُؤادِ مَعاطِفُ
إِذا ارتَبتِ بِالضِّحكاتِ فَهْيَ كَذُوبَةٌ=وَ ثَغرِيَ نَوَّاحٌ وَ ضِحكِيَ زائِفُ
وَ لَستُ بِحَلَّافٍ عَلَى ما ادَّعَيتُهُ=وَ لَكِنْ - عَلَى ما فِي ضَمِيريَ - حالِفُ
عَلَيكِ سَلامي رُغمَ ما فِيَّ مِنْ أَذَى=وَ دُمتِ لِشِعري قِبلَةً يا " عَواطِفُ "
وَ لا هُنتِ ما هانَ التَّواجُدُ بَينَنا=وَ لا انتَسَبَتْ إِلَّا إِلَيكِ اللَّطائِفُ
لَعَلَّ لَكِ الأَشعارَ تُهدِي رَوِيَّها=وَ عَلِيَّ ظِلٌّ - أَينَما ظِلتِ - وارِفُ