نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيزواج العقل أطول عمراً وأكثر استقراراً

مضي زمن العواطف والرومانسية
زواج العقل أطول عمراً وأكثر استقراراً





عندما تتصرفين بغباء وجنون طوال الوقت تأكدي أنك وقعتِ في شباك الحب ، الحب الذي مركزه القلب فقط ولا يتدخل فيه العقل ولا يسيطر عليه بأي شكل من الأشكال ، لكن عندما يؤدي الحب إلى قرارات مصيرية مثل الزواج والارتباط الأبدي بالشريك الأخر فمن الضروري أن تفتحين مجالاً للعقل وأن تتركيه يتدخل في الحب ليكون هذا الحب مثالي وله معني ويستمر لأطول فترة ممكنة .
ولأن الحب قد يأتي في وقت غير مناسب كما أنه قد يكون للشريك غير المناسب أيضاً فهذا قد يدمر الحياة الزوجية وينهيها في أسرع وقت ممكن ، كل ذلك يجعلنا نطرح السؤال أيهما أنجح وأكثر استمرارية الزواج المبني على القلب فقط أم العقل فقط أم الاثنين معاً ؟ ولماذا ؟ " لهـن " يطرح السؤال على بعض الفتيات .
القلب والعقل معاً
تذكر شادية عبد الكامل ـ موظفة ـ أن الزواج الناجح دعائمه الأساسية القلب والعقل معاً ، فالزواج لم يكن أبداً قلب بلا عقل أو عقل بلا قلب ، بل فهو يشبه العصا طرفها القلب والعقل ، والعاقل من يمسك العصا من المنتصف فلا يهمل دور العقل فتصبح الحياة باردة كابية خالية من أي بهجة ولها نظام صارم قائم علي الحسابات والعمليات الرياضية ، ولا يكون للقلب السيطرة الكاملة فتصبح الحياة رومانسية تعود بأصحابها إلي القرون الوسطي وتفصلهم عن الواقع الذي لم يعد يعترف بالرومانسية الكاملة بدون تدخل العقل ،
لذا فحين نتجنب إحداهما يصبح الزواج كسيارة بلا إطارات خلفية أو أمامية ، فالزواج لا يستقيم أبداً دون توافق الاثنين وتكاملهما واتفاقهما معاًُ القلب والعقل ، كلاهما يكمل الآخر ويسانده ولا يختلفا وإن اختلفا هنا ينشأ الخلل .
زواج العقل أنجح



الزواج عن عقل أطول عمراً وأقل خسائر ، هكذا بدأت حديثها مني عامر ـ دكتورة جامعية ـ موضحة أن الطرفين قد يتعاملون مع الأمر بمثابة " الصفقة" التي يوضع لها أسس للخسارة وأسس للربح ، وبالتالي إذا تم التعامل مع الزواج من هذا المنطلق ، يمكن التنبؤ بمستقبل الحياة بين الزوجين فيما بعد .
وتوضح مني أن الزواج عن طريق العقل لابد أن يتوافر فيه بنود أساسية كالتوافق المادي والثقافي والاجتماعي حتي ينجح ، لأن زواج القلب أحياناً قد يضعنا تحت طائلة التنازلات ، وبالتالي قد ارتبط بشخص غير متوافق اجتماعياً معي نظراً لأني أحبه ، وطبيعي جداً أن تكون نسبة الفشل أعلي في هذه النوعية من الزواج .
ومن وجهة نظر سعاد محمد ـ محاسبة ـ زواج العقل أنجح فالزواج السليم الناجح المستمر يجب أن يكون بنسبة 80 % عقل و 20% حب حتي يري النور ويستمر إلى نهاية الحياة ولا يعترض طريقة أي عوائق تدمره .
وتشير سعاد أنه يمكن أن ندعم العقل بنسبة بسيطة من العاطفة حتي لا يكون الزواج جامد أو بارد فالعقل أصوب دائماً في حكمه ولكن ليس عقلاً بارداً وجافاً بل عقلاً تدعمه العاطفة وتشد من أزره.
لكل منهما دور
أما شيماء حمدي ـ مدرسة ـ تري أن الزواج أخطر لعبة ممكن أن يلعبها الإنسان فإما أن يكون مصيرها النجاح الكبير أو الخسارة والفشل ، موضحة أن العقل والقلب لهما نفس الدور تقريباً لكن لكل منهما دوره وأولويته عند المرأة .
فهناك امرأة تعطى الأولوية لقلبها ، وهنا لا تري أشياء مهمة وتتغاضي عنها باسم الحب ،
وهناك أخري الماديات أهم شئ فى حياتها تحسب كل شئ بالورقة والقلم بعيداً تماماً عن أي عواطف ، وكلا التجربتين ينتهوا بالفشل الذريع وخاصة الأولي .
وتفضل شيماء العقل أكثر من القلب لتفادي كسرة القلب وتعب الأعصاب ، فهي لا تحب أن تستنفذ عواطفها دون جدوى ، وعلى الإنسان أن يحكم عقله أولاً والتفكير في هل هذا الشريك مناسب لي ومتكافئ أم لا ، هل توجد فيه مواصفات شريك حياتى التى أتمناها أم لا ، ومن الطبيعي أن يعمل القلب اتوماتيكياً ويكون هناك نوع من الألفة والحب بل يصل إلى العشق أيضاً.
بين العقل والعاطفة


ولأن الزواج كائن حي يحتاج إلى ما يدعمه ويجعله مستمراً يؤكد د. سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة " أن الزواج هو سنة الحياة ، وبالتالي يجب وضع الأساس السليم له ، وهذا الأساس لا يعتمد على العاطفة من دون العقل ولا العقل من دون العاطفة ، فالقلب لا يستطيع أن يحسم الأمر بمعزل عن العقل.
حين تعيش الفتاة أو الشاب قصة حب قبل الزواج فإنها تكون مليئة بالعواطف والأحاسيس وتظهر فيها كل معاني الإعجاب بالطرف الآخر ، فالقلب يدق لكن العقل قد يكون غافلاً تماماً عن دراسة شخصية الطرف الآخر وبعد الزواج قد تظهر العيوب لدى الطرفين وتحدث المشاكل فيجد كل منهما الآخر كأنه كان يضع قناع الملائكة قبل الزواج وفي هذه الحالة يبدأ العقل في أداء دوره مفكراً ومعيداً النظر في حياته من جديد ويرى أن الحياة تحولت إلى جحيم وقد يؤدي ذلك إلى الطلاق " .
ويتابع د.عبد العظيم هناك نوع آخر يفضل الزواج التقليدي القائم على مستوى التوافق المادي والاجتماعي وغيرها من الأمور الأخرى فيختار شريكة حياته وهي الفتاة التي رسمها بعقله من دون مراعاة للاعتبارات الأخرى كالمشاعر والأحاسيس والعواطف.
بعد الزواج يرى أنه قد حقق جانباً واحداً من جوانب الحياة الزوجية هو التوافق المادي والمستوى الاجتماعي فيبدأ بعد ذلك رحلة البحث عن الجانب المعنوي، الحب يجد أنه غير موجود فالحياة الزوجية تسير إنما ينقصها الحب وهنا يسود الملل والاكتئاب.
لذا لا بد من أن يتمّ الزواج في ضوء التوفيق بين الفكر والعاطفة والعقل والقلب كي تسير الحياة الزوجية في الاتجاه الصحيح ويتساوى فيها الجانب المادي مع الجانب المعنوي ويسودها التوافق على جميع المستويات الاجتماعية والثقافية والأخلاقية .


وحول مصير الحب بعد الزواج في حالة الاكتفاء بعنصر واحد فقط تذكر د. دولت خضر خنافرـ أستاذة في علم النفس الاجتماعي ـ أن الزواج إذا بني على العقل فقط أو القلب فقط فهذا الزواج يكون مبني على التملك والانفعال أي يعتبر كل شخص أنه أصبح ملك للأخر ومن هنا يبدأ هذا الحب يهدأ ويهبط وإذا استمروا على هذا التملك فقد يؤدي إلى غيرة شديدة تقضي بدورها على الحب والزواج خاصة بعد الظروف الحياتية التي يمر بها الطرفين بعد الزواج .
وفي النهاية توصي د. دولت بضرورة التأني في اختيار الشريك والاعتماد على القلب والعقل معاً لأنهما يكملان بعضهما ولا ينجح الزواج دونهما ، فالقلب هو مصدر الرحمة والعقل هو مصدر الحكمة والزواج بحاجة للرحمة والحكمة
منقول