|
ذِكرى الأَمس !!
..
وَ ناظِرَةٍ ؛ كَأَنَّ لَها شُعاعا=خِلالَ الرُّوحِ يَندَفِعُ اندِفاعا
فَتَرمِي , وَ اللواحِظُ صاعِقاتٌ=أُصارِعُها , وَ ما اعتَدتُ الصِّراعا
فَتَجمَعُ - بَعدَما فَرَقَتْ - عِظامي=وَ تَفرُقُ , بَعدَ ما طِبتُ اجتِماعا
وَ أَخشَى ثَغرَها إِمَّا عَصاني=وَ أَخشَى لَثمَهُ إِمَّا أَطاعا
نَقِيضانِ : اصطِباري فِي هَواها=وَ وَجدٌ بَينَ أَحنائِي تَداعى
أُعِيذُهُما مِنَ الإِفصاحِ , لَكِنْ=بِرَغمي كُلَّ أَسراري أَذاعا
أَرَى لِلوَجدِ وَجهًا وَيكَأَنِّي=لَبِستُ لِوَجهِهِ وَجهي قِناعا
فَما عَبَراتُهُ إِلَّا دُمُوعي=إِذا ما ضاعَتِ الدَّمعاتُ ضاعا
وَ إِنْ هاجَتْ بُحُورُ الوَجدِ حَولي=رَكِبتُ لِمَوجِها حُزني شِراعا
وَ ما ادَّارَأتُ إِلَّا خَلفَ عَجزٍ=بِأَعماقِ التَّذَكُّرِ غارَ قاعا
أَماسِيُّ التَّغَرُّبِ - وَيحَ نَفسي=وَ وَيحَ الذِّكرَياتِ - غَدَتْ ضِباعا
لِتَنهَشَ لَحمَ أَوقاتي بِنابٍ=يَزِيدُ مَلامِحَ الصَّمتِ امتِقاعا
يَبِيعُ الصَّبرُ أَحلامي أَياسًا=فَهَلَّا أُمنِياتِ الوَصلِ باعا ؟
وَ يَغزُونِي بِخَيلِ الشَّكِّ حَتَّى=إِذا رُوحي رَعَيتُ الرُّوحَ راعا
يَدُورُ القَهرُ صاعًا مِنْ مَرارٍ=عَلَيَّ ؛ وَ ما يَدُورُ السَّعدُ صاعا
لِيَملَأَ لِي كُؤُوسَ البُؤسِ تَترا=إِلَى ثَغري مُعَتَّقَةً تِباعا
يَجِنُّ الليلُ لَيمُونًا بِجِنِّي=وَ يَقطُرُ مِنْ دِمائي ما استَطاعا
فَأَمزُجُهُ بِذِكرَى الأَمسِ حَتَّى=إِذا استَيقَظتُ عاوَدتُ الضَّياعا
تُسائِلُني الطُّيُوفُ إِذا أَطَلَّتْ=فَأَختَلِجُ انخِفاضًا وَ ارتِفاعا :
( هُنالِكَ ؟ أَمْ هُنا ؟ لَكَ عَنْ قَريبٍ=تَلاقٍ ؟ رُبَّما يَمحُو الوَداعا !
هُنالِكَ ؟ أَمْ هُنا ؟ ) , ما عُدتُ أَدري !=لِأَيِّ الوُجهَتَينِ أَمُدُّ باعا ؟
وَ هَلْ أُهدي لَها شِعري حُطامًا ؟=وَ أُلقي بَعدَ أَوراقي اليَراعا ؟
فَيَزدادُ اللِّقاءُ بِها امتِناعًا !=وَ يَزدادُ الشَّقاءُ بِها التِياعا !
|
|