يحتج بعضهم في الدعوة إلى التخلص من الوزن والقافية بأنهما قيدان يحولان دون حرية التعبير.


لست أذكر أين قرأت أن الوزن والقافية ليسا قيدين على القول بل حلية له، وأضيف إلى هذا القول أنهما معلما مرتقى إلى أفق أرقى من التعبير بل والمضمون.


الشاعرية ذات أقرب للموهبة التي قد ترتدي النثر لها زيا، فإن تزيت الوزن - وهو قابل للتعلم - غدت شعرا رائقا.


هذه دعوة إلى المشاركين الكرام بتناول نص نثري ثم صوغ أجوائه شعرا باعتدال بين التزام المضمون والحرية في التصوير والتعبير. أذكر أني قرأت في الماضي حوارا عن التشعير أي النقل للشعر كما في قولهم تعريب .


أبدأ بهذا النص :








ها أنت تأتي وأنت تمتطي صهوة الرعد والبروق ..




ها أنا تشبّ مني إليك في اللقيا عروق وعروق,




ها أنا أمسح عن عيني ّ بعض ماجاد به الندى




ها أنا أوغل في عينيك..




آآآآآآآآه لعينيك




أهي صحراء ؟




أم بحر ؟




ماكانت تخبىء من مدى ؟؟!!




تتماوج في عينيك أمنيات العمر




تراقص الموج




تطاير الرمل




عشق الحياة




خوف الردى




ها أنت ياسيدي حزني المصلوب على أعمدة الضياع




ها أنت يا مكامن الخوف حين يعتمل في قلبي وجلّ ارتياع




ممَ أنت ومن أنت ؟




معك تأخذ الأشياء كلّ مسمّى من جديد




تأتلق الألوان




لونا ً فلونا ً فلونا ً




في أمسيات عيد...





ها أنت تأتي على خيل من البـرقِ
..................فيهتف الشوق من عرق إلى عـرقِ




تغرورق العين من وجدٍ فأمسحهـا
................كيما بعينيك تمضي العيـن للعمـق




ويحي أرى البحر في عينيك يجرفني
................موج الأمانيّ من شطآنهـا الـزرق




عواصفٌ إذ تثير الرمل تبعث بـي
................عشق الحياةِ وخوف الموتِ بالصعقِ




ها أنت يا سيدي بالحزن تصلبنـي
................على عمودين من بعدٍ ومـن تـوقِ




.يا مكمن الخوف في قلبي وروعتـه
......................يا حدّ دنياي من غربٍ إلـى شـرقِ




يا أنت فيضاً من الألـوان يغمرنـي
................خذني إليك كمـا أهـوى ولا تُبْـقِ
************

وجدت هذا النص نسيت المنتدى الذي نقلتها منه.



وعثرت عليه وعلى هذه الأبيات التي دونتها منذ مدة.



سعدت اليوم كثيرا ـ فما أجمل الوصل بعد انقطاع.


سعادة تبرر الألم، تبرر البكاء تبررالآه.


تبررمرارة الفقد التي يغصّ لها الحلق و تنحبس لها الانفاس كأنما أصّعد في السماء.


مرارة و غصة لانك لست قريبا.


لانني لا أسمع صوتك كل يوم ،لأنني من دونك أفقد كلي .


أفقد توازني الذي صنعه حضورك بحياتي ،فاستنارت له جنبات نفسي المظلمة .


كم كان ينقصني في البعد عنك يا محمود ؟ كل شيء .


لا معنى للحياة و لا طعم للفرح دون ان نشترك فيه معا .



كم تزداد قربا ؟، إن قلت اندمجنا كان هذا إجحافا. و إن قلت انصهرنا كان هذا تقليلا ، وتزداد هذه المشاعر في ارتقاء حتى لأراها تتعانق روحنا في مكان ما ، لا يتخيله بشر ،


هل يمكن أن يحب شخص شخصا ما بحجم هذا الحب و روعته و تميزه و تفرده؟


****


وفجأة ترحل وتغيب يا محمود


أعرف أنك تعرضت لعارض ولكنك كنت تقول لا أستطيع العيش بدون مقابلتك أو مهاتفتك خاصة في مرضي فليس لي سواك.


ساعات ست ويبدأ جنوني أذكر قولك ذاك وعندما مرضتَ مرة ورحمتك من الاتصال. قلت اتصلي فاتصالك شفائي.


كان ما تعرضت له مدعاة للتواصل فصار عذرا للقطيعة.


كم خفت من السقوط بعض التحليق وكم حذرتك وكنت تطمئنني


ستبرر وسأصدقك فهل لي من بديل.


جسمي بخير فكن بخير


شكرا لبطاقة العيد.


*****





ما أجمل الوصل، فاق الوصف والحلُمـا


......................مبـررا مـا احتسـاه خافقـي ألـمـا



مـرارة الفقـد، حلـقي غـص مختنقـا


......................أنفاس من كابدت بعـد الحبيـب ظمـا



بعض الذي فيّ يا محمـود، أعجزنـي


......................قصور شعـري، وحمـل أثقـل القلمـا



أدمنـت صوتـك يوميّـا يحلـق بـي


......................إلى مداك الـذي أضحـى لـديّ سمـا



أنت التـوازن فـي صـوتٍ يهدهدنـي


......................فـإن تفـارق غـدوت الفقـدَ مرتسمـا



من قبل ( أنت ) ظلام النفس يغمرنـي


......................وجئتَ بـددت مـن وجدانـي الظًّلَمـا



" ما كنت قبلـك مـاذا كنـت أفعلـه "


......................مـا كنـت قبلـك إلا الفقـد والعدمـا



معنى حياتي ومعنـى مـا أعيـش لـه


......................ما العيش إلا ب(نا) . هل تعرف النغما ؟



هل اقتربنـا ؟ عجيـب كيـف تسألنـي


......................ونحـن روح وجسمانـا قـد اقتسـمـا



هل كان في الكون مـا يسمـو لحالتنـا


......................أكـاد أجـزم كـلا . ذاك مـا عُلِمـا



فكل شيء تلاشى غيـر مـا اشتملـت


......................وشائج الحـب ليـس الأمـر مكتتمـا



والآن غبـت بعـذر ليـس يقنعـنـي


......................فهل تناسيت - يا محمـودي – القسمـا



رحلت ، فانصدعت دنيـاي، تقتلنـي !


......................أنـت الحبيـب وإن كبّدتنـي الألـمـا


ويلاه تدفعني دفعا لهاوية


......................وأنت بالحبّ قد أعليتني القمما


السـتّ ساعـات كانـت حـد فرقتنـا


......................تحية العيد صـارت عنـدك الكرمـا !



من أجل عينيـك لـن أشكـوك ثانيـة


......................وسوف أدعو رحيقـاً مـا أرَقْـتَ دمـا



الجسم حيّ وروحي قد قضـت جزعـاً


......................أفديك أفديك لا تستشعر الندما
[web]http://www.arood.com/vb/showthread.php?p=26708#post26708[/web]