السُّقُوط


(1)



سَقَط الْقِنَاعُ


وَتلَاهُ قِنَاعٌ تُلوَ قِنَاعٍ ، بَاتَتْ الحقِيقَةُ خَيَالَاً ، سَرَابًا بَينَ الْأَمَانِي وَصَولَاتِ الْقَدَرْ


بَينَ الرَّجَاءِ وَآمالِ البَشَرِ ، بَان الزِّيفُ ، والوعودُ لَا تحقِّقُ رجاءً ، وَلَا تُشْفِي قُلُوبًا أَو جِرَاحًا مِنْ أَلَمْ


هَلَّلَ الْعَدَمُ رَاقِصًا فَوقَ أَشلَاءِ الْأَمَلِ وَابْتَاعَ العُمْرُ مِنَ الزَّمَنِ الوَهمَ .سَقَطَ الْيَقِينُ بَينْ سرابِ الظُّنُونِ ، وَالأماني ،


عَذَّبها الرَّجاءُ ، بَأَشبَاحِ وَأَطيَافِ التَّمني ، بِدُخَانِ رَمَادٍ ، وَغَيْمَاتٍ عَمَّتْ الْأَرجَاء.


(2)


يَفْتِكُ المَجهُولُ بَأَغْصَانِ الوُرُودِ ، يُشْرَقَ الصُّبحُ يُوَاسِي الوُجُودَ ، هَوَى الرَّبِيعُ ، هَوَى الرَّبِيعُ


وَفَاحَتْ عَذَابَاتُ الْمُرُوجِ ، يَزحَفُ الخَريِفُ ، يَنشُرُ الَوَهَى فِي مَجَاهِلِ المَخِيفِ ، جفََّفَ النَّدَى وَالرَّحِيقَ


تَحْتَضِنُ الزُّهُورُ بَقَايَا النَّسِيمِ ، تَرتَوِي مِنْ دُمُوعِ الرَّبِيعِ الرُّوَاءَ الْأَخِيرْ بَعْدَمَا كانت هي المُنَى والسَّلْوَى وَ النَّجْوَى وَالعَبِيرْ


(3)


بَحْرٌ ماتَتْ فِيْهِ الْعُرُوقُ ، بَاتَ جَلِيدًا ، وَسَفِينَةٌ تَكَسَّرتْ بِهَا الوُعُودُ بِلَا مَرْسَى وَشُطْآنٍ وسقطَ الشِّرَاعُ


الرِّيْحُ تَعْصِفُ بِالْآمَالِ وَالحُلْمُ غَرِيقٌ ، غريقٌ ، بينَ الدُّمُوعِ والْوَعِيدِ ، يسَقَطَ الْقِنَاعُ عَنِ الْأَجَلِ الْمَحتُومْ


(4)


أَطْفَأَ القَمَرُ السِّرَاجَ ؟ أََمْ طَوَاهُ الدُّجَى وَالجُحُودُ مِثلَمَا غَابَتْ دُرُوبُ الْبَشَرِ بَينَ بَرَاثِنِ الظَّلَامِ والظُّلْمِ والطُّغْيَانِ


وَسَقَطتَْ مَدَائِنُ ، وَدِيَارٌ ، وَأَوطَان وَسقطَ الشُّمُوخُ بينَ أَشْجَارِ الْأَحْزَانِ .


(5)


فَرَاشَةٌ تحُومُ ، تُحَلِّقُ ، تَرُوحُ ، وتَغدُو حَائِرَةً ، تَرتَعِدُ ، تبحَثُ عَنْ رَحِيْقٍ ؟ أَمْ تُوَاسِي الْأَغصَانَ


أَمْ تَخْشَى أَحزانَ الْمَغِيبِ حَينَ انحَنَى وَانْكَسَرَ الْعُودُ .


بَينَ الجَمَالِ المَهزُومِ ، يسَقَطَ القِنَاع


(6)


كَمْ مِن نُفُوسٍ سَقَطَتْ غَدرًا بَلَا جَرِيرَةٍ ، تَئِنُّ الضَّيَاعَ ، وَتَحْسُو الْوَدَاعَ وَتَحْبُو خُطَاهَا


كَطَيرٍ بِجنَاحٍ كَسِيرٍ ، يَشْتَاقُ الفَضَاءَ ، تَهبُّ الرِّيحُ ،تلُهو بهِ ، فظنَّ أنَّه يطيرُ ، تلقيهِ مَنْ عَلياءٍ كَالصَخْرِ إذا هَوى


فَقتلَتهْ


(7)


برَاءَةُ الطُّفُولةِ فِي عُيُونِ الْأمَلِ تَمرُ بها السِّنينُ ، ووَجهُ البَرَاءَةِ وَالحُلُمِ الجَمِيلِ ، آلَ إِلَى وَحْشٍ وقلبٍ من حَجَرٍ


إِلى نَارٍ تتَّقِدْ ، تُدمِي الْوِجُودَ.ذاكَ الطفل البريء ببسمته وضحكته الصَّفية النَّقية ، ووجهه الحالم


كيف بعدما صار شابًا ورجلاً تحولَ إلى قاتلٍ وسارقٍ تحول إلى شريرٍ آثمٍ لا يأبه لدمعة امرأةٍ


أو طفلةٍ اوشيخٍ كبير.


(8)


حَقِيقَةٌ وَاهِيَةٌ ، سَقَطَتْ في الهَاوِيةِ تَستَغِيثُ ، يَفْشَلُ الْأمَلُ في اسْتِرضَاءِ الْأقْدَارِ ، يزْحَفُ مِنَ الوَهْمِ وَالسَّرابِ


إِلى النَّارِ وَالْعَارِ ، عَبْرَ أَسوَارِ الْمحَُالِ ، وتَشَابَكَتْ القُيُودُ ، كَنَسِيجِ العِنْكَبُوتِ ، تَاهَتْ دُرُوبُ الْبَشَرِ


تَنزفُ الْوَجَعَ ، وَالْأمَلُ لم يَعُدْ لَهُ مَكَانٌ أَوْ عُنوَانٌ ، تزدانُ الحقِيقَةُ بِأَلوَانِ القَزَحِ ، ثمَّ صارتْ كَعُودٍ هَشِيمٍ مُنْكَسِرٍ ،


سَقَطَ قِنَاع الزيفِ ، بَينَ صَرَخَاتِ الضَّيَاعِ ، وسَكَنَتْ الشُمُوع وَانْتَحَبَ الرَّجَاء ، صَاحَتْ الرُوْحٌ : ضَاعَ الْأَمَانُ


بَينَ أَنيَابِ الزَّمَنِ ، أَم مَنَازِلَ القَدَرْ ؟عِنْدَ سُورٍ وَسَدٍّ وَمُفْتَرَقٍ ؟ عِندَ بَوَّابَاتٍ وَأَورَاقٍ وَبُرهَانٍ ؟


تُؤْتَى صَكَ مُرُورٍ ، وعفوٍ ، أَو نِقمَةً تَسْتَعِرْ .


(9)


صَاحَتْ الْأَقدَار ُ ، سَقَطَ الوُجُودُ ، لَا بِيَدِي ، إنَّما بِيِدِ البَشَر ، سَقَطَ الوُجُودُ بِيِدِ البَشَرْ




السُقُوط


(1)



سَقَط الْقِنَاعُ


وَتلَاهُ قِنَاعٌ تُلوَ قِنَاعٍ ، بَاتَتْ الحقِيقَةُ خَيَالَاً ، سَرَابًا بَينَ الْأَمَانِي وَصَولَاتِ الْقَدَرْ


بَينَ الرَّجَاءِ وَآمالِ البَشَرِ ، بَان الزِّيفُ ، والوعودُ لَا تحقِّقُ رجاءً ، وَلَا تُشْفِي قُلُوبًا أَو جِرَاحًا مِنْ أَلَمْ


هَلَّلَ الْعَدَمُ رَاقِصًا فَوقَ أَشلَاءِ الْأَمَلِ وَابْتَاعَ العُمْرُ مِنَ الزَّمَنِ الوَهمَ .سَقَطَ الْيَقِينُ بَينْ سرابِ الظُّنُونِ ، وَالأماني ،


عَذَّبها الرَّجاءُ ، بَأَشبَاحِ وَأَطيَافِ التَّمني ، بِدُخَانِ رَمَادٍ ، وَغَيْمَاتٍ عَمَّتْ الْأَرجَاء.


(2)


يَفْتِكُ المَجهُولُ بَأَغْصَانِ الوُرُودِ ، يُشْرَقَ الصُّبحُ يُوَاسِي الوُجُودَ ، هَوَى الرَّبِيعُ ، هَوَى الرَّبِيعُ


وَفَاحَتْ عَذَابَاتُ الْمُرُوجِ ، يَزحَفُ الخَريِفُ ، يَنشُرُ الَوَهَى فِي مَجَاهِلِ المَخِيفِ ، جفََّفَ النَّدَى وَالرَّحِيقَ


تَحْتَضِنُ الزُّهُورُ بَقَايَا النَّسِيمِ ، تَرتَوِي مِنْ دُمُوعِ الرَّبِيعِ الرُّوَاءَ الْأَخِيرْ بَعْدَمَا كانت هي المُنَى والسَّلْوَى وَ النَّجْوَى وَالعَبِيرْ


(3)


بَحْرٌ ماتَتْ فِيْهِ الْعُرُوقُ ، بَاتَ جَلِيدًا ، وَسَفِينَةٌ تَكَسَّرتْ بِهَا الوُعُودُ بِلَا مَرْسَى وَشُطْآنٍ وسقطَ الشِّرَاعُ


الرِّيْحُ تَعْصِفُ بِالْآمَالِ وَالحُلْمُ غَرِيقٌ ، غريقٌ ، بينَ الدُّمُوعِ والْوَعِيدِ ، يسَقَطَ الْقِنَاعُ عَنِ الْأَجَلِ الْمَحتُومْ


(4)


أَطْفَأَ القَمَرُ السِّرَاجَ ؟ أََمْ طَوَاهُ الدُّجَى وَالجُحُودُ مِثلَمَا غَابَتْ دُرُوبُ الْبَشَرِ بَينَ بَرَاثِنِ الظَّلَامِ والظُّلْمِ والطُّغْيَانِ


وَسَقَطتَْ مَدَائِنُ ، وَدِيَارٌ ، وَأَوطَان وَسقطَ الشُّمُوخُ بينَ أَشْجَارِ الْأَحْزَانِ .


(5)


فَرَاشَةٌ تحُومُ ، تُحَلِّقُ ، تَرُوحُ ، وتَغدُو حَائِرَةً ، تَرتَعِدُ ، تبحَثُ عَنْ رَحِيْقٍ ؟ أَمْ تُوَاسِي الْأَغصَانَ


أَمْ تَخْشَى أَحزانَ الْمَغِيبِ حَينَ انحَنَى وَانْكَسَرَ الْعُودُ .


بَينَ الجَمَالِ المَهزُومِ ، يسَقَطَ القِنَاع


(6)


كَمْ مِن نُفُوسٍ سَقَطَتْ غَدرًا بَلَا جَرِيرَةٍ ، تَئِنُّ الضَّيَاعَ ، وَتَحْسُو الْوَدَاعَ وَتَحْبُو خُطَاهَا


كَطَيرٍ بِجنَاحٍ كَسِيرٍ ، يَشْتَاقُ الفَضَاءَ ، تَهبُّ الرِّيحُ ،تلُهو بهِ ، فظنَّ أنَّه يطيرُ ، تلقيهِ مَنْ عَلياءٍ كَالصَخْرِ إذا هَوى


فَقتلَتهْ


(7)


برَاءَةُ الطُّفُولةِ فِي عُيُونِ الْأمَلِ تَمرُ بها السِّنينُ ، ووَجهُ البَرَاءَةِ وَالحُلُمِ الجَمِيلِ ، آلَ إِلَى وَحْشٍ وقلبٍ من حَجَرٍ


إِلى نَارٍ تتَّقِدْ ، تُدمِي الْوِجُودَ.ذاكَ الطفل البريء ببسمته وضحكته الصَّفية النَّقية ، ووجهه الحالم


كيف بعدما صار شابًا ورجلاً تحولَ إلى قاتلٍ وسارقٍ تحول إلى شريرٍ آثمٍ لا يأبه لدمعة امرأةٍ


أو طفلةٍ اوشيخٍ كبير.


(8)


حَقِيقَةٌ وَاهِيَةٌ ، سَقَطَتْ في الهَاوِيةِ تَستَغِيثُ ، يَفْشَلُ الْأمَلُ في اسْتِرضَاءِ الْأقْدَارِ ، يزْحَفُ مِنَ الوَهْمِ وَالسَّرابِ


إِلى النَّارِ وَالْعَارِ ، عَبْرَ أَسوَارِ الْمحَُالِ ، وتَشَابَكَتْ القُيُودُ ، كَنَسِيجِ العِنْكَبُوتِ ، تَاهَتْ دُرُوبُ الْبَشَرِ


تَنزفُ الْوَجَعَ ، وَالْأمَلُ لم يَعُدْ لَهُ مَكَانٌ أَوْ عُنوَانٌ ، تزدانُ الحقِيقَةُ بِأَلوَانِ القَزَحِ ، ثمَّ صارتْ كَعُودٍ هَشِيمٍ مُنْكَسِرٍ ،


سَقَطَ قِنَاع الزيفِ ، بَينَ صَرَخَاتِ الضَّيَاعِ ، وسَكَنَتْ الشُمُوع وَانْتَحَبَ الرَّجَاء ، صَاحَتْ الرُوْحٌ : ضَاعَ الْأَمَانُ


بَينَ أَنيَابِ الزَّمَنِ ، أَم مَنَازِلَ القَدَرْ ؟عِنْدَ سُورٍ وَسَدٍّ وَمُفْتَرَقٍ ؟ عِندَ بَوَّابَاتٍ وَأَورَاقٍ وَبُرهَانٍ ؟


تُؤْتَى صَكَ مُرُورٍ ، وعفوٍ ، أَو نِقمَةً تَسْتَعِرْ .


(9)


صَاحَتْ الْأَقدَار ُ ، سَقَطَ الوُجُودُ بِيِدِ البَشَر ، سَقَطَ الوُجُودُ بِيِدِ البَشَرْ ، لا بيدِي



مراد الساعي