عرِاقيُّ الهَوَى


يُلاعِبُني وَيَعْرِفُ باكْتئابِي=وَيَعْصرنُي وَيَشْرَبُ مِنْ عَذَابِي
وَيَقتلُني بِرِفقٍ كُلَّ يَومٍ=وَيَضْحَكُ عِنْدَمِا أبكِي مُصَابِي
أُعَاتِبُهُ فَلا يأبَى لِقَولِي=وَيَتركُنِي يَبَابًا فِي يَبَابِ
أُخَاصِمهُ فَيَطرق كُلَّ ضِلعٍ=كَأنَّ بِهِ حَريقًا مِثْلَ مَا بِي
وَيَعرِفُني قَتِيلُ الشَوقِ أَهْوَى=حِسَان الغِيدِ بِالشَهْدِ المُذَابِ
فَكَمْ عَانَيتُ مِنْ غَدْرٍ وَهَجْرٍ=أَلا تَبًا لِثَارَاتِ الكِعَابِ
عِرَاقِيُّ الهَوَى مَا زَالَ قَلْبِي=يُغَنّي لِلهَوَى فِي كُلِّ بَابِ
أَلا يَا صَاحِبِي يَكْفِي شِجُونًا=أَلا يَا صَاحِبِي يَكْفِي التَصَابِي
سِنِينُ العُمرِ تَمْضِي فِي سكُوتٍ=لِتَتْرُكَ خَلْفَهَا وَهْمَ السَرَابِ
وََهَذَا الحُزْن يَنْخُرُ فِي جَبِينِي=لِيُعْلِنَ مَا تَبَقّى مِنْ شَبَابِي
لَقَدْ أَودَعْتُ قَلْبِي فِي يَمِينِي=وَنَارُ القَلبِ تَقْتُلُ كَالحِرَابِ
أَرَانِي اليَومَ فِي وَطَنِي غَرِيبًا=أُنَادِي وَالصَدَى رَجعُ الجَوَابِ
أَرَى دَمهُ يَسِيلُ بِلا مُغِيثٍ=وَسَعْفُ نَخِيلهِ يبكِي الرَوَابِي
تَقَاسَمَهُ اللصُوصُ بِلَيلِ غَدْرٍ=وَأَصْبَحَ عَالِيًا نَبْحُ الكِلابِ
أَحُسُّ دَمِي وأَوردَتِي تُنَادِي=أَلا تَبًا لأنيَابِ الذِئَابِ
أَلا تَبًا لِمَنْ بَاعوا وَخَانُوا=وَمَنْ دَفَنوا الكَرَامةَ بَالتُرَابِ
أَحنُّ إلى لِقَاءٍ فِيهِ أُمّي=تُعَاتِبُنِي وَتَغْفرُ لِي غِيَابِي
إلى وَطَنٍ أُعَانِقهُ بِشَوقٍ=إلى طَلعِ النَخِيلِ إلى القِبَابِ
فَمَاءُ فُرَاته يَرْوي حَنينِي =وَيُنْعِشُني –بصدْقٍ-حَرُّ آبِ
أَنَا المُشتَاقُ بَينِي أَلف بَحْرٍ=أَيَعْْذِرُني إذَا طَالَ احتِجِابي؟
سَأبْقِى رُغْمَ هَذَا الحُزْنِ أَشْدُو=عِرِاقِيُّ الهَوَى هَذَا انْتِسَابِي

شعر
فارس الهيتي