الأرجوحة ُ للصِّغار
/
/
/

تواعدنا ، كانَ طيفي يسبقُني إليكِ

التقى طيفانا ونحن لمْ نصلْ بعد

تعانقا ، و نحن وقفنا بعيداً

بشوقٍ كنا نرقبُ مشهدَ الالتحام

وسطَ جموع ٍ لم ترَ شيئا"

كان العناقُ صامتاً

تَعاتـَبْنا البُعد

تلكَ الساحةُ تشهد

كلُّ شيءٍ فيها يشهد

أشجارُها

ورودُها

ياسمينُها

أرجوحةُ الصغار

رائعة ً كنتِ تلهينَ عليها كطفلة

أوّلَ مرةٍ رأيتُك

طيفي يُناجي طيفَكِ

عَينايَ تُخاطبانِ عينَيكِ

رائعٌ وطويلٌ حديثُ العيون

لم نرَ أحداً .

نادَتْني عيناكِ كي أتمرجحَ بالجوار

جلستُ كأبله أصمّ أبكم ،
لا يجيدُ سوى لغةِ العيونِ و الشفاهِ و الجسد .


هو ماكنتُ أتوقّعُه

الأرجوحتانِ المتدليتانِ تقتربانِ بهدوء ،
تتعانقان

الصمتُ يعلو

والعواذلُ على ممرّاتِ الحديقة

مقاعدِها

مساحاتِها الخضراء

رائعٌ وطويلٌ حديثُ العيون

ذهبْنا بصمتٍ بعيداً ، و لمْ نغادر ..!

تعانقَ طيفانا طويلاً

الحسادُ يهمهمون ..

يرسمونَ لنا الدوائرَ اللئيمة !

الصمتُ يعلو ثانيةً

صوتُ الأزهارِ يرتفعُ وهي تتراقصُ على دقّاتِ قلبَيْنا

تتمايلُ حُباً

العصافيرُ تعزفُ أنشودةَ اللقاء



و ...

حارسُ الحديقةِ يضربُ على كتفي

بِصوتٍ حاسد :

الأرجوحة ُ للصغار ..!

******
عدتُ في اليومِ التالي

لمْ أجدْ إلا طيفي و طيفـَكِ

و أرجوحتين متعانقتين ..!!
===============
عيسى عماد الدين /حمص المحبة