تصميم مواقع على الإنترنت يسهل الوصول إليها


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


المواقع التي يسهل الوصول إليها هي مكسب للجميع





المواقع التي يسهل الوصول إليها هي مكسب للجميع
يستطيع الناس الذين يجدون صعوبة في استخدام لوحة مفاتيح أو فأرة الكمبيوتر الالتفات إلى اختراعات أخرى تمكنهم من تصفح شبكة الإنترنت. ولكن إذا لم يجر تصميم الموقع على الشبكة على أساس إمكانية الوصول إليه، فإن استخدام الشبكة يمكن أن يشكل تجربة محبطة بحد ذاته.

ترى ما الذي تعنيه لكم عبارة إمكانية الوصول هذه؟

ربما ليس الكثير. ولكنها بالنسبة للبعض فهي المفتاح للإمكانية الفعلية لاستخدام شبكة الإنترنت.

أمّا بالنسبة للكثيرين منا، فقد يعني الأمر أن تكون تجربة استخدام الشبكة أسرع وأبسط وأسهل.

إخفاق المواقع
ففي عام 2004، أجرت الهيئة البريطانية لحقوق المعاقين تحقيقا شمل 1000 موقع على الشبكة العنكبوتية، وخلصت إلى نتيجة مفادها أن 800 من تلك المواقع قد أخفقت في تلبية الحد الأدنى من مقاييس إمكانية الوصول إليها والمحددة من قبل الهيئة التنظيمية لشبكة الإنترنت، وهو الاتحاد العالمي لشبكة الإنترنت.

وقد توصل التحقيق أيضا إلى حقيقة أخرى مفادها أنه إذا كان الموقع على الشبكة سهل المنال من قبل مستخدم معاق فسيكون الوصول إلى الموقع أسرع بثلاث مرات على الشخص العادي الذي ينجز مهامه على الشبكة.

إيما تريسي هي صحفية كفيفة من مجلة آوتش التابعة لـبي بي سي. لقد كلفناها بشراء كتاب من متجر أمازون على شبكة الإنترنت، ولكنها وجدت الأمر غاية في الصعوبة.

تقول إيما: "لقد أمضيت أعمل على جهاز الحاسوب لمدة 20 دقيقة. ولكي أعثر على الكتاب الذي أردت، كان علي أن أبحر في خضم بحر واسع جدا من محركات البحث".

بين عشية وضحاها
وتتابع إيما قائلة: "عندما عثرت على ضالتي وأضفت الكتاب المطلوب إلى سلة مشترياتي، لم أعد أقوى على المضي قدما لأن زر 'المتابعة' لم يكن قد جرى وضع علامة عليه بطريقة تمكنني من معرفة مكانه".

لم تعلق أمازون على الموضوع مباشرة، ولكنها أحالتنا إلى مؤسسة آي إم آر تجي، وهي مجموعة ضغط لتجارة المفرّق على شبكة الإنترنت.

لقد أعلمتنا مؤسسة آي إم آر تجي أن أعضاءها يأخذون قضية الموصلية (إمكانية الوصول) على محمل الجد، ولكنها أضافت أن التغييرات لا يمكن أن تحدث بين عشية وضحاها.

عمل شائك
يمكن أن يكون تصفح شبكة الإنترنت عملا شائكا بالنسبة للعديد منا، مثل المسنين وأولئك الذين يعانون من صعوبات في السمع وعثر النطق.

فتغيير عناصر إطار الموقع كالخط واللون أو زيادة التباين في الخلفية كلها أمور يمكن أن تؤدي إلى وضع أفضل.

تقول مصممة المواقع على الشبكة ليوني واتسون: "هناك تقنية تدعى "ألواح نظام الترتيب" (سي إس إس) يسمح بالتحكم بعناصر الطريقة التي تعرض بها الصفحة، مثل لون النص والخلفية.

تقنية فلاش أو 'الوميض' هي موضوع ممتع فيما يخص قضية إمكانية الوصول إلى الموقع المعني، فهي في الواقع قادرة على تمكين المستخدم من الوصول إليه حقا

ليوني واتسون، مصممة مواقع على شبكة الإنترنت
تضيف المصممة ليوني: "إذا، إن كانت تلك هي الطريقة التي تبنى من خلالها الصفحة، إذا فبإمكانك التحكم بذلك من داخل الأووز أو برنامج التصفح".

تقنية جديدة
وتتابع ليوني: "على أية حال، هذه تقنية جديدة كل الجدة، فقد تم طرحها في السواق منذ حوالي سنتين فقط، وهناك العديد من مصممي مواقع الإنترنت لا تزال تعتريهم بعض المخاوف من استخدامها".

تقول ليوني عن زملاء المهنة هؤلاء: "هم يجعلون الألوان جزءا لا يتجزأ من صفحة الموقع ذاتها، وهذا يعني أنهم لا يستطيعون مسحها بوساطة مقلب الصفحات أو الأووز".

ولكن يبقى هناك أمل.
لقد قام جاي كاي راولنج، مؤلف سلسلة كتب هاري بوتر، بإنشاء أول موقع يستخدم نوعا جديدا من الوميض يتم استخدامه غالبا ليضيف بعدا تفاعليا أو حيويا للموقع.

فمنذ سنتين مضت، طورت مؤسسة برمجيات "أدوبي" تقنية يستطيع المصممون الذين يستخدمون تقنية "الوميض" هذه أن يبنوا من خلالها معالم الموصلية أو إمكانية الوصول إلى الموقع.

تعود ليوني لتقول: "تقنية فلاش أو 'الوميض' هي موضوع ممتع فيما يخص قضية إمكانية الوصول إلى الموقع المعني، فهي في الواقع قادرة على تمكين المستخدم من الوصول إليه حقا".

تقنية 'الوميض'
وتضيف: "إن لها (تقنية ؟فلاش؟) وسائل لإضافة تعليقات للناس الذين يعانون من مشاكل في السمع، فهي تسمح باستيراد مساقات الصوت بيسر، إذ تمكن من تزويد أولئك الذين لديهم إعاقات واضحة بوصف صوتي."

عندما عثرت على ضالتي وأضفت الكتاب المطلوب إلى سلة مشترياتي، لم أعد أقوى على المضي قدما لأن زر 'المتابعة' لم يكن قد جرى وضع علامة عليه بطريقة تمكنني من معرفة مكانه

إيما تريسي، صحفية كفيفة من مجلة آوتش التابعة لـبي بي سي
وتقول: "تتضمن التقنية أيضا الكثير من الوسائل السهلة التي تساهم في تأمين إمكانية الوصول إلى الموقع، إذا أخذنا في الاعتبار أن المطور يقوم ببرمجة هذا الأمر منذ البداية".

هناك طرق شتى لجعل الموقع أكثر سهولة للاستخدام من قبل أي شخص، ولكن هل سترى الشركات تلك الفوائد لبناء موقع يمكن الوصول إليه بشكل كامل وتقوم بتطبيق الفكرة فعلا؟

مستخدمون مكفوفون
إذا كان الجواب لا، فسيتعين إذا إجبار هذه الشركات على تنفيذ مثل هذا الأمر في المستقبل.

تقول مؤسسة "تارغيت" الأمريكية العملاقة إنها تقدم خدماتها ذات الأسعار المتدنية للملايين من البشر.

ولكن يعتقد أحد المستخدمين المكفوفين أن الخدمة الإلكترونية التي تقدما الشركة هي بعيدة كل البعد عن الهدف المرجو.

وعلى أثر الدعم الذي تلقاه هذا المستخدم من قبل "الاتحاد الوطني للمكفوفين" في محاكمة قد تعتبر نقطة فارقة، فقد قرر مقاضاة الشركة أمام المحاكم على خلفية التمييز العنصري.

التقاط الأنفاس
وفي بريطانيا، تمنح التطورات الأخيرة المصممين فرصة لالتقاط الأنفاس والتفكير مليا بالقضية.

فهناك بعض التشريعات الأساسية التي تسعى للتأكد من أن المواقع التي تقدم الخدمات والتربية وفرص التوظيف تلبي الحد الأدنى من الشروط المطلوبة.

وقد أصدر معهد المقاييس البريطاني مؤخر الدليل الجديد الذي عرف باسم "المواصفات الـ78 المتاحة للعموم"، التي تنصح باتباع طرق تجعل من كل المواقع على الشبكة أمرا سهل المنال. وهذا ما يؤمل أن يصبح مطلبا قانونيا في المستقبل.

يقول أولئك الذين يطالبون بإمكانية الوصول الأسهل إلى المواقع إنه لا يتعين اللجوء إلى وضع يد القضاء الغليظة لجعل الأمور أفضل في هذا المجال، بل ينبغي أن يترك الأمر للفطرة السليمة والحكم العقلاني على الأمور.