3/11/2009

أيها القتلة والمختلون إسرائيل هى المكان المناسب لكم

كتب/ بنى تسيبر
ترجمة: عمرو زكريا خليل


الاستنتاج الوحيد الذى يجب استنتاجه فى رأيى من عملية قتل عائلة أوشرنقو واعتقال يعقوب طايطل الذى وصفوه بالارهابى اليهودى حتى تتبدل الحالية النفسية الفظة ويتحول الى بطل قومى، هو أن قانون العودة ذلك القانون الصهيونى العنصرى فى رأى البعض الذى يعطى الحق التلقائى لكل يهودى فى العالم فى المجئ الى هنا والحصول على الجنسية الاسرائيليلة، قد أفلس تماماً.

فكم مختل آخر مطلوب فى جريمة قتل فى روسيا سيهاجر الى إسرائيل ويحصل على عمل كحارس من قبل الشاباك (جهاز الأمن العام)، ويرتكب الجرائم والمصائب وكم ملياردير مجرم تُعتبر إسرائيل بالنسبة له بلد مريح يفر إليه سيأتى ويشترى روح هذا الشعب الساذج بالكلمات الناعمة حتى ندرك أن هذا القانون، قانون العودة قد أفلس؟
من ناحية أخرى لدينا عمال مهاجرين لا يدخلون تحت شريحة المستحقين للجنسية هذا فقط لأنهم غير يهود من ناحية الدم لكنهم يحبون البلد ويرغبون فى العمل والاسهام والبناء فيها والتعايش فيها، لكنهم يرغبون فى طردهم ويطردوهم بالفعل بكل خزى. وهم أيضاً ضحايا هذا القانون القديم المسمى قانون العودة. والضحايا الأخرون لهذا القانون هم نحن الذين نعيش هنا، مجرد إسرائيليين يرغبون فى عيش حياة طبيعية. لكن لا، فيأتى فجأة مهاجر مدلل من أمريكا يستحق طبقاً لقانون العودة أن يكون مواطناً مساوياً لى فقط لأن دمه يهودى ويقرر، بسبب دخول طائر أو حشرة فى رأسه وطنت له بأنه يجب أن يقتل بعض العرب لوجبة الإفطار وبعض الشواذ جنسياً لوجبة الغداء وبعض اليساريين لوجبة العشاء.


الولد ليس لديه عمل ويهزى هزيانا مسيحانياً؟ أرسلوه الى إسرائيل.
فلنقارن طايطل هذا بعامل لا أعرف اسمه من ساحل العاج جلس بجوارى فى الباص وحاورته بالفرنسية وكانت لغته الفرنسية ممتازة وكان مثقفاً قلت فى نفسى فى ذلك الوقت لو أن هذا بلد طبيعى لكان من الممكن ان يصبح فيه مدرساً ولا يقضى وقته فى أعمال النظافة، وإن كان راضياً بأى عمل ولا يتذمر. أى أنه لدينا هنا مواطناً نموذجياً محتملاً ليس لديه أى حشرات دينية فى رأسه ولا يشكل أى خطر على المجتمع. وفى المقابل لدينا مختل مثل طايطل أو قاتل عائلة أوشرنقو اللذان يتمتعان بالجنسية الإسرائيلية التلقائية فقط لأنهما يهوديان عرقياً ولم يدقق أحد عند مجيئهما إن كانا يصلحان للعيش فى المجتمع الانسانى بشكل عام أو المجتمع الاسرائيلى بشكل خاص.
من الواضح أنه ليس للمستوطنين ولأفكارهم الأغلبية لدى السكان الاسرائيليين بشكل عام لكن مع هذا فإن لديهم تأثير. تأتى هذه القوة من حقيقة أن لديهم حماية قوية فى البلاد التى أتوا منها والتى هى فى معظم الحالات الولايات المتحدة أو فرنسا. والمستوطنة التى يأتون للعيش فيها هى على الأغلب الحل الذى وجدته العائلة من أجل التخلص منهم ومن الحماقات التى فى رؤوسهم. فإن لم يستطع الالتحاق بالجامعة وليس لديه عمل ويهزى هزياناً مسيحانياً فهيا نرسله الى إسرائيل وهناك سيجد عدد كاف من الحمقى أمثاله لينضم اليهم. وبعد أن يستقر هذا المختل هنا يحضر والداه المتقاعدان ويستقران هنا ويقولان: والله، ليس الأمر بالسئ هنا. المشكلة الوحيدة هى أنه يوجد حولنا عرب لكننا سنتخلص منهم بعد قليل ويصبح هنا جنة فى الأرض. وهذا ما يحدث أيضاً لمن يأتون من الجزء الذى كان ذات مرة الاتحاد السوفيتى.
ربما تكون إسرائيل غير غنية مثل كندا لكنها تمنحهم الجنسية والاستقرار شريطة ان يبرهنوا أن لديهم جدة ما من جانب الجد كان ربما فلاحاً روسياً لكنه فى ذاكرة العائلة كانت هناك حكاية عن ختانه فى عمر الثمانية أيام وأنه كان يأكل الفطير مرة فى العام فى شهر أبريل. من الممكن أن يكون هذا اليهودى جينياً مطلوباً فى جريمة قتل وسرقة مسلحة وفى أوقات الفراغ يصبح حارساً كم حدث مع قاتل عائلة أوشرنقو.

قانون عودة انتقائى كان ليعيد للصهيونية كرامتها
لا أقول أنه ليس لدينا مجرمين وأن الإسرائيلى الأصيل أو من ولد فى إسرائيل أشرف من هؤلاء القادمين من الولايات المتحدة أو روسيا، لكن لو تغير قانون العودة وأصبحت الهجرة انتقائية أكثر لكان من الممكن منع دخول عناصر غير مرغوب فيها إلى إسرائيل وتصبح هذه البلاد طبيعية أكثر. قانون العودة الانتقائى كان سيعيد لفكرة الصهيونية كرامتها ولا تصوره كنوع من العنصرية البحتة.
أعتقد أن اليهودية كانت لتربح من ذلك على المدى البعيد، فما الذى يحدث اليوم لهذه الديانة؟ فقد أصبحت ذريعة للمجرمين والمختلين من أجل الحصول على مأوى آمن هنا. فكروا للحظة – ما اليهودى فى جريمة مثل عائلة أوشرنقو؟ وما اليهودى فى يعقوب طايطل؟ إنهما معاديان لليهودية بكل كيانهما وفقاً لكل المعايير. وما اليهودى فى فى جايدماق الذى كان محبوب الجماهير وكان من الممكن أن يصبح رئيساً للبلدية ثم رئيساً للحكومة إلى أن أظهرت محكمة فرنسية حقيقته.
أما الأطفال وأباؤهم من طائفة العمال المهاجرين الراغبين فى الاندماج فى الحياة الاسرائيلية فلا يحصلون على هذه الامكانية. ولكن ليس هم فقط فهناك الكثيرون مثل الألمان غير اليهود الذين يعيشون هنا فى إسرائيل ويعملون فى وظائف مهمة وكل أملهم أن يصبحوا مواطنين إسرائيليين لكن الدولة لسوء نوايها تتركهم فى وضع سكان دائمين فى أفضل الأحوال. وكل ذلك لماذا؟ بسبب قانون العودة والحصرية اليهودية به.

هرتسل كان سيوقع على إلغاء قانون العودة.
كانت هناك حركة فى ألأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضى تسمى "حركة العبريين الشباب" أو "الكنعانيون" حلموا بدولة تُمنح فيها الجنسية للمواطنين مثل الولايات المتحدة أو فرنسا ليس وفقاً للدم بل لمن وُلد على أراضيها دون تمييز دينى أو عرقى. ويستلزم ذلك بالطبع تغيير النظرة الى أنفسنا كيهود.

أنا شخصياً أؤمن أنه يوما ما ستأتى هذه الانتفاضة عندما ندرك أنه من المستحيل الاستمرار على هذا الحال فى أن تصبح إسرائيل ملجأ المجرمين والمختلين من اليهود الفارين من العالم كله وعندما تنهار الدولة الملتزمة بهذا الشئ المجرد المسمى "اليهودية". وتكفى فقط الرغبة الصادقة فى حدوث ذلك وسوف يحدث. وهذا كما هو معروف قد قاله هرتسل والذى كان فى رأيى سيوقع بعينين مغمضتين على الإلغاء الفورى لقانون العودة.