ماذا دهاك فلا تقـوى علـى الكلـم؟



......................أذكرياتـك؟ أم صيـرورة الـعـدمِ؟


من ذا يخاطبني؟ قلبي، أتهـزأُ بـي ؟


......................ألست من قادني دوما إلـى النـدمِ ؟


كأنّما لستَ تدري مـا الـذي فعلـت


......................رؤياك بي، ثم تصديقيك فـي الحلُـمِ


حملتنـي لجنـانٍ لا مثـيـل لـهـا


......................خريـر أنهارهـا مستعـذب النغـم


تمر فيهـا الليالـي والندى قُبلٌ


......................والفجر يهدي لها الأشـواق بالرّهَـم


وإن ألـمّ بهـا المضنـى تهـدهـده


......................حتـى تبدّلـه سعـدا مـن السّـقـمِ


فلتنظـر الآن لا نهـر ولا شـجـرٌ


......................ما ثمّ غير الصحارى الجرد والسـأمِ


صدقتَ حلميَ؟ مـذ كبلتنـي وأنـا


......................ثـاوٍ بقلعـة ياسـي دونمـا جـرَمِ


ألست من كنت في مكـر تبرمجنـي


......................كيما أبرر مـا تبغـي مـن القِـدَمِ


رحماك قلبي ، أضاعت كل آصرةٍ ؟


......................حسبـت أنـا كيـانٌ غيـر منقسـم


الحلم لي ؟ وشمول الفكـر تزعمـه


......................حسبي هموميَ ممـا جئـتَ، لا تلًـمِ


ولست ألحاكَ أن خلت السرابَ رُبىً


......................أشجارها مـن وئـامِ حُـفَ بالنّعَـمِ


ولتتـق الله فـي عينيـك أرهقـهـا


......................منك ادّكاركَ مخفـوراً مـن الذَمـمِ


واترك شفافيّـةً كـم أرهقتـك ولـذْ


......................مـن الأنـام بستـرٍ أسـودٍ قَـتِـمِ


دع الأمانـي ولـذ باليـأس إن بـه


......................لراحة مـن لهيـب النـار والحمـم



دع الأمانـي بما أرضعنَ من خبلٍ


......................تذكّر المرّ مما ذقتَ تنفطم



وهبْ قضيتَ أسىً ؟ لا شيءَ يعقب ذا


......................فالقتل حينا يُرى من أصغـر اللمـم


أفق رجوتكَ إني منـك فـي جـزعٍ



......................هل أنت مستيقظ أم عـدت للحلـم؟