بِسِجْنِ الخِيام
لا تسألوني لِمَ تأخَّر إلهامي قرابة عشرِ سنين ..
اسألوهُ هو ..
فأمسِ فقط، قد طرحتُ السؤال على صاحبٍ لي:
ترى ما شعور المساجينَ بسجن الخيام غداةَ الجنوبُ تَحرَّر؟؟
فكانت قصيدي:

بِسجنِ الخيامِ مكَثتُ طويلاَ ..


مكثتُ طويلاً .. وجمَّدْتُ فِكْري



تقبَّلْتُ أمريَّ ثمَّ احتسبتُ لدى اللهِ عمري



بأمرٍ ننامُ وأمرٍ نفيقُ


وأمرٍ نغوطُ وأمرٍ نُريق


وكلٌّ بحُكمِ الحذاء نُطيق



ويأتي إلينا الطعامُ فُتاتاً بأمرْ


ويعطى إلينا الضياء بظلمة زنزانةٍ عفَّنتها المياهُ بِقدرْ


وحتى الهواءُ الذي نتنفَّسُ يعطى إلينا بِقتر



مكثتُ طويلاً وما عدتٌ أدري



أ في أرضنا مثلُ ذاك الظلام؟


أفي أرضِنا يُستباحُ الرِّجالُ بأيدي اللئام؟؟



تشوَّه وجهي من التعذيبٍ .. والعارُ يعتارُنا بانتظام



وعينايَ أعشاهما الليلُ


واليأس طوَّقَ روحي



عدا ما جرى من صديدٍ بجوفِ قروحي



ويوماً ..


سمعت ضجيجاً ولغطاً وقالاً وقيل


فشنَّفتُ أُذنَيَّ عَلّي إلى لغزِ ما يستَجِدُّ أزيل



سمعتٌ سلاماً فكذَّبتُ سمعي



فعادةُ أسباطِ صهيونَ أن يقلبوا السين شين
وسجَّاننا اللّحديُّ حيناً يُفرنِسُ في القولِ أو يتأمرَكُ حين


ولكنني، إذ أصختُ قليلاً سمعتُ مقولة: (اللهُ أكبر)


دُهشتُ وقمتُ .. وفي الأوداج ِ دمِّي تفَجَّرْ


ذُهِلتُ ..


وأيقنتُ أنّيَ أهذي .. تراهُ دماغي تخدَّر؟



سمعتُ ضجيجَ السلاسِلِ تُكسر


فما عدتُ أدرِكُ .. ما عدتُ أُبصِر


وعادت تداعبُ سمعي مقولةُ: الله أكبر


أحمدُ .. يا وائلٌ .. يا جميلٌ


ويا عبدَ ربِّكَ .. هيا تحرَّر


جأرتُ بصوتيَ .. (اللهُ أكبر)


قلبي تسمَّر




ومن يومها بسمتي لم تُكدَّر


ومن يومها النَّصرُ يربو ويُزْهِرُ .. (الله أكبر)



29\10\2009