إقبال في ألمانيا على عمليات استعادة العذرية



Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: الشباب المسلم في الغرب بين مغريات الحياة المتحررة وقيود العادات والتقاليد

تواجه بعض الفتيات المنحدرات من أصول مهاجرة في ألمانيا، واللاتي يمارسن الجنس قبل الزواج، أزمةً عند زواجهن بسبب تقاليد أسرهن المحافظة. الأمر الذي يجعلهن يلجأن إلى إجراء عمليات لاستعادة عذريتهن، تصل تكاليفها إلى 3000 يورو.





لا تزال نسبةٌ كبيرة من الأسر المنحدرة من أصول مهاجرة في ألمانيا متمسكة بالقيم الدينية والعادات والتقاليد، مما قد يعرض أبنائهم أو أحفادهم في أحيان كثيرة إلى أزمة هوية. فالأجيال الجديدة تنشأ في المجتمع الألماني متمتعةً بقدر كبير من الحرية الفردية، في حين تفرض عليهم أسرهم التمسك بالقيم والتقاليد السائدة في أوطانهم الأصلية.

وتتجلى أزمة الهوية بوضوح لدى الكثير من الفتيات اللواتي ينحدرن من أصول تركية أو عربية ويقدمن على إقامة علاقات قبل الزواج. حيث يواجهن إشكالية سلامة غشاء البكارة عندما يتقدم للفتاة رجل من أصول مهاجرة أيضا للزواج منها. وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة لجوء هؤلاء الفتيات في ألمانيا إلى إجراء عمليات "إعادة العذرية" في المراكز الطبية المتخصصة.


مركز ألماني يعيد العذرية للفتيات


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيBildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: سلامة غشاء البكارة قبل الزواج قضية أخلاقية أم دينية؟وعند الزواج يختلط القلق والتوتر بمشاعر الفرحة لدى الفتيات اللاتي أقمن علاقات جنسية قبل الزواج. إذ ينتاب الفتاة الخوف من الفضيحة إذا اكتشف الزوج أنها ليست عذراء في ليلة الزفاف. وتتساءل الفتاة "هل سيلاحظ زوجي أنني كنت على علاقة برجل آخر قبل الزواج؟ هل أستطيع عمل شيء ضد الفضيحة؟ ربما أن أستعيد عذريتي عن طريق تدخل جراحي بسيط؟" وهذه هي بالضبط الأسئلة التي تطرحها الشابات ذوات الأصول المهاجرة في مركز بالانس Balance لتنظيم الأسرة في برلين.

وكثيرا ما تشعر الفتيات بالراحة عندما تجيبهن كريستيانة تينهارد أخصائية الأمراض النسائية في المركز قائلة بأنه ليس باستطاعة أي رجل ملاحظة إذا كانت زوجته عذراء أم لا. وتحاول تينهارد بقدر الإمكان أن تقنع الشابات بعدم إجراء عملية استعادة غشاء البكارة. فهي ترى أن في ذلك حد للحرية الجنسية وحرية اتخاذ القرار.


وتضيف تينهارد قائلة " نقوم بالتدخل الجراحي لإعادة خياطة غشاء البكارة عندما نشعر أنه ليس هناك مجال آخر بالنسبة للفتاة، وأن هناك خطورة على حياتها إذا لم تقم بإجراء العملية. ولهذا السبب نقوم بإجراء عدد قليل من العمليات. بالطبع أستطيع أن أقوم بإجراء عشرات العمليات أسبوعيا، لكنني لا أريد ذلك."


خمسون في المائة من السيدات لا يسيل دم بكارتهن


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيBildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: قد تصل تكاليف العملية الجراحية الواحدة إلى 3000 يورو في ألمانياوقد تزداد الأمور تعقيدا بالنسبة للفتاة إذا لم يسل دم البكارة في ليلة الزفاف وتزداد الضغوط عليها إذا طلبت الأسرة إجراء فحص على عذريتها. إلا أن الأخصائية النسائية يوتا بليفكه من جمعية برو فاميليا Pro Familia الألمانية لتنظيم الأسرة والتربية والاستشارة الجنسية، تؤكد أنه ليس بإمكان أي طبيب أن يحدد ما إذا كانت الشابة عذراء قبل ليلة الدخلة أم لا.


وتقوم بليفكه بإلقاء دروس في المدارس المختلفة في ألمانيا توضح فيها خصائص غشاء البكارة، وتضيف قائلة "نقوم بتوضيح الأنواع المختلفة لطبيعة غشاء البكارة. وهو عبارة عن نسيج غاية في الرقة، يختلف من فتاة لأخرى. كما نؤكد أيضا أن خمسين في المائة فقط من السيدات على الأكثر ينزفن في المرة الأولى".

كما تضيف الأخصائية النفسية ميريام شولر قائلة بأن شبابا كثيرين يقدمون على إقامة علاقات جنسية قبل الزواج. فهم يعلمون أمر العمليات وإمكانية "خياطة" غشاء البكارة، ولهذا السبب فهم يستمتعون بحياتهم بقدر الإمكان وقبل الزواج تفكر الفتيات في استعادة عذريتهن، فتلجأن إلى الأخصائيين و جراحي التجميل. ومن الجدير بالذكر أن تكاليف العملية الواحدة قد تصل إلى 3000 يورو في ألمانيا.

هنريتا فريجه/دينا جودة
مراجعة: هيثم عبد العظيم