اعتقال داعية سوري عقب هجومه على شيخ الأزهر بقناة "الجزيرة"

ذكرت تقارير صحفية ان قوات الأمن السورية قامت باعتقال الشيخ عبد الرحمن الكوكي، فور وصوله إلى مطار دمشق بعد مشاركته الثلاثاء الماضي في حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس، الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية، ويقدمه فيصل القاسم، وكانت مخصصة لموضوع شيخ الأزهر وقضية النقاب.
الهجوم على شيخ الأزهر في "الجزيرة"
وكان الشيخ عبد الرحمن الكوكي قد شارك في حلقة "الاتجاه المعاكس" التي بُثت الثلاثاء الماضي كأحد ضيفين تناولا قضية النقاب ومنع النساء من ارتدائه.
وشن الكوكي هجوماً قاسياً على شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي متهماً إياه بأنه يشارك في حملة صليبية ضد الإسلام، وقال: إن ما فعله شيخ الأزهر يعتبر "خيانة وجريمة ضد الإسلام"، مضيفا أن شيخ الأزهر يتولى منصبا لا يستحقه، فهو- على حد قول الكوكى- "يشارك بحملة صليبية ضد الإسلام، عدوه الأول الحجاب والعفة والنقاب وأنهى الكوكى حديثه قائلاً "عليه أن يستقيل، أقول له اذهب إلى بيتك أو توظف عند ساركوزى، عليك أن تصبح مستشارا لساركوزى أو لجورج بوش أو لمن صافحته شمعون بيريز
ولاقت تصريحات الشيخ الكوكي رفضاً من المراقبين والدعاة في سورية واعتبر البعض كلامه غير مسؤول وأنه يعبر عن نفسه وقناعته فقط ولا يعبر عن موقف وزارة الأوقاف السورية.
وأثار ما قاله الكوكي الضيف المصري عبد الرحيم علي، والذي وصف ما قاله الكوكي بأنه يعد حقدا على مصر، ودافع عبد الرحيم عن شيخ الازهر، وقال بحدة شديدة انه عالم كبير وساوى بين شيخ الازهر ومحمد عبده، ثم قال: من آذى المسلمين في اوروبا، هل هو شيخ الازهر ام امثالك؟..
وقاطع عبد الرحيم الشيخ السوري قائلا: "عفة المرأة شيء وان تجعلها كائنا بلا ملامح وخيمة سوداء تمشي بالشارع شيء اخر. واضاف محتدا: الصهاينة يدنسون الجولان، وتأتي انت وتدافع عن النقاب، اذهب وانصح قادتك بأن يجهزوا جيوشهم، لماذا لا تقول للسيد الرئيس السوري بان يفرض النقاب على زوجته او على النساء السوريات بدل ان تتدخل بشؤوننا".؟!
فرد مقدم البرنامج فيصل القاسم والذي حاول استغلال الحلقة لإهانة طنطاوي: "نحن هنا نتحدث عن شيخ الازهر، فبدل ان يشغل شيخ الازهر نفسه بخلع الحجاب ليتحدث مثلا عن الفساد ويدافع عن الاقصى وعن ساكني القبور وآكلي الزبالة". فقاطعه الضيف المصري، قائلا: يا اخي الارض والعرض ام وجه المرأة؟
وكان كوكي قد قام خلال الحلقة بتوجيه مجموعة كبيرة من الشتائم لشيخ الأزهر، أحس معها المشاهدون بأن الحقلة أعدت خصيصا للهجوم على الشيخ طنطاوي، وهو الأمر، الذي صرح به االطرف الثاني في الحوار المصري عبد الرحيم علي، الذي اتهم القاسم بأنه يتقصد شتم الأزهر وشتم طنطاوي والإساءة إلى مصر.
وحسبما ذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية ، فقد شددت مصادر سورية على أن الكوكي الذي قد يواجه تهمة تخريب العلاقة مع دولة عربية والإساءة لشخصيات دينية مرجعية وربما يواجه تهمة التحريض الديني وذلك من قبل القضاء السوري المختص.
ورأت المصادر السورية أنه قد لا ينفع الداعية كوكي التعهد خطياً بعدم تكرار ما فعله على "الجزيرة" وأنه سيواجه محاكمة حتماً، سيما وأنه كان يتحدث عبر فضائية واسعة الانتشار، حسب تعبيرها.
واعتبرت أيضاً أنه "وإن كانت تصريحات الكوكي تعبر عن قناعاته فقط" فإن وزارة الأوقاف السورية هي مَن تتحمل المسؤولية فيما حصل، كونه (الكوكي) كان موجوداً في العاصمة القطرية الدوحة بتكليف رسمي من قبل وزارة الأوقاف للمشاركة بمؤتمر حوار الأديان، مشيرة إلى أنه كان على وزارة الأوقاف ألا تعتمد الكوكي ممثلاً لها وتغيّب العشرات من رجال الدين السوريين الأكثر انفتاحاً، متسائلة كيف تمثَّل سورية في المحافل الدولية عبر هذا الخطاب الديني الذي تحدث به الشيخ عبد الرحمن الكوكي عبر شاشة '"لجزيرة".
وتأتي قضية اعتقال الكوكي لتعكس قلق المؤسسة الرسمية السورية من اضطراب علاقاتها مع جوارها العربي، حيث لم يكن أمام وزارة الأوقاف إلا أمر من اثنين، إما التعامل مع تصريحات كوكي على أنها رأي شخصي، وبذلك ستستمر الأزمة باعتبار الكوكي سوريا في المقام الأول، وينتمي للمؤسسات الدينية الرسمية، وإما أن تتخذ موقفا معارضا لتصريحاته، وذلك بإخضاعه للتحقيق لتلغي مسؤوليتها عن انفعاله، الذي وصل حد الشتم والتجريح.
المصدر: موقع محيط للأنباء