محاور فوق العادة
جلست بجانب شخص أعرفه .. كان هاويا للنقاش محبا للجدل . . وما أكثر ما كان يتكلم وما اقل ما كان يصمت .. أشبعني ( نهراً و لكشاً وضرباً ) ويفزعني أحيانا بجحوظ عينيه مندهشا
لم يتركني أرد أبداً .. فقرات رقبتي قد تفتقت من هز رأسي .. وعندما أحاول الهروب من قربه يتمسك بطرفي ويجرني إلى الأرض غصبا .. وفي إحدى لحظات هدوءه القليلة .
استغليت الموقف وسألته يا سيدي : ـ يا من صناعتك الكلام وغيره .. كيف أصبح محاورا ناجحا مثلك ؟؟

التفت إلي بتثاقل و تمتم بكلمات لم استطيع فهمها .. وزفر طويلاً من أنفه ..
عندها شعرت بأنني قد تورطت بما طلبته .. و تنبأت بأن القول سيكون طويلا ً وثقيلا . . توجست .. احتسبت .
استحضرت ذاكرتي قول لأحد المفكرين الغرب ( ديل كارينج ) .. " أفضل وسيلة لتكسب جدلا ما .. أن لا تشترك فيه " .. كيف أوقعت نفسي إذا ؟؟
رن هاتفه .. هم بالرد .
استغليت الموقف .. نهضت وفي عتبة البيت وقفت .. وقلت : ـ سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .