أحفظوها من الضياع
بقلم : عبدالجبار طُبَل





رغم مانعرفه عن الشعر العربي في الأندلس وما قدمه لنا التاريخ الأدبي من نتاجات لأعلام الشعر في تلك الحقبة إلا أنه مازال هناك العديد من فحول الشعر الأندلسي مجهولين لدينا ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ( ابن شخيص الأندلسي)فمن هو هذا الشاعر ؟ وما هي أهم سماته الشعرية ؟
ونظرا لمكانته الشعرية وخصاله الأدبية أردت أن أعرف القارئ به معتمدا على دراسة صدرت في كتاب للكاتب أحمد عبد القادر صلاحية عن دار ابن القيم ودار الشراع بدمشق.
وفيه يعرفنا الكاتب على أحد أهم هؤلاء الفحول الذين كاد يغيبهم إهمال المؤرخين للتاريخ الأدبي العربي تجاوزهم عن تناول هذه الأسماء في كتاباتهم , يقول د. صلاحية :
ابن شخيص الأندلسي هو أحد أهم المجهولين من شعراء القرن الرابع الهجري في الأندلس واسمه محمد بن مطرف ابن شخيص ويوصف بأنه أحد فحول شعراء ذلك الزمان وأعيانهم ومقدميهم .
وقد قام المؤلف بجمع شعره وقدم له ضمن مشروع للتعريف ببعض فحول شعراء الأندلس غير المعروفين للعامة والخاصة أحيانا...... وفي كتابه هذا يسلط الضوء على ابن شخيص مستخلصا أهم سماته مما وصل من شعره إلينا وقام بتخريج القصائد مرتبة على حروف الهجاء والحركات الإعرابية معلقا عليها تارة ومتوسعا في شرحها تارة أخرى وناقلا بين ذلك اختلاف الروايات وأهم الشروحات من المصادر المحققة التي أوردت شعر ابن شخيص مضيفا إليها بعضا من شروحه هو .
فمن خلال ما نجا من قبضة الضياع توصل المؤلف إلى تحديد السمات العامة لشعر ابن شخيص فوجدها تتلخص بالآتي:
أولا- تنوع الأغراض : حيث تتعدد الموضوعات وتتقلب بين جد وهزل.
ثانيا- تبدو شخصية الشاعر واضحة في هزله , شاحبة غائبة في مديحه.
ثالثا- تبرز الملامح الشرقية واضحة في مدائحه مثلما يبدو تأثره الكبير بأشعار جرير والفرزدق والمتنبي.

ولعل قلة الأشعار التي نقلها المؤلف عن هذا الشاعر تدفعنا لدعوة الباحثين في التاريخ الأدبي والمحققين لكنوزه التراثية للبحث عن أمثال هذا الشاعر الفحل سواء أكان ذلك في العصر الأندلسي أم قبله من العصور التي ازدهر فيها التجديد الفني للقصيدة العمودية على يد عدد كبير من فحول الشعر الذين لايقلون أهمية عن أولئك الأعلام التي مازلنا نستلهم من قصائدهم الحكمة والجمال ونستمتع بعذوبة مضامينها ورقة معانيها أمثال المتنبي والبحتري وأبي نواس .
ولعل من الضروري والضروري جدا الإشارة إلى أهمية الفهارس التي تحفظ لنا بعضا من أسماء الشعراء الذين هم بحاجة إلى من يبحث وينقب عن نتاجاتهم في طيات المخطوطات التاريخية والأدبية مثل فهرس الأعلام والقبائل وفهرس الأماكن وفهرس القوافي والأغراض الشعرية التي ضمها كتاب الدكتور صلاحية .
وما ينطبق على الشعر ينطبق على جميع الفنون والأجناس الأدبية العربية القديمة .
وما نأمله أن تجد دعوتنا هذه صدى ايجابيا لدى الباحثين والمحققين في مخطوطات التاريخ الأدبي العربي.




*******************
ردي:
حقيقة اشكرك حزيل الشكر لمبادرتك ودعوتك املهمة جدا ولااظن ان الشاعر المذكور هو الوحيد المجهول فهناك من ينبش الشعراء ورائهم وقل من يقرا لهم او يدري بهم مثل ابن مقبل صريع الغواني وهكذا ....
بمعنى كفانا نتغنى بمن اخذوا حقهم من الشهرة رغم استحقاقهم ولنبحث بصدق عمن اثرى مكتبة الشعر دون صوت
لك ودي واحترامي