تَضاد !!

..




لَيسَ بِدعًا تَجاذُبُ الأَضدادِ=وَ اقتِرانُ الدُّمُوعِ بِالأَعيادِ
كُلُّ ما فِي الوُجُودِ يَحمِلُ مَعنَىً=آخَرًا فِي تَنافُرٍ وَ تَضادِ
رُبَّ شادٍ ؛ كَأَنَّهُ فِي حُبُورٍ=يَتَسَلَّى , وَ قَلبُهُ فِي حِدادِ !
وَ قَوامٍ ؛ إِذا تَراقَصَ أَحيَى=مُهَجَ النَّاسِ , وَ هْوَ فِي إِجهادِ !
أَتَسَمَّعتَ لِلحَمائِمِ شَدوًا ؟=فَتَفَكَّرتَ أَنَّهُ نَوحُ صادِ ؟
وَ بِأَنَّ الخَرِيرَ حَيثُ تَهادَى=لَيسَ إِلَّا تَحَنُّنَ الأَكبادِ ؟
فَرِدِ النَّهرَ ؛ هَلْ تَرَى غَيرَ باكٍ=يَتَلَوَّى بِشَهقَةِ التَّردادِ ؟
وَ ضِفافٍ عَلَى الجَوانِبِ حَرَّى=ضارِعاتٍ بِعَودَةِ الرُّوَّادِ ؟
أَمعِنِ ؛ الحَورُ وَ القُلُوبُ نُقُوشٌ=دامِياتٌ بِغُصنِهِ المَيَّادِ
يَتَدَلَّى مُلاعِبًا نَسَماتٍ=خَطَرَتْ بَينَ هَمهَماتِ الوادِي !
كُلُّ ما فِي الحَياةِ ؛ ضِدَّانِ فِيهِ=يَجمَعانِ الحَرِيرَ بِالأَصفادِ !
فَتَمَهَّلْ ؛ تَجِدْ - هُناكَ - دَبِيبًا=كامِنًا فِي الذِي تَرَى مِنْ جَمادِ
وَ تَرَ المَوتَ سَكرَةً تَتَجَلَّى=بِخُشُوعٍ كَصَرخَةِ المِيلادِ
وَ الظُّبَى أَذرُعَ الحَدِيدِ ! وَ لَيسَتْ=قاتِلاتٍ فِي صَنعَةِ الحَدَّادِ !
وَ الظِّباءَ الحِسانَ لَيسَتْ كَما تَبْـ=ـدُو حِسانًا فِي مُقلَةِ الصَّيَّادِ !
ما وَراءَ المَظاهِرِ ؛ السِّرُّ خافٍ=بَينَما الشَّكلُ لِلنَّواظِرِ بادِ
أَعيُنٌ تَزعُمُ المَحَبَّةَ زُورًا=وَ نُفُوسٌ دَفِينَةُ الأَحقادِ
وَ وُجُوهٌ عَبُوسَةٌ مِنْ جَلِيدٍ=وَ قُلُوبٌ دَفِيئَةٌ بِالوِدادِ
تَثِبُ القافِياتُ وَثبَةَ ضارٍ=فَوقَ حرفِي ؛ بِأَرجُلٍ وَ أَيادِ
فَأَرانِي ؛ مَواسِمُ القَهرِ تَهمِي=بِدُمُوعٍ عَلَى خُدُودِ سُهادِي
فَإِذا ما قَرَأتَ شِعرِيَ تَلقَى=صِبغَةَ الحُزنِ , لَكِنِ اللَّحنُ شادِ !
فَتَحَرَّ المَعانِيَ الْـ : قَدْ تَراها=فَفَمِي الصَّمتُ وَ التَّكَتُّمُ زادِي
وَ ادَّكِرْ - يا أَخا النَّصِيحَةِ - قَولِي :=( أَجمَلُ اللِّينِ ما اكتَسَى بِعِنادِ )