الكتابة والتاريخ
-------------
العمل الثقافى والادبى عملية تواصل مترابطة ومستمرة , كما التاريخ فى حد ذاته مسيرة زمنية متواصلة ومترابطة , اذا فقدنا خيطا من خيوطها فاننا نفقد ذاتنا فى شريحة زمنية كاملة ..
وبالتالى فان القراءة النقدية للاعمال الثقافية والادبية لا تعنى انحرافا ادبيا , يقوم القارئ الناقد فيه بسرقة اعمال الآخرين والكتابة بها لنفسه
والا فاننا سوف ندعو الى التفريغ الثقافى والادبى الذاتى
وان يشطح كل منا بخياله الى مدرسة ثقافية معينة يغوص فيها دون ان يلتزم بقواعد او مراجع ,
ودون ان تكون لديه الخلفية الكاملة للتواصل الادبى واستمراريته....
ومادمنا قراء نهتم بالثقافة ونسعى الى الادب بفطرة الهية سموها "الموهبة"
فاننا لابد ان تكون لدينا درجة من الوعى بالقضايا المحيطة بنا ,
فنهتم بمعالجتها على اساس التواصل الثقافى والادبى
واذا لم نهتم بثقافة الاخرين فيها حسب درجات الوعى المتاحة الينا من حيث الكم والكيف فاننا لا نستحق ما أحبانا الله به من موهبة فطرية في الكتابة الأدبية ولا نستحق حتى ان يقال عنا بأننا مثقفين واذا لم نكتب أو ننقد ما تقرأه فأننا لا نعى ما نقرأه ...
ولابد من التسليم بدور الصحافة فى حياة الناس العاديين وهو دور تثقيفى هام وضرورى فى حياة الشعوب –
حتى اننا نلاحظ الآن بان الصحيفة الناجحة هى الصحيفة التى تحتاج للعديد من الصفحات الثقافية بين القراء من الناس العاديين أو المثقفين
ولا يمكن للانسان المثقف المتميز بالموهبة الفكرية والادبية ان يقف بسلبية امام هذا الدور العقلانى ولا يساهم فيه ,
ونحن نعلم بان ابواب الصحافة مفتوحة فى الاساس للسياسة والسياسيين ثم للفن والفنانين . وفى الاخير للثقافة والمثقفين .
ومن خلال هذا المنطلق فان اهمية الاحداث السياسية المعاصرة تضع على عائق المثقف تسليط الضوء عليها من وجهة تاريخية وثقافية
والوجهة التاريخية والثقافية لابد لها من مراجع والمراجع التى قد تكون متاحة للانسان المثقف لن تكون متاحة للانسان العادى ,
فان اى دراسة تاريخية يعتمد كاتبها بادئ ذى بدء على جلب وجهات نظر متعددة من كتب متعددة قد لا تتاح للقارئ العادى الحصول عليها لارتفاع سعرها من ناحية او لندرتها فى المكتبات من ناحية اخرى
وهنا يأتى دور الانسان المثقف فى الكتابة للتاريخ
وهذا ما جعلنى اكتب الدراسة التاريخية عن رجال ومواقف ما بين 1917 الى 1937 عن المراجع التالية : الاوراق الخاصة لعونى عبد الهادى – اللسطينى فى ستين عام لأميل الفورى – مذكرات الشقيرى فى اربعين عام – ديوان الشاعر عبد الكريم الكرمى – قصة الاديب شوقى خير الله " بسمة وثورة القسام "