تحت الصفر....

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي






أيقنت بعد مضي سنوات طويلة , غريبة فريدة, أنها لن تستطيع ارتداء والدة زوجها بعد وفاتها!
وأنه لن يتفوه بما تحب أبدا, وأنها مستقلة تمام الاستقلال عن شخصية غارقة في المطبخ ! وأنها بعنادها وتحقيقها لطموح بسيط بعد مضي هذا العمر حققت فجوة بينها وبين رفيق العمر يصعب ردمها!
ورغم أنها وأنها......لذا لن تنتظر الإطراء بعد اليوم وقد خانت القدرة على التكرار!
ولأنها حققت لنفسها أمرا شخصيا باتت غير جديرة بالتقدير!!!!على الأقل لديه.....
هكذا كانت تحدث نفسها بعدما أخفقت في التبرير وتكريس سبل الفهم كي تمنطق حاجتها لتحقق نجاح ما يرضيها!!
-أنت امرأة تحت الصفر!!
قد قبلت تلك التهمة مادام لم يحرمها الأوكسجين اللازم للعيش وسط عالمها الدافئ....
عندما ينقلب مفهوم القوامة للوصاية يصبح الأمر جديرا بالسخرية...
-جهل ورجعية....
هكذا خلصت أخيرا لترضي نفسها...
وإن كان حذرا خائفا من عيون الغرباء بعدما ذاع صيت قلمها فهي لن تبيع دينها وليته يفهم!
وربما عدم ثقته تلك تجعلها خائفة أكثر!!!وتتوقع الوقوع في شرك ما مستقبلا!

الغريب في الأمر أن قدرتها على دلاله ومدحه باتت في تراجع غريب وهي على ثقة انه ضمنا سعيد معها وفخور بها مع مزيج الغيرة والتشوف لما يعجز عنه!!
-لو كنت خريج كلية الآداب لأريتك العمل الحقيقي!!
-يا بنتي عندما تحقق المرأة كل طموحاتها تتمرد على الرجل, قاعدة معروفة تجعل الرجل خائفا من إعطاء المرأة كل ما تريد...
هي الغيرة إذن بكل تفاصيلها لكنها لن تعزم على الترجرج والانزياح للظل من جديد...
قد أخفقت كل السبل لتعويض سني عجاف دون نجاح خاص تبحث عنه...
عقول متكلسة بآثار السليكون الجاف الغريب...
والمشكلة الظاهرة على السطح والسؤال الملح كيف تردم الفجوة وكيف تعود لتطرية الجو المكهرب!
دون أن تفقد ما وصلت إليه..؟؟؟؟
ما كان يدفعها دفعا لهذا العالم الأثير هو تردده دوما في قراراته المهمة الملحة لديها....
إجازات ...تعديلات منزلية...الأمر المادي كان ينغص عليهما معيشتهما وهي في روتين وثبات غريب وهي ترى كل من حولها في تصاعد مستمر فالحياة دون تجديد تصيبها كآبة مزمنة قاتلة...
ملت الهواتف التي تشكو لها زوجها وهي لمن تشكو ؟ غير إلى الله وهي لا تجد أذنا تسمعها وإن وجد :
- أنت كل المنزل يا ابنتي .....أنت أول وآخر متهم...
هو لا يسمع وهي لا تسمع وكل أصيب بالطرش العقلي!!
وهل تسير الحياة آليا؟
الغريب أنها كانت دوما تفكر لماذا لا يحلقا معا في سحابات الإبداع؟ مهما كان من الأمر ؟؟أليسا شريكين في كل شيء؟
أم حكمة تلك المعاناة هي التي فتقته؟؟؟
عندما نقرر دوما قرارات تعود بنفع خاص شخصي سوف تجر ورائها كل المتاعب!!
هل هي سمة عصر تقني؟ أم هو ناتج عن زمن يتسع باتساع عامل اللهو والراحة وتوفر كل الصعب الذي كان قديما؟
وعاد السؤال الملح يجرح فكرها....

أخيرا قررت أن تقوم بعمل تجاري خاص!!فربما عوضها من جديد عن ذلك الجفاف الـ....
وعاد السؤال من جديد والفجوة؟؟؟؟

أم فراس 29-8-2009