( حكايات لانا والجنية مانا )

ــ 6 ــ (( الصدق ))

قفزت القطة الصغيرة بسبوسة وهربت من أمام
صاحبتها الطفلة الحلوة لانا ، واختبأت وراء ظهر
الجنية الجميلة مانا وهي تُموموْ مستنجدة وتقول :
ــ مياو ... مياو ... مياو ... مانا يا صديقتي
احميني من هذه البنت المشاكسة ! .
ضحكت الجنية مانا وقالت بمرح :
ــ لانا ! .. توقفي عن مضايقة بسبوسة .. أُتركيها
في حالها ...
ولكن لانا غلب عليها المرح ، وظلّت تُشاكس
قطّتها الرائعة بسبوسة وتُلاحقها من زاوية إلى
زاوية ، بينما بسبوسة الصغيرة تهرب منها في
كلّ مكان وتختبئ بين قطع الأثاث وأواني الزينة
الفاخرة ، وفجاءة اصطدمت لانا بإحدى المزهريات الغالية فأوقعتها أرضاً وانكسرت ...
وعلى الفور جاءت ماما مسرعة والغضب يظهر
عليها مما فعلت ابنتها المشاغبة ، وقبل أن تبدأ
بمُعاقبتها بادرت لانا بالبكاء وقالت بلسانٍ كاذب :
ــ لستُ أنا مَن كسر المزهرية يا ماما ، إنها بسبوسة مَن فعلت ذلك !!! .
وبقيت لانا تتباكى وتتمسكن حتى زال الغضب عن
أُمّها التي تركتها ، ثـم أمــرت بعــد ذلك بإخراج
بسبوسة مِن البيت ...
ولما دخلت طفلتنا الحلوة لانا إلى غرفتها قابلتها
صديقتـها الجـنية الجـميـلة مـانا بوجه غاضب ونظرات عاتبة ، ثم ما لبثت أن قالت لها بحزم :
ــ لقد كذبتي يا لانا ولم تكوني صادقة ! .. ألم
تعلمي بأن المؤمنين لا يكذبون ، وبأن الله سبحانه
يكره الكذب والكذابين ويُدخلهم النار ، وأنه عزوجل يُحب الصدق والصادقين ويُدخلهم الجنة
.. لهذا يجب علينا نحن المسلمين أن نكون دائماً
صادقين ومِن أهل الخير لكي يُحبنا الله ويرضى
عنّا .
فلما سمعت لانا هذا الكلام الرائع قامت مسرعة
وحكت لأمّها ما حصل بكلّ صدق وأمانة ، فتقبّلت
ماما الحنونة منها اعترافها وسامحتها وذلك لأنّ
( الصدقُ يُنجي )
ولم تنسى لانا الحلوة قطتها الصغيرة بسبوسة
التي ظلمتها فذهبت إليها واعتذرت منها وعادت
بها إلى البيت .

نهاية الحكاية السادسة
بقلم : ايهاب هديب
جميع الحقوق محفوظة بأمر الله