القيامة الأولى
وأنا من عوض المسيح في الصلب
فما نلت اعترافا من اليهود
ولا نلت شهادة من النصارى
أبحث عن كينونة لوجودي
أبحث عمن يطهرني
من خطايا لم أقترفها
أبحث عمن يرشدني
طريق الخلاص
أبحث بين الأحياء الموتى
والموتى الأحياء
أبحث عن مكان لي
بين الأنبياء.

أسير في درب الآلام
يلف شرك الموت أشرعتي
يمزقها الضباب
ألعن أياما ضاعت مني سدى
وأحلاما من النعمى
تحولت يبابا
ماذا لو كنت صبيا
في عمر الورود
لكسرت جوف الصخر
ولصرت نبعة تغني
فيندى التراب
ماذا لو كنت صبيا
لفطمت بالروح
أذيب الأسى
أرفل في غلائل النور
المضمخ بالبخور
أزيح عني الحجاب

القيامة الثانية

كرها إلى حقل الدم
سيق بي
ممتشقا صليبي
لا يعرفني أحد سوى
من لا تدركه الأبصار
هجرني الصحابة الذين اصطفيتهم
واحدا.. واحدا
أخذوني بذنبي
لما اتهموني بتمجيد المحار
منحتهم أعشاب قلبي
وهم: ناولوني دما فاسدا
وصولجانا من نار

طرزت أسمالهم
بعذاب روحي
أنبت لهم روضات عذراء
تظللهم
سقيتهم من كؤوس محبتي
أيقظوا لي أشباح الموتى
ثم قالوا: إذهب وربك فقاتلا
إنا ها هنا..
نحبك ميتا
أغرزوا أسنتهم في جمجمتي
وشواهد قبور أعدت
من أجلي سلفا
قلت: سأظل أحمل تاريخ النبوءات
وألواح النار
تندروا بحكايتي
لايضيرهم لو خنقني البحر
أوجرفني التيار
لكني سأغفر أخطاءهم
سأحفظ أسرارهم
سأحمل أثقالهم
وسأنثر على قبورهم
مزيدا من الأزهار.

وكنت المنفي المطرود
من كل الأبواب
المثقوب الجسد
المسفوح مني دمي
أقتات من رميم عظامي
فيتسع المستنقع الآسن أمامي
أساءل نفسي:
هل كتب علي المنافي؟
هل كتب علي الغياب ؟
من أكون أنا؟
من أكون ؟
لا الكلمات كلماتي
ولا المقلة مقلتي
لا المرآة مرآتي
ولا التربة تربتي
مفردا أصارع غربتي
معمدا بدم ليس له مدى
أصيح مستغيثا
ماسكا دمعتي
فيهتز العرش
ولا يجيبني غير الصدى

ها أنذا عار
أصلب أمامكم
مجهول الإسم والهوية
ها أنذا عار
أصلب أمامكم
معلقا رأسي على غصن
دالية الأحزان
ظفروا لي إكليلا من شوك
صلبوا كل الحمام
ومضوا بسلام .