قصيدة خباء ( يوسف أبو سالم )
...
خِبــــــــَـــاءْ


خَبّئــي في جبينـكِ القمـــــــرْ
كلمـا فــاضَ أيقـظ السّهـــــرْ

واجْمَعي الضُّوءَ مِنْ سُدولِهِ
وانعثيني أُلَــــوّنُ الصـــــورْ

واغْسلي الحُـبَّ في غُيوثــهِ
واهْدُلِي في خِضابهـا المطـرْ

واسألي النبضَ جُنّ في دمي
راعفُ البوحِ كلمــــا هَــــدَرْ

أيـنَ لي بعض مفـرداتــــــهِ
روضُـــكِ المبتغـددُ الثمــــرْ

سَبَـــــأي فيــكِ أيـنَ تختبــي
هل يُوارِي انهمارَها الخفــرْ

كـــلُّ بلقيسَ فـي عرينهـــــا
ومضـــةٌ في بروقكِ الأُخَـــرْ

خَبِّئــِـــي سَــرْدَ قيثارتــــــي
كيفمــــا شِئْتِ يفضحُ الوتـرْ

كلّمـــــا راحَ يَسْتَرِقُّّـــنـــــي
جَــــدَلُ الهُـدْبِ أُمْعِنُ النظـرْ

أنا صـــادٍ تنـــاهبَ الظمـا
زَمْزَمِي والمحـارَ والــدررْ

قــــدْ تداعيتُ فاسْتَبـَــاحَنـــي
مِنْ حُمَيّا الصُّدُودِ ما انتشــرْ

وصدى الشوقِ وهو يصْطَلي
بِسياطِ الوعـــــودِ والسَّفـَــــرْ

أوَ تدريــــنَ إنْ وَسَمْتِـنـــــي
بِرُقَـى الجمـْـراتِ والشّـــــرَرْ

والتقاسيــــمَ وهي تـَرْتــــدي
دنْدَنـــاتِ الحفيفِ والشجـــرْ

فالمواويلُ عَطْـــفُ بانــــــِـهِ
كُلّمـَـــا سالَ ضــوؤُهُ القمــرْ

يوسف أبوسالم


http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=36078

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

قصيدة خباء قصيدة رائعة للشاعر يوسف ابو سالم ....

لكنها تحتاج لدراسة عروضية دقيقة لأنها شاذة الوزن.....

وهي من محاولات الشاعر يوسف ابو سالم في ابتكار وزن وبحر جديد

كقارئ حينما قرأتها تخيلت أنها من الخفيف وسأقول لكم لماذا اعتبرتها من الخفيف فيما بعد إن شاله


حقيقة التجارب على هذا الوزن ربما ستؤكد روعة هذا البحر مستقبلا

لأننا لا نستطيع الاعتماد على تجربة شاعر واحد وهو الشاعر يوسف أبو سالم
الذي ابتكر هذا الوزن ...


أراه ابتكارا وتجديدا حقيقيا في علم العروض وقد يحسب ذلك نقطة لصالح الشاعر يوسف ابو سالم

....لكن بشروط

وأول هذه الشروط هو أن نحدد تفاعيله بدقة كي لا يحدث تشابه بينه وبين بحور اخرى او كي لا يخاله الدارسون للعروض شبيها للخفيف

والدقة هنا مطلوبة لأن علم العروض يعتمد على الدقة وقوة الملاحظه




فعلى سبيل المثال .....

القصيدة جاءت على وزن :


فاعلن فاعلن مفاعلن

كما زعم الشاعر يوسف ابو سالم وكما قال في رده في رابط القصيدة

وعلينا أن نتأكد بأنها لا تشبه بحرا آخرا حتى نعتبرها تجديدا وابتكارا حقيقيا يحسب للشاعر

أنا من البداية كنت أحسبها من الخفيف أو من وزن قريب من الخفيف

فاعلاتن مستفعلن فعلْ ....

نلاحظ أن غالبية البحور نستطيع تحديدها وتمييزها عن بعضها من التفعيلة الثانية ...
وما يجعل هذا الوزن مختلفا في وزنه عن الخفيف هي التفعيلة الثالثة .....فعلْ

وهذا يعني أنه شبيه بالخفيف ويجعلنا نعتقد أن لا جديد في وزن القصيدة

لكنني هنا أنا كنت أفترض أن الوزن في الأصل هو ( فاعلاتن مستفعلن فعل ْ )





وتوقعت أن الشاعر استخدم جواز حذف الثاني الساكن ...في تفعيلة مستفعلن
فصارت مفاعلن .....

لهذا ظننت أن القصيدة هكذا وزنها في الأصل


فاعلاتن مستفعلن فعل ْ .....

لأنها ليست على هذا الوزن

بل هي جاءت في جميع الابيات ......

فاعلاتن مفاعلن فعل ْ ....

بمعنى .....

أن ..القصيدة ...ليست مشتقة من الخفيف

وليست مفاعلن مستفعلن ...

نستطيع اعتبار مفاعلن ..تفعيلة أساسية واصلية ....

فيكون الوزن الاصلي لهذه القصيدة


فاعلاتن مفاعلن فعلْ






..

لكن الشاعر خالد أبو سالم وضح في رابط قصيدته

أن الوزن هو ...فاعلن فاعلن مفاعلن ...



وأعتقد أن فاعلن فاعلن مفاعلن يساوي من حيث الوزن فاعلاتن مفاعلن فعلْ

أليس كذلك ؟؟ هو نفسه لا فرق بينهما ....

لكن كي لا نقع في جدل وخلط

لا بد من الشاعر او من بعض العروضيين ان يحددوا تفاعيل هذا الوزن بدقة

أنا سأقترح أن تكون التفاعيل على وزن

فاعلاتن مفاعلن فعل ْ

وسبب ذلك لقد وضحته أعلاه ....


وليس فاعلن فاعلن مفاعلن ْ كما قال الشاعر يوسف أبو سالم

ولن أعتبر الوزن أيضا

فاعلاتن مستفعلن فعلْ


وسبب ذلك هو مهم جدا جدا ....

وهو في التفعيلة فاعلن ...لو استخدم فيها جواز حذف الثاني الساكن في فاعلن
ستصير فعلن ..

وسيصبح الوزن ...فعلن فعلن مفاعلن !!!

.....وسوف يتغير لحنه تماما ......بالذات لو استخدمنا الجواز في شطر وفي شطر أخر لم نستخدمه

كأن يأتي مثلا :


فعلن فعلن مفاعلن ْ = فاعلن فاعلن مفاعلن


لكن لو كانت تفاعيل هذا الوزن في الاصل


فاعلاتن مفاعلن فعل ْ

وقام أحد الشعراء بحذف الثاني الساكن في فاعلاتن فصارت فعلاتن على سبيل المثال

سيصير الوزن

فعلاتن مفاعلن فعلْ


لذا لن يكون هناك اختلاف كبير في اللحن ........

مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا تتغير مفاعلن أبدا
.لأي شكل آخر كأن تكون مثلا ( مستفعلن )

أو أن نعتبرها في الأصل مستفعلن بعد حذف الثاني الساكن

فكما تعرفون ان مستفعلن بعد حذف الثاني الساكن تشبه مفاعلن

.لأننا لو اعتبرناها مستفعلن

سيكون الوزن شبيها بالخفيف ولن يعتبر الوزن مبتكرا ومبتدعا

..