مازلت من شبح التعاسة اهرع
أين المفر ودهري منها مشبع
لم اصح يوما من عظيم مصيبة
إلا أتى خطب يليها مروع
ماذا أقول وما احدث إنني
من سوء حظي معذب وملوع
سيقت هموم الأرض نحو فنائي
فكأنها بفنائي تتجمع
عكس القوانين التي قد نظمت
ألقى الأمور بعكس ما أتطلع
أصبحت للشؤم كغابة قاصد
فنظر ضروب الهم كيف تنوع
في كل ما أبغيه ارج خائبا
التف في أحزانيّ أتوجع
كثرت أفانين العذاب تنوعا
في النفس تقطن تزدهي تترعرع
كم مرة للرزق اقرع بابه
وكأنه في الباب من لا يقرع
يا صاحبي والكون خلقة خالق
والحظ فيه مقسم وموزع
لاتطلبن سوء نصيبك آمنا
يأتي النصيب وأنت لا تتزعزع
فاضرع لمولاك الكريم فانه
طوبى لمن بمصابه يتضرع
أأخي لا تقنط فدار تعاسة
نبلى بها ولكأسها نتجرع
أأخي لانحزن على دار الفنا
فهي الزوال نعيمها لا ينفع
والمرء بالأيمان يسمو عاليا
بالعلم والخلق الرفيع ممنع
للصابرين جنان خلد قدرت
فهي البقاء بها المحل الأرفع
فاقنع بما أوتيت واعلم انه
كنز القناعة في حظوظك انفع