( ســـــــلـــطــان الــــهـــــوى )



الـقـلبُ لـولا فـيـض حـُبـك ما ارتـوى

ثــَـمـِـلاً ولــولاكِ الــهــوى مـا كــانـا

ما كنتُ أعرف قبل وجهك ما الضُّحى

أو كـان يـعـــرفُ قــاربـي شـُــطــآنـا

فـكـم انـتـظــرتــكِ جــــنــة لي بـعــدمـا

عـانـى الـفــؤادُ مـن الـهـوى حـرمـانـا

كـمْ مـِنْ عـروسٍ كـنـتُ أرسـمُ حالـمـاً

وأبــــــدِّلُ الأشــــــكــــالَ والألــــوانــا

ولكـمْ سـمعـتُ عـن اللـواتي نـلـنَ مـن

أعــتـى الـرجـال وكـمْ رأيـتُ حِـســانـا

لــكـنـَّـني فــيـكِ اكــتــشــفـتُ عــلاوة

عــمّــا ذكـــرتًُ تـواضُــعـاً وحَــنـانــا

أمَّـلـتُ فـيـكِ بـَــــراءَ جـُــرحٍ نــــازفٍ

مُـســتـيـقــظٍ مـا أطــبــق الأجــفـــانـا

ولـقـد دفـنـتُ بـتـُربِ عـيـنيـكِ الأسـى

وغـسـلـتُ في بحـريـهـمـا الأحــزانــا

وهـربـتُ مـن كـانـون أمـسـيَ راجـيـاً

دفء الــربــيــع مُـؤمِّــلاً نــيــســـانــا

حــســـبـي بــأنـــك أول امـــــرأة أنــا

أحــبــبــتـُـهـا فـكــفــتـنـيَ الـخــذلانــا

أتـرعـتِ لي كـأس الـغــرام مُـعـتـَّـقـاً

ولــقــد حــيــيــتُ لأجـــلــه ظــمـآنــا

أرعـى حـُــروف الأبــجــديــة كـُـلــهـا

وأســــوقـهـا مُـــنـــقــادة قـُـطــعــانــا

فـأقــولُ فـيــكِ قــصـائـدي مُـتـغـــزِّلاً

وعـلـى خـُــطــاكِ أوقـِّـــــعُ الأوزانــا

الشـمسُ تفـردُ في جـِنانـك شـَعْـرها

والـيـاســمـيـنُ يـُمـاحـك الــرَّيحـانـا

والــطـــائــران الـعــاشــقـان أراهـُمـا

يـــتــعــانـقــانِ وأســــمـعُ الألـحــانــا

فـي مُـقـلـتــيــكِ أرى تــرابـاً طـاهــراً

وأرى كـــذلــك فــيـهـمـا خـُـلــجــانــا

مــجــنــونَ لــيــلـى تـــارة أبــدو أنـا

لــمـّـا أراك وتـــــــــارة لُـــقـــمـــانــا

جــرَّبــتُ أسـبـابَ الـعــذاب فـلـمْ أجـد

أقـسـى عـليَّ منَ الـهــوى سُــلـطـانـا

مَـنْ قـال أنَّ الـحُــبَّ مَـنـقــصـةٌ لـنـا

نحـن الرجـال ويُـخـسـِـرُ الـمـيــزانـا ؟ !

مَـنْ قـال أنَّ الـعــشــق عـــارٌ يـنـبـغي

ألا يــُــلــــطـــخ وحْــــلــــهُ الأردانــا ؟ !

أو أنَّ مَـنْ في الـعــشــق ذاب فـــؤاده

فــقـد اســتـحـق مَــســبـَّة ولِـعــانـا ؟ !

إنـّـي أرى في ذل حُــــبــي والــهـــوى

عـِــــزَّاً ومـجــداً لـي ولــيـس هـَـوانــا

وأنــا فــخـــورٌ يــا رجـــــالُ بــأنــنـي

فـي حـُـبـِّهــا أســـتــعــذبُ الإذعــانــا

عـُمـري لها وقفٌ ، وروحي إنْ تشأ

أعــطــيــتـُهــا بــتــسـامـح مـَـجـَّـانــا

لا خـــيــرَ فـي رَجـُـلٍ تـجــمَّـدَ حِــسُّــهُ

يـأبـى الـهـوى لا يـعـشـق الـنـّسـوانـا

مـا قـيـمـة الــدنـيـا ومـا هـو طـعـمـهـا

إنْ لـم تــكــنْ حَـــوّاءُ فـي دنـــيــانــا ؟ !

وهــل اســتـقـام الـعـيــشُ لــولا أنــهـا

كـــانــت لآدمَ مَــسْــــكـــنــاً وأمــانــا ؟ !