تقنيات التنويم المغناطيسي الذاتي – Selv - Hypnosis



عرف الإنسان التنويم المغناطيسي منذ آلاف السنين ومارسه على الناس والحيوانات بذات الآن ، وأعتمد التنويم في الخير كما وفي الشرّ وللأسف ، وقد كان للطبيب الألماني Franz – Anton Mesmer ، الفضل في إعادة أحياء هذه القدرة الإنسانية القديمة قدم الدهر ، وقد أكتشف الرجل أنه يملك تلك القوة المغناطيسية التي أسماها المغناطيسية الحيوانية والقادرة على نقل الآخرين إلى حالة من النوم وبذات الآن القدرة على شفائهم من الأمراض ، ولم يكن الرجل يعرف في حينه أن للمخ كل هذه القدرات على الشفاء حين يكون الوعي هادئاً مسترخياً وحين تكون الأمواج الكهربية المخية على حالة ال ( ( Alpha .
البعض أتهمه بالسحر وآخرون عللوا الأمر بأنه موهبة خاصة لديه ، ولكن بكل الأحوال فهي قدرات إنسانية موجودة لدينا نحن جميعاً . الحقيقة أنني لم أشأ في هذا المقال أن أدخل في التفاصيل التاريخية والنظرية للتنويم المغناطيسي ولم أتحدث عن استخداماته ذات الطابع الاستعراضي ، بل توجهت في المقال إلى التنويم المغناطيسي الذاتي والذي يمكن أن يغني المرء عن الاحتياج للآخرين في معالجة علل نفسية وجسمانية مؤلمة .
وقد انتخبت في هذا المقال القصير تمرينين فقط ، لأن أحدهما واسعٌ بحيث شغل مساحة كبيرة من المقال وحرمني فرصة ذكر تمارين أخرى لحالات أخرى من العلل النفسية والفسيولوجية .

1- تقنية النقطة الوسطى ( Navel Technique ) :
_________________________ ____

هذه التقنية تستخدم للحماية من الضغوط النفسية والإجهاد العصبي ومن أجل الراحة وهدأة الفكر والشعور :
1- جد لك مكاناً هادئاً منفصلاً عن الناس وليكن غرفتك مثلاً بعد أن تغلق الباب وتفصل الهاتف وتنبه الآخرين بعدم الإزعاج .
2- أضطجع على ظهرك على سريرك وأغلق عينيك .
3- تنفس ببطيء وبعمق شديد ، بحيث ترتفع معدتك إذ تمتلئ بالهواء عند الشهيق وتهبط حين الزفير .
4- خلال هذا التنفس العميق ( من الرئة ) قم بتركيز عين ذهنك الداخلية على سرّتك أو مركز البطن ، أي تخيل صورة هذه المنطقة في ذهنك وتمسك بالصورة من أجل طرد بقية الصور التي تدور في الخيال .
5- أستمر بالتنفس العميق ( من الرئة وإليها ) بذات الآن الذي تتمسك فيه عين خيالك بصورة منطقة وسط البطن ( أو ما نسميها السرّة بالعربية ) ، وكلما وفدت على الذهنِ أفكار أخرى أطردها ببساطة وبدون توتر وعد إلى ما أنت عليه .
_________________________ _________________________ ___________________
هذا التمرين البسيط يهدف فقط إلى الراحة النفسية والتخفيف من التوترات العصبية ، ويمكن أن تنجح في الوصول إلى حالة الاسترخاء التام بعد دقيقة أو دقيقتين من مصارعة الأفكار والصور الداخلية الأخرى ، وأحيانا قد تحتاج إلى وقت أطول .
يمكن أن نضيف لها التمرين ذكر إيحاء قصير ومعبر يساعد على تسريع عملية الاسترخاء من قبيل أن تقول لنفسك في داخلك " أنال مسترخ …أنا مسترخ …" تقول هذا وتكرره بينما أنت تفكر بوسط البطن وتركز ذهنك على صورة " السرّة " .
بالمناسبة هذه المنطقة لها اعتبار كبير في الممارسات الروحية والسيكولوجية وتعتبر مركز إنتاج الطاقة حسب الديانات الهندوسية والبوذية .
_________________________ _________________________ ___________________


2- تقنية البطارية الكونية The Cosmic Battery Technique :
_________________________ ________________

يستخدم هذا التمرين لمعالجة مشكلة الخجل والتردد وضعف الثقة بالنفس ، والتي هي في الغالب من مخلفات الطفولة والتربية السيئة المحافظة للغاية ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك عوامل أو أحداث تحصل في فترة الشباب أو حتى ما بعدها من قبيل الخيبة في الحب أو الفشل التجاري والمهني والتي تنعكس على نفسية المرء وسلوكه ، فيغدو مجدداً خجولاً متردداً مهزوزاً .
من المؤكد أن الخيبة أو الفشل يمكن أن يتجاوزه المرء في حينه بإعادة تقييم الحدث والبحث عن الجوانب الإيجابية في هذا الذي حصل ، لأنه إن استسلمنا للخيبة أو الهزيمة الواحدة فإنها تفتح الباب على مصراعيه لما لا يعد من الإحباطات والهزائم والخيبات ، لكن على أية حال إن كنتا فقدنا القدرة في السيطرة على تيار السلبية الذي غزانا ، فحريٌ بنا أن نتبع هذه التقنية لأنها تساعدنا في الخروج من الحالة السلبية وتعيدنا مجدداً إلى وضعنا الطبيعي الإيجابي .
تذكر عزيزي القارئ أن السلب والمرض والخمول والفشل ليست هي القاعدة الطبيعية للسلوك والعمل الإنساني بل إنها الشذوذ أما الصحة والجمال والنشاط والتفوق فهي القواعد وهي قدر الإنسان الحقيقي الشجاع .
حسناً لنذهب لهذه التقنية ونرى كيف نطبقها .

دليل الممارسة خطوةٍ بخطوة :
_______________
1- إذا كان ممكناً لك عزيزي القارئ أن تمارس هذا التمرين في مكانٍ منعزلٍ هادئ في الخارج ، في حديقة أو بستان أو شاطئ منعزل فبها وإلا فبمقدورك أن تمارسه في الداخل ( في غرفتك ) بعيداً عن أعين الآخرين .
أستلقي على ظهرك على الأرض بحيث تحس بملمس الأرض العارية سواء كانت أرض الحديقة أو أرضية الغرفة ، دع ذراعيك يستلقيان إلى جنب ، بحيث يكون باطن الكفين إلى الخارج جهة السماء ، ودع ساقيك يمتدان إلى أقصاهما بحيث يلامس كعب القدم الأرض وينفتح باطن القدم قليلاً صوب السماء .
2- أغلق عينيك وتنفس بعمق وحاول أن تفرغ ذهنك من كل الأفكار ، عبر انشغالك بالتنفس ومتابعة الأوكسجين الذي يدخل إلى الرئة حاملاً الصحة والحياة والزفير الذي يخرج آخذاً معه التوترات والخمول والتعب .
3- بعد ثوانٍ أو ربما دقائق من هذا التنفس العميق والتأمل في دخول النفس وخروجه ، ستشعر بأن جميع الأفكار الأخرى قد ولت هاربةٍ وعاد الذهن صافياً رائقاً ، أستشعر صفاء ذهنك وكن واعياً له ومستمتع به ، عندما تستشعر أنك مسترخ قم بالتنفس بشكل أعمق بحيث تفرغ الرئة بالكامل من الهواء وتعيد ملئها بالكامل أيضاً ، إنما أفعل هذا بتلقائية وحسب الإيقاع الطبيعي للتنفس إنما فقط بشكل عميق وهذا هو المهم ، أفعل هذا لعشر مرات .
4- إذا كنت تمارس التمرين في الخارج أفتح عينيك وتطلع إلى السماء بشمسها ( إن كان الوقت نهاراً ) أو نجومها ( إن كان الوقت ليلاً ) ، أما إن كنت تمارس التمرين في الداخل فأغلق عينيك إنما تخيل الشمس أو النجوم والقمر أمام شاشة الذهن أو جفن العين من الداخل .
5- تخيل هذا الذي في السماء الآن ( الشمس وأشعتها الفضية التي تملأ الكون ) أو النجوم والكواكب والمجرات والأقمار التي لا تعد .
تخيل كل هذا وأستعرضه في ذهنك وأنظره كصور متلاحقة تملأ شاشة الخيال ، تخيل هذه السعة الرهيبة للكون وهذا الجمال العظيم والإبداع الرهيب في الخلق وهذا التنوع المفرط وتلك القوة الجبارة التي لا تحد ولا تُعد ، أبق في حالة تخيل لكل هذا لأطول فترة ممكنة .
6- الآن أفرد أصابع كفيك على سعتهما وشد أصابع قدميك إلى الأعلى وتخيل نفسك وأنت تتلقى فيوض الطاقة الكونية بأصابعك المشرعة وكأنها هوائي رادار أو جهاز استقبال للأمواج الكهرومغناطيسية … تخيل أن الطاقة الكونية تهبط متسللة عبر أطراف أصابع يديك وقدميك … أكرر تخيل أطرافك وكأنها هوائيات ( مهم جداً ) وتخيل أن الطاقة الكونية تتسرب عبر أطرافك لتملأ جسمك بالطاقة والحيوية والعافية والقوة .
7- تنفس بعمق ومع كل جرعة أوكسجين تأخذها رئتيك ، تخيل نفسك وأنت تتجرع شحنة هائلة من الطاقة الكون ، تخيل جسدك وكأنه بطارية كونية تشحن من هذا الفضاء العظيم الذي لا يحد .
8- قل لنفسك بصوت مسموع أو في داخلك " إنني اشحن نفسي بالطاقة الكونية مع كل نفسٍ أرتشفه ، إن طاقتي الكامنة تتسع وتكبر وتنمو بشكل رهيب ، إنني أغدو أقوى ، أكثر شجاعةٍ مع كل نفسٍ أتلقاه ، إن وعيي بتنامي بهذه القوة التي تكبر وتكبر وتنمو بسرعة ، إنني أتخلص شيئاً فشيئاً من خجلي وعدم ثقتي بنفسي ، إنني واثق بقوتي وواثق من شخصيتي " .
9- في هذه المرحلة التي ستكون فيها قد بلغت اليقين من إنك قوي ، تنفس بعمق أكبر وأكبر وأنتبه إلى هذه الطاقة التي بدأت تعتلج في داخلك ( مهم جداً أن نعي وننتبه لمظاهر القوة لأن هذا سيعززها أكثر فأكثر ) .
01- قل لنفسك الآن : " بمثل هذه البطارية القابلة لإعادة الشحن مرات ومرات وبلا انقطاع ، يمكنني أن أجمع كل طاقات الكون في داخلي ، وبالتالي يمكنني أن أمتلك القوة على فعل كل شيء ، طاقة الكون فيّ كطاقة الشمس والريح والكواكب ، أنا قوي ، أنا قوي للغاية ، أنا أملك إرادة قوية وبمثل هذه الإرادة وبمثل هذه البطارية الكونية العظيمة القادرة على تلقي الشحنات الكونية الجبارة ، بمثل هذا لا يبقي في داخلي أي شعور بالخوف أو الخجل أو الضعف أو التردد ، ليس إلا القوة والشجاعة والثقة العظيمة بالنفس ، أنا أعرف أنني لن أكون من الآن فصاعداً متردداً أو خجولاً أو خائفاً ، لأن ليس لمثلي أن يخاف أو يخجل أو يتردد ، أنا قوي ، أنا قوي ، أنا قوي …" .
11- الآن قرب بين كفيك وأشبك الأصابع ببعضهما ، وقرب القدمين إلى بعضهما بحيث تلتصق القدمين مع بعضهما ويتلامس الإصبعان الكبيرتان مع بعضهما وتنطبق الساقين والفخذين على بعضهما ، الآن تخيل أن كل هذه الطاقات الكونية التي تلقيتها من الفضاء الكوني الخالد الفسيح أنها تسري في جسمك في دورةٍ لا تنقطع ولا يتسرب منها شيء إلا الخارج ن لأن الدائرة مغلقة .
12-كرر لنفسك الآتي : " جسمي مثل البطارية المتكررة الشحن ، جسمي بطارية مشحونة بالكامل بالطاقة ، إنني أفيض بالطاقة الكونية العظيمة ، إنها تغمرني وتشع من كل مسامات كياني .
21- إذا كانت عيناك مغلقتان ، أفتحهما الآن ، أنهض واقفاً ، تمدد نحو الأعلى برفع جسمك على أصابع القدمين مع رفع ذراعيك إلى الأعلى ، تنفس مجدداً بعمق وقل لنفسك الإيحاء التالي : " أنا ممتلئ بالطاقة ، أنا مشبع بالطاقة ، أنا لا أخجل ولا أخاف ولا أتردد وليس لدي ضعف أو عدم ثقة " .
31- إذا كان ممكناً ولم يكن لديك مانعٌ صحي ، يمكنك أن تأخذ حماماً ساخناً ( ليس فاتراً بل ساخناً إنما بدرجة معقولة ) ، ثم أعقبه بحمام بارد ، بهذا ستختبر الديناميكية التي تولدت فيك عقب هذا الشحن الكوني لبطاريتك ( جسمك ) .

_________________________ _________________________ ___________________

إذا كان خجلك أو ترددك ذو جذور عميقة جداً في عقلك الباطن ، وبحيث يتكرر دائماً وفي كل موقف تقريباً ، في هذه الحالة كرر التمرين مرتين في اليوم الواحد ( واحدة في الصباح وأخرى في المساء ) ولمدة ثلاث أو أربعة أسابيع ، لكن لو كان ضعفك أو ترددك وخجلك لا يظهر إلا في حضور ناس معينين ولمرات قليلة ، فلا تحتاج إلا لتكرار التمرين لمدة أسبوع أو بالكثير عشرة أيام ، ولمرتين في اليوم أيضاً



أحب ان اضيف الملاحظات التالية :

ما يجعل التنفس عميقا هو انتفاخ أسفل البطن بالهواء أثناء الشهيق وتمدده نحو الاعلى وليس فقط تمدد منطقة المعدة

ما يساعد على التنفس الصحيح العميق الذي يؤثر على طاقة الجسم بفعالية هو جعل اللسان خلف الاسنان الامامية العلوية وبالضبط في أول المنطقة الامامية لسقف الحنك لان ذلك يساعد على ارتخاء عضلات الوجه من جهة ومن جهة اخرى وهو الاهم ان هذه الوضعية للسات تساعد على توحيد مسار الطاقة في الجسم عبر المراكز الأمامية والخلفية لتصبح دائرة واحدة .

الايحاء للنفس أثناء التنويم يجب ان يكون عبر التأكيد الإيجابي وبصيغة الحاضر فلا ينفع مع العقل الباطن الذي نخاطبه بالتنويم الصيغة السلبية انا لن اخاف ......أنا لن أخجل وإنما الصحيح أنو أؤكد لنفسي أنني شجاع ..أنا واثق ....أنا أستطيع ان اتحدث بثقة وهكذا

أن ما يفعل التنويم وخصوصا الذاتي هو دمجه مع تقنيات الطاقة العديدة جدا ومنها التي ذكرت تقنية البطارية
مع التأكيد على الاستعانة بالله العظيم خالق الطاقات الكونية كلها والتذكر الدائم ان الطاقات الكونية الأربعة وهي الهواء والضوء والتراب او المعادن والماء لا تملك اية خاصية بذاتها وما يفعّلها ألا الله تعالى . لذلك اولى بنا نحن المسلمين وكل المؤمنين الموحدين لله كخالق أوحد أن نمارس هذه التقنيات بطريقة إسلامية تتناسب مع هويتنا الروحية وهي العبودية المطلقة للخالق الواحد، حتى لا يصيب الروح ما أصاب العقل عندما آمن بذاته وماديته وخرب في الدنيا ما خرب لان ماديته المحسوسة التي بنى عليها علمه كانت قمة جهله
أكرر حتى لا يصيب الروح ما أصاب العقل بانفتاح الكثير على علوم الطاقة وتقنياتها فتركز هذه الروح على امل أمل الاستفادة من الطاقات الكونية وتنغر الروح بقدرتها على تسخيرها فتؤمن بذاتيتها وتوحدها مع هذا الكون كمنظومة واحدة وينسى في غمرة هذا الاحساس الزائف بالقوة مسبب الاسباب كلها الخالق العظيم البارئ المصور الذي له الاسماء الحسنى كلها

أؤكد على اهمية التكرار المستمر اليومي لهذه التقنيات لفترة لا تقل عن اسبوعين -3 أسابيع مهما كانت الاحوال لان أقل من هذه الفترة سيكون التحسن وقتيا وسيزول لان العقل الباطن لن يتخذه برنامجا ثابتا لتغيير السلوك على اساسه

أنبه من يريد ممارسة هذه التقنيات أن هناك مصيدة العشرين يوماالتي يتراجع عندها الكثيرون عن الاستمرار بهذه التمارين فهم سيلاحظون تسارع الافادة الواضحة منذ الممارسات الأولى ثم تتوقف هذه الافادة وتثبت وتصبح عادية تجعل الشخص يفكر وماذا بعد ؟ ولماذا كل هذا التعب؟ فأن كنت عزيزي الممارس تريد ان تحصل علىالفوائد الدائمة في حياتك ككل فالأفضل لك ان تتابع مهما كان الوضع ويساعدك في ذلك التركيز على ما تريد الحصول عليه وتخيله دائما واستشعاره بصدق كأنه حقيقة واقعة

أؤكد للأخ الكريم الرساوي أنه طبعا من الافضل اولا ان يمارس التنويم من قبل شخص ثان ولكن وهذا هو المهم ان هذا ليس شرطا فأي شخص عادي يمكنه ان يعدل من تنفسه ويساعد نفسه على الاسترخاء والتخيل ثم يوحي لنفسه ما يوحي عن طريق التنويم ، لان التنويم أصلا حالة طبيعية نمر بها كلنا في اوقات مختلفة مثلا مرحلة ما قبل دخول النوم ...أحيانا عند القيلولة التي قد نسترخي فيها لكن لا ننام ، احيانا عند ركوب القطار أو الحافلة والتركيز على تتابع الاشجار او على صوت المحرك الرتيب حيث نسترخي وهنا قد نصل في هذه الحالة من الراحة العقلية إلى تذكر شيء نسيناه إوإلى الوصول لحل مشكلة معلقة وهنا ايضا نستطيع استغلال هذه الحالة الطبيعية بالإيحاء الإيجابي لانفسنا أو لاولادنا بالصيغ المناسبة التي تحقق لنا او لاولادنا ما نريد

منقول