قصيدة في اللاحب ،، للشاعر : عبد الرحيم محمود




خنـت حبـي فأينمـا ســرت سـيـري


واهجرينـي فليـس مـنـك مصـيـري


واحسبـيـنـي بـأنـنـي مـــت شــوقــا


واتـركـيـنــي لـقـلـبــي الـمـكـســور


واتركيـنـي لـغـاطـس فـــي جـمــان


فـي جمـال الأزهـار تحـت الحـريـر


ودعــيــنــي كــعــاشــق يــتــلـــوى


من حريق الهجـران فـوق السريـر


وارحميني قـد ضـاع فيـك صوابـي


بـيـن عـصــف الـمــزاج والتكـفـيـر


مــــا أنــــا لـعــبــة ولا أنـــــت رب


تلبسينـي إن شـئـت ثــوب الفـجـور


أشـهــد الله مـــا عـشـقـت ســواهــا


غيـر أنـي ملـلـت عـصـف السعـيـر


فـهـي كـانــت كـجـنـة مـــن جـمــال


وهـي كانـت مــن رائـعـات الـحـور


وهـي كانـت كـمـا الــورود تغـطـت


مـن عبيـر الــورود شــال الخـريـر


ثـم صـارت فــي كــل يــوم هجـيـرا


تغـرق القلـب فـي لظـى الزمهـريـر


كـنـت عصفـورتـي فـصـرت يـبـابـا


وذوى فــيــك يـانـعــات زهــــوري


كـنـت لا تعرفـيـن الـحـيـاة بـدونــي


مـا جـرى كـي ترحلـي مـن أثـيـري


كـنــت كـأســا مـــن النـبـيـذ ملـيـئـا


وأنـــا فـيــك صــــرت كالـمـخـمـور


كـنـت شـهـدا مــن حـسـنـه أتـغـنـى


فــوق غـصـن الـغـرام كالعصـفـور


كنـت عـذراء عذبـة الريـق صبـحـا


وجمـيـع الـنـسـاء بـعــض الـزفـيـر


كنـت فـي الحسـن للجـمـال سفـيـرا


يـا لعـذب الـرضـاب ريــق السفـيـر


جسـمـك الـنـاعـم الـقـطـوف تـثـنـى


كي يُرى الحسن نائما في سطوري


كـنــت كـالــوردة الـلـذيــذ شــذاهــا


فلمـاذا بالشـوك يُكـوى شـعـوري ؟


أنـــا كـالـصـقـر لا يــــذل جـنـاحــي


وربـيـع الجـمـال عـشـق الـصـقـور


كل نسـر يعيـش فـي السفـح دونـي


لست أرضـى النـزول بيـن النسـور


رائعـات الهـضـاب كـانـت مـهـادي


وكـرومــي بحـانـيـات الـخـصـور ؟


كـيـف تنسـيـن كـــل حـقــل حـوانــا


وارتـوى الزهـر راعشـات الستـور


يـا جمـيـل العـيـون أمعـنـت هـجـرا


ورحـيــلا عـــن عـشـنـا المـهـجـور


كــــل يــــوم أراك رعــــدا وبــرقــا


يكتويـنـي مــن سـافـيـات الهـجـيـر


مـن غصونـي إذا تشائـيـن روحــي


مــن سمـائـي إذا تشائـيـن طـيــري


واتركيـنـي بـروضـة مــن حـروفـي


ليـس فيهـا سـوى هـدوء ضميـري


وارحـلـي لـيـس بينـنـا بـعــد هـــذا


غـيـر قـلـب قــد مــل قـيـد الأسـيــر


واتركيـنـي فـراشـة مـــن ومـيــض


تشـرب الحسـن مـن عيـون الغديـر